مسكين ومغرور
أيها الانسان المسكين بل والمغرور مالك تأكل سنوات عمرك محملاً بأوزار من اثقال ذنوبك وعيوبك، ظناً منك أنك تحسن السير وتحظى بالتدبير والأمر عكس ما تتوهم، فأن وقت النهار أو أي وقت هو يمر عليك على الحال الذي انت عليه، وهو يمضي لا محالة وأما ان أن يكون مضيه وأنت متصف بالعصيان وأما ان يمضي وأنت متصف بطاعة الرحمن وهذا يفرض على الانسان ان يمضي وقته بما هو نافع له مفيد لمستقبله، لا وزراً يحمله ولا مستقبلاً يتبرأ منه.
ما أريد قوله ان الوقت ماضٍ لا محالة سواءً كنت عاصياً أو مطيعاً، فقيراً أو غنياً سلطاناً أو مسلطاً عليك، ولكن لا تعرف متى يقف، هل يقف الآن حيث لم يترك له فرصة التهيؤ لما هو آت أو لا يقف حيث يترك له الفرصة وقد يأخذك فيها الهوى وطول الأمل وهو أخوف ما يخاف الشارع على الانسان.
إذن وقت يمضي ونهاية مخوفة وهي الموت الذي يتحرك إليه الإنسان بأيامه ولياليه من سنوات عمره وكلما يكبر في سنواته يصغر في مصيره من حيث قربه ومفاجئته، فقد يداهمه في أية لحظة، وربما على لحظة المعصية والعياذ بالله.
أنظر أيها المغرور الى سنين عمرك الماضية واعتبر بها فهل ساءتك أو أسرتك فإذا ساءتك فهل اساءتها للدنيا أو للآخرة فأن كانت للدنيا فقد مضت وانتهت على حالها، وعلى حالك فأن كنت صابراً جُوزيت خيراً وإن كنت ساخطاً جوزيت شراً، والمهم أنها مضت واصبحت ذكريات تلزمك تبعاتها الأخروية.
وإن ساءتك للآخرة فالفرصة مؤاتيه للتدارك بالتوبة والرجوع الى الرب الرحيم وأجتنب طول الأمل واصدقاء السوء.
وإن كانت أيامك الماضية قد سرتك فهل هو سرور الدنيا أو للأخرة، فأن كان سرور الدنيا فقد انقضى وتصرم وبقت تبعاته تلاحقك، فأن كان السرور لطاعة امتثلتها فلك ان تسر وإن كان سرورك لهوى ولهو، فتدارك فرصتك الآن وأخلع ثوب المسرة الى ثوب المبرة والعمل الصالح.
وإن كان سرورك للآخرة لألتزامك بما وقع عليك، فطوبى لك وزاد الله في سرورك، على ان تستمر الى نهاية حياتك عاملاً بالطاعات، فاعلاً للخيرات منفتحاً للإحسان مقبلاً على الرحمن.
ويشترك الجميع في هذه الصور بأن الماضي لا يعود وأن القادم غير مضمون فما عليه إلا والاسراع في عمل الخيرات وحمل الزاد لدار القرار قبل حلول الفوت وهو القائل ((رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً)) أو ((فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ )) ويأتيه الخطاب ((كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا)).
إذا لم تغفل ذلك دخل سرور الاطمئنان ورفع عنك حرقة الحرمان وأنه لا فرق عندك ان كنت فقيراً وبين ملياردير، أو كنت سقيماً وآخر معافى أو كنت وضيعاً والآخر رفيعاً أو كنت لا تعد في الحضور ولا تفتقد حين الغياب والآخر رئيس اعتى دولة وأكبر جهة.
فالمصير واحد والفائز من حمل معه الزاد فأن الطريق ذو منازل وعقبات ولا عبور يسعفه الا بالعمل الصالح ولا قطع للطريق بدون زاد وخير الزاد التقوى.
قاسم الطائي
2 شعبان 1440
الأخيار مستضعفون
في قصة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) معروفة ويذكرها أهل السير والتأريخ هو أنه في أحدى الغزوات وبعد حسمها وتوزيع الغنائم بين المحاربين انبرى أحدهم ليقول للنبي (صلى الله عليه وآله) متجاوزاً آداب المناداة مع الرسول عادات العرب وتقاليدهم حينما يخاطبه باسمه الشريف (محمد) قائلاً يا محمد أعدل، فأجابه (صلى الله عليه وآله) ويحك أن لم أكن أعدل فمن يعدل.
