You are currently viewing نشرة النهج العدد 105

نشرة النهج العدد 105

وجهة نظرنا   تحديد المرشح الاصلح

يكثر التساؤل من المواطنين بمختلف مواقعهم ومناطقهم عن المرشح الذي يمكن وقوع الترشيح عليه بعد كثرة المرشحين واختلاف دعاواهم، ومنهم من جُرّب في السابق ومنهم من لم يجرب، فأن الأول قد يقال في حقه بأنه صاحب خبرة في العمل السياسي تكسبه قوة وصلابة في اتخاذ الموقف السليم بعد مخاض تجربة لدورة او دورتين سابقتين لم ير منه الناس اي شيء يذكر وألان هو يكرر مقولاته السابقة ويقدم تنازلات شخصية بالتقائه بالناس ومواصلته معهم بحضور مجالس فواتحهم ومناسبات أفراحهم ومتابعة متطلباتهم وقد رفض الجمهور بعض أمثال هؤلاء بأهازيج وهوسات للسخرية والنقد منها على سبيل المثال لا للحصر (فلوس النفط فدوه لبواسيره) في إشارة للنائب الذي كلفت عملية رفع الزوائد في هذه المنطقة مبلغا وصل الى 47مليوناً باعتبار الضمان الصحي لأعضاء البرلمان ومنهم من يدخل ميدان المنافسة لأول مرة مدعياً قدرته على تقديم المكاسب الجماهيرية ووضعها في أول أولويات عمله. وهذا مسكين لا يعرف كيف يكون الحال وكيف يمكنه ان يتعامل مع الاحداث، وهل له سلطة على المسألة التنفيذية . وهو من السلطة التشريعية التي لا دخل لها بما يعطيه من وعود للمواطن من توفير الخدمات وتهيئة الوظائف وتوفير السكن و… وعلينا تنبيه الجمهور على هذا الخلل فان عضوية البرلمان منصب تشريعي لا تنفيذي ليكون لكلامه مصداقية مع الجمهور ومعظم هؤلاء غير معنيين بالفوز بقدر ما هم معنيون بالحصول على بعض الأصوات ومقايضتها مع رئيس الكتلة او غيره اي بيعها. وهنا ينفتح سؤال لم يلتفت اليه المواطن الذي استغفله المرشح. وانه هل يجوز بيع هذه الأصوات واخذ المال او الموقع الوظيفي في قبالها  والجواب هو عدم الجواز واخذ المال في قبالها محرم قطعاً لان الأصوات أعطيت له حصراً بمعنى انه غير مخوّل لتحويلها الى الغير والمواطن استأمنه على صوته وطلب رعايته له. وإذا به يخون الأمانة ويعطيه للغير، والمواطن قد انتخبه ولم ينتخب غيره. وبهذا يصبح هذا تزويراً على المواطن، فهذا العمل خيانة للأمانة وتزوير واستخفاف بانتخاب المواطن ـ مضافا الى ان هذا الصوت من الحقوق غير القابلة للمعاوضة عليها وبذلك يكون اخذ المال قبالها محرم ومن المال السحت. ومن هذا وذاك، فان الدعوة الى الانتخابات مطلوبة الا انها بحاجة الى تحديد وإعطاء ضوابط او شروط للمرشح يهتدي من خلالها الناخب ليعطي صوته لمن تتوفر عنده هذه الشروط : لينطبق عليه عنوان الأصلح او يكون قريباً منه على اقل تقدير لأنه عنوان مجمل ونسبي يختلف كل مواطن فيه على الاخر في تشخيصه مما يوقع الإرباك وتشتت الأصوات وعدم حصول مرشح على عدد مطلوب من الأصوات وشروط هي :

1ـ ان يكون له من العمر ما تجاوز به الأربعين عاماً وهو مبدا معمول به في معظم الدول الغربية، والرسالة المحمدية بدأت بالأربعين من عمر الرسول صلى الله عليه واله وسلم.

2ـ ان يكون له من خدمة في دوائر الدولة ما لا يقل من عشرة سنوات ليحصل على الخبرة في الإدارة.

3ـ ان لا يكون له ارتباطات بدول خارجية او منظمات عالمية فان إدارته تكون مغلوبة غير مستقلة.

4ـ ان يكون قد تعهد لفظياً وخطياً امام جمهوره وبظمآن شيخ عشيرته بعدم بيع أصواته ولم يكن دخوله للانتخابات لأجل هذا الشيء ـ يقول (عليّ عهد الله ان لا أبيع الأصوات ولا أعطيها لغيري بإرادتي طلبا للمال أو المنصب الوظيفي).

وبهذه الشروط تكون المرجعية قد حددت عنوانا عاماً للمرشح لا انحياز فيه لاي احد وبنفس الوقت اعطت محدداً عاماً للمرشح على الناخب رعايته ليصل الى التغيير او الإصلاح.

