You are currently viewing نشرة النهج اللعدد 171

نشرة النهج اللعدد 171

  البرنامج الحكومي

وضع المرجع الديني الشيخ قاسم الطائي، اليوم الخميس، ما اسماه "اساسيات للبرنامج الحكومي" في المرحلة المقبلة.

ودعا الطائي في بيان صدر عن مكتبه في النجف الاشرف، الى الغاء طريق الشام بالمرة، ودعم طريق الحرير، وايقاف تبذير الثروات النفطية العراقية، بتوزيعها هبات ولا يجوز للحكومة ان تهب لما ليس لها فيه حق أو ملك.

وشدد على ضرورة "وضع جهاز مخابرات قوي قادر على حماية مصالح العراق الكلية وان لا يكون مرتبطا بالمخابرات الامريكية، فضلا عن الغاء التواجد الامريكية والتحالف الدولي ومنع اي طائرة اجنبية تنتهك الاجواء العراقية، مع ايقاف كذبة تدريب القوات العراقية من قبل هذه القوات".

ورأى، ان "هناك ضرورة لجعل المنافذ الحدودية مرتبطة بالمركز حصرا وعدم دخول اي بصاعة الا عبر السيطرة النوعية، معبرا عن الحاجة الى "ايقاف مشاريع الاستثمار في المرحلة المقبلة حفاظا على موارد العراق من التبدد، وأن تكون مشاريع انتاجية لا استهلاكية كالمولات ونحوها.

وتابع، انه "تجب ان تكون الحكومة العراقية المقبلة وطنية ولا تخضع للمحاصصة بالمرة، وان يقوم مجلس النواب المقبل بتعديل بعض فقرات الدستور الملغمة والقابلة للتفسير لاكثر من وجه".

وافاد، ان "واحدة من ممارسات القضاء على الفساد، وتثبيت هيبة الدولة، اقترح على الحكومة المقبلة منع سفر اي مسؤول خارج البلاد، الا بعمل رسمي، بشرط ان يعرض غاية سفره ومقصده، وان لا يتحدث خارج البلاد عن الحكومة لا سلبا ولا ايجابا".

واكد على ضرورة اعادة النظر بهبوط قيمة الدينار العراقي امام الدولار الامريكي، وارجاع سعر الدولار الى سابق عهده، مع انشاء صندوق باسم "صندوق الشعب" توضع به نسبة 3 بالمائة من ايرادات النفط وتوزيعها لعموم الشعب العراقي بدون اي تمييز، بدلا من تبدد هذه الاموال وتذهب الى جيوب الفاسدين".

وايقاع الاقتراض من صندوق النقد الدولي مهما كانت الظروف، وثروات العراق كافية لإغناء المواطنين إذا أُحسن التصرف بها.

 

 

      تنبيه

سنضع دستوراً متكاملاً للانتخابات ارشاداً للناخبين ومساهمة منا في ايضاح الصورة لمن ينبغي انتخابه كي لا يبقى العامة على مهب ريح المرشحين واغرائاتهم، ودعوتهم المعسولة أو تصريحاتهم المنمقة وهي بحسب ما خبرتنا الحياة السابقة لا تتجاوز في اقصاها الشهر أو أقل فما ان وصل الى البرلمان نسي من اعطاه صوته ومكنه من هذا الموقع فيسعى لغلق جهاز (موبايله) أو تشفيره بأنه في اجتماع أو حضر رقم المتصل  أو ..

هذا من ناحية الاجتماع

واما من ناحية الشرع

وأما من ناحية الشرع فأعلم ايها الناخب ان اعطاءك صوتك للخيّر يعني مشاركته في اعمال الخير وثوابها الى يوم القيامة إذا ما يزال العامل بها، والعكس صحيح، اعطاءك صوتك للسيء يعني مشاركته في تحمل اوزار شره الى يوم القيامة، ويالها من حقيقة ثقيلة وشديدة المنقلب، فلا تتعجل ولا تترك الشريف والاستشارة وأخذ رأي الخبراء سواء كانوا علماء شريعة أو وجهاء مجتمع كل ذلك طبقاً للقانون الشرعي من سنّ سنة حسنه من سنّ سنة حسنة فعمل بها كان له ثواب من عمل بها الى يوم القيامة، ومن سنّ سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة، فأحذر يا أخي الناخب لنفسك وسنضع لك دستوراً تهتدي به لإنتخاب الشخص المناسب 

 

     الخيانة

مؤتمر أربيل في 25/ 9/ 2021 وغرضه التطبيع مع الدولة اللقيطة ضربة في الثوابت العراقية، سياسياً وإجتماعياً ودينياً، فهو لا يمثل السياسة العراقية العامة التي سار عليها كل من تصدر المشهد العراقي من الرؤساء السابقين منذ عام  1948 والى الآن.