وفيها عظات عديدة أذكر منها:
العضة الأولى: أن الأخيار يتصرفون بمنطق الإنصاف والعدل ولا يمكن ان يتجاوزوا حدود اللياقات الكلامية والسلوكية المعتبرة، ولا يخطر ببالهم استعمال القوة في ضبط سلوك الآخرين بقدر تنبيههم على خطأهم بشكل متواضع وودي مفعم بالاحترام والتقدير.
العضة الثانية: ان الجبناء دائماً ما يتجاوزون على أهل الخير والمعروف والواحد منهم دجاجة أو نعامة أمام الطغاة والجبابرة، يخضعون لهم خضوع الزوجة لزوجها، لأنهم يعرفون ان اثارة الطاغي واستفزازه بل ومحاورته بخشونة معناه إطاحة رأسه وقبر جسده، والذي تحدث مع النبي (صلى الله عليه وآله) ولو فعلها مع معاوية أو صدام، ولم ولن يفعل لأنه يعرف النتيجة مسبقاً، وهكذا المتلونون الجبناء وعبدة الدرهم والدينار وأهل الهوى والمصالح، وأتباع النفس الأمارة بالسوء.
العضة الثالثة: لم تكن وقاحة الرجل أمام النبي (صلى الله عليه وآله) الا تعويلاً على خلقه العظيم وتجاوزه الكريم ولم يكن من أدب وخضوع أمام معاوية ومن هو على شاكلته إلا فراراً من غضبه وبطشه، وهذا ما تجده حتى في علاقة الدول مع الدول الكبيرة (على ما يعبرون) من أمريكا والصين مثلاً بل في علاقة موظفي الدولة مع الآخرين فمن خافوه انبطحوا أمامه وقدموا له فروض الولاء والطاعة والمبالغة في الاحترام، وهم قد يخافون منعه في عطائه ومن آمنوا غضبه وعولوا على خيريته، أساءوا الأدب أمامه وتجاوزوا على مكانته بل قد يقدم من هو الأدون ويؤخر من هو الأعلى على ما هو المشاهد في ساحتنا الاجتماعية، وكم له نظير في الحضرات المقدسة، وخصوصاً حضرة الكاظمية المقدسة حيث يفتش من هو في قمة الهرم المجتمع العراقي اجتماعياً ودينياً كالمرجع، ويدخل من هو دون ذلك كالفنان مثلاً أو سياسي الفيس بوك ومن قذفتهم الاقدار للواجهة لإستقباله استقبال الابطال الفاتحين ولأضطربت الحضرة المقدسة وهو لا يعرف الصلاة ولا يعي الكلمات وليس له من هم سوى الغانيات.
والدعوى ان الأوامر قاضية بتفتيش الكل وهو يكذب أكيداً والسبب هو استئمان ردة فعل المرجع واستبعاداً لتصعيد الموقف ومحاسبة المسيئين، مع ان واجبهم الاخلاقي فضلاً عن الشرعي ان يستقبلوا من حفظ لهم عنوان الدولة وأرسى الأمن عندهم وكان ملاذاً لهم في مشاكلهم الخاصة والعامة يستقبلوه ويدخلوه ويسهلوا له أمر الزيارة هذا أقل الواجبات عليهم، ولعل مسؤول الحضرة ممن كان في بريطانيا ومرتضع من عاداتها وتقاليدها التي تلغي الوجاهة الدينية، وهو خاطئ جداً فأن القس فضلاً من هو أعلى منه مقدر الى حد الثمالة، والتقديس وتقدم له كل صور الاحترام والتقدير، بل علماء الوهابية والنواصب أفضل خدمة من علماء دين محمد (صلى الله عليه وآله) أهكذا يا موالون كما تدعون أم هكذا تتعاملون أم لأوثانكم البشرية تعبدون أم لأهواء أنفسكم تألهون.
