ماهي المصالح المنظورة بسبب كرونا
مصالح عديدة إقتضتها جائحة كرونا كما يعبرون، منها ما هو إلهي فإن الفايروس كائن إلهي مخلوق، وما يقال في تصنيعه هنا أو هناك كذبة يراد تمريرها للراي العام العالمي لأتهام هذه الدولة أو تلك، فهو كائن مخلوق من الخالق جل وعلا، نعم قد يكون طور في المختبرات العالمية وهذا أمر متوقع جداً.
والغاية الإلهية إذ لا ينبغي التعبير بالمصلحة هو أخذ الناس ببعض ما كسبو لعلهم يرجعون الى الله سبحانه، وهو يحب عباده ولا يريد لهم الا الخير والصلاح وطرق معيشتهم مليئة بالظلم والفسق المؤديان الى جهنم وبئس المصير يظهر ذلك في النص القرآني {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم41
وأما المصالح الدنيوية للبشر هو الانتباه من الغفلة والتجافي عن الغرور وعدم الإستعلاء على الآخرين تبجحاً بالعلم والسيطرة والتفوق فكان كرونا قد ذوب الفوارق التي من هذا القبيل وإن الكل متساوون في الإصابة ومقصرون في إتخاذ إجراءات مواجهته، فحصل نوع من التعاون الإنساني بين الدول وهذا أمر جيد.
كما وأركد إقتصاديات معظم الدول لأنه يشل الحركة التجارية والإقتصادية للبلدان وقد يكون هذا مبرراً لبعض الحكومات في الركود الإقتصادي لها قبل كورونا.
وقد يكون من نطاق المصالح لبعض الدول هو توجيه مواطنيهم الى أمر ما قد يحدث ولكن بتركيز الإرادة عند الرجل الأول في الدولة كالرئيس أو رئيس الوزراء لأن المتوقع من الحدث هو إتخاذ قرارات جريئة ومثيرة وتشتت أو توزع الإرادات يمنع من ذلك.
والمصالح الفردية عدية تختصر بضرورة ألا يكون الإنسان غافلاً لا تزول غفلته الى حين موته فإن الإنتباه ينفعه في دنياه و أخراه ((وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ)) يلتفت الى نفسه وضرورة الرجوع الى الله والتوجه إليه والتوكل عليه وترك النفس الأمارة بالسوء.
ومنها التواجد في البيت مع العائلة والأبناء ليكون رب الاسرة على قرب من أبنائه مطلعاً على ما هم عليه من التصرف والسلوك ليصلح ما يمكن إصلاحه فالوقت الكبير المتوفر للاب مع العائلة بسبب إجراءات الحضر لهذا الوباء يزيد من لحمة العائلة ويمتن مشاعر الود والمحبة بينهم ويفتح فرصة للاب للإصلاح بعد إن كانت الحياة ومشاغلها قد ابعدته عن العائلة فلا يراها الا في أوقات قصيرة وهو متعب لا تسمح له حالة العمل أن يتحدث مع الأبناء.
ومنها زيادة الشعور الإنساني والتراحم بين العباد ومساعدة بعضهم البعض الآخر كما شاهدناه وهو أمر جيد ومن أهم فرص الطاعة والإنسانية.
ومنها إبعاد الناس عن مواطن الشيطان وخدعه وإغراءاته من أماكن الفسق والفجور بشرب الخمر ونحوها من المدمرات لحياة الإنسان وعائلته.
ومنها إلجاء الناس الى الدعاء ومعرفة انه المسبب لكل شيء وما يحدث للإنسان هو نتيجة كسبه ((ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ))
لماذا هكذا يصنعون
دأب الغرب ولا زال يحيك لأمتنا الاسلامية والعربية جملة مواقف وتصرفات يستهدف منها أمراً أو أموراً عديدة قد لا يحتاج الفرد المسلم ان يبذل جهده في معرفتها، بعد ان اخبرنا القرآن منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، عن أهل الكتاب، والمفروض ان الغرب من ابناء أهل الكتاب السابقين، فقال جل من قال (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) حيث يوحي هذا النص أنهم يعلمون أفضلية الاسلام وحقانية عقائده وعدالة احكامه، دون احكامهم وعقائدهم، ولذا فهم يحثون الخطى لأن يكفر المسلمين ويتخلون عن ركائزهم الدينية حتى نكون وهم على سواء لا أفضلية بيننا وبينهم، وأفضلية المسلمين تورقهم وتقض مضاجعهم، وعليه فأفضليتنا لا يراد بها ان تبقى وتقوم عند المسلمين، وكانت من خدعهم وألاعيبهم ان ينخروا في جسد المسلمين ليتخلوا عن اسلامهم، أو يضعف الى درجة عدم التأثير في استقامة حياتهم.
