قواعد اللعبة
وجهة نظرنا
مصطلح سياسي وقد ينسحب الى الوضع الاجتماعي وقد ينسحب الى الوضع الاجتماعي في بعض مفرداته ومناصبه كمنصب شيخ العشيرة أو وجيه العائلة ونحوهما، ويقصد بها كما يوحيه من مفرداته بأن مجموعة من الضوابط والاعتبارات قد أحكمت وتركزت في هذا الشأن الى درجة يمكن اعتبارها مجموعة قوانين ملزمة، وضوابط محترمة يعتبر الخروج عنها غير مقبول بل ومرفوض احياناً مما يسبب تداعيات خطيرة ومواجهات غير مأمونة، وقد يستخدم في احيان بعبارة أخرى كما في المجال العسكري، حيث يسمى بتوازن القوى وإن هذا التوازن يعني ميزان قوة كل جهة على الأرض ينبغي ان يبقى محفوظاً ومراعى ولا يجوز الإخلال به والا سبب اخلالاً في هذا الميزان بصعود قوه على حساب أخرى توحي بمعطيات الواقع العسكري بأن أي خللاً لا تكون نتائجه مرضية لطرف أو أكثر فمن امتلاك حزب ا… مجموعة متكاملة من صواريخ أرض أرض أو أرض جو وبكميات كبيرة، قد أخل بتوازن القوى مع الكيان الصهيوني وبات هذا الكيان قلقاً على وضعه وجبهته الداخلية التي اهتزت بفعل صواريخ الحزب خلال حرب 2006 مع هذا الكيان وبات العقل العسكري اليهودي في دوامة التفكير في كيفية التخلص منها واعادة ميزان القوى الى وضعه السابق، بمعنى ابقاء التفوق العسكري اليهودي على الأرض لترهيب العرب ومنعهم من التفكير أو حتى الرغبة في مواجهة هذا الكيان.
إذن هذه قواعد تأسست بفعل امكانيات واعتبارات أمنية وعسكرية وكأنها أمر واقع ثابت لا يجوز التلاعب به ومحاولة تغييره ابقاء للتفوق العسكري اليهودي على العرب، والحقيقة أن ميزان القوى هو من مفردات مصطلح قواعد اللعبة والتي هي في مجاله عسكرية لها أبعاد سياسية، وهذه القواعد هي معطيات موضوعية أخذت طريقها في الاعتبار والاعتناء من خلال تعامل الآخرين معها بانضباط وسلوكية معينة لا انها مجموعة ضوابط اتفق عليها ودونت كي تكون ملزمة، لا الأمر ليس كذلك بل هي الاعتبارات الناشئة من خلال معطيات ميدانية أخذت طريقها في إعتناء الآخرين بها فأصبحت وكأنها مجموعة أنظمة وقوانين لها اعتباراتها وربما التزاماتها بعد مدة من ترسيخها وتثبيتها من خلال وقائع معينة على الأرض أو في المجال السياسي ولكل مجال من مجالات الحياة قواعد لعبته ففي مجال السياسة قواعد لعبة وفي مجال الاقتصاد قواعد لعبة وفي مجال القوة العسكرية والتفوق التسليحي قواعد لعبة، وفي المجال الديني قواعد لعبة، وفي المجال الاجتماعي والعشائري قواعد لعبة، وفي المجال الوظيفي كذلك.
يبقى التساؤل عن الاجراءات الممكن اتخاذها من قبل اللاعبين الأساسيين المقررين عملاً لهذه القواعد بحق من يخرج عن هذه القواعد، حيث يقال له، غيّرت قواعد اللعبة في اشارة الى ان أي عمل يخل بالتوازنات والاعتبارات مرفوض ولا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال والا عرّض وضعه واعتباره السياسي والاجتماعي بل والامني الى الاهتزاز والمواجهة من أجل ما سيصيب اللاعبون من اضرار في اعتبارهم وموقفهم كما يتصورون.