والمسألة لا تحتاج الى مؤونة زائدة إذ بإمكان المرجع ان يقلب لهم المواجع ويثيرها على أكثر من صعيد، من الوقف والحوزة والحكومة والبرلمان، وكل ما هو مؤثر في دائرة القرار، ولكن للأدب القرآني حق ولأخلاق ابائنا وعلمائنا وائمتنا استحقاق لا تساوي هذه الحادثة أية معنى للتنازل عنه وليكن شعار المستضعفون هو ((وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً))
أبو كريم البغدادي
26 رجب 1440
التواجد في الساحات
لم تشهد الساحات الاجتماعية والسياسية والحوزوية والدينية تواجداً لشخص من ابناء الحوزة وعلمائنا الا لفرد لا يقبل الاشارة لنفسه ولا الاطراء عليه يعيش في الوسط الشعبي كأحدهم وبين العلماء كرائدهم وبين الاطراف الاجتماعية كمرشد لهم، وبين أروقة السياسة مؤطراً لهم، وفي تعامله مع الآخرين بسيطاً كأقلهم لا يشعرك بالفرق ولا يقبل لك التأهب والرهب، قل ما تريد أمامه يجيبك أن أمكن ويؤجلك – وهو نادر جداً – أن لم يتمكن؛ مشروعه كبير يستوعب الجميع يحفز فيه الصغير والكبير، لا كبير عنده الا بالاخلاق، ولا صغير عنده الا من خرج عن ملتنا ودان بغير طريقتنا لا يسيء الى من يسيء له ولا يسبقه أحد الى الاحسان، شعاره التواضع دينه الاخلاص لربه ونصرة دينه واحياء شعائره، خبرته في السياسة فكان فارس في ميدانها وعارف حقيقتها، وموجه بوصلتها لو ترك له الطريق في رسمه لها، وفي العادات الاجتماعية وارد من أعز أبنائها لا تميزه عن غيره إن لم تعرفه لا يقبل الاضواء ولا بريق الاعلام يتكلم بانسيابيه منقطعة النظير، بدون مجاملة، يقول ما يريده لا ما يريده الأخرون، وقد سبّب له ذلك احتكاكات فيها من قلة ادب الأخرين ما لا يقبله ذو مسكه ولا صاحب ضمير، ولكنه لا يقف بل يمضي في سيرة باستمرار وفي ساحة العلم فنان يملك ريشة رسم الجواب بسرعه بدون تأخير تجده في علوم الحوزة رافع لوائها وفي العلوم الاكاديمية سابقها، وفي الاعراف الاجتماعية خابرها وفي العادات الاجتماعية من ابنائها.
حرّك النائمين وأيقظ المتكاسلين وأملّ المحبطين، لا يخاف الا من ربه ولا يعبأ بأحد الا بما يفيد أمره، ناهض الاحتلال وسبق غيره في الافتاء بوجوب قتاله وأنه حق مشروع حتى تراكض ممن وجد في فتواه أملاً.
وفي كلامه حلاً لمواجهة الاحتلال بعد غياب أو تغيّب المعظم، وأنه لم يتجرأ من تسميته الاحتلال، وحصلت أمور وتكاثرت أقاويل ولم يذكر خطوته ذاكر ولم ينبس ببنت شفه قائل، وهذا من العجب، ووقف امام الحكومات العراقية مطالباً بحقوق شعبه وكان المعظم ان لم نقل الجميع مع ممن يأكلون من كعكة العراق وقد غمس يده في طيبها وأموالها، حتى ذهب من اللاعبين ذاهب لإسقاطه في محاولة رعناء استفزازية لمداهمة دار والده في بغداد، وبقت حوزة النجف يخيم عليها الصمت وكأنهم لم يقرأوا قول السجاد (عليه السلام) ((اللهم اني استغفرك لمظلوم ظُلم في حضرتي فلم أنصره)) أو أن المسألة لا تعنيهم، وهذا أدهى وأمر.
وطار بعيداً محلقاً في السماء ليحط في دمشق دفاعاً عن عقيلة الطالبيين (سلام الله عليها) بعد ان تركها من عاش ببركتها وأكل من خيراتها، وفتح بذلك بوابة الدفاع عن مرقدها المقدس، وفتح مكتب حينما اغلقت جميع المكاتب ابوابها بل مكاتبها، فقد حرك السكوت وكعادة الآخرين لم يذكروا له فضيلة السبق وشجاعة الموقف هذا.