 

مقولات تحت المجهر

الوقوف على مسافة واحدة …. لو حللنا هذه المقولة سنجدها لها جانبان جانب للقوة والإنصاف: حيث ينصف الإنسان الجميع ويتعامل مع الكل باعتدال ويترك الانحياز للقريب فضلا من البعيد ويُشعِر الجميع  بحرارة عدالته ودفء إنسانيته وهذا صادق في حالات عدم الاختلاف وإلا سيأتي الجانب.  جانب رفع الخصومة وحل الإشكال وإنصاف من يطلب الإنصاف وكل من اشتبكت عليه الأمور وإيقاف مظاهر اختلاف بما يحقق الإنصاف والإرضاء . فأن الوقوف على مسافة واحدة من السراق والأمناء ومن المخلصين والخونة ومن العاملين والعاطلين ومن المبدعين والمتكسلين ومن الساعين للخير والراكضين وراء الشر، معناه ان هذا الوقوف على مسافة واحدة سيواجه عدة إشكالات.

   الإشكال الأول: عدم الإنصاف وهذا واضح.

   الإشكال الثاني: عدم حل المشكل وابقاء المعضل قائم وهذا لا يقبل من اي متصدي ولو كان (فِريضة عشائرية) فأنه يقف على مسافة واحدة وعليه حل المشكل والا كان مقصراً ومتحملاً من الناحية العرفية لتداعيات الخلاف الذي سيحصل.

   الإشكال الثالث: يكون رضاً بما في الخصام من منكر صدر عن هذا الطرف او ذاك الطرف او قبول تقصير من هنا او من هناك او…

 

   الإشكال الرابع: الإبقاء على مسافة لا يعني التساوي بين الظالم والمظلوم، لأن اي خلاف يقع لابد من كون احدهما ظالم او كلاهما، واما ان كليهما مظلوم فلا، وعلى الواقف على مسافته انصاف المظلوم من الظالم والا فإدعائه من الوقوف على مسافة ليس كذلك.

 ولحل هذه الإشكالات تضمين الموقف على المسافة الواحدة حل المشكل لإرضا الجميع والقيام بواجب ما تفرضه الوجاهة، وإنصاف المظلوم، وإيقاف تداعيات الاختلاف، ولتعتبر بفعل الرسول الكريم(صلى ا… عليه واله وسلم) حين ما حل نزاع القبائل آنذاك في خلافها لوضع الحجر الأسود في مكانه من البيت فقد وقف (صلى ا… عليه واله) على مسافة من الجميع ولم ينحاز الى قريش، وحل مشكلة اختلافهم بوضع عباءته في الارض ووضع الحجر الاسود وسطها وطلب من الجميع ان يأخذ بجانب من عباءته لترفع مع الحجر ويوضع مكانه فخرج الجميع راضين وانتهى مشكل الاختلاف وكان الرسول (صلى ا… عليه واله) واقف على مسافة واحدة ولك ان تتخيل لو كان واقفاً ولم ينحاز ولكنه لم يحل لهم  المشكلة فماذا يكون الحال؟!

 

نظرة الفقيه في الساحة الدولية

اعادة انضمام القرم الى الوطن الأم روسيا واستمرار الإدارة الروسية في اتمام الاجراءات القانونية لانضمامه بعد الاستفتاء الشعبي الذي عبر فيه عن رغبته في الاعادة الى روسيا، قد اثار حفيظة الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيين الذين وجدوا في تحريك الاوضاع في اوكرانيا ضربة مقابلة للضربة الروسية لهم في سوريا واعادة أوراق التوازن الدولي ورجوع روسيا بقوة كدولة عظمى ايذاناً بانهاء احادية القطب الواحد الذي تربعت عليه أمريكا قرابة العقدين من الزمن سيّرت العالم وفق نظرتها وبقانون قوتها الذي لا يحمل أية ضوابط اخلاقية فضلاً عن الانسانية والقانونية، وخلال هذه المدة شهد العالم مظالم عديدة نالت الشعوب العربية القسط الوافر منها وتاهت القضية الفلسطينية والقدس في دهاليز السياسة الامريكية الصهيونية وتشرذم العرب حتى في صورة اجتماعهم الشكلي بمؤتمرات القمة العربية التي صارت تدار على عقارب الساحة الامريكية، واحتلت بلدان ودمرت سكان وعاثت فساداً في افغانستان والعراق، وتلاعبت ببلدان وغيرت اوراق واعادت ترتيبات ووضعت قيادات وغيرت ثقافات وقررت تشريعات وسنت قوانين، ولا يقول لها ماذا تفعلين وجرت المؤسسات الدولية لصالحها حتى حاكمت رؤساء وحاصرت بلدان وصادرت أموال وقد فاتها الحظ هذه المرة في المارد الروسي الرئيس بوتين الذي اعاد العافية للقوة الروسية فأصبحت لاعباً رئيسياً في القضايا الدولية هدأت من حركات الغول الامريكي وروضت اندفاعه في انطلاقة كانت من سوريا التي اجتمعت عليها بلدان الارض عبر مقاتلين متدربين وارهابيين متهيئين لاسقاط النظام واشعال الفوضى في سوريا فكان الرئيس الروسي وخارجيته بالمرصاد ولم تسقط سوريا كما أرادت روسيا لا كما أرادت أمريكا وبعض البلدان العربية والغربية. 

