You are currently viewing نشرة النهج العدد 159

نشرة النهج العدد 159

كورونا ناهياً عن المنكر
التعليمات الوقائية من الفايروس حظر التجمعات في الأماكن العامة والخاصة ومنها تجمعات مواطن المنكر من الملاهي والمساج والكوفي شوب، ومحلات الخمور وساحات الفجور، وهذا نهي عن المنكر قهري بعد ان عجزت وسائل النهي الإختياري للدولة ولرجال الدين وأهل الاصلاح، ولله في خلقه شؤون

الدين النصيحة
نصيحتي الى المؤمنين من اتباع أهل البيت (عليهم السلام) والمسلمين من أهل لا إله إلا الله بالتوجه بقلوب ملؤها الحزن الى مرقد الإمام الكاظم يوم شهادة باب الحوائج موسى بن جعفر(عليه السلام) في الخامس والعشرون من هذا الشهر، وعليكم بطرْقِ الباب بصدقٍ وانكسارٍ عظيم وتذلُّل شديد كي يفتح لكم بركاته ومنها ان يخلص شعبنا من هذه البلاءات المتعددة والعقوبات المتراكمة والتي أخرها وليس أخيرها – فايروس كورونا- مع أخذكم الحيطة والحذر بلبس الكفوف ووضع الكمامات توقياً واحتياطاً، وستكون ملحمة زيارته رسالة للعالم الغربي والمادي الذي لا يؤمن بالله بأن الشعب العراقي راسخ العقيدة وثابت الايمان الذي به يصنع المعجزات، في الحيلولة من تأثير هذا الداء ولا تجعلونه عائقاً لكم عن الزيارة، فأن اتيانها فيه من البركات ما سيعزز ايمانكم واعتقادكم بأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وقد جربتم زيارة الاربعين بالأعداد المليونية مع شدة الارهاب الضارب في عموم مناطق البلد ولم يحصل الا الخير والبركة.
وفي هذا الظرف تظهر المولاة الحقيقية والموادّة الواقعية.
المرجع الفقيه الشيخ
قاسم الطائي
20 رجب 1441

 

 

يحتفل العالم الاسلامي بذكرى مبعث سيد الكائنات محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله الذي غيّر وجه الدنيا وأرسى قواعد العدل، وجذر التوحيد الحقيقي وختم الرسالات برسالة خاتمة تغطي كل الحاجة البشرية الى يوم الدين، وكانت بعثته المباركة مليئة بالعطاء الانساني على كل الاصعدة، فهو الرسول المبلغ ومؤسس دولة العدل الأولى في الارض، ومحرر البشرية من الجاهلية والصنمية وهو المربي والمرشد الديني، المزكي للنفوس، وقد كان بارعاً بكل ما اسس له وارسى قواعده ولا يختلف اثنان في العالم على قدرته القيادية الفائقة حتى عدّه صاحب كتاب افضل مائة شخصية في العالم الاول، وإن كنا لسنا بحاجة الى ذلك، ولكن الفضل ما شهدت به الاعداء.

 

كلام مقتطع لسماحة المرجع (دام ظله) قبل 9 سنوات
——————
اعتقد أن العالم مقبل على أحداث عظيمة قد تُبدل نظرة الإنسان بشكل عام والأنظمة بشكل خاص، وقد صرح بعض المسؤولين اليابانيين بأنه لا يريد إحراج اليابانيين بالقول بأن الله يعاقبهم لغرورهم، الأمر الذي نكتشف منه مزيد الحاجة الى الارتباط بالله تعالى بعد أن تعمق وتمادى البشر في جانبهم المادي متناسين حق الفطرة في النزوع والارتباط بالله سبحانه.
ويمكن أن نستوحي من النص القرآني ما يفيد هذه القراءة {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} الروم41.
فما هذه الابتلاءات إلا لإرجاع الإنسان الى دائرة الفطرة والتي مهما حاول البشر تغطيتها لم يقدر ذلك لأن أصلها ثابت وفرعها في السماء، ومهما كان الخروج عن طبيعتها فإنها ستعود وتجتث رواسب تغطيتها.

كورونا يوحد

أصبح الشعور الانساني العام في عموم المعمورة هو كيفية مواجهة هذا الوباء وايقاف انتشاره في دول العالم، وإن كنا لاحظنا ان دول جنوب الكرة الارضية غير مصابة الا باعداد طفيفة في بعض البلدان لا في جميعها وهذه ملاحظة تستحق المتابعة والدراسة من قبل الاطباء وعلماء الاحياء المجهرية.

