You are currently viewing نشرة  النهج 108

نشرة النهج 108

 

الدَّجال

مفهوم ديني يشار به الى من اتصف بخصلة الكذب الفاضح والواضح بحيث لا يختلف اثنان عن رميه بهذه الصفة لانها التصقت به عبر سيرته الحياتيه فكانت مقومة لوضعه الشخصي لا يعرف الا بها، وان رام التخلص منها فهو يهرب منها اليها فتكون محيطة به، معنّية له في أي موقع كان، بل الاكثر انه وان اراد تغيير وصفه وتبديل اسمه، يظل لا يعرف لها بصفة الدّجال لالتصاق الصفة في اذهان الناس بما لا يعقلوا او يقبلوا تعبيرها عنده، وقد يكون الدجل لاتصاقه بما لا ناقة له في الصفة ولا جمل كمن اتصف بالنبوة، وهو صفر اليدين منها، او من اتصف بالمهدوية وهو اجرد منها.

ولا يقتصر الوصف على الافراد بل يشمل الامم والشعوب والبلدان، فكل من لا يريد رؤية الحقيقة ويحاول اغماض عينه وصم اسماعه عنها ويطرب في خارج سربها فهو دجال، وبهذا تتصف بعض الدول بالدجل، ويلجأ الى صفة الدجل بعض البلدان الدائرة في فلك الامريكان والغرب، فيكذبون على انفسهم ومجتمعاتهم محاباة ومداهنة للغرب وان ادى ذلك لارتكاب الخطأ والوقوع في مظالم العباد ككذب بعض الدول الخليجية حينما يصرخون على الوضع في البحرين، والوضع في اليمن، بدعوى خطورته، وهذا دجل اذ ليس من خطورة عليهم بل على ما يعتقدون من مشروعية انظمتهم، وحرمانها شعوبها من حقوقهم المشروعة، ويكذبون كصفة مستمرة مستمده من الغربيين عندما تلوح بوادر تغيير شعبية في انظمتهم وانظمة بلدان قريبة لهم قد يسجل خسارة عليهم في حسباتهم هو تمدد نفوذ دولة معارضة لهم ومخالفة في المذهب والسلوك ويأتي دجالّهم الاكبر وزعيمهم الابتر الذي لا عمق تاريخي له في سجلات تاريخ الامم والشعوب، امريكا وكيانها اليهودي، يحركون مجلس الامن لادانة حركة الحوثيين الاصلاحية في رفض فساد الدولة وإضرارها بمواطنيها في رفع المشتقات النفطية رضا لأمريكا والغرب، حيث يصدر مجلس الامن تحركات الحوثيين، مع كونها دستورية مشروعة كأي حراك شعبي في دول الارض الاخرى، ولكن حينما تكون ايران الداعم والمنتفضين من الشعب سيقوم العالم ضدهم ولم يقعد او حينما تكون ضد اللقيطة كيانهم الغاصب كما في فلسطين، حيث لم يجرَّم الكيان واعتبر المعتدى عليه هو المعتدي ولم يرمش له جفن ازاء مظالم الدمار والقتل والتنكيل ووحشية العدو وخسته في استهداف الاطفال والرضع، ولم يعرف دجالّهم الاكبر امريكا مجازرهم الوحشية، وحضارتهم السادية، واذا كانت المسألة الحفاظ على النظام السياسي اليمني محاباة للخليج ودُوله خوف الاطاحة وتمدد الحوثين على الحكم في صنعاء، فأين هذا الحفاظ على اوكرانيا حينما قامت ثله من المتطرفين والنازيين  لاسقاط النظام الديمقراطي وفرض نظام جديد بالقوة، ومع محاولات روسيا في ادانة ذلك لم يحرك مجلس الامن انمله من انامله لرفض هذا التغيير، بل بارك واعتبره شرعيا واصطفت الدول الغربية التابعة لامريكا والمستقبلة لاملاءاتها في سياستها الخارجية فهي تتحرك ضمن الايحاء الامريكي دجالّهم الاكبر.

ويدجلون في مواجهتهم للأرهاب المصنوع في معاملهم الذي يتلقى دعماً منهم والعالم برمته يعرف ذلك، ومن جهة اخرى يظهرون محاربته من وراء جدر ويطلبون دعماً دولياً، في حال تعرض مصالحهم للخطر ومواطنيهم للقتل، لا حينما تتعرض الاف البشر من العراقيين والسوريين للقتل والارهاب فانهما من بلدان جنت على نفسها براقش.

 بالحقيقة انهم يخافون مواجهة الارهاب بقواتهم المسلحة فيدعون الى تشكيل تحالف دولي في مواجهة او محاربة الارهاب، ابقاءً لمكانتهم من الاهتزاز وهيبتهم من الانكسار، لانهم مستبطنون خسارتهم في مواجهة الارهابيين لمعرفتهم لمعنويات جنودهم وانعدام الدافع لديهم في حرب يعرفون مسبقاً خسارتهم فيها، وبذلك فهي تغطي على حقيقة وضع قوتها بالدعوة الى التحالف، او قد تكون تستخدم غيرها اداة لاهدافها وفرضاً لارادتها على بعض الدول التابعة لها، فهي تخفي ضعفها في دعواها بتشكيل تحالف دولي، وهذا هو دجلها، وافتضاح امرها فقد جربت مرة في فيتنام ووجدت انهيار جيشها وانعدام معنويات مقاتليها مع كل الآلة العسكرية المدمرة، ولكن لم تفلح في ثني ارادة وكسر عزيمة المقاتلين الفيتناميين، فبدأت بالتفكير في ان تكون حروبها ضمن اطار دولي وتحالف اممي تغطي به خيبتها وضعفها فهم اوهن من بيت العنكبوت ولكن لا تعلمون، يا شعوبنا المغفلة، وحكامنا المدجنه.

