وجهة نظرنا
إسقاط لفريضة الأمر بالمعروف
يدور الآن على السنة معظم طلبة الحوزة الشريفة ومنه انتقل الى حديث العامةمن الناس مع ما هو موروث عندهم لسبب وآخر، بأن الإنسان عليه نفسه وليس عليه من عملالآخرين من مسؤولية وإن كان عملهم فيه إثارة لفساد أو إشاعة لمنكر أو انتشارلرذيلة، تلوث الجو الاجتماعي العام وتصعب من مهمة التخلص من آثاره التي ستصيبحتماً احد أبنائه أو بناته أو بعض معارفه ومتعلقيه، وحينما يصل إليه عجاج الفسادويمس شخصه ويلطخ سمعته ينتفض صارخاً ويثور باسلاً وأما عند عدم وصول العجاج إليهفلا أُذن سمعت ولا عين رأت، ولا يضرك من ضل إذا اهتديت.
إن الاعتذار لهؤلاء الذين يريدون للحياة أن تتحرك بأدوات الإضلال بكل قوةممكنة وهي تجرف كل شيء جميل ألفناه من عادة جيدة وخلق كريم والتزام أخلاقي ولو بعدحين وهم يتفرجون انطلاقاً من فهم خاطئ للآية الكريمة ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَااهْتَدَيْتُمْ [المائدة : 105]))
ويضعونها في غير موضعها، ويقررون لأنفسهم عدم المبالاة بالمنكر الحاصل فيالخارج، وهذا الفهم بديهي الخطأ، لأن عليكم أنفسكم مترتبة على لا يضركم من ضل إذااهتديتم، ولكن ذلك لا يلغي مسؤولية هداية الآخرين ونصحهم وإرشادهم، وأما اهتدائهممن عدمه فذلك موكول لظروف وعوامل عديدة لا يعلمها إلا الله وهو وحده لا غيره يهديمن يشاء، إذن وطبقه الهداية للآخرين من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لاتعني بالمرة التهاون فيها أو تركها اتكالاً على ظاهر الآية.
والقول المتقدم بالبداهة يرشدك إليه قوله تعالى في خطاب الرسول الكريم صلىالله عليه وآله ((لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَيَهْدِي مَن يَشَاءُ [البقرة : 272])) فالآية لا تريد إلغاء مهمة الهدايةالتي هي من بديهيات أساس الرسالة، وهي تريد أن تعلن بأنك عليك نفسك وما عليه عملكموهو ما يحاسب به يوم القيامة، ولا يلحقك ضرر بأعمال غيرك، فلا تُذهب بنفسك لأجلهدايتهم ولا ترهق نفسك لاج لان يهتدوا، والمطلوب هو قيامك بوظيفتك الشرعية.
وبعبارة أخرى: إن مسؤولية الإنسان هي دائرة عمله ومن ضمنه الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر فمن اهتدى لنفسه، ومن ضل فعليها، وليس عليك من نتائج هذا العملفإنها أمر موكول الى الله وأنت غير محاسب عليه، إنما حسابك على قدر عملك وأمانتائج هذا العمل فلست بمسؤول عنها، وهي تعطي معنى ما عليك من هداهم من شيء إن عليكإلا البلاغ.
ولعلماء المسلمين من مختلف المذاهب تفسيرات عديدة للآية بما لا تتعارض معأوامر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فليراجع في مضانها، وهي بمعظمها تشير الىعدم تعرض هذه الآية لإسقاط فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى فرض أنهامعترضة لها فإنما يمكن رفع اليد بهذه الآية عن الآيات الكثيرة والأخبار المتواترةوالإجماع، الدالة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلابد من تأويل هذهالآية.
وقد يقال كما قيل، بأن الأدلة الآمرة بالمعروف والناهية عن المنكر هي ماتحقق شرط الهداية المأخوذ في الآية، لأنها تريد أن تقول أن كل من أمر بالمعروفونهى عن المنكر فقد اهتدى ولا يضره ضلال من لا يهتدي، ولا بنكر المنكر، توهيناًلهذه الفريضة الجليلة.
إن فهم الآية يحتاج الى ضم كل القرائن المتصلة والمنفصلة التي لها مساس بهاليخرج القارئ للنص بحصيلة المعنى المراد منها.