ويندرج في هذا الاطار بل هو وبعبارة أخرى قوله جل وعلا ((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)) بمعنى ان رضاهم معلق على اتباع المسلمين ملتهم وقيمهم، وهذا معنى السواء في الآية السابقة الذكر.
ولتطبيق مبدأ المساواة ينطلق منهم بين الحين والآخر أموراً تدعوا لتخلي المسلمين عن دينهم، ولكن بشكل تدريجي وعلى مدة طويلة كي لا تثير ردود فعل غاضبة و ردات عنيفة ضد مخططاتهم، من تحميل قيمهم ومبادئهم القائمة على اساس الحرية الفردية مهما اصطدمت باخلاق ومبادئ دينية لأن الاساس لثقافة الانسان وقدره هو حريته الشخصية فيما المسلمون قيمهم وأقدارهم تبنى على اساس التوحيد وما يتفرع عنه من عقائد واخلاق واحكام، كلها تحافظ على انسانية الانسان وتصلح حاله في الدارين وتضعه يحترم القيم الانسانية والاعراف البيئية ويضع حداً لحريته تقف حيث يقف امامها حريات الاخرين وقيمهم، وإلا حصلت الفوضى وانحل عقد الاجتماع الانساني ما دام الجميع يريد حريته قائمة وإن اصطدمت مع حريات الاخرين.
ان الفعل الغربي تجاه عالمنا الاسلامي لابد وان يواجه بقوة وحزم – وبدون تفلسف للفعل الغربي أو اعطاء مبررات ضبابية لا تقنع الجاهل فضلاً عن العالم – من حيثيات متعددة اهمها باب النهي عن المنكر الذي هو من امهات التكاليف الشرعية لأنها لا تقام الا مع تفعيله وفاعليته في حياتنا الدنيوية وقد ورد في الاخبار ما الجهاد في سبيل الله بالنسبة الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الا كنفثة في بحر لجيّ، فهو سيد التكاليف ولو طبق من قبل أمة (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) كما في التعبير القرآني لما وصل حالنا الى الحال الواقع.
على ان التراخي في ردود الفعل تجرّيء الغرب على المزيد من الاساءات ودسائس التدبير لديننا وثقافتنا وتجرنا الى ويلات لا تحمد عقباها من التحلل والضياع والميوعة والاتباع حتى باتت كل مناحي حياتنا تقليداً لما هم عليه وكأن نموذجهم مفروض التطبيق في الواقع الاسلامي، فأي شيء بقى لحضارتنا وثقافتنا الاصلية وكل صورها تقليداً لهم، ففي النظم السياسية نقلدهم بالكلية، وفي النظم التعليمية كذلك، وفي الثقافة اصبحوا نماذج يحتذى بها في اروقة حياتنا الاجتماعية من ملبسنا ومشربنا ومأكلنا وفي ادبياتنا فأن تقليد الغرب محرم أو مكروه حتى في استعمال طريقة الاكل والملبس وقصات الشعر.
إن من لم يغر على رتبه وحضارته فهو ممسوخ عن طبعه ومصاغ بهيئة عدوه، وهو من يتبع من حاد الله ورسوله والكتاب يصرح ((لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا)) المجادلة22
المال السايب
لا اعتقد ان أحداً لم يعرف بأن الله بلد الثروات الهائلة والمتنوعة وأنها من الكثرة بمكان أنها لا تنضب، وهذا ما أخبر به الإمام الصادق (عليه السلام) أحد أصحابه حينما سأله بأن رزقه قليل وهو يبحث عن مكان يوسع له في رزقه فسافر الى الشام ثم مصر بعد إشارة الإمام (عليه السلام) إليه، ولكنه لم يجد ما يوسع رزقه فيها فأشار إليه صلوات الله عليه أنه عليك بالعراق فأن فيه ثروات لن تنضب الى يوم القيامة، ولعل هذا أحد تفسيرات تكالب الأمم علينا، ومن كل حدب وصوب، وهوا أهمها بالتأكيد.
ومع صدق القول للامام الصادق (عليه السلام) وتأييد التجربة الحالية لسعة ثروات العراق، نجد من لا حريجة له لا في دين ولا في السياسة يصرح وهو نشوان جذل بأن الخزينة الوطنية على وشك الافلاس بسبب هبوط واردات النفط للأزمة العالمية الكارونية، وركود اقتصادات معظم بلدان الأرض.