 والحقيقة هم يخشون اية مواجهة مع اية قوة مهما كانت ضعيفة ، ويحاولون بامكانياتهم الاعلامية وآلتهم العسكرية تغطية ذلك، لانهم دائما على باطل ومجانبين للحق والعدل، ولابد من استغلال نقطة الضعف هذه واستثمارها في مواجهتنا معهم وهي مواجهة تطول الى غير انتهاء الا حينما تنكسر شوكتهم وتذهب ريحهم.

{إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} النساء/104

4ذي القعدة/1435

 

الموساد الوجه الخفي للأزمة

ينتشر في العراق منذ احتلاله عام 2003 والى الان حالة عدم استقرار في مختلف مجالاته السياسية بالخصوص وقد حاول الاحتلال وهو يحمل معه افراداً عديدين من معتنقي الديانة اليهودية كأفراد في الجيش الامريكي الغازي للعراق او كمستشارين حكوميين لتأهيل البنى التحتية للدولة العراقية او ما يسمى اعادة اعمار العراق او مؤسسات امريكية حكومية او خاصة لاختصاصات متعددة او صحافة او مراسلين لوكالات انباء او فضائيات او…

ومعظم هؤلاء يعملون لصالح المخابرات اليهودية للشؤون الخارجية ـ الموساد ـ قد خططت هذه المؤسسة لإدارة شؤون العراق بما يخدم مصالح الكيان الصهيوني واهمها على الاطلاق اخراج العراق من دائرة الصراع العربي اليهودي واعادة العلاقات مع الكيان تطبيعاً ودخول الاستثمارات العراقية الهائلة والحصول على صفقات من نفط الشمال والدخول بأسماء شركات اجنبية للأسواق العراقية وادخال بضائع يهودية الصنع لعلامات اردنية او تركية والاولى اوفر حظاً ومحاولة مساعدة بعض السياسيين الفاشلين والساقطين اجتماعياً لإعادة تأهيلهم لمواقع متقدمة في سلم السياسة في العراق طمعاً بعلاقة الكيان الصهيوني الحميمة مع امريكا وتشابك مصالحهما وتأثير اللوبي الصهيوني في امريكا بسياستها الخارجية، ودخلت على خلط الاوراق وتأجيج الصراعات وانتشار نار الفتنة في العراق لعباً على الوتر الطائفي الحساس، فكانت بصمات الموساد في معظم اعمال العنف والارهاب في العراق ودعم ما يسمى بـ ـ المحور السني – كما تشير الوثائق الصادرة من بعض مؤسسات الكيان في قبال ما يسمى بالمحور الشيعي الذي يعتبرونه تابعا لايران وتنشيط حالة الفوضى في سياسة العراق الخارجية، ولست بحاجة الى عرض كل تدخلاتهم يكفي ان يكون نوح هو احد اليهود الامريكان المساهمين في كتابة الدستور العراقي الذي ابرز التوصيفات الطائفية والعرقية في البلد وكونه موحداً لا واحداً وغموض العلاقة بين المركز والاقليم وجعل الاقليم خصوصية مستقلة تماماً عن المركز الا حصة الاقليم في الميزانية العامة من نفط البصرة والعمارة وهما صفر اليدين من الانتفاع به.

واوضح شاهد لبعض ما سبق ان حادثة جامع مصعب في بعقوبة هي من انتاج الموساد وبعض الجهات المتنفذة في الحكومة.

ولا يعني هذا الحديث ان اجهزة مخابرات اخرى غير مشتركة في تفتيت وحدة البلد وخصوصيته الوطنية وانما هناك اجهزة مخابرات عاملة وفعالة لمعظم دول جوار العراق ولكنها لا تقوم بما يقوم به الموساد، والشيء المستغرب بل أغرب الغرابة ان الاعلام العراقي والساسة وحتى بعض رجال الدين لم يشر احدهم لا من قريب او بعيد الى جرائم هذا الجهاز الذي بدء يخطط لشراء اراضي عراقية في بابل وبغداد والموصل وكركوك وبمساحات واسعة جداً والحديث دائماً عن البعثية والصدامية والوهابية والتكفيرية والداعشية وكلها لها ارتباطات بالموساد اليهودي يكفينا دليلاً وشاهداً انها لم تقم بأي عملية ارهابية داخل الكيان الصهيوني انما هي تكفر المسلمين وتستبيح دماءهم وتهجر افرادهم وتعمل كلما يلتقي مع اعمال الصهاينة في العراق، وما المواجهات في الجولان المحتلة بين النصرة والجيش السوري الا شاهد صدق على ما نقول.

وكل هذا يثير تساؤلاً مشروعاً هو لماذا هذا السكوت؟ وعدم كشف كثير من التحقيقات التي تثبت تورط الموساد في معظم عمليات اغتيال العلماء واساتذة الجامعية وقد وصل عدد المغتالين منهم الى اكثر من ستمائة عالم، مع العلم بزيارات مكوكية لساسة عراقية الى الكيان بتنظيم من جهاز الموساد، انه لغزٌ محير يحتاج فك سره الى فتاح فال او قارئ كف او كشاف دجّال لعلنا نجد عندهم الجواب اذا لم نكن قد استثنينا بعض الساسة من ممارسة هذه الخزعبلات.