ومن نافلة القول: بأن هذا المصطلح مستفحل في الحوزة العلمية وهو قريب من ابقاء ما كان على ما كان، والاخلال به اخلالاً بوضع لا ينبغي السكوت عنه، وحينما ظهر السيد الشهيد محمد الصدر (قده) قيل في الحوزة بأنه غير قواعد اللعبة ولكن بالفاظ أشد قوة من هذه فقيل بأنه دمّر ومزق وفرق الحوزة، والأمر أنه غير قواعد اللعبة، وقفز الى واجهة عنوان المرجعية بدون المرور عبر بوابات ومسارات جُعلت ما أنزل الله بها من سلطان الا لاحتكار الموقع وترتيب أوراقه ضمن قواعد واعتبارات توضع تجعل مجرد التفكير بهذا العنوان جريمة لا تغتفر كما يسميه العديد من طلبة الحوزة ومتداول بينهم (انت متصير) مرجع (وما يقبلون) وغيرها من العبارات مما وضع مانعاً قوياً لطموح الفرد في أن يكون له هدف سامي في هذا الجو، وغالباً ما يضع هذه القواعد من هو متسيد في أي مجال يظهر فيه هذا المصطلح لقواعد القانون الدولي الذي وضعته الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية أو شيخ العشيرة الاصيل أو المرجع الكبير المتشبع في اذهان الناس لمدة طويلة أنه مرجع و…هكذا، ويدعى هنا ان معظم الصراعات العسكرية أو السياسية أو الاجتماعية ناشئة من محاولات لتغيير قواعد اللعبة، وقد يصل الأمر الى الويل والهلاك للمغيّر حتى وإن كان من كبار اللاعبين، ومن يغير القواعد يقتل أو يحارب أو يشل أو يحاصر أو يهاجم أو يرفض أو ينتقد في غفلة من الجميع بأن التغيير هو محور هذه الحياة وعنصرها الذاتي وسنتها الحتمية التي لا تقبل التبدل ولا التحويل.
(وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) الفتح/23
26رجب 1435
قراءة في الانتخابات
اظهرت الانتخابات الاخيرة للبرلمان العراقي عدة حالات يمكن ان تقرأ اولاً:
بأنها انتخابات أشخاص وليست كتل، أشخاص شغلوا اعلى سلطة في البلد. مع استثناء لبعض المرشحين وهم على رأس قوائمهم ولكن يعودون لقوائم الأشخاص الفائزين، فمن الأستاذ نوري المالكي وأياد علاوي وأسامة النجيفي، كانت لهم النسبة الأعلى من الأصوات وهم من يحمِّلوا أفراد قوائم أصوات الوصول الى الترشيح وبالتالي سيكون هؤلاء هم من يتحكم بالكتلة ويقرر رأيها وعملها في البرلمان وهذا الاستحقاق واقعي مع عدم التزوير بالنتائج.
ثانياً: فشل ذريع لبعض أحزاب الإسلامية ومنها لها تاريخ طويل وجهاد عريق ضد الدكتاتور ممن لم تحصد الا مقاعد لا تتناسب وحجم الإمكانيات وضخامة الأدوات من وسائل الإعلام المرئية والصوتية والمؤسسات والمساجد والحسينيات ولم تصل في حدها الأعلى الى رقم أياد علاوي من حيث عدد الأصوات او أعلى منه بقليل كحزب الفضيلة والدعوة تنظيم العراق ولم يمتلك الدكتور علاوي قناة فضائية ولا اذاعة صوتية ولا مؤسسات ولا حسينيات ومساجد فأين الخلل؟! والنائبة حنان الفتلاوي حصدت من الأصوات ما يعادل ثلث أصوات الفضيلة وأكثر من أصوات الدعوة تنظيم العراق فأين الخلل؟!
ثالثاً: ان الممثلين الحقيقين للشعب العراقي اقصد ممن حصل على اكثر من ثلاثين الف صوت لا يتجاوزون العشرين نفر واما الباقي فيصعدون بما اسميه التحميل من خلال ضم أصوات الناخبين غير الفائزين وبهذا سيكون البرلمان عاجزاً عن أداء وظيفته ولا يقبل أي فائز لأكثر من ثلاثين ألف صوت ان يتساوى مع الفائز بما دونها فضلا عن الألفين صوت او الأقل بل حتى الخمسة آلاف لا يشكل تمثيلا للشعب.
رابعاً: أخرجت الانتخابات الحجم الحقيقي لكل مرشح وعليه ان يلتفت الى ذلك في تصريحاته وادعاءاته لتمثيل الشعب والتباكي على حقوقه.