والمجتمعون كلهم ليس لهم المساحة الاجتماعية وكثرة الأنصار والأتباع ليتحدثوا باسم الشعب العراقي، وليس ذلك لهم ولا من حقهم فهم يمثلون ثلة صغيرة لا يُعبأ بها، وهذان الأمران – السياسي والاجتماعي-  هما مدانون بهما وعلى الحكومة التحرك بسرعة لمحاسبتهم ومحاكمتهم.

وأما دينياً: وهم غير متدينين الا بالصورة والإسم، ولو فتحوا كتاب الله القرآن الكريم لوجدوا ما ينهاهم عن موادّة اليهود ومساعدتهم، خذ مثلاً قوله تعالى: ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ)) (المائدة: من الآية 82) وهذا كلام الخالق الثابت القطعي الممثل للحقيقة، واليهود معروفون بعداوتهم للإسلام والمسلمين بل لكل الديانات السماوية، ويقول جل وعلا: ((لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) (المجادلة: الآية 22)

وقوله تعالى: ((مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ  وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ  وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (البقرة: 105)

وقوله: ((وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ  إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (البقرة: 109)

((وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (آل عمران: 69)

((وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ))  (آل عمران:72)

((فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (النساء: 160)

والعديد من آيات الذكر تذمهم بشكل عام لغطرستهم وجحودهم وقتلهم الأنبياء وإستكبارهم و ……))

فاي عقل ودين يقبل التطبيع مع هؤلاء الجاحدين الكافرين.

هذا وقد بينّا في استفتاء مستقل حرمة التطبيع وآثاره المدمرة، ثم هل من ثمة ضرورة تدعو  لهذا العمل المشين الفاقد للشرعية بل للمرؤة والرجولة وترك الشعب الفلسطيني المسلم تحت رحمة هذا الاحتلال وإستهتاره بالدماء الفلسطينية والأرض و الزرع،  ومن يُحكّم عقله يجد ان نصرة المظلوم أمر حسن والتعامل مع الظالم أمر قبيح، و هذا حكم عقلي مستقل يقع مقدمة لحرمة التعامل مع الكيان الصهيوني.

نعم ما هي حاجة العرب والعراق لهذا التطبيع، ليس من ثمة حاجة وإنما الحاجة قائمة بإرادة الشر أمريكا حماية للكيان الغاصب، وتحقيق أمن الصهاينة على حساب الحق العربي والإسلامي.

ومن جهة مسؤليتنا الشرعية والأخلاقية والوطنية فإننا نعتبر هذا المؤتمر أداة تخريبية للبلد وتمزيق وحدته وكيانه، ونعتقد ان ضرورة ملحة لمراجعة علاقة إقليم كردستان بالمركز وضبط إيقاع الكرد وعدم ترك الأمر على أهوائهم ومشتهياتهم ويجب ضبط تصرفاتهم انطلاقاً من المركز وصلاحياته ومصالح البلد ككل والا سنقرأ على العراق السلام، وتقول يا ليتني لم أتخذ أمريكا وكيانها حليفاً

                                                                     قاسم الطائي

                                                                   النجف الاشرف

                                                                 29 صفر 1443

 

          الحملات التشويهية لعنوان المرجعية

منذ مدة وبعد سقوط نظام البعث واحتلال العراق من أمريكا انفتحت الآن الابواب الاعلامية وعبر صفحات التواصل الاجتماعي للنيل من صورة المرجعية والتقليل من شأنها واستصغار تأثيرها في الشارع العراقي، وقد شمل هذا الأمر حتى بعض المدعين وبعض الكتاب في كتاباتهم حول الحركة المرجعية لبعض مراجع الدين وحينما سألنا بعض من كتبوا حول المرجعية وأنه لماذا تصرون على بيان الجانب السلبي في نظركم وتغضون النظر عن الجانب الايجابي الذي مثله السيد الشهيد الاستاذ محمد الصدر بمرجعيته وما حققته في تغيير واضح على صعيد المجتمع العراقي لم نجد لهم جواباً الا ترقيعياً لا يمس الحقيقة بشيء، مع ان الانصاف والاعتدال يقضي بذكر الجوانب جميعاً ايجابية ومن يمثلها وسلبية ومن لا يتحرر منها لإعطاء صورة واضحة عن المرجعية وأنها لا تتمثل بشخص بل هي متمثلة بأشخاص بعضهم عامل متحرك وبعضهم خامل متقوقع لتوعية العامة على الحقيقة وبيان من يسلك سبل الشريعة لأجل الدين ورسالة رب العالمين ومن يسلك بها أفق ضيق لا يتعدى ما هو مدون بالرسالة العملية مع أنه غير كاف لحوائج المجتمع في تفاصيل حياة البشر ومشاكلهم.