انه السرطان الذي فتك ويفتك بجسد العراق الى حد الثمالة نشوة في ضياع العراق عن الخارطة الجغرافية، كما يحققه مشروع بايدن اليهودي.

8 ذي القعدة/ 1435

 

برنامج وطني للحكومات

تحية تقدير واحترام للأخوة في الحكومة المقبلة والى السيد حيدر العبادي ـ سدد الله خطاكم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 1) ينبغي أن يلحظ المواطن تغيراً واضحاً باتجاه إصلاح حقيقي للعملية السياسية من خلال الابتعاد عن التوافق في تشكيل الحكومة فأن التوافق يعني المحاصصة وهي تعني تقييد الحكومة وتشتيت قرارها على أكثر من جهة، وبالتالي فستكون الحكومة المقبلة صورة طبق اصل السابقة باختلاف طفيف في بعض الوجوه.

 2) أن تكون قرارات الحكومة وطنية صرفة لا تهتم إلا بالمواطن الكريم الذي ضرب بشجاعته مثلاً يفتخر به العراق عندما زحف هو والملايين لصناديق الاقتراع لتكريس الممارسة الديمقراطية، وتحديد الشخصيات التي ستمثله في مجلس النواب، والابتعاد كلية عن محاولات تحقيق مكاسب سياسية أو عرقلة تمرير القوانين لحسابات سياسية ضيقة، يحسبها بعض الساسة مواقع للقوة والتأثير وفي حقيقتها هي تجاوز على حقوق الشعب والبلد.

 3) أن يُمنح رئيس السلطة صلاحيات جدية في تشكيل حكومة قوية، يكون له فيها حق محاسبة الوزراء وإقالتهم أو قبول استقالتهم، من دون أية مجاملة لشريك في الحكومة أو مساهم فيها بفضل وزنه الانتخابي الذي أفرزته الانتخابات .

 4) أن تعمل الحكومة كوحدة واحدة تخضع لبرنامجها السياسي الذي تعده مع شركائها في تشكيل الحكومة، وأن يتخلى المشاركون عن أساليب النقد المباشر وغير المباشر للحكومة وهم مشاركون فيها، فأن المشاركة فيها تلزم المشارك باحترام برنامجها ودعم مشاريعها والدفاع عن قراراتها الوطنية، لا أنه يلقي باللائمة عليها، وينحى بنفسه عن اجرءاتها، وهو بهذا معوق لعملها بدلاً من أن يكون مساهماً فيها، وقد استشرى هذا المرض في الدورة السابقة، فأن النقد والمحاسبة من عمل البرلمان.

 وأن يتحلى المسؤولون بالشجاعة المطلوبة في اتخاذ القرارات الصائبة، وأن يتحملوا المسؤوليات عن الإخفاقات الحاصلة من دون ترامي للتهم وخلق المبررات غير الواقعية، وأن تفتح قلوب الساسة على أبناء البلد بصراحة وصدق في النجاحات والإخفاقات.

 5) أن تجعل الحكومة أولى أولوياتها حل المشاكل العالقة في البلد في جميع القضايا الداخلية التي هي محل للسجال والتجاذب بين القوى السياسية، وعلى أسس من الحق والعدل وأن يأخذ كل واحد حقه ومستحقه، وأن يتخلى عما ليس له بحق فأن من ضاق عليه العدل فالظلم أضيق، وأن تغلق ملفات القضايا العالقة والى الأبد ليصار الى استقرار سياسي وأمني يضع البلد على الطريق الصحيح للبناء والإعمار، وأن تسعى جادة لإنهاء القضايا الخارجية فيما يتعلق بدول الجوار وعلاقة العراق مع مجلس الأمن بشأن البند السابع وأن تنفتح على العالمين العربي والإسلامي في علاقات جيدة تراعي مصالح الطرفين من دون التدخل في الشأن الداخلي لكل بلد.

 6) أن تراعي الحكومة عامل الكفاءة والنزاهة، والذي تزيده الخبرة بهاءً واستدامة في المناصب الحكومية والمواقع الإدارية وأن يخضع للانتماء الوطني لا غيره من الانتماءات الحزبية، أو الكيانية أو القومية أو المذهبية.

 7) أن تسن قوانين تحمي الوحدة الوطنية، من مراقبة الفضائيات المحلية والتزامها بالابتعاد عن الأنفاس الطائفية أو العرقية، وأن يخضع المسؤول للمحاسبة أمام البرلمان العراقي على أية كلمة أو تصريح يصدر منه يصب في هذا الاتجاه، وأن يصار الى تثقيف إعلامي واجتماعي واسع لإبعاد الناس عن التوصيف الطائفي وإحلال التوصيف العراقي والوطني بديلاً عنه.

 8) أن تبتعد الحكومة ومؤسساتها عن لغة كسر العظم أو الانتقام وأن تفتح صفحة جديدة تحت شعار قاله رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وآله) عندما دخل مكة فاتحاً ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن سد عليه بابه فهو آمن)) على أن تستثنى جرائم القتل والإرهاب، وللحكومة أن تترك المجال في حل مثل هذه القضايا التي قد تخضع لحسابات سياسية، الى الجانب العشائري، فيحلها بطريقته المتعارفة وإلزاماته العشائرية التي يمكن تقنينها بالشرع، وبالتالي ستوفر الحكومة على جهد كبير تستغله في نشاطات أخرى من بناء مؤسسات البلد الأمنية وفق أساليب علمية وأطر إدارية متطورة.