28رجب 1435
التقليد
عندما يقرأ هذا العنوان يتبادر الى ذهنه مورده المتعارف، وهو التقليد في الأمور العرفية والاحكام الشرعية حصراً، حيث أرتكز هذا المفهوم في الذهنية العامة لاتباع أهل البيت وتفرعت عنه مسائل عديدة وفروع كثيرة سطرها الفقهاء في رسائلهم العملية وبحوثهم الخارجية وهذا ليس محل كلامنا، بل مورد كلامنا تقليد الشخصيات في سلوكها العام، بل تقليد دول العالم الثالث للدول الغربية، فما ان يخرج من تلك الدولة مصطلح معين أو مفهوم خاص أو رؤية محددة الا ونجد متابعته في بلداننا الاسلامية عموماً، من أجل تحديده وبيان دلالاته ويتعدى الامر الى محاولة تكريسه في واقعنا الخاص بنا بغض النظر عن ملائمته وعدمها وعن الحاجة إليه وانعدامها لأن المهم عند الجمهور الاسلامي متابعة الغرب ومحاولة التشطّر في هذا المطلب الجديد، خذ مثلاً مفهوم الارهاب وكيف سعى الجميع الى ملاحقته وتقليده بل وتلبيسه في حياتنا مع البون الواسع بين وبينه انتاجه والبيئة المقلده له، وهذا تقليد كما في مفرده حقوق الانسان ومساواة المرأة والرجل وحرية التعبير عن الرأي وكلها غير موجودة في البيئة المصدرة بصورها المعلنة وإنما هي اشكال واطر مفاهيم رصيدها من الاعتبار والاحترام الرسمي قليل جداً على ما يلاحظ المتابع لشؤون وخصائص تلك الدول وشعوبها ولتقريب الصورة يتباكى الغرب على حقوق الانسان ولكنه يميز بشكل واضح وغير خفي بين الانسان – انسان دولته والانسان في البلدان الاسلامية كم من العراقيين قتلتهم الآلة الأمريكية المحتلة بدعوى مزيفة وكاذبة لما سموه حقوق الانسان التي انتكها صدام، صنيعتهم ورجل مصالحهم ولم يحركوا ساكناً لانتهاكاته المستمرة واعداماته الدائمة للشعب العراقي، أليس هذا انتهاكاً لحقوق الانسان، نعم نسينا هذا انسان آخر وليس انسانهم فيتحركون لحماية حقوقه حينما يكون لمصالحهم مغنماً ولاطماعهم مكسباً وهكذا في حرية التعبير في الرأي وإلا أية حرية عند الانقلابيين الأوكرانيين الذين أطاحوا بالسلطة الشرعية في كييف وأستدلوا على السلطة وهي بأبسط المعايير الدولية ليست شرعية إلا أن مصطلحهم قامت على توجيه سلطة كييف ضد روسيا لأجل محاصرتها، فأين حقوق الديمقراطية المزعومة عندهم، وقد تلقفناها بكل همه ورعاية وعناية لتحسين وتسيير أمور بلدنا، وها هي وقد حصدت أكثر من مليون عراقي حسب بعض الاحصائيات عن القتل والتهجير والارهاب والتمييز الطائفي والفرز المناطقي والمحاصصة السياسية وتمزيق الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي وتهيئة البلد للتقسيم والتجزئة وانتشار عمليات القتل وضياع الحقوق والاحتراب الداخلي.. الا أنها ديمقراطية تحترم مصالحهم ليس الا، وهكذا في خطط التنمية وطريقة البحوث واستثمار المال وحركته عبر المصارف فأننا بجميعها مقلدون من دون دراية موضوعية لنجاح تجاربها عندنا أو فشلها مع قطع بأن عناصرها مختلفة من حيث البيئة والاعتقاد والعبادات وغيرها اختلافاً كلياً وجذرياً يجعل تطبيق أية تجربة تبوء بالفشل، وهذا ما يجده المسلم في معظم شعوبه ومن نجحت على الظاهر بعض التجارب في بلد هنا أو هناك فأن ذلك كان على حساب ثوابته من اعرافه وتراثه وتقاليده وتاريخه بل وهويته وإلا بأي منطق ديني وعقلي تُجعل الملهى في مقابل المسجد أو تخلو المرأة مع الرجل الاجنبي في غرفة مغلقة أو دائرة خالية أو مدرسة مختلطة أن هذا التقليد ثمنه باهض فيما لو نجح وثمنه مرهق فيما لو فشل.
ومن هنا فأننا ندعو الى وقفة تحرر جادة من التبعية والتقليد الغربي واعطاء مساحة واسعة من الابداع العقلي لأبنائنا والاستقلال الاداري لمشاريعنا وخططنا في قيام انظمة بلدنا السياسية والاقتصادية والتنموية والدراسية وها هو تاريخ أرضنا الحاضر ينبئك بأن التقدم والتطور رهن الاستقلال وترك تقليد الغرب وشحذ وتشجيع عقول ابنائنا وتثوير مكامن وكنوز علومنا الاسلامية واعطاء فرصة حقيقية لمفكرينا وخلق فرص جديرة بالاهتمام لابداعات ابنائنا، وإلا كان تقليد الغرب لا يتجاوز بقاءنا متخلفين نركض وراءهم نستجدي افكارهم ونفتخر بتقليدهم.