ونشط الشعائر وحصنّها من النقد والاضعاف بذهابه بنفسه مشياً على الاقدام لمرقد سيد الشهداء منذ سبعة عشر عاماً وفي مناسبتين هما الاربعينية والنصف من شعبان ولكنها بأقل من الأولى، وللكاظمية مشياً لمسافة 17 كيلو متر منذ أمد بعيد يقارب العشر سنوات وقبلها في ثمانينات القرن الماضي، ولسامراء منذ أكثر من 13 عاماً والمبيت عند أهل السنة في مشهد يتحدى الارهاب والهواجس التخويفية، وفي كل هذه هو دائم السلام لمن يقابله أو يذهب اليه صغيراً كان أم كبيراً، وجيهاً كان أم وضيعاً لا فرق عنده ما دام الآخر انساناً.
هذا من الخطوط العامة وأما تفاصيلها فيحتاج الى الكثير من الكتابة وإن كانت معروفة عند المعظم الا ان الحسد أو الحقد أو الانانية أو عدم الانصاف أو … تمنعهم من ذكرها والإشارة إليها.
فهل تعرف من هو وفي كل مناسبة لزيارة الكاظمية يساء اليه من قبل عناصرها وعبدة خبزتها وأمعات لغير دارها ؟
والله من وراء ذلك محيط
الإعلامي
سعدي حميد الموسوي
26 رجب 1440
بيان
((نقل السفارة))
تحركت الإدارة الأمريكية وفق منظار كون العدو الحالي هو الإسلام وشرعت بتوجيه الإساءات المتكررة، أولاً للمسلمين ثم للإسلام، وقد تقصدت طريقة الاستفزاز المتكرر لمشاعر المسلمين من خلال المس والتشويه والسب لشخصيات إسلامية عظيمة وليس من شخصية أعظم من شخصية الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) ولما وجدت إن ردود الفعل الإسلامية لا ترقى الى مستوى الإساءة الموجهة أخذت ترفع من سقف إساءتها للإسلام، وكان الخاتمة وهي ليست الأخيرة الفلم الأمريكي المسيء لشخصية الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله). وآخر مطاف اساءتها نقل سفارتها الى القدس دون مراعاة مشاعر المسلمين والعرب ولكونها راعياً للسلام، وقيل في المثل العراقي ((ودع البزون شحمه)).
وابتعاداً عن لغة الاستنكار والإدانة لغة الخائف المستجير، فإننا نعلن من واقع مسؤوليتنا الشرعية والإنسانية مواجهة هذا الحدث بقوة، واجهار حيث يتوجب اللعن للإدارة الأمريكية على المنابر وفي المناسبات، وبعد الأذان للصلوات، ومقاطعة كل ما يمت بصلة لأمريكا وتفعيل ضرورة لعنها على رؤوس الأشهاد، بتحريك المرجعيات الدولية وتحكيمها في مقاضاة أمريكا.
وحث الناس على تقديم شكوى قضائية في المحاكم الدولية على الإدارة لكل الاساءات، ومتابعتها وعدم الاكتفاء بتقديم الاعتذار ما لم يحاكم المسيئين.
((أن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم))
قاسم الطائي
17 ربيع 1 1439
لقاء الصحفي الأمريكي من أصل مصري (كريم فهمي) لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مع سماحة الفقيه المرجع الديني الشيخ قاسم الطائي (دام ظله) في النجف الاشرف يوم الأحد الموافق 7/6/2015
الصحفي: ماذا تظن ما هي الرؤية الأمريكية حالياً في العراق، ماذا ستفعل أمريكا في العراق؟
سماحة المرجع: أمريكا ستعجل العراق كالرجل المريض الذي لا يموت ولا يحيى حياة طيبة.
الصحفي: إذا كان هذا هو هدف أمريكا ما هو رد فعل العراقيين، ماذا يفعلون حتى يخلقون الحل، ما هو الحل؟
سماحة المرجع: هل تنشر الحل إذا ذكرته؟ فإذا وعدتني بنشر الحل سأذكره.