ولا يمكن لهذه الخطوة أن تمر بدون عقاب للمارد الروسي فكانت أحداث أرهابية وقعت في جنوب روسيا أول أوراق اللعبة وقد عالجتها بكل حزم وقوة في رسالة قوية من الرئيس الروسي لتوجيه ضربة الى السعودية والنتيجة كانت ناجحة فقد تراجعت السعودية عن دعم الجماعات الارهابية بعد استعداد موسكو لتقديم مشروع قرار بوضع السعودية من الدول الداعمة للأرهاب ثم أوكرانيا وكيف تحركت القوى المتطرفة الموالية للغرب في الاستيلاء على السلطة الشرعية وبعد مسرحية المظاهرات الاحتجاجية واستغلال الغرب لها في اقصاء السلطة الشرعية المواليه لروسيا مع ان أكثر من ثلث سكان اوكرانيا روس، وكانت أحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق فكانت القرم هي الضربة المعاكسة للروس والتي أوجعت الغرب وأمريكا وجعلتهم في دوامة وحيرة لا يخرجون منها الا بتصريحات وتهديدات لا أثر لها على النفوذ الروسي.

وما يمكن استخلاصه من هذه الأحداث أموراً على المسلمين عموماً والعرب خصوصاً استثمارها والاستفادة منها كفرصة تاريخية لا يمكن تعويضها.

الأول: التخفيف إن لم يكن التخلص من دائرة النفوذ الأمريكي واحتوائه للقرار السياسي العربي في الدائرتين المحلية والدولية، إذ بالإمكان الاستفادة من ظهور النفوذ الروسي لإعادة توازن سياستها وتعاملاتها في قضايا الساعة بما يخدم  المصلحة العربية وبالخصوص في قضية العرب الكبرى فلسطين.

الثاني: استثمار الروح الروسية التي تحدت الإرادة الغربية بكل غطرستها والاقتراب نحو روسيا في رسالة واضحة الى أمريكا من أجل تعديل سياساتها مع العرب، وإعادة ورقة التعامل مع أمريكا والغرب من منطلق المطلوبية لا الطالبية لتوفر البديل الروسي في الساحة الدولية.

الثالث: دعم التوجه الروسي في اسقاط الدولار في التعاملات التجارية الدولية كي لا تكون انظمتها مرتهنة بالدولار واسعار صرفه التي يمكن ان تتحكم بها أمريكا.

الرابع: ضرورة الانفتاح على الجانب الروسي واستغلال القدرات العظيمة والكفاءات العلمية في هذا البلد لتنشيط الحركة العلمية والبنائية في بلداننا العربية بعد ان وجدت ان الانفتاح نحو أمريكا غالباً بل دائما ما يصطدم باللوبي اليهودي المسيطر على سياستها الخارجية وخصوصاً مع الدول العربية.

الخامس: نقل الاستثمارات الهائلة من أمريكا للدول العربية والاسلامية، أو توازنها على الاقل كي لا يأتيها اليوم الذي تكون تحت البند السابع الذي تمرره أمريكا من خلال مجلس الامن كورقة ابتزاز سياسي للعرب أو المسلمين.

 

 

المسعدة

تعبير عن الإنسان المحظوظ وإطلاقه ألغالبي على المرأة دون الرجل فيقال المسعدة او فلانه المسعدة وان صح اطلاقه واستعماله على الرجل فيقال مسعد او المسعد الا ان الغلبة في الاستعمال هي لصالح المرأة التي تنجح في زواجها وتسعد فيه مع زوجها يقال لها المسعدة.

وبالرجوع الى أصل اللغوي للكلمة وهي من باب سَعَد تسعد والفاعل سعيد والسعادة اسم منه ويعدى بالحركة في لغة فيقال سعَده الله ويسعُده وهو مسعود وقرئ قوله تعالى واما الذين سعدوا بالبناء للمفعول والأكثر تعديه بالهمزة فيقال أسعده الله واسعد الله أيامك وساعده مساعدة بمعنى عاونه واصل الإسعاد المساعدة فمعنى سَعديّك مساعدة وإسعادا لأمرك بعد إسعاد والاصل الإسعاد هو متابعة العبد امر ربه وفأسعد تعني متابعة العبد امر ربه والسعادة معاونة أمور ألإلهية للإنسان لنيل الخير والسرور.

والمسعدة بحسب الظاهر أصلها أسعَد يُسعد اسعاداً فهو مِسْعِد والأنثى مسعدة والمعنى جمعاً بين الكلمات أهل اللغة وما يفهم عرفاً هو من تُقدم عليه المساعدة من دون تعب وعناء ولذا قلنا يعني المحظوظ من معاونة الأمور والعلل والأسباب التكوينية له وهذا لا يعني بالضرورة انه سعيد فعلاً وواقعاً لان للسعادة مراتب ثلاثة او مراحل:

المرتبة الأولى: السعادة الفطرية الذاتية بحسب اقتضاء الأسباب والعلل من الخصوصيات الفردية والوراثية من الأب وألام والزمان والمكان والغذاء والتحولات في الرحم الى ان يستعد لنفخ الروح فالإنسان في تلك الحالة بعد هذه التحولات والمقتضيات اما له درجة من السعادة او في منزلة من الشقاوة.