27/ رجب/ 1435هجـ
التوصيف – اطلاق الاوصاف-
أطلاق الأوصاف لأهل الأصناف هل يخضع لضابطة أو هو أمر كيفي؟ يدخل في اعتبار الإنسان نفسه ورؤيته لحقيقته فيجوز لنفسه اطلاق صفة عليه بغض النظر عن وجود ما يؤهل صحة مثل هذا الاطلاق، وما هي الاعتبارات المأخوذة فيه، من جهة واقعيتها وأنها موجودة بالفعل أو أنها اعتبارية محضة رغب فيها البعض لاسباب ما فأطلقها على الآخر بدون الرجوع إليه أو مع الرجوع وسكوت الآخر يعني قبوله، نعم لو جدنا أخذ التوصيف بنظر الاعتبار ولمبررات معينة متفق عليها بين أفراد الحزب، فمثلاً اطلاق صفة الأمين للحزب يخضع لطول تجربة الفرد في الحزب ، ومؤهلاته الخاصة وقبول الآخرين به عبر مؤتمر خاص بالحزب ينتخب هذا الشخص عبر الاقتراع المباشر أو أية طريقة يتفق عليها أفراد الحزب أو هي ضمن نظامه الداخلي، ويكون هذا التوصيف مختصاً بهذا الفرد لأن وضع الحزب وهيكليته لا تسمح بأكثر من واحد يستحق له أن يتصف بهذا الوصف ويطلق عليه هذا العنوان وكذلك نجدها تخضع لضوابط واعتبارات وظيفة معينة في دوائر الدولة ومؤسساتها حيث يحصل الانسان على موقعه من خلال عمله وقدمه وخبرته ومقبوليته لدى المسؤولين الأعلى منه، أو لقوانين أدارية منضبطة لا تتغير ولا تتبدل الا بتغيير النظام الأداري ككل، وبهذا يعرف كل فرد قدر نفسه ومقدار اعتباره وحجم تأثيره وابعاد مسؤولياته ولكن مع الخروج عن هذا الاطار الوظيفي أو الحزبي، نجد اللاضابطة في الاطلاق والتوصيف، فمن اطلاق لا يلامس الواقع من جهة من أطلق عليه الوصف ولا من جهة المطِلق للوصف فهو يجد نفسه غير مقتنع بهذا الاطلاق الا ان اعتبارات مجاملية ومصالح شخصية دفعته الى هذا الاطلاق وتعرف ذلك من تذبذبه في هذا الشأن متى ما كانت الظروف متوافقة اطلقه ومتى ما لم تكن تحرى العافية والسكوت هذا من جهة استبطانه عدم قناعته الشخصية في هذا الوصف، وهذا الأمر يحتاج لأحد أمرين لا تنافي بينهما بحيث يمكن اجتماعهما وانتاجها النتيجة المطلوبة، الأول منهما هو الصدق في الاطلاق وتحري الدقة في الوصف لما لهذا التوصيف من تداعيات خطيرة أخطرها وضع الأمور بغير موضعها المناسب ومنها دفع المتَصف الى الغرور والمتِصف الى الكذب والمجاملة والفضول.
ومنها ارباك الواقع الاجتماعي وخلخلة الضوابط والاعتبارات المقبولة وتجاوزها والقاء اعراف واعتبارات لا رصيد لها من المقبولية والاعتبار ومنها فتح المجال لذوي الاغراض الدخيلة والنفوس الضيقة والاوضاع الضيقة للدخول في الميدان وهذا الأمر ليس بالهين وليس بالسهل لتطبيقه على صعيد الواقع وإن كان من الناس من هو منضبط بهذه الضوابط ويعرف حدوده ومسؤولياته ويفهم قدر نفسه فلا يتجاوز بها الحدود ولا يتخطى بها القوانين والاعتبارات المقبولة ولكنه يبقى بطيئ التأثير يسير التطبيق لا يقاوم أمام أطماع النفوس وطغيان الغرور والانانية الطاغية على الشعور.