 9) أن تفكر الحكومة وبشكل لا يقبل التأخير في بناء مؤسسات الدولة الأمنية من الجيش والشرطة، وأن تسعى لتهيئة جيش عصري وفق أحدث التقنيات والمعدات العسكرية ليخلص الى عقيدته في حماية أمن البلد واستقراره ويبتعد كلية عن المحاصصة والنِسب، وأن يكون جهاز الشرطة في خدمة الشعب يعالج القضايا باسلوب الردع قبل العقاب والحساب.

 10) على الحكومة أن تتابع الشأن الاجتماعي وتلاحق مما يمكن أن يسيء الى النسيج الاجتماعي وأعرافه وتقاليده، فأن إصلاح الانحراف أصعب بكثير من الحيلولة دون وقوعه وفق منظور الوقاية خير من العلاج وأن تستلهم سبل ذلك من خلال علماء الأمة ممن يرتبطون بهذا الشعب تاريخياً واجتماعياً ولهم علاقات واسعة مع مختلف التنوعات العراقية.

 11) على المشاركين في العملية السياسية، القبول بالنتائج وعدم إثارة الأزمات التي لا يدفع ضريبتها إلا المواطن المسكين، وهو سيحملهم المسؤولية وسيندب حظه في الاندفاع للمشاركة في الانتخابات التي أرادها البعض مغنماً له وهو منها صفر اليدين.

 أن القبول بالنتائج هو سمة السياسي الحريص على بلده ومستقبله وإن كان من ثمة تزييف أو تزوير في النتائج فهناك الطرق القانونية المتبعة لعلاج هذه الانحرافات والبت فيها وعليهم أن يعرفوا إذا ما منعهم الاندفاع في المشاركة الانتخابية عن الانتباه، بأن التاريخ سيسجل لهم هذه المواقف وسيتحمل أوزارها أو آثارها الحسنة أجيالهم القادمة، وستطاردهم لعنة المجتمع والتأريخ الى يوم يبعثون.

 12) المفوضية العليا مسؤولة مسؤولية مضاعفة وخطيرة في عملها، وفق حيادية تامة، ونزاهة واضحة وأنها تتحمل أمانة شعب بكامله، وأن أي تلاعب بنتائج الانتخابات يعد اعتداءً صارخاً وتجاوزاً على حقوق ملايين المواطنين، وهي من سترسم صوره بلد صحيح معافى، أو بلد سقيم تتقاذفه الفتن وتلعب به الأزمات وسيكون ساحة للصراعات.

((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ))

قاسم الطائي  17/ذي القعدة/1432

  

 

بلادي وان جارت عليَّ عزيزة

اواصر الارتباط للمواطن ببلاده في كل دول الارض وان احساس الفرد بهذه الاواصر عال جداً الى درجة يعتبره جزء من كيانه وحياته فهو يشعر على الدوام بهذا الارتباط وان عليه التزامات تجاهه تتمثل بالدفاع عنه والتضحية في سبيله امام الاخطار المحدقه به، ولعل ارتباطه بارض الوطن واكله من خيراتها قد شكل عنده اساساً قوياً يدفعه بعدم التفريط بهذه العلاقة مهما كانت التضحيات والمسؤوليات، اذا كان وراءه بقاء البلد سليماً ومعافى، فالمهم كل المهم عند المواطن السليم بوطنيته هو بقاء بلده عالياً وسليماً من الآفات والاهتزازات الا ان هذا الاحساس قد يضطرب ويهتز فلا تجده على استقامة الارتباط بالوطن، من جهة كثرة التأويلات والتحليلات او غلبة الاثار السيئة والسياسات الخاطئة للقائمين على البلد وان المواطن يشعر انه يخدم اناس لا ارتباط لهم ببلده او جملة من الايحاءات القائمة لاسباب عديده تدفعه للتخمين الخاطئ او التصرف غير المنضبط، فكثرة الصراعات السياسية بين اقطاب العملية السياسية وعمق التدخلات الخارجية مع عدم رعاية المسؤولين لمنع هذا التدخل او التقليل منه او تقنينه داخل اطار من علاقة حسن الجوار او ابداء الحرص الزائد على حل أزمات البلد الاقتصادية مثلاً وايجاد حلول واقعية لحالة البطالة وخلق فرص عمل لاستيعاب الاف الاعداد من الخريجين او وضع حلول ناجحة للإرهاب ودحره او تحصين اللحمة الاجتماعية او السعي لبرامج وطنية ومشاريع تنموية تدفع بالبلد الى الارتقاء، وهذه وغيرها تضعف هذا الاحساس بالارتباط او تقلله فتدفع الشاب الى التفكير بطريقة اخرى منها الهجرة ومنها عدم الانضباط امام مغريات توفر له لقمة من العيش توقعه في شراك التجسس او العمل لصالح دول اخرى دون بلده او توقعه بضغوط الحاجة الى الوقوع في شراك شيطانية تقتل عنده امل وطنيته وتمسكه ببلده .