وعلى كل ليس هذا هو موضوعنا وإنما ما نريد ان نبينه هو الحملة التشويهية على عنوان المرجعية الشامل لكل المراجع المتصدين بدون استثناء وان الاستهداف هو للعنوان لا للمعنون، المرجع الفلاني أو المرجع الفلاني، لأنه إذا سقط العنوان عن الاعتبار الاجتماعي سقط المراجع عنه كذلك فلا يبقى لهم دور مؤثر في الساحة الاجتماعية والدينية والسياسية، وهذا ما يريده اعداء العراق ومذهب أهل البيت الذي أثبت قوته وقدرته على الاقناع والاتباع حتى سمعنا صيحات صريخ من هنا وهناك انقذوا السنة وأوقفوا المد الرافضي، وهؤلاء لا يصرخون حينما تتعرض اعراضهم للهتك وقيمهم للتغيير واعرافهم للزوال بفعل الغرب الكافر بل هم مقتنعون وقابلون بلا صرخة ولا ضجيج، وعمرك هذا من العجب ان تصرخ على تصحيح دينك وتسكت على انتهاكه ونزع عرضك.

وقد بدأت حملات التشويه بجانبين هما الحقوق الشرعية وأنه لا دليل على ايصالها للمرجع وهذا ضرب للأساس التي تقوم عليه الحوزة واستقلالها في طوال التأريخ وعدم ارتباطها بالسلطة غير الدعم المالي ولولا الاستقلال المالي لزالت صورة الحوزة من حياة الناس واصبحت خبراً بعد عين.

والجانب الاخر أنه لِمَ التقليد إذ بإمكان أي أحد أن يأخذ من المعصوم مباشرة كمن يأخذ من انشتاين معالم نظريته النسبية وهو أمي جاهل لا يدرك من علم الفيزياء والرياضيات شيئاً مع فارق بين الامرين إذ الأول متعلق بدين الله عبر وسائطه من المعصومين (عليهم السلام) أو عبر وسطائهم من الفقهاء ولا بد من ضبط هذا التسلسل والا ضاع الدين وأصبح الباب مفتوحاً للضلالة والجهالة، والثاني متعلق متعلق بحركة الفكر البشري في تجاربه الطويلة وهي توصلات بشرية عبر التجربة لما هو مجهول.

ولا ينقضي العجب من هؤلاء وهم يتناقشون بالشأن الديني ولا يتناقشون بالشأن الرسمي والحكومي والاجتماعي، فمن منهم من يناقش بتغيير البند الدستوري أو القرار الحكومي بل يعول على أهل الاختصاص من القضاة أو فقهاء القانون مع ان القانون تدوين بشري يمكن قراءته لكل أحد، ولا يناقش في تفسير أهل الاختصاص بل يسلم به ويرضخ له صاغراً سواءً وافق هواه أو لا، فهو هنا مقلد وطائع أما حينما يتعلق الأمر بالدين واحكامه يناقش هذا النكرة، بل هو يقلد الحلاق ولا يناقشه في حركة رأسه.

ثم ما هو حقك على المرجع وفضلك عليه وهو صاحب الفضل لأنه يقضي سنوات من عمره ليوصل لك معالم دينك الذي به نجاتك في الآخرة، ويمكن توصيفه بالمحامي المدافع عن حياتك وأنت سيء الأدب امامه وليتك تعرف الى أين تسير الى الضلالة وحيرة الجهالة وعقاب وحساب رب العالمين لأن الله يريد ان يطاع من حيث يريد لا من حيث تريد يا هذا ؟!