ومن هذا توحد العالم بكافة اشكاله من العلماء والباحثين والسياسيين والكسبة حتى المتدينين في جولة البحث عن علاج له، فطرحت عدة محاولات يدعى نجاجها في المعالجة أو الوقاية ولكن دون اثباتها خرط القتاد ولعلها تبقى امنيات لا واقعية لها أو أن واقعيتها متحققة في نطاق ضيق جداً لعل الحالات المعالجة لم تكن بالخطوة العالمية فتقبل مثل هذه العلاجات وكل محاولات البشرية مشكورة وهدفها واحد مما يعني وحدة الاسرة البشرية في هذا الصدد ولولا الوباء لما أتحدت الجهود.

ويبقى في نظرنا العلاج الغيبي هو الناجع وقد جُرب على بعض فتماثلوا للشفاء، انطلاقاً من النص الروائي القائل (ما من داء أنزله الله إلآ وأنزل معه الدواء) فمثلاً هناك عشبة في الصين هي العلاج، ومادة عند النحالين هي العلاج والمسماة (البروبلس) أو يعبر عنها بالعكبر، وربما يلحق بها البصل والثوم وإن كان العالم الغربي قد لا يقتنع بها وهذا شأنه، إنما نقولها انسانيةً منا للبشر شركاؤنا في الخلق، وهذا خلق الاسلام، وليس بأمر غريب وخصوصاً اتباع أهل البيت (عليهم السلام).

والعالم بكل الامكانيات سيرجع يوماً ما الى الأخذ من معين الشريعة لأنها في حديثها تتحدث عن الحقيقة المعلومة لديها لا من التجارب البشرية والمحاولات المادية وهي قد تخطئ غالباً وقد تصيب أحياناً لأنها جهد بشري لا يتعدى تصوراته وهو محدود أكيداً، وأما الشريعة وسيلة الوحي فهي غير محدودة ولا تقف عند حد.

ولا تتكلم الا عن مصلحة البشر وخلاصه في الدنيا والاخرة، وعدم معقولية البشر لحديثها لا يضر بصدق هدفها وصحة ومتانة كلامها، إلا أن البشر بغروره لا يميل الى الارتكان اليها أو يتخذها وسيلة للبركة والتعطر من اجوائها العطرة ولكن الانسان سيرضخ بالنهاية لأحكامها وقوانينها والتي من أهمها هو الرجوع الى الله والالتزام بأحقية أهل البيت (عليهم السلام).

هذا وقد تفضل الله علينا بالعلاج الحقيقي لهذا الداء ولكن لا يؤمنون وربما ضحكاً على ما نقول ولذا نؤجل البوح به الى حين أو نقوله لمن يريد وهو لا يخلف عن العلاج ولا يختلف فيه.

وهكذا فعل كورونا بالبشر كل اسرع من موقعه العلمي والاجتماعي يطلق صرخة علاج لهذا الداء وإن كنا نعتقد أنه عقاب إلهي لتمادي البشر في غيه واستهتاره بقيم السماء وعدم الخوف من رب الارباب وأصبح من استهتاره ان يجعل مباشرة الذكر للذكر أو الانثى للانثى من ادبيات الحريات الشخصية التي أقر لها قوانين وتشريعات تجيزها والحيوانات لا تفعلها.

وأما الربا فهو في كل مناحي حياتهم لا يفارقها طرفة عين، ولو يعلم البشر كم هو قبيح ويُهلك لما تمادوا فيه، يكفي ان الشارع يقول ((ان أكل درهم من الربا لأهون عند الله من سبعين زنية بذات محرم في بيت الله الحرام)) والدرهم لا قيمة له اليوم في عملات الارض.

وقد ظهرت مظاهر الرجوع بالدعاء والصلاة الى الله في مناطق الارض وهذا بداية لرجوع أكبر قادم ان شاء الله، وهو يستدعي التسبيح لله والاستغفار انطلاقاً من قوله  تعالى ((إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ{1} وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً{2} فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً{3}))