نشرةالنهــــج العدد 87
تـــــوضيــــح
ورد في العدد السابق للنهج موضوع متعلق بمادة السكر، وقدفهم بعض المؤمنين إننا حرمنا السكر، والأمر ليس بهذه الصورة، بل إننا تحرينا عنالمادة وفتشنا في حدود قدراتنا بعد حصولنا على معلومات تفيد بأن مادة السكر أثناءعملية تبييضها تستخدم مادة عظام الحيوانات المحترقة، ومن هنا يحصل الإشكال، وقدقام مكتبنا بالاتصال بالجهات الرسمية المعنية بالأمر، وهي وزارة التجارة حصراً،واتصل المكتب بالسيد الوزير وجرت المكالمة مع الفقيه شخصياً والوزير، وقد أكد لهالوزير بأن المادة السكرية خالية من الإشكال، وقد نشرنا في العدد السابق المخاطبةوبيّنا مورد الإشكال.
وفي النتيجة انه لا يوجد أية إشكال بمادة السكر المستوردللعراق، وأنه ليس بحرام كما يدور في اذهان بعض المؤمنين، ولرفع الالتباس خرّجناهذا التوضيح
نشرةالنهــــج العدد 87
المرجعية في حوار العامه
التقى أبو عباس وهو عطارفي سوق الشورجه، بعد انتهاء عمله في السوق بالحاج عبدالكريم البهادلي وهو خريج علوم سياسية عصرية في هذا الزمان الذي اختلط بهالحابل بالنابل، فدار حديث متنوع بينهما جر بعضه بعضاً فوصل الى نقطة مفصلية، ألاوهي المرجعية الدينية وأهميتها وموقعتيها واستحقاقيتها والأمران الأوليان بديهيانلم يدخلا في سجال كلامي حولهما، وإنما دخلا في حديث الثالث.
فسأل أبو عباس الحاج البهادلي هلتعتقد أن المرجعية استحقاق الهي كما يدور في اذهان البعض أو انها سعي بشري حثيثمتوج بالتوفيق الالهي.
فأجابه الحاج بأني أعتقد الثاني، والمبرر لوجهه نظري هذهإنها مجال مفتوح للساعين بهمة والمتفوقين علماً والمعطين العلم وقتهم كله.
وأضاف إليه أبو عباسفأين تضع العمل وقد سمعت من خطيب حسيني في ذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال وهو على منبر الخطابة بأن فيروايات أهل البيت ما يرشد الى أن العلم هو العمل وأنه لا علم بلا عمل، وانه يهتفبالعمل فان أجابه وإلا أرتحل عنه.
الحاج، نعمهذا صحيح ويؤكده واقع المرجعية الدينية في العراق خصوصاً والعالم عموماً وإنالمرجعية العاملة هي الاكثر تأثيراً في الاحداث والاوفق لنهج الأئمة.
فإنا وجدنا المرجع العامل بعلمه هو من يقدر على تفجيرالطاقات ويحرك النفوس نحو الطاعة والاهتمام بالدين والالتزام الشرعي، وقد وجدناذلك واضحاً في مرجعيتين معاصرتين الأولى للسيد الخميني (قده) الذي فجر أكبر ثورةاسلامية أعادت للإسلام وجاهته وموقعتيه وأسست دولة عصرية مستقلة وقعت في طريقالتقدم والتطور، والثانية للسيد الصدر الثاني (قده) الذي الهب حماس الشعب العراقيللوقوف بوجه اكبر طاغية عرفه العصر الحديث كان يضرب به المثل في البطش والإرهابفصار قزماً حائراً أمام حركة ونهضة السيد الاستاذ الشهيد وأقولها للتاريخ لو كانالسيد الصدر باقياً لما تجرأت أمريكا لدخول العراق، ولكن غرور الطغاة وضحالةاحلامهم وتصديقهم للفسقة من اسيادهم دفعه للتخلص من السيد الشهيد في واحده من اكبرالجرائم التي شهدها تاريخ العراق المعاصر.
أبو عباس:والبقية من المراجع حفظهم الله.
الحاج: كليعمل على شاكلته، فقد يرى بعضهم إن في الدرس كفاية، وبصلاة الجماعة رعايةوبالإجابة عن الاستفتاءات هداية.
أبو عباس مبتسماً: كيفيا حاج، والمنكرات منتشرة والاحكام مندثرة والدين ممارسات طقسية استفراغية لا تقدمللاسلام موقعا ولا ترهب عدواً ردعاً.
الحاج: يكفيهم الإشارة الى الامر بالمعروف والنهي عنالمنكر ما في رسائلهم العملية، وما عليهم أكثر من ذلك.