ومن الحق ان يتساءل المواطن، أين ذهبت اموال العراق واين تبددت، وهي لا تنضب كما قال إمامنا الصادق (عليه السلام) وهذا مؤشر واضح الى عمق السرقات والانتهاب للمال العام بدعوى مجهول المالك للملتزمين دينياً أو دعوى حقي ولي التوسل بأية طريقة لآخذه أو لمبررات أخرى، وهذا يكشف عمق الجرم الذي ارتكبه لاعبي السياسة ومن يدعمهم بحق هذا الشعب المسكين.
كما أنه من الحق أن يتساءل المواطن، أين ذهبت الفروقات النفطية للسنوات الخمسة عشر السابقة، حينما كانت الميزانية تقرر سعر بيع للبرميل النفطي، بأقل من سعره الواقعي، مثلاً اسعار النفط 75 دولار للبرميل كمعدل والميزانية تقرر على اساس 50 دولار، والباقي 25 دولار أي نصف الميزانية أين؟ وكيف؟ ولم ينبس أحدهم ببنت شفة عنه، وقلنا في بيانات سابقة ومقالات ان توضع هذه الفروقات بخزينة وطنية خاصة، ومع تراكمها يصل الى عدد مئات المليارات، تغطي النقص الحالي – ان صح – وزيادة ولا نحتاج الى التصريح بالافلاس ونحوه.
وفي بعض السنين وصل الفرق الى 40 دولار والاخر الى 30 والى ما لا يقل في كل السنين عن 20 دولار فلم لا تتحدثون عن هذا الأمر وتبينون لشعبكم اين هذه الموارد، وكيف صرفت ولماذا لم تودع في المصارف الوطنية، ويفترض انها تحت أمرة المسؤول الأول في البلد وهو رئيس الوزراء وبعده وزير النفط، وعلى البرلمان الممثل للشعب محاسبة هؤلاء والاستماع الى حججهم في هذا الأمر، فأنه سرقة لعموم الشعب العراقي بما فيهم ابنائكم ايها المسؤولون.
مشكلة الجهلة في العراق وهو التشييع للجوانب السلبية، وعدم الاكتراث بالجوانب الاخرى لغاية الوصول الى الحقيقة.
العيد .. ماذا يعني
العيد من المناسبات المفرحة والمسّرة التي تدخل الفرحة على نفوس المسلمين، والعديد منهم يعيش لحظاته المسّرة ولكنه لا يعرف ما هو سببها ولِمَ يشاركه غيره من المسلمين هذا السرور؟
العيد: على ما قاله الطريحي في مجمع البحرين: هو كل يوم مجمع، وقيل هو اليوم الذي يعود فيه الفرح والسرور، وجمع بالياء وأصله الواو لأنه من عود وجمعها أعواد، وهذا فرق وجيه بين الأعواد كجمع للعود والأعياد جمع للعيد.
وفي الحديث: إنما جعل يوم الفطر العيد ليكون للمسلمين مجتمعاً يجتمعون فيه فيحمدون الله على ما منّ عليهم ولأنه أول يوم من السنة يحل فيه الأكل والشرب لأن أول السنة عند أهل الحق شهر رمضان.
وعيد الفطر إكتسب أهمية باعتبار كونه أول يوم لفراغ المسلم من عبادة الصوم وهي من الأهمية التي لا تخفى على المسلمين، ومن الواضح إن الإنسان يسر إذا أدى واجباً أو مطلوباً يقوم به الإنسان فإنه يعطي شعوراً بالغبطة و الاطمئنان كما يشهد بذلك الوجدان المحسوس، ويرافقه الشكر لله على حسن التوفيق لأداء هذه الطاعة.
ومن الطبيعي إنه إذ ازدادت أهمية هذا الواجب إزدادت أهمية الفراغ منه حتى قد يصل هذا الشعور الى حد يستحق أن يكون يوم مسّرة وفرح – عيداً- إسلامياً ينص عليه في الشريعة ويحتفل به المسلمون على طول العصور – كما قاله السيد الشهيد الصدر (قده) في ما وراء الفقه –
والعيد – كعيد الفطر يأتي بعد الانتهاء من فريضة الصوم خلال شهر كامل وعيد الأضحى يأتي بعد الانتهاء من الأركان الأساسية لفريضة الحج – كالوقوف في عرفات، والمشعر الحرام، وكأن الحج قد أنتهى.