7 شعبان 1441 

العقاب البعضي

قراءة فايروس كورونا من الجهة الدينية إنه بعض العقاب الالهي لأهل الظلم والطغيان وناشري الفساد في الأرض، من منطلق الآية الكريمة ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) وذيل الآية بالقول (لعلهم يرجعون) فهو الغاية من العقاب بسبب الفساد رجاء رجوعهم الى الرب الرحيم سبحانه،ولم تكن الغاية عقاب لأجل العقاب وإنهاء مسيرة الإنسان في الدنيا، فرحمته دائماً ماتترك فسحة للإنسان أن يرجع الى الله، وحتى من لا يؤمن كما نؤمن فإن العقاب يدفعه لمراجعة ذاته وأخلاقه وسيشعر بأنه في حاجة الى قوة ورعاية المطلق سبحانه، لأجل رفعه أو رفع هذا العقاب، وإعادة الأمور الى مسارها من الإستقرار والإنضباط، وهؤلاء على قسمين قسم يعتبر أن العقاب مؤشر لأزالة الوضع وتغييره فيحاول الالتفات والإسراع الى عدم مخالفة الخالق من أجل دنياه، ولا شغل له بالآخرة، وهذا غرض مطلوب ولو على صعيد الدنيا لأن الله لا يرضى بالظلم والإستهتار وإنه يزيله لا محالة إذا لم يرعوي الفرد ويترك ظلمه لاخيه الإنسان، وهذا المقدار حسن ومطلوب. وقسم يتعظ من هذا العقاب وينتقل الى عالم آخر بعد الموت ليعبر من صورة عقاب الأرض الى عقاب يوم القيامة، وإن الإنضباط الدنيوي هو مقدمة إستعداد للإنضباط الأخروي المنجي من عذاب أليم وهذا ما يفترض بالمؤمنين أن يعتبروا به.

ومن القسم الأول ما عرض في وسائل التواصل الإجتماعي عن إفتتاح جلسة لمجلس الشيوخ الأمريكي بحظور الرئيس ترامب، بالقرآن الكريم، وإسماع الآية المباركة ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)) لتكريس مبدأ التعاون والتعارف الإنساني لا الإستعلاء والسيطرة والإبتزاز السياسي والمالي ورعاية مصالح خاصة ولو على حساب مصالح عدة دول من دون رعاية حقوق الآخرين وهذا شيء جيد وحسن إن صدقت هذه المنشورات وإن إحترام حقوق الآخرين والإحتكام الى لغة القانون والأخلاق هو ما يريده العقل فضلاً عن الشرع.

وربما من هذا القبيل رفع الآذان في الكنيست اليهودي مع إعتراض بعض نواب اليهود على ذلك.

وهذا التنوع فطري قبل أن يكون شرعي أو عقلي، فالإنسان مهما كان بفطرته يحاول الإحتماء من الإبتلاء ات والعقوبات الدنيوية بقوة مطلقه مسيطرة على كل شيء وليست هي  الا الله سبحانه، فليس غريباً أن يصغي ترامب ونواب الكينيست (الإسرائيلي) الى الآذان لأنهم رأوا بأس الله وكيف فعل بهم وأذل جبروتهم بأصغر كائناته الحية، وإن كل إمكانياتهم التقنية والعلمية لم تكن شيئاً مذكوراً أمام هذا الكائن فأنطلق الجميع يفتش عن الحل، وبعد عجز الحلول  الدنيوية  كانت بوصلة إتجاه الإنسانية نحو السماء كما عبر رئيس وزراء إيطاليا.

إنه نزوع فطري نحو مسبب الأسباب والقوي العزيز الذي يمهل ولا يهمل الذي أهلك عاداً وثمود وفرعون وأقوام عديدة ولما لم يتعض الإنسان بكل الخطب والمواعض ولغة العقل والأخلاق وإنسدت طرق نفوذ هذه المواعظ الى نفوس البشر يأتي فعل الله سبحانه بما كسبت أيدي الناس، وبما كانوا يفعلون، وبما لا يتناهون عن منكر فعلوه وإستباحوا كل المحرمات بلا وازع من ضمير أو إصغاء الى عقل حتى بدت ذنوبهم ظاهرة وإستباحتهم للمنكرات علانية في أنديتهم وشواطئهم ومنازلهم، بل صاروا أخس من الحيوانات التي لا تفعل ما يفعله الإنسان، فلم نسمع أو نرى من حيوان ذكر نزى على آخر أو أنثى تلاعبت مع أنثى، بل يغار الحيوان على عرضه من أمه وأخته وقد يقتل نفسه إذا خدع في مباشرته حُرمه من الأم والأخت كما شاهدت منظر ذلك في صباي، والإنسان  يفعل ذلك بدعوى حرية الإنسان ولا يمكن تقييد حريته، وهذا هراء لأنهم يضحون بكبار السن بسبب الفايروس ولا يعيرون لحياتهم من وزن.