المرتبة الثانية: السعادة المكتسبة بالأعمال والعبادات والطاعات والرياضات فكل نفس بما كسبت رهينة وهي مكلفة بحسب وسعها والعمل الصالح بأي كيفية وفي اي مقام وحالة يؤثر في إيجاد السعادة ويوجب قوة روحانية وانشراحاً في الصدر.

المرتبة الثالثة: السعادة الفعلية المتحصلة من المرتبتين الذاتية والمكتسبة وهي الظاهرة في الآخرة وهو ما يبنى عليه من الثواب والعقاب.

والسعيد او المسعدة وان كنا نرى صحة إطلاق المسعدة على الذكر بلا تكلف القول باختصاصها بالأنثى فيصح ان يقال فلان مسعدة من جهة تساوي المذكر والمؤنث فيه.

هذا المسعدة يقع في المرتبة الأولى من المراتب المتقدمة من جهة ما ذكر في المعنى اللغوي فهذا المسعدة هو ما توافق الأسباب والعلل الخارجية بحسب طبعها تارة او بحسب فعل فاعل بتحريك لأجل المسعدة ويريد له ان يكون ضمن نطاق توافق الأسباب الطبيعية او الأسباب المكتسبة في المرتبة الثانية.

وبهذا فالمسعدة نطاق اتصافه المرتبة الأولى واذا كانت التوافقات الاسبابية الفعلية للعبد لا الطبيعة بمعنى ان لا يكون له اي تأثير في إنتاج السعادة كان مسيراً لا مخيراً وان طبق عليه ما ذكر من معنى الإسعاد وهو متابعة العبد لأمر ربه وليس من الضرورة اللغوية بمكان ان يكون الرب هو الله سبحانه وتعالى بل كل من يدير امر أخر يطلق عليه لغة رب فمن تابع غيره فيما يأمر وينهى لأن في متابعة أمر ربه إسعاد له وتهيئة لأمره في نطاق الأسباب والمقتضيات المنتجة للسعادة بلا ناق له ولا جمل واما إعماله بإنتاج السعادة المكتسبة في المرتبة الثانية فهي إعمال لا امتياز فيها عن إعمال الآخرين بحسب الظاهر واما ما لا يظهر او لا يعلم فحقيقته عند علام الغيوب.

وبهذا نستطيع ان نحرر النتائج التالية للمسعدة.

 

1ـ انه يُخدَم ولا يَخدِم

2ـ انه مقود لا قائد

3ـ انه تابع لا متبوع

4ـ انه مسير لا مخير.

فأن هذه جميعها من جهة ان السعادة التي هو فيها لا ناقة له ولا جمل ولأجل جهة إعماله الخاصة او قدراته المخصوصة. وربما لهذا قلنا بصحة إطلاق المسعدة على الذكر مع ضم الكلمة لتاء التأنيث لتركيز الصفة في الموصوف كالعلامة مبالغة فيها وفي جميع نواحي الحياة يوجد مسعدة ففي الدائرة الاجتماعية يوجد مسعدة وفي السياسة مسعدة وفي الدينية مسعدة واذا صار الامر اليهم فاعلم ان السعادة مختزلة عندهم لا ينال منها الآخرون إلا شقاوة.

 

تنبيهات

الأول: على الناخب ان لا يخدع بكلام المرشح ودعايته في انه سوف يحقق لهم كل ما يريدون مع أنه سيكسب منصب تشريعي وما يدعيه من الشؤون التنفيذية وأين هذا من ذاك فعلى الناخب ان يعي هذه الخدعة.

الثاني: الزيف الأمريكي والاستهتار بحياة وشعوب الدول اتضح جلياً في أوكرانيا وبعد ان أطاحت بالسلطة الشرعية من خلال المتشددين بالساحات والقيام بالمظاهرات وتعرض أوكرانيا لاهتزازات اقتصادية وسياسية قد تطيح بوحدتها شعباً وأرضاً لم تقدم لها سوى فتات من الأموال لا تسمن ولا تغني من جوع وجعلها لعبة بيدها تلاعب بها روسيا التي قدمت مساعدات بملايين الدولارات وكميات من الغاز مؤجل الدفع واستفزازات أوكرانيا للمواطنين الروس مستمرة.

ولم تتنبه أوكرانيا من كذب أمريكا على العالم في مسألة العراق وها هو البلد على شفى جرف هار. ان أمريكا  لا يهمها العالم بقدر ما يهمها مصالحها وتضعيف الدور الروسي في مناطق الأزمات العالمية ولو أدى ذلك إلى تدمير بلدان كما حصل في العراق وأفغانستان ومصر.

وهذا خير منبه للعرب للحذر من الأمريكان وعدم الوثوق بهم في أية قضية.

الثالث: الوضع الدولي يسير باتجاه تعدد الأقطاب ورجوع روسية كقوة مؤثرة في دائرة التأثير السياسي العالمي والوقوف مع التوجه الروسي وفتح علاقات جديدة معه لتضعيف التأثير الأمريكي في القرار العربي وقضايا العرب المصيرية وإدخال الراعي الروسي والصيني في مفاوضات ما يسمى السلام مع الكيان الصهيوني يعطي قوة إضافية للمفاوض الفلسطيني ولا يكون هذا التنبيه جزافاً فأننا وجدنا بأن روسيا تختلف عن أمريكا فلا تتدخل بشكل تجعل مصالحها فوق كل اعتبار كما هو حال الأمريكان والروس اقرب الى النَفَس العربي والإسلامي بحكم الجغرافية والتاريخ منه للأمريكي والتجارب مع أمريكا أوضحت النفس العدائي للعرب في اي احتكاك مع اليهود في فلسطين.