أبو عباس: لو لمنقف بوجه المنكرات المنتشرة والمتجددة فأنها ستصل حتماً الى بيوتنا، وتنالأبنائنا، ثم نصرخ أين الحوزة؟ مِن هذا، فإن الانسان يتفاعل مع الأمور عندما تصلإليه وتعرضه للاهتزاز.
الحاج: وهليعقل أن ينزل المرجع الى الشارع ويحث الناس على رعاية الآداب الشرعية والنهي عنالمنكرات الشيطانية.
أبو عباس: ولمِ،لا ألم يكن الأئمة عليهم السلام كذلك؟ ألم يفتش أمير المؤمنين (عليه السلام) فيالأسواق ويضرب بمدرعته المطففين، ألم يتحرك الرسول صلى الله عليه وآله مع قلةقليلة للدعوة ونشر رسالة رب العالمين، ألم يتحمل الحسين عليه السلام كل انواعالقتل والتنكيل من أجل دين الله.
الحاج: أينبقية المعصومين (عليه السلام) يكفي المرجعيات أسوةبهم.
أبو عباس: لا،الامر ليس كذلك لأن السلطة الآن في بلدنا منسجمة مع المرجعية ومستقوية بها فيحملاتها الانتخابية.
الحاج:المرجعية الدينية في العراق لا يصلها الفرد المستحق الا في سنوات عمره الأخيرة،حين تكون قواه البدنية قد ضعفت، ونفسه قد انكمشت عن العمل والسعي الميداني معالاعتذار بظروف البلد ووضعه الأمني غير المستقر.
أبو عباس: ولمذلك، ألم يصل البعض للمرجعية وهو في أوج قواه البدنية، وقبل وصوله الى نهاية عمره،وقد استشهدنا بالسيد الصدر فقد تصدى للمرجعية وهو في الخمسينات من عمره الشريف.
الحاج: طولالعمر يرقد المرجع بالخبرة المكانية والانضباط العالي والتأني في معرفة الأموروالتحرك نحوها.
أبو عباس: طول العمر لا يرفد الانسان بالخبرة فقط فقديكون لصغر الانسان خبرة أكبر بما يملكه كبير العمر، من ناحية أن الأخير قد خاضغمار كثير من الفعاليات الاجتماعية والممارسات العرفية، والتحركات المختلفة في الاصعدةكافة صعيد الاكاديمية والعشائرية والعملية الرسمية والعرفية والاحتكاك بالوسطالاجتماعي في الوانه المتعددة، فيما الكبير دأب على ملازمة أبيه وممارسة ما يراهمنه مبتعداً عن الوسط الاجتماعي وادوات تحريكه وعناصر مؤثراته.
والنتيجة يكون لصغر العمر مع هذا الاحتكاك خبرة أكبر منكبير العمر.
الحاج:النفوس قد لا تميل الى صغار العمر وإن كانوا كما ذكرت.
أبو عباس:أرجوعاً لما قالوه في علي ابن ابي طالب عليه السلام بأنك لازلت فتى، وهؤلاء كبراءقريش ووجهائُها وساداتها
الحاج: لم نجدلذلك جواباً، وافترقا على عدم الوصول الى نتيجة ترضي الطرفين فودع كل منهما الآخر.
مكتب المرجع الديني
الفقيه الشيخ قاسم الطائي
13/شعبان/1433هـ
نشرةالنهــــج العدد 87
الأزهر ينتفض والرئيس ينفذ
صدر الرئيس المصري الكلام لا تقلقوا لا مكان للشيعة أول الالتزامات التي تعهد بها الرئيس المصري الجديد،وبعد تشديد الأزهر على أخذ تعهدات من الرئيس، والتي أهمها محاصرة المذهب الشيعيومحاولة تطويقه وعدم السماح بتمظهره من خلال عمل أماكن عبادية وممارسات شعائريةحسينية، حيث منع من انشاء اية حسينية في البلاد مدعياً بأن أماكن العبادة التييقصد هي المساجد والجوامع فقط دون غيرها من مسميات قد تشق الصف الوطني وتبني أسساًمذهبية.
وهذه الدعوى ليست بجديدة فقد سبقتها دعوةوزير الاوقاف المصري الذي أعلن بأن جهات أجنبية لم يسمها تريد تنشر المذهب الشيعيفي الاوساط الشعبية المصرية وإن على حكومة مبارك أن تتخذ الاجراءات والخطوات فيالحيلولة دون ذلك، وقد أيدها ودعمها الشيخ طنطاوي رئيس ما يسمى بعلماء المسلمينومقرها قطر.