                                                                         قاسم الطائي

                                                                  24 صفر الخير 1443

 

 

   الانتخابات على الابواب

ينتظر العراقيون يوم العاشر من هذا الشهر حيث تقام انتخابات مجلس النواب العراقي ومنه تنبثق الحكومة، وفي هذا الأمر مخالفة دستورية حيث تضمت بعض فقرات الدستور على فصل السلطات الثلاث، وهنا لا فصل لانبثاق السلطة التنفيذية من التشريعية، ولا علاج لهذا الخرق الا بتحويل النظام الى رئاسي بدلاً من البرلماني الحالي.

وعلى كل فقد أبرأت ذمتي امام الله والشعب حيث وضعت في سنوات سابقة مؤهلات المرشح الذي ينبغي للناخبين انتخابه ولم يعمل به ولمرتين وقد اثبتت تجارب الأيام صحة ما ذهبنا إليه من التشخيص للمرشح، ونأمل في هذه الانتخابات بعد زيادة وعي  المواطنين ان يضعوا اختيارهم في محله ويرشحوا المستحق الواقعي لتمثيلهم لا المرشح الصوري ويتجنبوا ما وقعوا فيه سابقاً، ويمكن ان نضع لهم بعض مؤهلات من ينبغي انتخابه من المرشحين:

1- أن لا يقل عمره عن الاربعين عاماً.

2- ان يكون متدرجاً في وظيفته ان كان موظفاً حكومياً.

3- ان لا يكون قد عاش خارج العراق المدة السابقة قبل السقوط وبعده تتجاوز العشرة سنوات.

4- ان لا يكون منتمياً الى أحد الاحزاب والكيانات السياسية الحالية.

5- ان يكون عشائرياً معروفاً واجتماعياً محترماً.

6- ان لا يكون مرتبط بأية جهة خارجية ولا يحمل جنسيتين.

7- ان يكون المرشح جاد في تمرير طريق الحريري وهبوط سعر الدولار والسيطرة على موارد البلد ومنع الاقتراض من صندوق النقد الدولي.

ومن لم يتوفر على جميع هذه المؤهلات فينتخب من هو أكثر حيازة منها فينتخب من يتوفر على اربعة بدلاً من الذي يتوفر على ثلاثة وهكذا.

وليعلم الجميع بأن الانتخابات مسؤولية عظيمة وخطيرة باعتبار ان فوز السيئين سيحمل الناخب مسؤولية كل التقصير والمظالم التي تقع من المرشح والعكس صحيح، طبقاً لقانون من سن سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة .. الخ

وإن الانتخاب بمنزلة الامانة التي استأمنها الشعب الناخب وعليه ان يحسن الأمانة ويصونها ويضعها في محلها بدون زيادة أو نقصان والا كان خائناً.

ولكن ثمة مخاوف تنتاب الناخب وهو محق فيها، منها نزاهة الانتخابات وهو أمر مستبعد في ظل مافيات الفساد والمال السياسي الذي تشتري به الذمم وحفنة التدخلات الخارجية وعلى رأسها المحتل الأمريكي فأنه من غير المعقول ان يترك الأمور لاختيار الناخب لمعرفته بأن معظم الناخبين بل المرشحين لا يريدونه باقياً بقواته في العراق، ومن الطبيعي ان تخطط لصعود عناصر مؤتلفه معه أو متحالفة أو راضية ببقائه كما ان بعض دول الجوار لا ترغب في سير الانتخابات على هوى واختيار الناخب العراقي وتدخلها واضح ومعروف، وقد تكون مفوضية الانتخابات متعرضة لضغط كبير من هنا أو هناك يدفعها للتحايل على نتائج الانتخابات، والمرجو ان هذا الأمر مجرد تصور لا واقع له، وقد يضاف عامل آخر هو ان نسبة العزوف عن المشاركة ستكون كبيرة ونسبة الاقبال قليلة مما يجعل الواقع الانتخابي لا يمثل حقيقة الرغبة العامة للمجتمع وقد يعيد الى الواجهة نفس الوجوه التي اهلكت الحرث والنسل في العراق والتي انعدمت ثقة الجمهور بها بعد مخاض تجارب عديدة سابقة وجد فيها البلد فقيراً بالرغم من موارده الهائلة وضعيفاً دولياً واقليمياً بالرغم من تاريخه العريق وامكانيات ابنائه الجبارة ذو العقول النيرة والنفوس الطيبة.