2 شعبان 1441   

 

الضجيج المفتعل

ما يشاع من الصور المرعبة عن فايروس كورونا أمر مبالغ فيه كثيراً لأن الفايروس وإن كان قاتلاً لكنه بحسب قول بعض أهل الاختصاص والمتابعين يفتش عن بيئة صالحة يمكنه ان يعيش فيها، وأهمها هي البيئة القذرة، فمثلاً الايدي قد تكون قذرة ويمكنها ان تنظف بالغسل بالماء، والمسلمون بحمد الله يغسلون ايديهم يومياً قبل الصلاة اثناء الوضوء وبعد الأكل وقبله، وحتى الخروج من قضاء الحاجة وهو – الفايروس – ينفذ الى الانسان من خلال فمه وأنفه وعينه وهي تهاجمه بالدمع، وأما الفم فالمضمضة بالماء الدافئ أو القريب من الحار تكفي للوقاية من الفايروس، ويقال أنه يسكن في الفم أربعة ايام، والمسلمون في أمن منه لأنهم يتمضمضون بالصلاة عند الوضوء، وكذا لو نفذ من الانف فالاستنشاق يدفعه، وإذا زدت في الوقاية زدت في التخلص منه، وذلك بالغرغرة بالماء الدافئ مع خل التفاح أو مع الملح قبل النوم.

ومن هنا قد تسأل لماذا يكثر في الدول الغربية وغير الاسلامية لسبب بسيط لأنهم نادراً ما يغسلون ايديهم، فلا  يغسلونها حين الأكل لاكتفائهم بمسحها بالمناديل، ولا حين التغوط لاكتفائهم به حين الخروج، فأيديهم قذرة تكون محلاً لمهاجمة الفايروس، ولبسهم الكفوف قد يحميهم بعض الشيء، وأما المسلمون فلا يحتاجونها، وهذا واضح، والحمد لله على نعمة الايمان بعد الاسلام.

 

الإذاقة البسيطة للرجوع الى الله

الإنتشار الأعظم والأسرع لفايروس كورونا المميت قد أفرز عدة حقائق كانت غير ظاهرة، أو غير معقولة عند البعض من البشر.

إنه كائن حي لا يرى بالعين المجردة، يستقر بعد حين ليعطل عضلات الرئتين فيموت الإنسان لتبدد قابليته على التنفس، والى حد هذه اللحظة لم يصل البشر والدول المتبجحة في بتطورها  الى علاج له، وفي ادبياتنا الدينية القائلة بأن الله سبحانه ما أنزل داء إلا وأنزل معه الدواء، وعلوم الأرض لم تصل اليه وهو بسيط وربما لا يتقبله البشر.

وإذا دققنا أكثر نرى ان ظاهرة هذا الفايروس يمكن استيحاؤها من القرآن، فهو يقول سبحانه ((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)) الروم41 فهو ناتج عقابي وتربوي للبشر بما كسبت ايديهم ومن لا يرى ما وصلت إليه البشرية من الظلم والاستهتار فهو أعمى العينين بالتأكيد، وهو بعض المستحقات البشرية من العقاب لا كل الاستحقاق، فأين ما يحل فأعلم أن مظلمة ما كانت هناك.

وغايته كما ترشد الآية لعلهم يرجعون الى ربهم وخالقهم تاركين غرورهم وخيلائهم بتقدمهم العلمي وامتلاكهم اسباب الطبيعة، وربما خطر في اذهان بعضهم بأننا لا حاجة لنا بالتضرع الى رب الارباب – الله – سبحانه.

وتذكرني الآية بتصرف الاب مع ابنه إذا أخطأ وأرتكب ما لا يحسن ارتكابه حين يقوم الأب بضربه ليعود الى رشده وانضباطه الذي تمليه عليه مكانته الاجتماعية أو الدينية والاخلاقية أو كلاهما، وهو حينما يضربه غايته ارجاع ابنه الى دائرة الانضباط الاخلاقي أو الديني، والله سبحانه يحب خلقه ويريد لهم الصلاح المنتهي بالجنة والخير الدائم، فيدفع عنهم غفلتهم وابتعادهم عن الالتجاء إليه بهذه البلاءات والعقوبات حيث يبين ذيل الآية غاية ذلك لعلهم – رجاء – رجوعهم إليه سبحانه.