ومع استغرابها لعدم ابداء أي رأي رسمي أوشعبي أو حوزوي يدلل خطأ هذه الاجراءات وسيء هذه التصريحات التي ينبغي أن تنصب علىانتشار القيم الغربية في بلاد مصر العربية، ومظاهر الحياة البعيدة عن قيم مصرالعربية وأصالتها الاسلامية ودورها الكبير في الساحة العربية السياسية والعالمية،وكأن مصر تعيش المثل العليا إلا في ما يسمى المذهب الشيعي وانتشاره في مصر.
نحن نعرف من خلال متابعتنا للساحة السياسيةالعربية بأن الوقت الحاضر هو وقت السلطات الاسلامية المتشددة ذات الانفاس الطائفيةوالتي تنظر الى المذهب الشيعي بانه دين جديد ما أنزل الله به من سلطان وإن الدينهو ما عليه اسلافهم واجدادهم، وذريعتهم على الدوام هو دعوى سب الصحابة، وهذهالدعوى لا اساس لها في حياة الناس الشيعة في العراق وخارجه، إذ بامكان أي مصري أنيتجول في طول العراق وعرضه ليسمع بأم أذنه، هل من يسب للصحابة؟
وهذه الدعوى تنطوي على مخاطرة عقائدية لميلتفت إليها علماء الازهر وغيرهم ألا وهي، عصمة الصحابة، مع تشنيعهم على الشيعةبالقول بعصمة الأئمة (عليهم السلام) والدليل على ذلك تكفيرهم كل من يسبهم كمايدعون، وأنه خارج عن ملة الإسلام ودين محمد، وهم بذلك على درجة من الحرمة والقداسةالمستتبعة لهذه النتيجة، وعلى مستوى سب الرسول (صلى الله عليه وآله) والعياذبالله، فإذا كان سب الرسول مثلاً يعطي هذه النتيجة وسب الصحابة يعطيها، فإن الطرفينعلى مستوى من القداسة والحرمة والحجية في الفعل والقول وهذه هي العصمة.
فهم يقولون بها سلوكاً وإن لم يصرحوا بهامنطقاً، أو أن لازم دعواهم بأن من سب الصحابة هو كافر إن الصحابة على درجة العصمة.
وهذه النتيجة تدفع استنكارهم وجحودهم لذهابالشيعة الى عصمة الأئمة مع قيام الادلة الشرعية والعقلية على ذلك.
وعلى كل إن صعود الإسلاميين سلطوياً ثمنهالمعلن هو مواجهة التشيع، وهذه الدعوى أطلقت بتونس وليبيا، وقد تتمم بسوريا فيمالو سقط النظام السوري، وحينها ستستكمل فصول المواجهة وتتحقق أدوات صراع جديد فينطاق الأطار الاسلامي وبالوان مذهبية سنية شيعية طرفها المعلن الآن من جانبهالشيعي هو ايران والعراق ولبنان والبحرين، وطرفها غير المعلن في جانبه السنيالمتشدد هو البلدان العربية بقيادة سعودية، وظلها الظليل أو وجهها المكير قطر، معدخول تركيا على خط المواجهة بحياء في جانبه السني لو لا التلويح الايراني باستخدامالقوة.
وسينفجر هذا الصراع لخطة حسم الصراع وفيالدائرة الاكبر العربي اليهودي فهو صراع ديني آن له ان يزول، ويتحول الى صراع فيدائرة أصغر – إسلامية – طائفية.
نشرةالنهــــج العدد 87
اسقاط الطائرة التركية استدراج
لما وجد الغرب الساعي لاسقاط النظام السوريكخطوة أولى لوصول المتشددين الاسلاميين من المتطرفين لاكمال سيناريو اصطفاف سنيعربي في مقابل المد الشيعي المتمثل بايران وبعد عمل أمريكي تَقدّمَه احتلال العراقلتجنيد الشيعة في العراق لصراع طويل الأمد محتمل بدات بوادره تظهر على الساحةالسياسية الاقليمية خصوصاً بعد دخول تركيا على خط اسقاط النظام السوري بدعوى حقوقالانسان واضطهاد الاقليات التي هي فعلاً لا وجود لها أصلاً مثل هذه الحقوق في جنوبتركيا على الاقل الاكراد ناهيك عن تاريخ الارمن.
لقد قدمنا قراءة سابقة منذ أكثر من سبعة سنواتبإن الصراع العربي اليهودي يتحول الى صراع عربي ايراني بانفاس وآليات طائفية سنيةشيعية، والتي تدخل في نطاق التحشيد لمثل هذا الصراع جل فضائيات تذكيته من حيثتحتسب أو لا تحتسب ولكنها توقده اشتعالاً لتثويره وابرازه على السطح.