الثاني منهما: هو ان توضع ضوابط من قبل أهل الاختصاص وحملة الاعتبار يتفق عليها بين أهل الحل والعقد تصبح ملزمة يجري على وفقها كل من يريد دخول ميدان هذا الاختصاص والاعتبار لا ان تبقى الأمور على الاهمال، تتحرك بعشوائية لا ضابطة لها ولا يمكن حصر سيرها، وقد أوضحنا بشكل مفصل وبيانات متعددة ومناسبات مختلفة خطورة عدم تحديد المفاهيم واعطاء ضوابط لها وإلا كان الناس في دوامة المفهوم وانطباقه، امامك مفهوم الارهاب فهو غير محدد كل فعل لا يروق لجهة رسمية أو قوى أقليمية أو دولة تدعي لنفسها العظمى تصف هذا الفعل أو ذاك بالارهاب لأجل ادانته وملاحقته بلا وجه حق فيطارد المناوئ ويحاصر المظلوم الذي يدفع الظلم عن نفسه وقومه بدعوى الارهاب وتتعمد دول مدعية محاربته ان يبقى مجملاً بلا تحديد مما أوجد نزاعات في مناطق متعددة من الأرض وأحتلت بلدان بسببه ثم يتبين براءتها منه.
وهذا الأمر ممكن ففي المجال الديني نقترح تشكيل مجلس خبراء من الفقهاء والمحققين يأخذون على عاتقهم وضع أسس منضبطة لتوصيفات أصبحت متداولة عند البعض بما لا ميزان لها، وكل يعمل بمبدأ كل حزب بما لديهم فرحون فقد استشرى استخدام مصطلح الولي على بعض الشخصيات وبحدود ربما أوسع مما سمعناها سابقاً أو كرست هذا المصطلح علمياً وميدانياً كالسيد الشهيد الصدر (قده) والسيد الخامنئي (حفظه الله) وقبلهم قائد الثورة الأيرانية الخميني (قده) ثم أن هذا المصطلح يحتاج الى ابعاد ذاتية وموضوعية وليس ايفاء الدليل بها كما ربما يتوهم فقد قلنا مراراً بأن وفاء الدليل شيء واتصاف من يوصله الدليل الى ثبوت الولاية شيء آخر يحتاج لابعاد شتى قد لا تتحصل الا بعمر طويل وعمل ميداني يعزز القيمة الشخصية والاجتماعية والتأثيرية للفرد.
حسين الزيادي 19 / رجب 1435
المسعدة
تعبير عن الإنسان المحظوظ وإطلاقه ألغالبي على المرأة دون الرجل فيقال المسعدة او فلانه المسعدة وان صح اطلاقه واستعماله على الرجل فيقال مسعد او المسعد الا ان الغلبة في الاستعمال هي لصالح المرأة التي تنجح في زواجها وتسعد فيه مع زوجها يقال لها المسعدة.
وبالرجوع الى أصل اللغوي للكلمة وهي من باب سَعَد تسعد والفاعل سعيد والسعادة اسم منه ويعدى بالحركة في لغة فيقال سعَده الله ويسعُده وهو مسعود وقرئ قوله تعالى واما الذين سعدوا بالبناء للمفعول والأكثر تعديه بالهمزة فيقال أسعده الله واسعد الله أيامك وساعده مساعدة بمعنى عاونه واصل الإسعاد المساعدة فمعنى سَعديّك مساعدة وإسعادا لأمرك بعد إسعاد والاصل الإسعاد هو متابعة العبد امر ربه وفأسعد تعني متابعة العبد امر ربه والسعادة معاونة أمور ألإلهية للإنسان لنيل الخير والسرور.
والمسعدة بحسب الظاهر أصلها أسعَد يُسعد اسعاداً فهو مِسْعِد والأنثى مسعدة والمعنى جمعاً بين الكلمات أهل اللغة وما يفهم عرفاً هو من تُقدم عليه المساعدة من دون تعب وعناء ولذا قلنا يعني المحظوظ من معاونة الأمور والعلل والأسباب التكوينية له وهذا لا يعني بالضرورة انه سعيد فعلاً وواقعاً لان للسعادة مراتب ثلاثة او مراحل:
المرتبة الأولى: السعادة الفطرية الذاتية بحسب اقتضاء الأسباب والعلل من الخصوصيات الفردية والوراثية من الأب وألام والزمان والمكان والغذاء والتحولات في الرحم الى ان يستعد لنفخ الروح فالإنسان في تلك الحالة بعد هذه التحولات والمقتضيات اما له درجة من السعادة او في منزلة من الشقاوة.
المرتبة الثانية: السعادة المكتسبة بالأعمال والعبادات والطاعات والرياضات فكل نفس بما كسبت رهينة وهي مكلفة بحسب وسعها والعمل الصالح بأي كيفية وفي اي مقام وحالة يؤثر في إيجاد السعادة ويوجب قوة روحانية وانشراحاً في الصدر.
المرتبة الثالثة: السعادة الفعلية المتحصلة من المرتبتين الذاتية والمكتسبة وهي الظاهرة في الآخرة وهو ما يبنى عليه من الثواب والعقاب.