الا ان كل هذه مبررات لا قيمه لها امام قيمة وطنية الانسان وسمو قدره من خلال عزة بلده التي بها عزة نفسه، فلا عذر له في تخليه عن وطنيته، وان كان في ما يتعرض له جور عليه، فان الجور مهما كان فهو دون فقدان الوطنية، واقل ثمناً منها، فلا ثمن يعادلها، وبدلا من الانهزام امام هذه الامور لابد من شد العزم ورفع الهمة للتغيير والاصلاح بالطرق المتاحة والسلمية لعل الاسباب والظروف تتوافق للتغيير او الاصلاح ولعل الله يعلم بحسن النوايا وسلامة القصود ليعيننا على اصلاح احوالنا وحماية شعبنا وسلامة بلدنا من ان تطوله نوايا اهل الشر بالتقسيم والزوال.

علينا التأكيد على وحدة البلد فانها الضامن لجميع مشاكلنا وان كانت الامور في الان غير سارة ولكنها ستتبدل الى الخير مستقبلا وان هذاغ التفرق مع وحدة البلد افضل واسلم من تقسيمه وتشرذمة الى دويلات ضعيفة ملقيه بنفسها في احضان دول اخرى اقوى.

والله ولي للمخلصين. 9 ذي القعدة 1435

 

 

بيك شفته الصدر

يا باب الصدر يا رحمة الله هنا           يا هيبة محمد بيك من تطلع

يا اسم الصدر يا شمعة التاريخ           شما اكتب قصايد بيك ما اشبع

اتمنى القصيدة تصير مثلي انسان        وتسمع من حضرتك وانت هم تسمع

النجمة البالسمة تلمع فقط باليل            وانت خيال علمك بالارض يلمع

يا واسع صدر مثل الصدر يا شيخ           يا نبع التواضع والحجي يجمع

يا بلسم الدنيا وحكمة البهلول            يا خط الرسالة بالارض لو شع

يا اشجع فكر شفته لحد الان           انت من الفكر صدكني هم اشجع

تنفع بالحشر هاي القصيد عليك         يا قاسم الطائي والحسن تنفع

ما اقنع بغيرك هاي عندي تصير       بس بحضرتك لو قافل آنه اقنع

انبع بس الك صدكني آنه اشعار       وانت اخلاق حيدر لينه هالتنبع

يا اروع قلب يحمل صفات هواي       من حيدر علي ماخذ شهادة اروع

الشاعر خادمكم سعد الناصري

 

لا يقاتلونكم الا من وراء جُدُر

نظرة بسيطة الى فعاليات القوات الامريكية وكذا اليهودية في مواجهاتها العسكرية، مع قوى اخرى وخصوصاً غير النظامية، نجدها تتدرع بقواتها الجوية من الطائرات والصواريخ، وتجعلها اولويات حربها ومواجهاتها دون الدخول في حرب اصطدامية ومنازلات ميدانية، وقد تتجرد عن قيمها الاخلاقية والتزاماتها العسكرية وقوانينها الدولية بإستهداف الاهالي الامنين الذي تجرَّم قوانين الارض والسماء توجيه النيران اليهم واستهدافهم. وعليه لابد من قراءة ذلك جيداً ضمن الفقرات التالية:

الاولى: انهم على الدوام باطلون لا يملكون الحق ولا يعنون به في مواجهاتهم، وحقهم الوحيد هو قوتهم الوهمية وآلتهم التدميرية التي يهدفون من استخدامها المفرط تدمير المعنويات المقابلة واصابة العدو بما يسمونه بالضربة المباغته او ما يعبرون عنه بالصدمة والترويع من خلال استهداف المنشأت الحيوية والتجمعات السكانية، دون النزول الى ميدان الحرب الحقيقية، وهذا ما عبرت عنه الآية (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ)الحشر/14 وهذا هو سبب نزولها بشأن حالة اليهود انذاك، وهي كذلك الى الان وقراهم ملاجئهم ونيران اسلحتهم للضغط على المقاومين والمدافعين وحالة غزة الان والعراق في احتلاله عام 2003 شاهد صدق على ذلك كل ذلك لاستبطانهم ولو بما بقي لهم من ضمير ووجدان انساني بانهم على باطل وانه ليس لهم من حق في ذلك مما يجعل تشبثهم بكثافة النيران وزيادة الجدران وسيلة لتأميل النصر.

الثانية : انهم يراهنون دائماً على حسم النزاع بأقصر مدة ممكنة خوفاً من تداعيات استمرارها وانعكاس ذلك على معنويات جنودهم المتزعزعة بالأساس، اذ لا ايمان لقواتها بصوابية ما يقومون به من حرب فهم حريصون على إيقاف الحرب وتحقيق النصر في اقصر مدة ممكنة لعلمهم بان استمرارها سيفضح حقيقة رجالهم وشدة بأسهم واذا ما استمرت الحرب لمدة وظهرت بوادر هزائمهم سارعوا لتحريك الهيئات العالمية المعنية بالامن والسلم من اجل ايقافها، وحفظاً على كبرياءهم المزعوم قد يتستروا بمبادرة بعض اصدقائهم، ومن يخدم سياستهم وخير تابع لهم باعطائه  فرصة التحرك وطرح المبادرة.

ومن هنا قلنا بان اهم عوامل انجاز النصر عليهم هو استمرار المواجهة لأطول فترة ممكنة، وعدم الانهيار امام ضرباتهم وابقاء العزم على مواجهتهم فهم ينتظرون اخضاع الخصم لارادتهم اذا ما لاحت لهم فرصة انهيار عنده.