لما وجد هذا الغرب المدبر للصراع والمدير لهبكل آلياته وأدواته تتقدمهم أمريكا إن النظام متماسك المؤسسات والبنى وإن محاولاتاحداث انشقاقات في صفوف بعض المؤسسات الامنية باءت بالفشل حاولت تمزيق الجهةالداخلية باحداث شغب يستهدف اشعال فتنة طائفية كالتي وقعت في العراق وهي أيضاً ذهبادراج الفشل ثم تصاعدات حملات الاعلام العدائية والتصريحات السياسية بضرورة اسقاطالنظام استعانة بأنظمة الشر العربية التي تقدم المليارات هباتاً لهذه العمليةالضخمة وهي غافلة بأن الدور القادم لو تمت عملية اسقاط نظام سوريا سيكون عليها ولنتسلم من نيرانه ولن تستطع مليارات الدولارات أن تفعل شيئاً بازاء الوضع السوري وإنزادت من شدة الضغط على الوضع السوري مراهنة على الوضع المعاشي وتذمر الناس مناستمرار الاوضاع على ما هي عليه.
كانت نهاية سيناريو خلق مبررات واقعيةومنطلقات قانونية دولية لضرب سوريا عسكرياً باستدراجها لاسقاط طائرة تركية دخلتباعتراف رسمي الاجواء السورية من دون سابق إنذار واعلام السلطات السورية التي تعيشعلاقات متوترة منذ بداية الازمة مع تركيا.
إن ذلك سيحرك الحلف الشمالي – الناتو –باتجاه اتخاذ قرار قد يسمح بموجبه باستخدام القوة ضد النظام بعد فشل عدة محاولاتامريكية لتمرير قرار مجلس الامن يجيز استخدام القوة ضد سوريا لأنه كان يصطدمبالفيتو الروسي الصيني الذي أكل الطعم في إمرار مثل هذا القرار بالنسبة لليبيا –القذافي-
كما لا ننسى الدور الاستيراتيجي الذي تقومبه ايران في التاثير باتجاه عدم اتخاذ قرار ضد سوريا وقد تلوح بالتدخل العسكري أوضرب المصالح الغربية في المنطقة كنهاية مطاف لجهودها الدبلوماسية في انهاء الأزمةبدون خروج سوريا من دائرة التحالف الايراني المهم جداً لأيران في مواجهتها للغربولم يحسم ملفها النووي بعد.
وقد يذهب البعض الى إن اسقاط سوريا للطائرةكان مقصوداً للغرب من خلال تركيا لاستدراجها بالوقوع في فخ استخدام القوة ضدها وفيسيناريو يشابه ما حدث للعراق حينما استدرج لدخول الكويت في مطلع تسعينات القرنالماضي.
فيما يفهم البعض الآخر بأنه رد حاسم ومنطقيبنفس ادوات الطرف الآخر وهو الحسم العسكري وبالقوة الرادعة لأن الغرب لا يفهم إلاهذه اللغة ولولا التلويح الروسي بالتدخل وتحريك بعض القطع العسكري في البحر الابيضالمتوسط فكانت سوريا في خبر كان ومن هنا نفهم المصطلح القرآني ((وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِالْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْلاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِاللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ [الأنفال : 60]))
تجارةالدين
قد يستغرب القارئ العزيز من هذا العنوان إلاأنه سرعان ما سيتبدد استغرابه حينما ينتهي من قراءة هذا المقال وساترك الحكم لهبنفسه، فله أن يقرر العنوان وله أن يغيره فذاك له وهو وحده صاحب القرار، وساعطيهالعذر لأن القارئ سليم الفطرة غِرٌ كريم، يصدق لمجرد التصديق، وعندما تقع عينه علىنتائج هذا العمل سيكون له رأي آخر.