الرابع: التعاملات بالآجل مع الفرق ودعوى اختلاف العملة غير جائزة على الأحوط وجوباً عندنا وعند السيد الشهيد الأول ولا وجه لدعوى تعدد العملة فان القدرة المالية بحسب المقدار المعمول به سوقيا واحدة عند المتعاملين فالأخذ بالزيادة بلا وجه وتدخل فيه العنوان ألربوي الذي يصف الإمام الربا بحديث (ان أكل درهم من الربا أهون على الله من سبعين زنية بذات محرم في بيت الله الحرام).

 

الطائرة الماليزية

سخر العالم كل إمكاناته وطاقاته بأقماره الاصطناعية العالية الدقة وراداراته المتطورة على ايجاد الطائرة الماليزية المفقودة مع ركابها، لكنهم فشلوا ، وها هي أسابيعه العديدة قد مضت من دون جدوى، لقد وصل عدد الدول الباحثة  عنها إلى ثلاثين دولة ذات اختصاص تتصدرهم أمريكا، حيث مسحت اغلب مساحات المحيط الهندي والبحر الصيني، فبقيت لديهم فرضيات جغرافية تخمينية فقط مما يعني فشل رهان التكنولوجيا المتطورة فهذه هزيمة للدول الكبرى ان كان هذا الواقع، وان كان هناك سر خفي خارج إرادتهم في فقدها.

 لا يمكن للإنسان باستثناء المعصوم ان يدعي انه وصل بالعلم الى آفاق بعيدة جداً من حيث مطابقتها للواقع ومن حيث علوها بما لا يكون بعدها ما يتفوق عليها، وان اعتقد الشخص أو الأمة أو الأمم الغربية خلاف ذلك فقد أوقع نفسه في الغرور والضلال.

وبتطبيق هذين الأمرين في مورد الطائرة ـ فان ما توصل إليه الإنسان من تقنيات لا يمكن ان تكون هي نهاية المطاف، ومطابقة للواقع وقد خاب سعيهم فلا أجهزتهم توصلت الى مكان الطائرة وكانت معلوماتهم مطابقة للواقع وإلا لعثروا عليها، وأظهرت فشل محاولاتهم وانهم لم يصلوا إلى ما تبجحوا به من علوم، تبقى التجارب تكذب ما توصلوا اليه على الدوام.

فعلى الإنسان ان يعي ان قدراته محدودة وان إمكانياته قاصرة وان يعترف ان  فوق كل ذي علم عليم ، وان هذا مبلغه من العلم، وان في آفــــــاق عالم الدنيا ما لم يتمـكن الإنسان الى هذه اللحظة ان يتوصل إليه كي لا يقع في الغرور ويخدع الآخرين.

ومن هنا فإظهار عجز التقنيات والإمكانيات الغربية يكشف عن ضحالة الإنسان وقصوره عن إدراك ما يريد الا بالتوجه الى الخالق المطلق والعليم الذي يفيض العلم على عباده بمقتضى الحكمة الإلهية الأزلية وان يفهم الغرب ان عليه الابتعاد عن لغة قارون (إنما أوتيتُهُ على علم عندي) والله المستعان.

 

غرائب عراقية

الغريبة الأولى: انه في جميع شعوب الأرض قاطبة الا في بلدنا و شعبنا العراقي ، حيث هناك اذا قدم اليهم المسافر من اي بلد كان فهو يحاول ان يتعلم لغة البلد الذي دخله ، وأبناء البلد يطلبون منه او ظاهر حالهم يريدون منه ان يتعلم لغتهم كي تسير أموره معهم وفهم بشكل طبيعي انطلاقاً من مقولة من عرف لغة قوم امن شرهم، الا ان شعبنا المبدع هو من يتعلم لغة القادم ويحاول ان يتفاهم معه بلغة قومه، والأغرب ان بعض مسافري البلدان القريبة قد عرفوا هذه الغريبة من العراقيين ، فيطلبون منهم الحديث بلغتهم لا بلغة أهل العراق.

الغريبة الثانية: ان معظم شعوب الأرض تعتز وتفتخر بعلمائها وتحاول بكل ما أوتيت من قوة ومكنة تكريم العلماء وتبجيلهم والاعتناء بشأنهم، ووفرة التقدير والإكرام لهم، في مقابل الاستفادة القصوى من علومهم ووجودهم بين ظهرانيهم ومن هنا نرى علمائهم مبدعين ومسرورين في ما يقدمونه لشعوبهم وبلدانهم.