الثالثة: النصر في الحرب هو في ابقاء الارادة قوية وصلبة حتى في لحظات الهزائم العسكرية في موقع هنا وموقع هناك لأن النصر حليف الارادة القوية والثابتة وليس بحليف من يملك القدرات العسكرية الهائلة، (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) البقرة/250. ومن هنا قلنا ايضاً النصر حليف الصامد الصابر والعازم على النصر وان طال به الزمن انطلاقاً من مقولة امير المؤمنين(عليه السلام) لا يعدم الصبور الظفر وان طال به الزمن.

الرابعة: استقلال الارادة وعدم اخضاعها او تابعيتها للغير فأن كانت كذلك فهي لا تملك حرية التصرف في الحرب او ادارتها كما تشاء حيث تكون مرهونة بإرادة المتبوع.

وبالتالي لا قدرة لها على المناورة واتخاذ القرار فقد يفرض عليها استناداً لإرادة المتبوع وحساباته الخاصة بل والعامة التي لا تخرج عن نطاق مصالحه واهدافه وان اصطدمت بمصالح المقاوم ومن هنا انتصرت المقاومة اللبنانية في تموز 2006 على الكيان الصهيوني وكذلك غزة في هذا العام عندما تحررت بارتباطاتها الداخلية والإقليمية وأخذت بزمام إرادتها وخصوصية قراراتها في ما انهزمت ارادة الشر اليهودي وكذا الأمريكية لتابعية كل من هما للآخر انطلاقاً من النص القرآني (فإذا عزمت فتوكل على الله) ولا عزيمة مع تابعية الارادة.

الخامسة: الإعداد النفسي والتهيئة لخوض الحرب وتكييف النفس على خوضها مهما كانت النتائج ولن تكون إلا مع المستعد والقابل للتحدي لا للمتحدي لأنه يكون مغلوباً على الغالب واما معالجتها بدون ذلك فسيكون الانهيار هو الحليف مهما بدت النتائج الاولى للحرب انطلاقاً من قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)الانفال/60. فان الاعداد الجيد رهين النصر وحينما استعدت المقاومة الفلسطينية جيداً وهيئت نفسها لخوض حرب طويلة حققت النصر على العدو، وبذلك استحقت ان تكون سيدة العرب وفخرهم واستحضار ماضيهم ومجد اجدادهم وتيجان رؤوسهم في هذا الزمن العصيب.

السادسة: ان يكون التفاوض من منطلق الندية والقوة في استمرار المواجهة لا من منطلق الخضوع والتابعية كما هي مفاوضات العرب السابقة في حروبها مع الكيان الصهويوني وبذلك لم نكسب شيئاً حتى ان قرارات مجلس الامن أكلت اوراقها الأرضة لانها ليست مفاوضات بل كانت املاءات، وحينما صمد المفاوض الغزي وأظهرت نديتها وقوتها، كانت طرف مفاوض لا طرف مخاضع وقد يشير النص القرآني في سياقيها، (فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)المائدة/23.

3ذي القعدة/ 1435

 

استفتاءات

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي(دام ظله)

السلام عليكم ورحمته وبركاته.

منذ سنوات خرق الدستور الموضوع مئات المرات لكن هذه المرة اخطر وبدفع قوى الاستكبار العالمي لمصالحة الاستعمارية في المنطقة وبشكل فاضح ومصادرة أصوات الناخبين من قبل اذرعه المنتمية الى الكابينة السياسية، ان تم تثبيت هذا الخرق وإعطائه الصبغة القانونية على ارض الواقع هل المواطن العراقي ملزم بهذا الموروث السيئ وما يصدر من قانون لهذه الحكومة المصنوعة حسب الطلب الأمريكي وهل فقرات الدستور تبقى مشروعة لهذه الحكومة وهل الدستور نافذ بقوانينه على المواطن من الناحية الشرعية والقانونية والأخلاقية.

وفقكم يا ناصح الأمة.

محمد العسكري

بسم ا… الر…الر…

الدستور العراقي موقع تأزيم في تاريخ العراق المعاصر، ومع كل عثراته واجمال صياغاته فهو يمثل محطات تفجير الاوضاع وتجاوز الساسة انفسهم عليه في ظروف تكون بنوده عليهم، وصراخ احتكامهم اليه في ظروف تكون بنوده لهم، فلا الدستور ملزم لهم ولا هم معنيون باحترامه، وها هي الأزمة الأخيرة التي اقبرت الدستور وافقدته اعتناء الجمهوريه وبالعملية السياسية التي بنيت عليه، وقد نبهنا مراراً وتكراراً على سلبياته وتجاوز الساسة عليه وليس عام 2010 ببعيد لنا وقد تكرر نفس المشهد الان ولكن هنا بدعم دولي سبق دستور العراق وأتى على مابقي منه وكان بالامكان احترامه سابقاً ولاحقاً بتكليف من هو مستحق دستورياً وانتخابياً واذا لم يقبل به البقية بامكانهم الامتناع عن التصويت له برلمانياً ليتم تكليف غيره، ولكن احداث الامس واليوم تؤكد عدم احترام الدستور الا في حدود مصلحة الافراد او الكيانات او القوميات مع اجمال معظم فقراته بما يشعل معركة سياسية واعلامية بين الفرقاء كل يفسيره طبقاً لاهوائه ومصالحه.