وإذ نوجه المواطن على المشاركة الفاعلة في العرس الانتخابي القادم شريطة الالتزام بما ذكرناه من النقاط السبعة المتقدم والا فعدم المشاركة أسلم واتقى، وكلنا أمل في حصول التغيير المنشود في هذه الانتخابات كي لا تضيع تضحيات ابنائنا هدراً وجهود مخلصينا هباءً.

هذا ما على العامة من الفقيه ان يمحض له النصيحة، وما له عليهم هو السمع والطاعة والله مع المخلصين.

                                                                    قاسم الطائي

                                                                24 صفر 1443

 

 

    ظواهر سلبية

الظاهرة الأولى: هي لبس ما يسمونه برمودا للرجل بحيث يظهر معظم رِجْله لما فوق الركبة دون ما دونها، وهذا التصرف مضافاً الى انه خلاف الحياء فهو محرم على بعض الانظار من جهة اثارة الشهوة عند المرأة إذا نظرت اليه، ومع الاثارة الجنسية فهو محرم قطعاً.

وبنفس السياق بل هو أفسد تعري المعزين في اللطميات الحسينية من الصدر والبطن مما يظهر مفاتن الجسد ويوقع في الريبة والشهوة من قبل الناظرين، خصوصاً النساء فلذا يحرم التعري للمعزين للنصف الاعلى من الجسم.

الظاهرة الثانية: هي استخدام منصات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك ونحوه بشكل افراطي لنقد وسب وشتم الاخرين وان لم يكونوا خصوماً بل لمجرد ان فكرته لا تعجب أو لا تتوافق مع هوى المعلق، وهذا الفعل محرم لأنه سب وشتم وهو غيبة مستمرة ومدامة لأنها ثابتة في هذه الشبكة لا يستطيع مرتكبها محوها أو البراءة منها، ولو قال لصاحبه أبرأني الذمة فأن ابرأه ذمته منه خاصة لا من ذمة الاخرين الذين وصلهم التعليق وايدوه أو علقوا عليه بسوء اكبر، فليحذر المعلق من تعليقه مع ان تعليقه يكشف عن سر شخصه ومكانته ووثاقته فيخرج من ثقة الاخرين به.

الظاهرة الثالثة: الافراط في اليمين بمناسبة أو بدونها فهو يحلف تلقائياً ولو لم يطلب منه المقابل ذلك أو هو لم يصدق حديثه، وهذا وان كان لغو من اليمين لا يؤاخذ عليه الانسان شرعاً ((لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ)) ولكنه مثير للسخرية لأن معناه ان الحالف مستبطن عدم تصديق السامع لكلامه فيشفعه بالحلف ويعرض المحلوف به الى الاستخفاف أو قلة المراعاة لقيمة وعظمة المحلوف به، كمن يحلف بذكر لفظ الجلالة لله سبحانه وتعالى، فهو يعرض قيمته للاستخفاف عند السامع الذي لم يثق بكلام المتكلم فيكون حلفه من عدمه سواء، وهذا يعني أنه حلفه بضم لفظ الجلالة لكلامه لا يؤثر شيئاً فهو كمن لا يأتي به، وبعض أهل الله لا يحلف حتى وإن كان الحق معه احتراماً واكباراً للفظ الجلالة.

الظاهرة الرابعة: ظاهرة الزهو والافتخار وربما التعالي على الاخرين مثل تعالي بعض خطباء المنبر الحسيني في بعض كلماته حيث يعطي لنفسه ميزه وخصله التقوى والاجتهاد اغتراراً بالحضور عنده ولم ينسب الفتوى لمجتهد معروف بل يتصدى بنفسه لأطلاقها وهذا خلل نفسي اخلاقي شرعي لا ينبغي لخطيب المنبر ارتكابه.

ومثل بعض أهل ما يسمى مؤسسات المجتمع المدني حينما يتحدث بفضائية أو مؤتمر فهو يعطي نفسه موقع القيادة والريادة وأنه أعلى فهماً وادراكاً من غيره وهو في الحقيقة لا يعي منها الا نزراً يسيراً.

ومثل بعض طلبة الحوزة العلمية الذين لا يعرفون الانصاف ولا يقولون الصدق وخصوصاً عندما يسألوا عن شخص آخر أفهم واعلم واركز منهم، فيكون جوابهم استصغارياً كأن كان زميلي واستاذي أو لم أسمع به وغيرها من تعابير الانتهاك والتجهيل وهو محرم ((ولا تبخسوا الناس اشياءهم))

                                                                        قاسم الطائي

                                                               29 محرم الحرام 1443

 

 

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

يلاحظ الآن في الدائرة السياسية ركض معظم الدول العربية على تطبيع العلاقة مع الكيان الصهيوني، بل سعي بعضها الى استرضائه والتودد له متناسين كل مظالمه بحق الشعب الفلسطيني المسلم، وقتله بدم بارد الابرياء العزل، وكونه كياناً غاصباً ودولة لقيطة لم يتجاوز عمرها التاريخي عن السبعين سنة.