وحينما تأتي الى بلدنا فأن علماءنا محسودون محاربون محاصرون مضيَّق عليهم وألان يعيشون حالة الخوف من الاختطاف او الاغتيال او التهجير. فهم بصراحة غرباء في بلدهم، مغيب دورهم، مصغّر قدرهم، أمتهم خائفة من وجودهم بدلاً من ان تكون مستبشرة بحضورهم ، تستفاد من أفكارهم وتبني على قدراتهم العلمية وتصلح شؤون البلاد بتسديدات أرائهم وتحتف بهم في كل الأمور استئناساً بأفكارهم ونظرياتهم ، ولكن هذا الحال لا يستمر الى الأبد، وإنما الى الموت فتبدأ بعد رحيلهم وانسداد فتحات علومهم في الاحتفال بذكراهم وتمجيد أفعالهم ولكن بعد رحيلهم وغيابهم عن هذه الدنيا ولست بحاجة الى  نماذج من علماء في وقتنا الحاضر فأن المعظم ألان يعيش على أثارهم ومنجزاتهم ، وقد كانوا من اشد المحاربين لهم.

الغريبة الثالثة: ان معظم بلدان الأرض وشعوبها تقدم علمائهم على غيرهم في مجالات اختصاصهم وتعتني بهم اكثر من غيرهم ، وتحاول بكل وسائلها ان تعطي تقدماً واهتماماً إعلاميا وشعبياً بل وسياسياً لهم، فالصدور عن أمرهم والاستشارة لأرائهم والسعي  لإرضائهم وترسيخ وجودهم الاجتماعي وسط أبناء شعوبهم، الا ان هذا البلد يعكس الامر فهو يعتني بعلماء غير أبنائهم ويقدم وجودهم على وجود علمائهم ويتعبد بآرائهم ويبتعد عن أراء علماء بلدهم ، ويقدم لهم كل الإمكانيات والحضور الإعلامي والشعبي بمناسبة واخرى بغض النظر عن علمائهم، مع فارق كبير نأخذه من النص القرآني . (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) سورة إبراهيم اية4. وشعب مكة أدرى بما فيه، وكلها لا تشفع يبقى الامتياز للغريب والغرابة للقريب، لعمرك هذا من العجيب.

 

الغريبة الرابعة: طموح معظم شعوب الأرض في التغيير والتطوير نحو الأمام والسعي لإيجاد البديل الناجح او النموذج المتطور وإنما فات من الزمن لا يمكن قبول ديمومة أدواته وشخوصه لأنهم يمثلون حاله قد تجاوزها الزمن وعَبَر مفرداتها ولهذا نجدهم في تطور مستمر واستقرار دائم وسعي دؤوب لتطوير الحياة بكل مفاصلها فيما نحن نخاف التجديد ونتوجس من التغيير وإبقاء ما كان أفضل مما سيكون والاستعداد للتغيير مجازفة غير مضمونة العواقب، وهكذا الى ان يأتي التغيير والتجديد بلا مشاركة لهم فيه ولا إرادة تسعى لتأتيه، فتبقى إرادتهم مرهونة وشؤونهم مشلولة لا تتحرك الا ان تُحَرك ، ومن هذه الغرابة تعرف أية نتيجة تريد معرفتها في اي شأن كان.

الغريبة الخامسة: انهم طيبون الى درجة لا يمكن قبولها في معظم أعراف الأرض ذلك انهم يقبلون بأدنى إطراء وابسط دعاء فما ان تقول للأخر رحم ا… والديك او بارك ا… فيك ، او اجرك على ابي عبد ا… ، وغيرها من تعابير دارجة، فأنه مستعد للتنازل حتى على حقوق آخرين او حقوقه هو عند القائل فيجد في نفسه حراجه بمطالبته او قيداً على محاسبته وهكذا تذهب حقوق كثير من الناس ويحصل التنازل عن أخطار عديدة ينبغي لأجل حفظ الواقع الاجتماعي ان تصحح كي لا تتكرر او تتسع او تصبح ظاهرة اجتماعية لا يمكن الوقوف أمامها.

 

الفرق بين العلماني والاسلامي

يبدو  ان الفرق بين الاسلامي والعلماني غير معروف عند الناس، فهما ليسا متقابلين لأن العلماني غاية ما يدعيه ان الدين تنظيم العلاقة بين الفرد وربه فقط، واما تدخل الدين في علاقة البشر مع بعضهم اجتماعياً وسياسياً فلا دخل للدين فيها، وهذا ناشيء عمّا حصل للكنيسة في العصور الوسطى وان تنحيتها عن العمل السياسي قد طور الدول الأوربية مبقية عمل الكنيسة في دائرة قراءة الانجيل والأذكار في الكنيسة كل يوم أحد في الاسبوع ، وبهذا انعزلت الكنيسة عن تدخلاتها في المجال السياسي وحاول هؤلاء ان يعكسوا ذلك بكل ظروفه وأطره في الدائرة الاسلامية مع الفارق الكبير بين الاسلام والمسيحية فقد غاب عنهم ذلك وأخذوا يقلدون الغرب في كل طرح أو منهج لبناء الحياة الاجتماعية والسياسية ، والى الآن نعيش مقلدين للغرب في أي عملية بناء سياسي وكأنه مصدر الهامنا وبناء بلداننا هو الغرب ..

الا ان العلماني لا يعني أنه غير متدين فقد يكون متديناً وذا علاقة جيده مع ربه التزاماً بتكاليفه الشرعية ولكنه يبعد الدين عن السياسة.