ومع كل الحب من الله لعباده لا نسمع من يلجأ إليه لرفع الشدة والبلاء كما قال في مواضع من كتابه منها ((لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)) يونس 98

بل الحديث في عموم المعمورة الى بيان الاجراءات التي ينبغي أتخاذها لتجنب الاصابة به أو محاولات بتفعيل اجراءات تطويقية أو الظن بالتغلب عليه وهزيمته أو اتخاذ اجرارات مشددة لمنع الحركة والتنقل وغيرها، ولم نسمع ولو كلمة تقول بأن الله أرحم الراحمين لنتوسل به ونهرب إليه فهو القادر على تخليصنا من هذا البلاء، وعدم ذكره سبحانه يوحي بغرور البشر وتوهمه في قدرته على مواجهة هذا البلاء وعدم اعترافه بعجزه عنه ليلتجئ الى الله سبحانه، نعم سمعنا من رئيس وزراء ايطاليا بأن الارض عجزت عن مواجهته فلتتدخل السماء، وهو بكلامه هذا جعل المشيئة الإلهية خلف عمل الانسان، مع ان مشيئة الانسان لا تكون الا عبر مشيئة الله ((وما تشاؤون الا ان يشاء الله)).

والمؤسف من المؤمنين أنهم انساقوا وراء ما تنقله الحكومات الغربية فعطلوا المساجد والمراقد من ممارسة الشعائر الدينية، وهي محال رحمة الله بعباده وأماكن نزول بركاته وفيوضاته، والتوجه في احياء شعائر الدين لا ينافي الالتزام بالاجراءات الوقائية، من وضع الكمامات ولبس الكفوف واستخدام المطهرات وغيرها، المهم ان على الانسان ان لا يغفل عن ذكر الله، بل تعدى البعض على التكاليف الشرعية بطريقة الدفن.

ومن محاسن هذا الفعل الالهي هو اغلاق امكان المعصية من النوادي الليلية والملاهي والسينما والمسرح واوكار الشيطان وغيرها، من دون اختصاص بمكان في الارض دون آخر وكلها بحجة منع التجمعات وليس الغرض هو النهي عن المنكر المتمثل بهذه الفعاليات وتهديم أوكار الشيطان.

ومن محاسنه تساوي الرئيس والمرؤوس فكما خطر الخروج على الثاني كذلك الخروج محظور على الرئيس وان نسبة الاصابة متساوية بين الاثنين ولا تشفع امكانية الرئيس للشفاء من المرض، فهو لا يفرق ولا يهاب امكانية الرئيس ليهاجمه كما يهاجم المرؤوس.

ومن محاسنة ايضاً: ان يراجع الانسان حساباته في علاقته مع ربه وإن يعلم بأن بيده كل شيء وليس بيد الانسان من شيء، حيث غابت من المشهد امكانيتهم العلمية وتطورهم التقني واصبحت الدول المسماة بالعظمى أي دولة صغيرة لأن الله لا يفرق بين خلقه الا بالتقوى {هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ }الحاقة29

2 شعبان 1441

 

استفتاء دفن موتى كورونا

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي

السلام عليكم ورحمة الله

تنقل المصادر الطبية ان فايروس كورونا وباء معدي وسريع الانتشار وهذا ينعكس على بعض الاحكام الشرعية

١- كيف يمكن تغسيل المتوفي بهذا المرض لان فيه عدوى وهل يجوز عدم تغسيل المتوفي ؟

٢-  كذلك الامر بالنسبة الى التكفين والدفن ؟

علما اطلعنا على صورة دفن احد المتوفين بهذا المرض انه حفر له حفيرة كبيرة بواسطة آلة الحفر (كرين) ودفعه في الحفرة وطمره بها .

ارجو ايضاح الحكم الشرعي في ذلك وهل يجب على الحكومة ايجاد مقبرة خاصة لذلك ؟

    الشيخ محمد الجبوري

        ١٥/رجب /١٤٤١

 

بسم الله الرحمن الرحيم

ج1) يغسل بالطريقة المتعارفة ويحتمي المغسل باستعمال أدوات الوقاية من الكفوف والكمامات والتعقيم.

ج2) نفس السابق

وطريقة الدفن هذه غير شرعية، ومجرد دفن الميت بالوضع المقرر يكفي في الحيلولة من العدوى، مع انه موته لا يترك الفايروس فيه حياً على ما أفهم.

 

16 رجب 1441