الصحفي: هل تظن، أو أنك لا تظن أن هناك حل أمريكي في ما يخص داعش ، أو ان العراقيين هم الذين يخلقون الحل من أجل التخلص من داعش؟
سماحة المرجع: نحن نستطيع ان نتخلص من داعش إذا طلبت الحكومة العراقية إيقاف الحملات الجوية للتحالف الدولي ولن تتدخل أمريكا، نستطيع القضاء على داعش بظرف زماني قياسي، لأننا شعب لا نخاف الموت، أنتم تعرفون صدام حسين بكل غطرسته وقوته الشعب العراقي وقف ضده، وأنا شخصياً وقفت ضده وكنت قاب قوسين أو أدنى من الإعدام.
الصحفي: إذن الضربات الجوية للتحالف سلبية وليست إيجابية؟
سماحة المرجع: أقول لك بشكل واضح إن الإدارة الأمريكية متى ما وجدت إن الإنجاز سيكون عراقياً تتدخل من أجل عرقتله.
الصحفي: هل أنت قلق على الشباب المتطوعين الذين يقاتلون حالياً ضد داعش، كيف يندمجون مرة أخرى مع الحياة الاجتماعية بعد خوض معارك عنيفة، يعني كيف العودة من الحياة العسكرية الى الحياة المدنية؟
سماحة المرجع: في العراق نحن لسنا قلقين لأننا عندنا دين ونتحرك ضمن الضوابط الدينية، وعندما يرجع العسكري أيضاً يضبطه الدين والفتوى الشرعية. فهم ليسوا كالجيش الأمريكي الذي يصاب بأزمات نفسية.
الصحفي: هل العراقيين يمكن أن يدحروا داعش في العراق أو لا بد أن يندحر في سوريا أولاً حتى يهزم في العراق، أو ان القضيتين مرتبطتان سوية أو كيف ترون المسألة؟
سماحة المرجع: القضيتان مرتبطتان سوية، لذلك نحن بحسب تحليلنا لسقوط الموصل، كان الغرض من هذا السقوط، طبعاً بتحالف بعض القوى الإقليمية وخصوصاً أجهزة المخابرات وأوضحها الموساد الاسرائيلي في سوريا لمواجهة النظام السوري لأن كان هناك وضع دولي من عدم ايصال السلاح فكان أقرب نقطة لذلك هو العراق، هذا أحد التحليلات التي أذكرها.
الصحفي: في ما يخص الموصل متى سترى الحشد الشعبي يتقدم لها ويحررها؟
سماحة المرجع: يوجد مماحكات كثيرة سياسية داخلية عراقية وخارجية، توجد حساسية طبعاً لابد ان نعترف بهذه الحساسية، لأن معظم الحشد يمثل جهة الوسط والجنوب يعني الطائفة الشيعية لنتكلم بوضوح وتلك المناطق تمثل الطائفة السنية فتوجد حساسية، وهذه الحساسية ينفخ فيها كل من لا يريد للعراق الخير، ينفخ فيها ويحاول ان يضخمها ويجعلها مشكلة من هذه الناحية، لم يلتفت ان هذا عراقي دفعته وطنيته ودينه ليحافظ وليدافع عن العراق، وإنما مباشرة جعلها في إطار طائفي وهذا الاطار الطائفي يشعر الآخر بمخاوف معينة ان هذا الذي أتى ليس للتحرير وإنما لشيء آخر وهذه طبعاً تخوضها بعض القنوات الفضائية الاعلامية وبعض اجهزة المخابرات، ولهذا ان هذه المسألة ليست بهذه البساطة، ولو لم تكن هذه الحساسية موجودة، في نظري فأن الحشد الشعبي يستطيع تحريرها بأقل خسائر الا شيء يستدعيه ظروف المعركة.
الصحفي: يعني ستبقى دائماً توترات موجودة ولا تنتهي؟
سماحة المرجع: التوترات نتيجة التداخلات، ومسألة المواجهات في التأريخ الاسلامي موجودة قبل ألف واربعمائة سنة موجودة مواجهات لكن تم احتوائها من الناس من الطرفين وانتهت تستمر فترة تنتهي.
الصحفي: هل تظن ان هذه التوترات ستستمر بعد تحرير الموصل؟
سماحة المرجع: مادام ان الإعلام الغربي مسيطر على كل من مفردات الحياة في الدنيا فأكيد هو يوجه الرأي العام فتكون المسألة فوق طاقة البلدان مثل العراق وغيره.