وقد عودتنا على ابداء آراؤكم السديدة في مثل هذه المواضيع الحساسة والخطيرة من النواحي السياسية والاجتماعية والشرعية، ولم نر لكم رأياً في كثير من احداث الساحة السياسية منذ بعض السنوات، فقد كانت آراؤكم منبعاً توعوياً للجميع وتحليلاً واقعياً نحن بأمس الحاجة إليه.

                                      ثلة من المؤمنين الحسينيين

                                          12 جمادي2 1440  

 

بسم الله الرحمن الرحيم

مع تقديري وشكري لهذا اللطف وهذا الاعتناء بآرائنا وإنما توقفت عن ابداء الرأي واتخاذ الموقف في القضايا لأنني بعد طول متابعة واستقراء والغور في حقائق الأمور السياسية أكتشفت جملة من الحقائق الخطيرة التي لا يمكن بيانها على هذه الوريقات، ولمن يريد معرفتها سأقول له بها شفاهاً ان أراد وأحب، إذ ليس من المصلحة العامة والخاصة ابداؤها وذكرها.

وعلى كل فأن التعامل مع دولة الاحتلال وفتح علاقات معها مخالف للشريعة من عدة وجوه:

الوجه الأول: ان هذه العلاقة من الإعانة لأهل العداء للاسلام والمسلمين، وقد أخبر القرآن وأخباره حقانياً لا يقبل النقاش بأن اليهود أشد عداوة للاسلام ((َتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ))  واعانة اعداء الاسلام محرم كما هو واضح.

الوجه الآخر: أنه اعتراف ضمني بدولتهم التي قامت على اغتصاب الارض وتشريد اهلها وقتل ابنائها، يعني الاعتراف بهذه المظالم والتجاوزات، ومن اعان ظالماً كان ظالماً لأنه أحد الثلاثة في الرواية الظلمة ثلاث، فاعل الظلم، ومعينه، والساكت عنه، ومن الضرورة العقلائية، والعقلية والشرعية حرمة الظلم.

الوجه الثالث: أنها دولة مفسدة يخبرك بهذا تاريخها الحديث وتاريخ آبائنا القديم، وهذه الحقيقة قد نصت عليها بعض الآيات، والتي من أوضحها ((لتفسدن في الارض مرتين)) والعديد من المفسرين يعتبرون دولتهم الافساد الثاني، وتطبيع العلاقة يعني مشاركتهم في الافساد لأنه يقوي شوكتهم ويعزز وجودهم ويؤكد مقولتهم في كونهم شعب الله المختار كما تخبرك بروتوكولات صهيون.

الوجه الرابع: ان التطبيع يعني تكريس لحقيقة مزيفة هي قيام دولتهم على ارضهم المزعومة وتأكيد التزييف محرم شرعاً وعرفاً، وأنهم لا يريدون لنا الا الشر كما أخبر القرآن ((وودوا لو تكفرون)) فأنهم يريدون كفرنا لا اسلامنا واحترام تاريخنا ورسالتنا.

الوجه الخامس: ان التطبيع يؤدي الى جعل السبيل لهم على المسلمين، وهو محرم قطعاً طبقاً للآية ((وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً)) ، لا أقل من جعل السبيل لهم على الفلسطينيين، وأما دولتهم فهي الى زوال لا محالة ضمن منطق قيامهم بالظلم وهو لا ما ينخر في دولتهم وكيانهم، كما هو معروف عند الجميع.

وعليه فالتطبيع محرم وسيحشر الله المطبع معهم يوم القيامة.

بل حرمنا التلفظ بكلمة اسرائيل اشارة لدولتهم لأنه اسم لأحد انبياء الله، موضع القداسة والطهارة والعصمة وهو لا يناسب دولة الكفر والطغيان والنجاسة والعصيان، وأمر يرفع الحواجز النفسية برفض دولتهم ويقرب الميول لها والاعتياد عليها.

 

                                                      قاسم الطائي   

                                             13 جمادي2 1440