كما ان مصطلح الاسلامي لا يعني أنه يريد تطبيق الشريعة بتمامها سياسياً فأن هذا الاسلامي نادر أن لم نقل لا وجود له،ولكنه يحاول بشكل خجول تطبيق المفردات الإسلامية في بعض نواحي الحياة السياسية، ويعتني بالشعائر الدينية فيما يتعلق بالمناسبات والاعياد الاسلامية وغير ذلك بما هو خفيف المؤونة ولا يشكل تحدياً مع الواقع بكل ازماته ومشكلاته يكفيك من ذلك انتشار المنكرات في الساحة الاسلامية بلا رادع من اسلامـــي الا من البـــــــــــــــعض في محاولات فردية لا تسمن، يقوم بها الاسلامي

 لابراء ذمــــــــــــــته امام الجـــــــــمهور ولعل له اســــــــــــبابه الخاصة والعامة بما لا حاجة الى الدخول في تفاصيله، وبهذا قد يلتقي الإسلامي والعلماني عندما تقفز التحديات الإسلامية بقوة على الواجهة السياسية حيث يكون الموقف متساوياً تقريباً فيما يقدمه العلماني مداراة للجمهور  ويفعله السياسي التزاماً بدينه امامهم أيضاً. وبهذا يتضح ان كليهما لا يريد تطبيق الشريعة بمستويات عالية لعجزه تارة عن أعمال ذلك أو تطبيقه أو اقناع الاخرين به، أو التجاهل في تجربة لترى الناس قدرته على القيادة وتقديم حلول واقعية للمشكلات، أو يتعرض لضغط من قبل غربيين يملك علاقات جيدة معهم يجعل استرضائهم مطلوباً أو عدم اغضابهم محسوباً.

أكتفي بهذا المقدار فأن فيه غنى وكفاية من الإجابة.            

 

الاستفتاءات

  بسم ا… الر…الر…

سماحة المرجع الفقيه قاسم الطائي (دام ظله)

السلام عليكم

كثير ما يذكر من قبل أهل المنبر ان الإمام المهدي (عجل ا… فرجه) حال خروجه وظهوره يقوم بإظهار عبد الله الرضيع من قبره والشيخين كذلك ويقوم بتعليقهما على الشجرة. وقد سمعت من احد طلبة العلم ان الأخبار الواردة في ذلك لا صحة لها وذلك لتعارضها مع النقل والعقل ومن ذلك حرمة كشف القبر وهو العارف والعالم بالأحكام الشرعية. ومنها ان العمل هذا يؤدي الى: ثارة الرأي العام العالمي عليه ويثير المذاهب الأخرى مما يؤدي الى التفرقة وتفرقة الناس عنه. شيخنا ما مدى صحة الأخبار الواردة في إخراج الشيخيين والرضيع وما مدى صحة التبريرات التي ساقها طالب العلم أعلاه لعدم صحة هذه الأخبار.

احد المؤمنين

بسم ا… الر… الر…

1ـ من الوارد عندنا ثبوت الرجعة لمن محض الآيات محضاً ولمن محض الكفر محضاً

2ـ إن نبش القبر او ما سماه السائل كشفه اذا كان لمصالح مهمة فيجوز بلا إشكال ومن أولى بالإمام معرفة هذه المصالح.

3ـ لا ينبغي قياس ظهور الإمام كظهور اي داعية او مصلح ليثار الوضع العالمي ضده لأننا لا نعرف بالضبط ما هي ظروف العالمَ في وقت ظهوره وما هي الأساليب التي سينطلق منها في دعوته الا انها من المؤكد مناسبة وأكثر علمية لوسائل زمن ظهوره اقصد الوسائل المتعارفة في ذلك الحين.

4ـ اذا نظرنا الى المشهور بين الفريقين، من سن سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة اتضح وجه الدعوى بما يفعله الإمام (عجل ا… فرجه).

5ـ قد يكون الإخراج لإقامة الحجة على الموالين والمعارضين في آن واحد وإقامة الحجة من مسوغات ما ذكر في السؤال.

6ـ ما يراد فعله لعله بعد استتباب الأمر له (عجل الله فرجه) لتكريس عدل السماء في الأرض وليتضح للجميع كيفية ملء الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً وجورا لا قبل ذلك ليبرر ما ذكره السائل من الإشكال المتداول في ذهنه.                                                                                           

  قاسم الطائي

10 جمادي الثاني 1435

 

      

بسم ا…الر… الر…

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي(دامت بركاته)

السلام عليكم ورحمة اله وبركاته.

بعد ظهوركم الأخير على قناة البغدادية حيث كان مثمراً ونافعاً لعامة الناس الا انه  حصل  بعض الالتباس حول الفقرة الأخيرة من اللقاء وهي تزويج البنت في التاسعة من عمرها مع ما لاحظناه من ان مقدم البرنامج لم يعطكم الوقت الكافي لبيانها.