منذ مدة قد لا تتجاوز بضع سنين وفي زمنالتغيير الجديد للحياة الاجتماعية برصيدها الحياة السياسية الجديدة، وامتلاءالساحة الدينية برموز وشخصيات عديدة، بعضها لها من العمق الديني ما يغبط عليه،والآخر منها لا يخلو من رصيد اجتماعي وربما نضالي جيد، وعناوين من هنا وهناكأمتلأت به الساحة بظن البعض ولكن الساحة تسع للجميع وفق منظور قرآني ((وَفِي ذَلِكَفَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ.. المطففين/26)) إلا أن ضيق أفق البعض وقدتدفعهم انانيتهم الى التفكير بمحاصرة الآخرين أو محاولة اضعافهم عن العمل الميدانيفي ساحته وقد لا تكون لهم رغبة في العمل اساساً إلا أنهم حينما يرون منافساً لهميتحركوا على نفس صعيد عمله أن لم يكن في موقعه بوسائل عديدة عرقلة لفعله واسقاطاًلمحله من النفوس وقد غاب عن اذهانهم كما غاب الكثير من الوقائع عنها، بأن هذاالفعل لا يضعف الآخر بقدر ما يقويه ويشد من عزيمته وينتصر الناس له إذا كان مظلوماًبزعمهم وعلى كل فهذا حديث قد نكتبه في مرات لاحقة.
في زحمة الكثرة وعديد المتنافسين يحاولالبعض أن يشتري الناس مستغلاً لاحتياجاتهم وشدة وقوعهم في العوز أو رغبتهم فيزيارة العتبات المقدسة مع ضم وجبة طعام، وبعض الهدايا والأموال ليوحي للآخرينبجماهيريته وسعة مساحته الاجتماعية، وهو يعلم بأنه لو لا الدفع لما أتاه ثلة قليلةمنهم.
ويأتيك آخر يدفع لمن يصلي خلفه جماعة راتباًشهرياً تعزيزاً لتواجده في الحضور واغراءً للآخرين في المجيء، ونحن نسلم بأن صلاةالجماعة وقد ينسحب الى صلاة الجمعة مستحبة دون الثانية وحضورها لأجل امتثالالاستحباب الشرعي وتحصيل ثواب اقامتها وعند دخول المال كعامل مساعد لحضور الآخرين،فإن الهدف والقصد لا أقول سيكون له بالتمام ولكنه بكل تأكيد سيأخذ حصة من قصدالقربة وتحصيل الثواب لهذا العمل.
فانعقدت صفقة بين جماعة المأمومين ودراهممعدودة وهدايا ممدودة.
ويأتيك آخر ثالث يهيئ سيارات النقل ودعواتالغداء وقد تكون ملحقاتها كارتات هواتف نقالة أو مدافئ شتوية أو مراوح صيفية لحضورهذه الشعيرة أو تلك التي يؤديها بمواعيدها الشرعية، وهو يعلم علم اليقين أنه لولاالمطمعات تلك لما جاءه إلا بقدر أصابع اليد مجاملة أو تقديراً.
ويأتيك في ما هو أعمق فتقاً للدين وأسوءنتيجة له أن يكون حضور الدرس الحوزوي قدر الدفع، ووجاهة الكارت ومقبوليته، وهنايكون البحث ليس علمياً بقدر ما يكون مالياً، والطالب مسكين الحاجة لا يدري تداعياتهذا الاتجاه وإننا سنشهد ديناً تقرره الدنانير، وهي حكاية كان يرددها أحد معلميالمدارس الابتدائية المشرف على الحانوت، كان يردد ويتكلم دينكم دنانيركم فاشتروامن برمتكم.
إننا نخشى أن تسترسل هذه الاعمال فيقل قصدالقربة وحب الدين وديمومة الشعائر وافشاء السلام، إذا لم يكن من ثمة من يدفع فيمقابلها، فقد تصل بنا الحال أن لا يسلّم البعض على الآخر إلا بقدر معلوم قد ترتفعاسعاره في زحم التنافس المحموم على اكتساح الساحة وتحقيق الوجاهه واحراز العناوين،وهذه الاعمال إن كانت بقصد تصيّد الآخرين وشراء ولاءاتهم دون الولاء للدين والمذهبفهي اعمال باطلة من جهة ريائها ومن جهة أن تقتل الدافع والوازع الديني الباعثالمحرك نحو الطاعة ومن جهة أنها تضيّع المعروف بين الناس، وهو أهم علل أو حِكمالربا القرضي، وهنا ربا معاملي، لقيام المعاملة بين الدافع والمكلف، والخاسر هوالدين، دين محمد ومذهب الحسين عليه السلام.
إن على المتصدين لشؤون الأمة ودعاة الدين أنيلتفتوا الى هذه الاساليب ويعرّضوا بها بالنقد والانكار كي لا تستفحل في حياتناالاجتماعية والدينية وتصل المسألة الى بما لا يمكن علاجه أو استأصاله، وعليهم قبلغيرهم أن لا يشجعوا على مثل هذه الاعمال ويجعلوا عطائهم خالصاً لوجهه تعالى فإنأقل ما يقال هنا:
((الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِكُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [إبراهيم : 28]))
ويكون تبديل النعمة فيما تقدم من ممارساتمصداقاً واضحاً لها، وهو أيضاً مصداق لما قاله الرسول صلى الله عليه وآله (كيف بكمإذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف) وليت بعض هذه الاجراءات تدفع لرفع المناكيرمن الوسط الاجتماعي وتثبيت قيم الإسلام واعراف اسلافنا التي نعتز بها جميعاً.