والمعنى ان الدستور غير ملزم لمن كتب الدستور وافتخر بانجازه والتصويت عليه، واذا لم يلزم اهل الشأن فهو غير ملزم لبقية الشعب من باب الاولية كما هو واضح وما يترتب على ذلك من آثار سلبية جمه. هذا من الناحية القانونية، وكذا من الناحية الشرعية فان الالتزام به غير ملزم للشعب بعد نبذ السياسيون له، وما اتزموه على انفسهم نقضوه هم بانفسهم فلا يبقى له من الزام لغيرهم.

وكذا من الناحية الاخلاقية فان الناس على شاكله رموزهم السياسيين والدينيين، وقد بانت شاكلتهم بعدم التزامهم بالدستور.

العراق يحتاج لشخص شجاع يقرر ضرورة تغيير الدستور واعادة كتابته، وننصح بان تكون الانتخابات رئاسية لا برلمانية قبراً للمحاصصة السياسية وتقييد الحكومة بتعدد مراكز القرار.

19 شوال 1435.

 

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي(دام ظله)

السلام عليكم ورحمته وبركاته.

وضع الدستور كجدول ضبطي للعملية السياسية ومن يعمل بها ففي حال الخلاف تكون المرجعية له، لكن منذ وضعه الى الآن جميع الكتل المتبارية سياسيا قد تجاوزت عليه وكل يفسره بما يشتهي اكله السياسي حتى اصبح التجاوز مفرده عرف بها الجميع، بل جعلوه خاضعاً للمزاجات النفسية والفئوية وحتى القبلية، فالاستحقاق الانتخابي أوردته الكتل مورد الخيانة الاخلاقية ورمي الدستور من شاهق ليتدحرج الى قبر الالغاء وفتان القبور هي امريكا ومعها محور الشر التي وضعته لأخراس الشعب وليس لضبط السياسي الذي فقد اخلاقه التي تقاس بها الشعوب.

شيخنا… هذا عنوان لما حصل اخيراً للعملية السياسية.

محمد العسكري

بسم ا…الر…الر…

لقد وضع الدستور وللاسف في ظرف احكمت ابوابه وانه لابد من تمريره وهو يحمل الغام تنفجر في اية لحظة لامر دُبر بليل وانه كان يؤكد على مصالح التنوعات دون مصلحة البلد ضمن صياغات، تم نقدها من قبلنا أوان صدوره وكتابته وقلنا بانه لا يحسم اية مشكلة يتعرض لها البلد ان لم يكن هو مادة التأزيم كما هو واضح في موارد البلد النقطية بين الاقليم والمركز.

19 شوال 1435

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي(دام ظله)

السلام عليكم ورحمته وبركاته.

قبل خروج قوات الاحتلال الامريكي بفترة قصيرة جداً من العراق سأل ضابط عراقي احد جنرالات الجيش الامريكي حيث قال له ايها الجنرال سوف تخرج قواتكم عن قريب والبلد لا توجد فيه بنية تحتية ولا مؤسسات ولا جيش قوي ولا استقرار سياسي وهو اهمها فأنتم ملزمون ببناء ما خربتموه قبل خروجكم، فأجابه الجنرال انا عسكري ولست معنياً بالسياسة، لكن سأجيبك بما اعرفه وما خطط له بأروقة السياسة الامريكية اتجاه العراق على ثلاثة اقسام فأولهما هو وجود حكومة كردية قوية وثانيهما هو لا حكومة سنية مطلقاً، وثالثهما حكومة شيعية ضعيفة جداً، وسيكون هذا التصنيف ثابت.

ما تعليق سماحتكم لهذا القول.

محمد عسكري

بسم ا…الر…الر…

قد يكون ما ذكره الضابط صحيحاً ولكنها تبقى إرادة الساسة العراقيين وحرصهم على بلادهم وهمتهم في بنائه وتطوره يكذب ذلك وذلك مرهون بهم فقد يكونوا كما عبر القرآن من الذين يقدمون قومهم فأوردوهم التقسيم وقد يكونوا من الذين ربنا افرغ علينا صبراً وثبت اقدامنا وأنصرنا على القوم الظالمين، امريكا ومن دار في فلكها.

وقراءته موضوعياً بأن الحكومة الكردية قوية لتأزيم المناطق الكردية في دول الجوار وضمانة الاستثمارات والمصالح النفطية لشركات الغربية في منطقة كردستان منع لتدخل حكومة المركز في قضايا الاقليم الاقتصادية انطلاقاً من اجمال الدستور.

وان الحكومة السنية غير الموجودة تحرك الشارع العربي لبعض الدول لإستصراخ المجتمع الدولي وطلب تدخله لدفع حيف اهل تلك المناطق وبالتالي الذهاب الى صيغة ارضائية لهم في فدراليه سنية مقدمة للتقسيم والدفع بحكومة المركز او ما سماها الحكومة الشيعية الضعيفة الى مزيد من الضعف.

في ما الحكومة الشيعية الضعيفة كما يخبر الضابط الامريكي قد تشكل وسيلة ضغط إضافية على الحكومة الايرانية والحيلولة دون تدخلها في العراق او قطع طريقها الى سوريا ولبنان عبر العراق لأن في إضعاف حكومته عرقلة كل ما تقدمه ايران الى تلك المناطق المقاومة والممانعة لتدخل الدول الغربية في الشأن العراقي ولإظهار صورة ضعف المكون الشيعي العراقي في عدم قدرته على قيادة البلد ارضاءً لبعض دول الجوار الخليجية حليف امريكا الاستراتيجي في المنطقة.

19شوال 1435

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي(دام ظله)

السلام عليكم ورحمة ا… وبركاته.