شيخنا الجليل هل أن الشارع أجاز تزويج البنت في هذا العمر مع ان الدراسات الطبية والنفسية والاجتماعية تقول ان أفضل سن لزواج البنت هو بين الثامنة عشرة والخامسة والعشرين لان جسم البنت يحتاج من خمس الى ست سنوات بعد البلوغ لتصل الى سن النضج الجسدي والنفسي والعقلي ولا ينصح بالزواج قبل هذا السن لأنه لا يكون عندها الأدراك الكافي لحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقها.

نرجوا من سماحتكم بيان هذا الأمر وذلك لأهميته وكثرة السؤال عنه واخذ دعاة العلمنة والتمدن يسخرون من احكام الشارع المقدس .

أدامكم الله مناراً للمؤمنين.

محمد السعداوي

بسم ا… الر…الر…

ليعلم الجميع واختنا المرأة قبل غيرها بأن الشارع المقدس ومن بعده مراجع الأمة العراقية هم اكثر حرصا على كرامتهن وإنسانيتهن ولا يمكن ان نسمح بالتجاوز على حقوقهن المقررة شرعاً ومن بعده عرفاً والشارع لا يريد ان تمتهن المرأة في إنسانيتها وحقها في الحياة الذي نظمه لها الشارع بعيداً عن تدليس المغررين والمتباكين على حقوق المرأة وهل يعقل بأن الشارع غير حريص على حقوقها وان هؤلاء المتربصين أكثر حرصاً من خالقها ما لكم كيف تحكمون؟

ان الشارع الخالق والعالم بكل خفايا مخلوقاته هو وحده صاحب الحق في تقدير احكام المرأة انطلاقاً من حكمته اللامتناهية ورحمته بعباده وقد أكدت جملة من الروايات عند السُنة قبل الشيعة بأن سن بلوغ المرأة هو تسعة سنوات هلالية وبعض الروايات أشارت الى 13 سنة هلالية سن بلوغها اي انها في هذا السن وبحسب استنباط الفقيه تكون محلاً للتكاليف الشرعية فتصبح بالغة مشمولة للتكاليف الشرعية ومخاطبة بها بمعنى مسؤوليتها عن الصلاة ونحوها من التكاليف ولا يعني ذلك تزويجها في هذا السن المبكر والالتزام به بل تبقى المرأة تحت رعاية أبيها وحمايته يزوجها في سنوات من العمر لتصل الى العشرين او الخمس والعشرين كما ان الشارع قد وضع لها حقاً في تزويجها بعد البلوغ وهو اعتبار إذنها وقبولها مضافاً الى قبول الأب وبهذه المأذونية المشتركة تستطيع المرأة استعمال حقها في الرفض والقبول كما ان للأب في ما لو وافقت على رجل قد يحتال عليها او يغرر بها ان يحميها من اندفاعها ورغبتها ليمنع هذا الزواج غير المناسب.

ومن يتصارخون على المرأة يريدون لها التحلل من قيمها والتزاماتها والحفاظ على مكانتها ورمزيتها للعفة والشرف الذي يقتل الإنسان من اجله في مالو تعرض للاهتزاز او الانتهاك من قبل الغير، هذه القيمة الواقعية للمرأة العراقية لا توجد في كل دول الأرض واما ما قيل من أنها أمَة ونحوه من أقوال الجهلة والمغرضين فهو نابع عن جهل لان زمان العبيد والإماء قد انتهى ولا اثر له في عالمنا اليوم والمرأة قيمتها وإنسانيتها لا تختلف عن الرجل الا من خلال ما أودعها الله من مؤهلات هيئتها لوظائف لا يقوى عليها الرجل وكذا هو بما أودعه من مؤهلات هيئته بوظائف لا تقوى عليها المرأة وهذا قمة العدالة الإنسانية التي أودعتها السماء خلق الإنسان.

وكان الأولى برابطة المرأة العراقية ان تدافع عن المرأة في عدم وقوعها مبتذلة وسلعة يقضي الإنسان معها وطره ثم يرميها لآخرين فهل دافعت عن المرآة في وقوعها في هذا المنزلق وها هي فتاوى جهاد المناكحة وضياع قدر المرأة وقد وصل الى بعض مناطق العراق فأين هؤلاء المتباكون والمدافعون عن حقوق المرأة المسحوقة في هذا التصرف الشيطاني؟! الأمر الذي يكشف عن زيف آراءهم للدفاع عن المرأة وها هي الملاهي الليلية وسط بغداد والمرأة فيها من الانحطاط والابتذال لا يقبلها ذو مسكه وشرف وهي تعيش ضياع مستقبلها ونفسها وسيأتي عليها الزمان ليقذفها إلى مزبلة التاريخ ومن ثم حطب جهنم فأين هذه المدافعات؟

وأنبه المرأة العراقية التي واجهت الاحتلال الأمريكي في بعض محافظاتنا بأن منظر المرأة مع الحجاب أجمل بكثير من منظرها مع السفور بحيث تكون ذات جاذبية عالية مع الحجاب تفرض على الرجل احترامها و إكبارها وعدم التفكير السوء معها بخلاف السافرة يعرف ذلك الرجال ، واذكر بمقولة لبعض الغربيين القول بأن المرأة الشرقية فقدت جمالها حين ما خلعت حجابها ويتحمل بعض الإعلاميين مسؤولية التشويش على القرار الجعفري وبعض رجال الدين والسياسة.