حتى أمريكا بجبروتها عندما تريد ان تقوم بعمل تحاول تشكيل تحالف دولي لأنها تشعر على ان استفرادها بمواجهة هذا الحدث قد يعرضها للاهتزاز أو الخسارة أو الفشل، فلهذا تحتاج الى ضم كثير من مواقف الدول معها لأن المسألة لا يمكن خوضها الا مع ضم هذا الى هذا سبب تحالف وقوى حتى يكون هناك خطاب سياسي وإعلامي واضح، فيكون هناك إشعار إن المسألة لسنا منفردين بها وإنما معنا من يقوم بذلك.
الصحفي: هذا آخر سؤال هل يأتيك أي متطوع يريد للقتال وأنت تظن بطريقة ما، تقل له لا، ترى الأمر مثلاً أنه لا يستدعي أن يذهب للقتال أو التطوع أو ترى الأمر سيء إذا ذهب؟
سماحة المرجع: يوجد الكثير من الاشخاص لكنه أنا بحسب قرائتي لكل واحد أجاوبه بما يناسبه واحد اجاوبه نعم وآخر لا جزاك الله خير وآخر أقول له ان منطقتنا ولنسميها الشيعية والمراقد المقدسة هي أولى بالحماية وربما أقول لآخر ان حساسية قد تحصل هناك.
الصحفي: يعني أنك ترى الشخص وتقيمه وتعطيه الاجابة؟
سماحة المرجع: نعم، كل بحسبه.
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
قبل فترة قصيرة مرت الذكرى الأولى لوفاة أحد علماء الدين في أيران وبهذه المناسبة أرتأت أحدى الفضائيات المدعومة من أسرة ذلك العالم أن يساهم المواطنون بإرسال حرف F الى القناة المذكورة والذي يمثل رمز سورة الفاتحة المباركة، والآن تتجاوز العدد المرسل أكثر من ثمانية وعشرين مليون F والسؤال لو تم ضرب (5 سنت سعر الرسالة الواحدة) × العدد المذكور والقابل للزيادة سيكون المبلغ (28 مليون×5) = 140 مليون سنت والذي يعادل مليون وأربعمائة الف دولار وأرجو من سماحتكم الذي عودنا على جرأته المشهودة الأجابة على ما يلي:-
أولاً: هل إرسال حرف F يعني وصول سورة الفاتحة الى الروح المذكورة؟
ثانياً: من المستفيد من المبالغ المصروفة اعلاه؟
ثالثاً: ماذا لو وظفت المبالغ في موارد البر (إعانة اليتيم، مشروع خيري .. مثلا)؟
أجيبونا وجزاكم الله خير جزاء المحسنين لإنقاذ الناس من الأوهام التي وقعوا ويقعون فيها.
الشيخ علي الساعدي
25 ج1 1430 هـ
بسمه تعالى: هذا هو عين التجهيل للعامة من الناس واستغلال بساطتهم وطيبتهم وإلا أي عاقل يعقل ذلك وإن إرسال حرف F والأمر أنه حرف انكليزي وليس بعربي، وإن مجرد إرساله يعني وصول (سورة الفاتحة) الى الروح المذكورة .. فإن ذلك ممثل المثل حدث العاقل بما لا يعقل فإن عقله فهو ليس بعاقل.
أننا ننبه أخواننا المؤمنين الى ضرورة الوعي وعدم الانجرار وراء مثل هذه الدعوى التي لا مقصد منها إلا استغلال الناس وتفريغ جيوبهم.
2) والمستفيد هي شركات الاتصال والفضائيات المرسل اليها، ولكن اسلوب تحصيل المال لا يخلو من تدليس على العامة من الناس.
3) هذا هو المطلوب والمقصد الذي للمؤمن ان يقصده في توظيف الأموال في هذه المشاريع الإنسانية والخيرية وتكون الدعوة تشجيع الآخرين للمشاركة في هذه المشاريع وترسيخ طلبها في النفوس ولو بمشاركة بسيطة لا تتجاوز بعض السنتات.
قاسم الطائي
27/جمادي الأول 1430