تعتمد امريكا سياسة التناقضات ولم تقف على قدم لاي موضوع لادخارها النية السيئة اتجاهه لمصلحة الامن القومي على حساب جميع العالم حتى لو خربت بلدان ومن الطرق التي تستخدمها لتعويق الشعوب اهمها الحرب الاعلامية النفسية فقد انغمست الان بأفشال العملية السياسية للحكومة العراقية المكلفة وذلك بأطلاق التصريحات من قبلها ومن الغرب ومفادها سوف تفشل العملية السياسية واخرى لو فشلت هذه الحكومة ستكون كارثة على العراق ولا يصلح للعراق الا الحكم الفدرالي وهكذا تصريحات ما قصد امريكا وحلفائها بهذا الاستباق السلبي اتجاه الحكومة العراقية.

اعطاكم من بركاته خيرها..

محمد العسكري

بسم ا…الر…الر…

ليعلم الجميع بان امريكا والغرب لا يهمهم سوى مصالحهم، ولكنها قد تتبرقع بغطاء انساني كحقوق الانسان، وضمان الحريات، وحرية الاديان وغيرها مما تصدره وسائل اعلامها، بل ان السياسة الامريكية ولغرض ضمان مصالحها وبقاء تأثيرها في الساحات الدولية قائمة على اساس احداث الازمات لا حلها وانهائها. كما هو معاين في اوكرانيا، والعراق وليبيا وسوريا واليمن، فهي من اسقطت انظمتها والغرب، ولكنها لم تكلف نفسها معالجة قضاياها ان لم تكن معنية بإرباكها ابقاء لتأثيرها ونفوذها في هذه الساحات وإشعال الأزمات غالباً ما يبدأ من الاعلام ثم التصريحات الرسمية او غير الرسمية ثم التحرك باتجاه تفعيلها، وإعطاء أنصاف حلول لها ابقاءً لتأثيراتها، وضماناً لتدخلها، وما هو مصرح به بالنسبة للعراق يدخل في اطار هذه السياسة.

وكل من يتوقع بان امريكان تريد له الخير فهو واهم او مغرور الا باتباع ملتهم والوقوف معهم في القضايا الدولية، بمعنى ان تكون تابعا لهم.

(وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)البقرة/120

22شوال 1435

 

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي(دام ظله)

السلام عليكم ورحمته وبركاته.

أوجدت امريكا والغرب ذريعة لها لتسليح الأكراد وبحجة خطر داعش الإرهابي على الإقليم والجميع يعرف ان هذا الخطر هو فقاعة كبيرة لانهم ينهلون من مشرب واحد والغرض الاوكد هو تسليح الاكراد على حساب حكومة المركز التي يراد لها ان تبقى حبيسة وهم التسليح فقيهنا… ما الغرض من هذا التسليح وأثره على العراق والدول الإقليمية.

مد في ظلكم الشريف..

محمد العسكري

بسم ا…الر…الر…

هذه خطوة خطيرة تتعمدها دول حلف الناتو، لان التسليح لابد وان يكون عبر الحكومة التي تمثل الدولة المركزية، وان يكون لجيشها لا لجيش اقليم  او ولاية ولنسأل هل تسمح امريكا لدول الناتو تسليح ولاية من ولايتها الامريكية متجاوزة حكومة الرئيس الامريكي، ثم انه في كل دول الارض المستقلة لا يوجد الا جيش واحد لا جيشين، والاغراض المستهدفة من هذا التسليح، كما يقرأها المتابع والمواطن العراقي هي دعم الاقليم والتعامل معه كجهة لها استقلاليتها واختيارها، واهميتها وحجة التسليح لمواجهة الارهاب مدفوعة بتحرك الحكومة بالتعاون مع الاقليم لمواجهة الخطر وكان الاولى تسليح الحكومة والجيش العراقي لمواجهة الارهاب وهو يشكو نقصاً حاداً في التسليح، وهذه الدول قد تعهدت بدعم حكومة العراق الديمقراطية.

ولعل في تسليح الاقليم اكتمال صورة الدولة التي يمكن ان تعلن استقلالها في أية لحظة كما يلوح بعض ساسة الاقليم، بعد الخطوة الاولى لحصولهم على وضع مستقل وفيدرالي، تأتي الخطوة الثانية وهي اعلان الاستقلال وسيحصل لو لا حسابات دولية واقليمية تعرقل ذلك. والمستغرب هو اكراد العراق دون غيرهم من اكراد دول الجوار وهذا الدعم الدولي والإعانة العسكرية له. ولعل في ثرواته وكنوز ارضه ما يفتح شهية دول الغرب التي ما انفكت تبحث من مصالح بدون مقابل ومنازع ومناطق لتوسيع نفوذها ومخططات تأزيم لاوضاع دول لا تتوافق معها.

ويضاف هنا بان التسليح يعطي للأقليم تحديداً جغرافياً مصان بالقوة العسكرية كما سيفتح الباب امام محافظات الشمال والغرب ليسعى نحو نفس الاتجاه ليتم الحلم اليهودي ومشروع بايدن في تقسيم العراق.

على الحكومة ان ترفض ذلك وان يكون من خلالها حصراً والا فمن حقها ادانة ورفع شكوى ضد هذه الدول وتصرح برفض تعاونها واستقبالها لنائب الرئيس الامريكي بايدن، فهو من يسعى لانجاز مشروع اليهود بتقسيم العراق.

19 شوال 1435