والسعيد او المسعدة وان كنا نرى صحة إطلاق المسعدة على الذكر بلا تكلف القول باختصاصها بالأنثى فيصح ان يقال فلان مسعدة من جهة تساوي المذكر والمؤنث فيه.
هذا المسعدة يقع في المرتبة الأولى من المراتب المتقدمة من جهة ما ذكر في المعنى اللغوي فهذا المسعدة هو ما توافق الأسباب والعلل الخارجية بحسب طبعها تارة او بحسب فعل فاعل بتحريك لأجل المسعدة ويريد له ان يكون ضمن نطاق توافق الأسباب الطبيعية او الأسباب المكتسبة في المرتبة الثانية.
وبهذا فالمسعدة نطاق اتصافه المرتبة الأولى واذا كانت التوافقات الاسبابية الفعلية للعبد لا الطبيعة بمعنى ان لا يكون له اي تأثير في إنتاج السعادة كان مسيراً لا مخيراً وان طبق عليه ما ذكر من معنى الإسعاد وهو متابعة العبد لأمر ربه وليس من الضرورة اللغوية بمكان ان يكون الرب هو الله سبحانه وتعالى بل كل من يدير امر أخر يطلق عليه لغة رب فمن تابع غيره فيما يأمر وينهى لأن في متابعة أمر ربه إسعاد له وتهيئة لأمره في نطاق الأسباب والمقتضيات المنتجة للسعادة بلا ناق له ولا جمل واما إعماله بإنتاج السعادة المكتسبة في المرتبة الثانية فهي إعمال لا امتياز فيها عن إعمال الآخرين بحسب الظاهر واما ما لا يظهر او لا يعلم فحقيقته عند علام الغيوب.
وبهذا نستطيع ان نحرر النتائج التالية للمسعدة.
1ـ انه يُخدَم ولا يَخدِم
2ـ انه مقود لا قائد
3ـ انه تابع لا متبوع
4ـ انه مسير لا مخير.
فأن هذه جميعها من جهة ان السعادة التي هو فيها لا ناقة له ولا جمل ولأجل جهة إعماله الخاصة او قدراته المخصوصة.
وربما لهذا قلنا بصحة إطلاق المسعدة على الذكر مع ضم الكلمة لتاء التأنيث لتركيز الصفة في الموصوف كالعلامة مبالغة فيها وفي جميع نواحي الحياة يوجد مسعدة ففي الدائرة الاجتماعية يوجد مسعدة وفي السياسة مسعدة وفي الدينية مسعدة واذا صار الامر اليهم فاعلم ان السعادة مختزلة عندهم لا ينال منها الآخرون إلا شقاوة.
استفتاءات
سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي(دام ظله الشريف)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ريحانة لبوس براقة أكملت حلة النصاب السياسي، الا وهي المرأة التي أدخلت بطون الفن الممكن لتمثيل أخواتها بمعركة جديدة عليها، اذ نراها تقمصت المناصب العليا في الدورات السابقة، كالتشريعية والتنفيذية، وعملت كتف بكتف مع أخيها الرجل، وصل عددهم إلى ثمانين نائب بحسب نسبة الدستور الموضوع.
شيخنا المفكر … ما رأي الشارع المقدس بعمل المرأة السياسي من الناحية الدينية والعرفية، وما هي رؤيتكم ونصيحتكم وتوجيهاتكم الأبوية بما لهن وما عليهن بهذا العمل الميداني، وما ردُكم على الأصوات التي تطالب بحقوق المرأة بمساواتها مع الرجل.
أبقاكم أبا مرشداً للمرأة العراقية
محمد العسكري
22/رجب 1435
بسم ا… الر…الر…
نعتقد ان نسبة تمثيل المرأة في البرلمان عالية مقارنة مع دول مارست الديمقراطية لعدة مئات من السنين، خذ أمريكا مثلاً لا تصل نسبة تمثيل المرأة فيها الى هذا الحد، ولكن الدستور العراقي قد اقرها، وحظيت المرأة العراقية بنسبة تمثيل عالية في البرلمان ينعكس على نسبة تأثير عالية في تشكيل الحكومة والمساهمة في بناء العراق والشارع لم يمانع في عمل المرأة سياسياً شريطة ان تحافظ على إنسانيتها تشترك مع الرجل في هذه القيمة ولا تعطي أي مجال لأن ينظر اليها من الجانب غير الإنساني في هذه الحالة والا ستفقد الكثير من عوامل تأثيرها ومساهمتها في اتخاذ القرارات. الا ان عمل المرأة هنا استثناء قد تضطره ظروف معينة وإلا فالأصل ان المرأة مصنع الأجيال ومربية الأبناء الذين بهم تبنى الحياة عموماً.