والعيد بعد أن كان من العَود أي الرجوع ولكن ليس مطلق الرجوع بل خصوص الرجوع الذي فيه مسّرة وفرح، ولذا كان في عيادة المريض سرور له وكان أنفع إذا عاد اليه بعائدة أي تكرم عليه بكرم وقولهم هذا الشيء اعود عليك من كذا -أنفع منه – والعوائد هي جمع عائدة وهي التعطف والاحسان ومنه الدعاء وعوائد المزيد متواترة.
فالعيد بحسب وضعه اللغوي يتضمن المسّرة والفرح، والتلطف، والأجتماع، والمواصلة، والنفع.
فإذا جاء العيد دخل السرور و الفرح القلوب، ودخل التعاطف بينهم فيعطف غنيهم على فقيرهم، وكبيرهم على صغيرهم، ويجتمع المؤمنون يتبادلون السلام والتحية والتهنئة بالعيد، ويتواصلون مع أرحامهم وأقاربهم وأصدقائهم وينفع غنيهم محتاجهم بإدخال السرور عليه بما يصله منه.
ومجيئه يعني عوده من جديد حتى اعتاده المسلمون وانتظروا بركاته وقدومه.
وحيث يكون بعد عبادة والفرح من امتثالها، خاصة إذا كانت صعبة وشاقة على النفس، كان صدقه في الطاعة لا في اللغو والتبذير والأستخفاف، والخفة في الغناء والرقص، فإنه ليس بعيد، ولذا ورد كل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد.
وما يسمى بالعيد الوطني أو غيره فهو مأخوذ من المسرة التي عليها جمهور المواطنين لاستقلال بلدهم أو تحرير أرضهم أو إنهاء إستبداد الآخرين لهم، فهو بلحاظ المسّرة عيد ولكن لا تأتي فيه ما يأتي في الأعياد الإسلامية من التهاني والتبريكات، وإرسال رسائل الدعاء والتحية، ولا قيمة له إلا بلحاظ وحدة الاجتماع – الدولة- لا غير.
وفي العيد تفاصيل أخرى نكتفي بهذا المقدار منه.
الرؤية بالعين المسلحة
وتقصد بها الرواية بالاستعانة بأجهزة الرؤية لتساعد العين على رؤية الاشياء البعيدة والتي لم يكن بالأمكان رؤيتها بالعين الباصرة، والمسألة التي نريد التنبيه عليها هي هل الرؤية بالعين المسلحة تجزي أو لا تجزي في رؤية الهلال وثبوت أول الشهر.
فيها قولان: قول بالاجزاء وكفاية الرؤية المسلحة، أما باعتبار صدق الرؤية على ذلك إذ لم تخصص أو تقيد في لسان الدليل بخصوصية العين المجردة.
وهنا يقال: بأن الرؤية وإن كانت مطلقة ولكنها منصرفة الى خصوص العين المجردة في زمان النص، ومعنى ذلك ان الاطلاق لا يمكن التمسك به لقبول الرؤية المسلحة كالمجردة بعد انصراف لفظ الرؤية الى العين الباصرة.
والقائلون بالكفاية يرون ذلك، إما باعتبار ان الانصراف إنما يصح التمسك به إذا كثر استعماله لا إذا ما كثر وجوده، فكثرة الوجود لا تؤدي الى الانصراف، وهنا يقال ان الباصرة كثير وجودها لكن لم يعلم ان الاستعمال لها كثير حتى يقال بالانصراف ويمنع التمسك بالاطلاق.
أو يقال: بأن العين الباصرة مجرد مثال لأن الرؤية لا تتحقق الا بها ولكن لا على نحو الحصر بها، بل تتحقق الرية بالعين المسلحة أيضاً.
وقد يقول المعترض: ان لا أثر لها لوجود العين المسلحة وقت النص.
فأنه يقال: نعم لا وجود لها ولكن الذهنية العامة للعرف آنذاك يوجد في مخيلتها ما يمكن ان يكون وسيلة للرؤية.
ولو باعتبار ما يشيع من الاقوام المجاورة للمسلمين واستعمالهم بعض الادوات لرؤية الفلك وبعض الكواكب، وهذا المقدار يكفي في منع الانصراف وابقاء التمسك بالاطلاق.
وقول بعدم الاجزاء، وإن ما يكفي في الرؤية هي العين المجردة خاصة، لأن الرؤية المذكورة في النص هي بالعين الباصرة ودعوى الاطلاق لا أثر لها بعد انصراف اللفظ الى الباصرة باعتبار كثرة الاستعمال وكثرة الوجود.
وإن الخطاب القرآني والروائي لا بد في مجال تطبيقه ان يكون حكمنا لتمام البشر لا لشريحة دون سواها، وما هو عام هو الرؤية البصرية لا المسلحة.