9-شعبان 1433
نشرة النهــــج العدد 87
قراءة في كتاب
النهج في طبنا الشرعي إنتاج علمي جديد فيبابه يحققه المحقق المتنور الفقيه قاسم الطائي (أكرمه الله) وهو رسالة عملية طبيةيتناول بها فتاوى فقهية إرشادية تعتني بالصحة العامة وعلاجات جملة من الأمراض،وخصائص جملة من الاطعمة وفوائدها، ومضارها على الصحة البدنية، ويدخل في تقنينالعملية الجنسية في إطار مجموعة من الفتاوى والارشادات التي تعطي نتائجها للممارسةالجنسية الصحيحة بين الزوجين، وتدخل في تحديد ذكورة الولد فضلاً عن جماله وشجاعتهوكرمه.
ثم يسترسل في بيان ما يطيل عمر الإنسان ومايهدم بدنه وما يعين على نشاطه اليومي.
وقد اعتمد المؤلف على ما صح عنده من رواياتأهل البيت فقد عبر عنها بالحجة العلمية مبيناً وجه التسمية، وواضعاً علاجات علميةمقبولة للتعارض بين الروايات، ومؤكداً على عدم صحة التداوي بالمحرمات، وانه لا خيرفيها، وإن اضطر إليها الفرد، مع إن الاتجاه الفقهي العام قائم على إمكانية العلاجبها مع الانحصار والضرورة.
وقد بين المحقق بأن صحة الاعتقاد بالنتيجةمن وسائل العلاج مبرراً لذلك بما ورد عن أهل البيت فيما يتعلق بتربة الحسين (عليه السلام).
وقد وضع الكتاب في سلسلة تحديث الفقه ورفعرتابة الرسائل العملية المتعلقة بعمل المكلف من حيث الحلال والحرام والجوازبالمعنى الأعم، وقد بين إمكانية تقسيم ما ذكره من أحكام الى الخمسة المتقدمةمستعملاً لها ألفاظ وتعابير خاصة، يعطي تلوناً ذوقياً لهذه الرسالة التي يأملكاتبها أن تكون باكورة رسائل فقهية تتعلق بفعل الإنسان بغير الحلال والحرام.
نشرةالنهــــج العدد 87
عليك أن تعلم
- أنتعلم بأن صادرات العراق النفطية تفوق ما تعلنه وزارة النفط من الأرقام الرسمية،فقد أكدت مصادر مقربة من مكتب الفقيه بأن انتاج البصرة لوحدها يعادل أربعة ملايينبرميل يومياً واشارت بأن من آبار العراق النفطية القريبة من الحدود ما ينتج منالنفط بما يعادل انتاج السعودية، كما وذكرت بأن بعض شركات التراخيص لا تستعملالعدادات لمعرفة كميات النفط المستخرجة ولا تسمح للمهندسين العراقيين بالاعتراض أوالاطلاع، أين هي امانة اليمين الدستوري والقسم الذي اعطاه المسؤول وهل ثرواتالعراق هبات توزع على الشركات المستثمرة وهي اسم فقط فإن الأيدي العاملة والفنيينوربما المعدات عراقية، والكفاءة والخبرة عراقية، فلم هذا العقد أو ذاك، للشعبقضية.
- 2. أن تعلم إن بعض المدرسين والمعلمين المشرفين علىالامتحانات العامة – البكلوريا – يوزعون الاسئلة النهائية قبل ساعة من بدءالامتحانات بلا رادع من ضمير أو وازع من دين أو مانع من وطنية ومهنية، ولو يعلمبأنه قد خان الطلبة الممتحنين في عموم العراق، وخان مهنته، وخان وطنه واجحف بحقالمستحق لمواقع دراسية قد عرقله من الوصول إليها اعطاء الاسئلة لبعض الطلبة ولايخفى نتائج ذلك على البلد عموماً.