ولكن في ظل ظروف دولية واعتبارات لا يمكن الخروج عنها ونحن نعيش وسط عالم مؤثر علينا شئنا ام ابينا يكون للمرأة مجال للعمل في مختلف الأصعدة شريطة ان تحافظ على إنسانيتها من خلال الالتزام بالضوابط الشرعية والالتزامات والاعتبارات العرفية وان لا تدع أي مجال لأن ينظر اليها بخلاف الجانب الإنساني. والا حرم عملها وكان جلوسها في بيتها اسلم لها وللمجتمع ولدنياها واخراها. وان تكون المرأة المسلمة المعبرة عن الإسلام في تعاملاتها مع الحياة ومشكلاتها وان تشعر نفسها وأبناء بلدها بأنها لا تقل كفاءة وقدرة عن المرأة في العالم. مع فارق انها بنت البيئة الإسلامية وتربيتها وتلك تربية البيئة الغربية واثارها. ليبقى هذا الفارق يقلل من ردد افتعال لا ترغب للمرأة ان تعمل في مجال السياسة.
المكتب العام في النجف الاشرف1435
أستفتاء
سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ (قاسم الطائي) دامت بركاته.
السلام عليكم ورحمته وبركاته.
فقيهنا المفكر… من جذور عقائد الشيعة الامامية هو استذكار ولادات ووفيات آل البيت صلوات الله عليهم، والمناسبات الأخرى التي تخص الدين والمذهب ، اعلامياً نرى الكثير من الفضائيات الشيعية تجند قنواتها قبلها وبعدها بكثافة لتحشيد همم الزائرين للعتبات المقدسة جميعاً في العراق على راقديها التحية والسلام، لكنها مقصرة جداً وكذلك الوقف الشيعي من حيث دعم المواكب والخدمات التي لابد منها للزائر لمناسبة استشهاد الإمام علي الهادي (عليه السلام) ، اذ نراها فقيرة إعلاميا ولم يكن هناك تثقيفاً بشكل يليق بهذه المناسبة من قبل المتصدين للمرجعية الا القلة التي انت رائدها لأن سماحتكم حفظكم الله السباق الى جميع الزيارات ومنها زيارة الامام الهادي (عليه السلام) رغم التحديات والصعوبات، الجميع يعلم ان المرقد الطاهر قد اعتدي عليه من قبل التكفيريين بل والمحاط بهم، لكن الزوار لم يقصروا بل تحدوا الإرهاب لأجل مواساة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله).
شيخنا الفقيه ما هي كلمتكم بهذا التقصير الواضح من الأغلب بحق الإمام عليه السلام من قبل من تصدى للمسؤولية وبكل الشقوق.
أبقاكم ناصرا لآل البيت الأطهار
محمد العسكري
بسم ا… الر…الر…
اتخاذ اي موقف يتحدد بمقدار ما يمثله من تحدي ، تحدي للخوف وتحدي للإرهاب، وتحدي للوحشة من جهة قلة الناس. وهكذا، والذي يخوض مع هذه الظروف أعظم مكانه ممن يخوض في غيرها ، وهو أكثر ثواباً وقبولاً من غيره، والناس عموماً ما بين الماشي على الاول وهم قلة والمسير معهم موحش عند الاخرين، وبين الماشي على الثاني وبعبارة وقت العافية، وهو جيد ولكنه ليس بمستوى الأول وفي مثل هذه الظروف يعتبر ميدان قيمة الموالاة واعتبار الشيعي الممثل لحقيقة التشيع، والذي حدد المعصوم(عليه السلام) حدود الشيعي …. ومشكلة المعظم من الشيعة، انها مراقب الحدث ولا تتخذ موقفا لإحداثه او تفعيله ، ويبقى منتظراً الى حيث معرفة وجهه الحدث فأن جاء متوافقاً مع الرغبة واكبوه وسايروه ويتمادى البعض بتوظيفه لصالحه كمكسب او موقف اتخذه وخطوة تممها وان جاء على غير الرغبة تخلوا عنه ونبذوه بل يتبرء البعض وقلما يوجد من يتخذ الموقف المسبق ويتفاعل معه ويدافع عنه، ولذلك أسباب عديدة :
منها: عدم حب ما يعتبره البعض مغامرة غير مضمونه النتائج.
منها: عدم الاستقلال في الإرادة بل هي تابعة وقد لا يروق للمتبوع هذا الموقف.
منها: شعور بالاطمئنان بالنتيجة وقبل الموقف لا يوجد مثل هذا الشعور.