وقد يجاب عنه، بأن عمومية الخطاب للمكلفين لا تنافي مصداق آخر يختص به بعض الاشخاص، مع كونه بالدقة عالي الى درجة الاطمئنان فضلاً عن الوثوق.
وقد يفهم طرف ثالث بأن الرؤية وسيلة من وسائل العلم وطريق إليه، فإذا ما حصل العلم بطريق آخر كان كافياً في المطلوب فقوله (عليه السلام) صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، معناه ان افطروا عند العلم به، والذي يمكن تحصيله بالعين المسلحة.
هذا بشكل مختصر وتمام تفصيل البحث في البحث الخارج، وإنما طرقنا هذا للثقافة العامة الدينية.
استفتاء علم المثليين
الى سماحة المرجع الفقيه عبد الله قاسم الطائي (حفظه الله)
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هز حدث رفع علم المثليين في دار اتحاد الدول الأوربية من قبل بريطانيا وكندا مشاعر العراقيين وردود أفعالهم أزاء هذا الحدث المسيء لأبسط ضوابط الخلق والتعاملات الإنسانية من دون إكتراث بخصوصية الشعب العراقي المسلم وإنتهاكاً لحرمة شهر رمضان، والتصرف في الأرض العراقية وكأنها منسلخة عن عنوانها – أرض العراق- ولم نرى منكم رداً كما عهدنا منكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدفاع عن الإسلام وأحكامه، وهذا ما أثار إستغرابنا وما أنتم عليه من الصرامة في مثل هذه الأمور ، جزاكم الله خيراً.
مجموعة من المقلدين
من بغداد
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يثر هذا الحدث إستغرابنا وإن كنت سمعته بوقت متأخر بعد يومين من حدوثه لأنه دخل ضمن سلسلة طويلة تخرج حلقاتها تباعاً من أجل تضعيف الرابط الإيماني للشعب العراقي وبالخصوص أتباع أهل البيت عليهم السلام، وأذكر مثالأ لهذه السلسلة والتي لم تر أي رد فعل من قبل أهل الحل والعقد من المؤسستين الدينية والسياسية، وهو إنتشار دور الفسق والفجور في بغداد، الكرادة بالخصوص حيث تنتشر أكثر من مئتين من (الملاهي، والكوفي شوب، والمساج) ولم يحرك ضدها ضمن إطار دستوري المحافظة على خصوصية الشعب العراقي ولا ضمن إطار النهي عن المنكر وهو من أمهات الواجبات الدينية وأهم وظائف المؤسسة الدينية، وعليه يكون هذا الحدث طبيعياً وفي سياق هذه السلسلة الطويلة.
ومن جهة مسؤولياتنا الشرعية والإنسانية نقول، بإن هذا العمل من قبل السفارتين من أشد المحرمات بل من أكبر الجرائم ويراد به إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، ويجب على الجميع مواجهته بقوة، وذلك بتحميل السفارتين مسؤولية هذا الفعل القبيح وإدانتها وإيقاف إستهتارهم بخصوصية الشعب العراقي، وإن هذا تدخل في الخصوصية العراقية، ينبغي على الحكومة أن تأخذ بمسؤوليتها الدستورية والقانونية بتوجيه مذكرة إحتجاج لهاتين السفارتين، والمطالبة بإعتذار رسمي من قبل حكومتهما للشعب العراقي وإلا ستتخذ إجراءت أخرى اشد منها من قبيل طرد السفيرين وممثل دار الإتحاد الأوربي لكونهم أشخاص غير مهذبين.
كما وننبه أولياء الأمور على ضرورة متابعة أبنائهم في ملبسهم وتصرفاتهم ومجوعة اصدقائهم وإلا سيتحمل الأب مسؤولية ذلك في الدنيا والآخرة.
وكذلك أصحاب المهن التدريسية من الأساتذة والمدرسين والمعلمين بتوجيه الطلبة الى ما ينفعهم ونبذ ما يضرهم وهذا الفعل منها.
ويندرج هذا العمل مجموعة أفراد المجتمع بضرورة مقاطعة هؤلاء وترك التعامل معهم بالمرة.
كما وننبه على الحكم الشرعي لهذا الفعل الشنيع وهو القتل للمفعول والفاعل على قول في ما إذا كان غير محصن، وطريقة القتل هو الضرب بالسيف الى حد الموت للمفعول والضرب على العنق ضربة واحدة للفاعل لا غير، أو يحرق أو يدحرج من شاهق مشدود اليدين والرجلين، والله ينصر من نصره.
قاسم الطائي
25 رمضان 1441هـ