- 3. أن تعلم بأن بعض الاستثمارات لا فائدة منها إنلم يكن فيها ضرر على الشعب العراقي وأذكر لك مثالاً حياً معمل اسمنت كربلاء عراقيبامتياز وانتاجه ينافس الانتاج الخارجي واثبتت تجارب استعماله بأنه أفضل من انتاجالدول المصدرة لنا هذه المادة والايدي العاملة فنيين وغيرهم عراقيون، ومع هذا يعطىالمعمل استثماراً لشركة فرنسية، أما لماذا؟ وما هو السبب؟ لا يعرف، حتى الفرنسيينانفسهم مستغربين من هذا العقد.
- أن تعلم بأن إدانة المختلس وسراق المال العام لاينبغي أن يكتفى بها بالسجن أو الطرد من الوظيفة، بل لابد من مصادرة أمواله التيسرقها واعادتها الى خزينة الدولة، وإلا فالعديد على استعداد أن يختلس الملايين وهيبالتأكيد تستحق التضحية ببعض السنوات يقضيها بالسجن الذي سيكون له مكان للتعاملوالتخطيط في كيفية تنمية هذه الاموال وشراء ذمم من السجن أو من في خارجة منخلالها.وستتسع شعبية المختلس والسارق للمال العام وسيخرج بطلاً قومياً بانتظارهالآلاف مصفقة له على حسن صنيعته!!.
- أنتعلم بأن ما تستحصله الدول من المواطنين من رسوم الكهرباء أكثر بكثير مما تجهزه منطاقة كهربائية لا تتجاوز الساعتين كل ستة ساعات أو ثمانية أو عشرة بحسب المزاج أوالاستهلاك- للأحمال- وقدرة المحولات على التحمل.وأن تعلم بأن الحصة الغذائيةالموزعة على المواطن، يستقطع الوكيل اسعار كل المواد مع عدم تجهيزها مبرراً ذلكبأن الجهة الرسمية هي من تستقطع منه تكاليف كل المواد المسجلة وإن لم تكن مسلمهله.
- أن تعلم بأن الملابس الضيقة لشبابنا ضارة أكثرما هي نافعة، فأنها تسبب تخنث شبابنا على مرور الزمان كما أثبتت دراسات ذلك، وهذاشأن الغرب لا يصدر لنا أمراً من موضة وغيرها إلا وهي تصب في اتجاه تحلل وميوعةشبابنا.والادهى إنها سوداء ولم يعلم شبابنا بأن اللون الأسود يمتص الحرارة التيتضاف لحرارة الصيف اللاهب، ولبسها يقبض النفس ويضعف البصر ويضعف القدرة الجنسية.
- أن تعلم أيها المواطن البائس الفقير بأن(كابونات) النفط وبعض مشتقاته يعطى هبات مجانية، وبقصاصة ورق بسيطة من بعضالشخصيات الوجاهية، ولاعتبارات معينة أهمها شراء ولاءاتهم مع ملاحظة أن المعطى قدلا يكون إلا وجيهاً اعتبارياً، وأما ماذا تسمى هذه الهبات، وما هو الوجه في انتفاءأشخاص معينين دون غيرهم، وما هي وسائل وسبل تمشية هكذا طلبات في وزارة النفط و..؟فلا يعلم كنهها إلا الله علام الغيوب سبحانه.
ونحن نقترح على الجهة الواهبة، وإن كان ذلك ليس من حقهاإلا بعد استرضاء عموم المواطنين أصحاب الثروة النفطية وملاكها الحقيقيين، نقترحعليها بأن كل قطع لبعض الشخصيات يقابله قطع لفقراء منطقة معينة، من المتجاوزينوالعاطلين أو المعوقين، وأيتام الإرهاب والتفجيرات، لتحقق بعض العدالة، وتشكل لجنةمن المحتاجين وبعض وجهاء الناس وموظف من النفط لتامين وصولها الى المستحق، وهواقتراح وجيه نخفّف به شيئاً عن المواطن وهو يرى ثروة بلاده…!!
ومثله أن تعلم بأن قطعاً من الأراضي الزراعية أو البلديةالعامة توزع هبات لجملة من الشخصيات المتنفذة وبدون تخطيط أو إحياء، ولو وزعتمثلها للمواطنين وبنفس الإجراءات السابقة لكانت خيراً، فبدلاً من أن يحصل الشخصالفلاني وبوسائل قانونية أو استفزازية على مساحة من الأرض (10دونم) مثلاً، توزعالى نصفين نصف يوهب للمتجاوزين والأرامل واليتامى وبواقع (100م2) لكلمستحق وعلى نفقة صاحب النصف الأول، ولتكن تلك بتخريج فقهي أنها حصة الفقراء منالمال وبإذن الحاكم الشرعي، وفقيهنا الطائي يأذن بذلك.