منها : شعور بالخوف على الموقع من الاهتزاز فيما لو لم تكن النتائج ملائمة
وغيرها ، ولهذا فنحن لا نستغرب من تذبذب بعض المواقف وتأرجحها بما لا تكون لها رؤية واضحة لقرائة الأحداث.
5رجب 1435
سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي(دامت بركاته)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية انطلق ماراثون الكتل الفائزة لتشكيل الحكومة المقبلة باتجاهين، الأول حكومة الأغلبية، والثاني الشراكة، سندهم في الغلبة حصول البعض على أكثر المقاعد وجذب التحالفات وتوهين المقابل بالتزوير، حسب رأيكم الدقيق في الساحة العراقية على اثر الدورات السابقة التي أقحمتها الشراكة باتجاه مجهول بالتجربة، بعد هذه النتائج ما هو الأصلح ممزوجاً بواقع الاستحقاق الانتخابي والوضع الآني للبلد، هل هو الأول، ام الثاني، ام هناك رأي ثالث لديكم ينتشل الجميع من حديث الطرشان.
أبقاكم عالماً عاملاً..
محمد العسكري
بسم ا…الر…الر…
يمكن ترتيب الأولويات: بأن يغيّر النظام الانتخابي إلى رئاسي ينتخب رئيس الوزراء مباشرة ويتحمل مسؤولية تشكيل الحكومة، وهذا الاختيار يواجه بالرفض من قبل جملة من الكيانات التي لا ترى لنفسها موقعا إلا المشاركة او الشراكة التي تعني المحاصصة. والمسألة تحتاج لتغيير في بعض بنود الدستور.
ويأتي بعدها الأغلبية البرلمانية في سلم الأولويات وستقابل بنفس الاعتراض السابق وعدم تهيئة البلد لمثل هذا الإجراء كما يدعي البعض.
ويأتي ما الفهُ العراقيون الشراكة وهي المحاصصة التي أثبتت فشلها في إدارة البلاد ولا يزال البعض مصراً عليها مع كل النتائج السلبية التي جاءت بها وتقهقر البلد الى الوراء بدلاً من التقدم إلى الأمام. وليس أكثر ايضاحاً من النص (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا)الزمر 29، وهو واضح الدلالة في ان كثرة الشركاء مدعاة للاختلاف وعدم الانسجام.
قاسم الطائي
21رجب 1435
سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي(دام ظله الوارف)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في عصر يوم أمس الاثنين 19رجب 1435 حصل ان اعتقلت قوات الأمن في النجف وبطريقة مهينة بعض الطلبة الباكستانيين وغيرهم بحجة عدم وجود إقامة لديهم علماً ان النجف الاشرف عاصم التشيع العالمية فيقصدها طلبة العلوم الدينية من كل بقاع العالم.
فما هو ردكم الشريف حول هذا الموضوع. ولكم الشكر والتقدير
مجموعة من الطلبة.
بسم ا… الر…الر…
في ظرف البلد الحالي وتعرضه للإرهاب الضارب في كل مفاصل الحياة، تكون الإجراءات الأمنية مطلوبة ومرادة لضبط الوضع الأمني ومتابعة الحالات المشكوك فيها، على ان يبقى الإجراء في إطار قانوني وأخلاقي مع المحافظة على كرامة ومقام العناوين المحترمة، كعنوان طالب العلم الذي لا يجوز معاملته بهذه الطريقة وذاك الأداء المهين، وعلى الأجهزة الأمنية ان تراعي هذا الأمر مع كل إنسان ويصل إلى حد الإلزام بالنسبة لطالب العلوم الدينية والذي هو أهم مظهر لمدينة النجف الاشرف وسمو قدرها وعظيم مكانتها في عالم الإسلامي.
ثم انه لابد من التنسيق مع القوات الأمنية للمحافظة لإشعارها بمسؤولياتها ومكانتها عبر التنسيق مع قوات المركز.
مع انه اذا كان ثمة خلل بإقامة الطلبة، فإنه على الحكومة ان تجعل اقامات طلبة العلوم الأجانب عند بعض المراجع كما كان الإجراء معمول به في السابق لا ان تتساهل في إجراءاتها ثم تقوم بهذا الفعل مع وضوح تقصيرها في دخول طلبة وغيرهم أجانب من دون إجراءات انضباطية من الإقامة ونحوها.
نسأل الله التوفيق والتصحيح لعمل الجميع وان تحفظ كرامة رجل الدين والمسألة لا تخلوا من مجازفة غير محمودة.
قاسم الطائي
20/رجب/1435