You are currently viewing نشرة النهج 109

نشرة النهج 109

 

وجهة نظرنا  الى عقلاء الرمادي

قد لا يخونك الأمين ولكن قد يستأمن الخائن فأن تصريح مجلس محافظة الانبار وطلبهم لقوات أمريكية لحماية أهلها بعد أن ملأوا الارض والاعلام ضجيجاً ابتداءً من ساحة الاعتصام وما بعدها بضرورة خروج الجيش العراقي من داخل مدينة الرمادي وأن أهلها بعشائرها وقواتها المحلية الخاصة قادرة على حماية اهلها وقد كذبها منظر المدينة في أول هجمة تعرضت لها من الدواعش الفارين من خارج الحدود بعد ان وجدوا احضاناً دافئة لهم داخل المدينة وهم شرذمة قليل لا يمكن تسرية تصرفهم لجميع ابناء المحافظة.

ان استنجاد مجلس المحافظة بقوات أمريكية معناه تقديم الأجنبي على الوطني والطلب من المحتل الذي عاث في أرض العراق الفساد وهو معروف بصنعته في تدمير العباد والبلاد الا اذا خضعت لارادته وضمنت له مصالحه، وتجربة الأمس ليست ببعيدة عن الرمادي، وهو قصور في النظر واللعب على وتر ما يريده الاحتلال ثم من قال لكم انها ستحمي المدينة وأمامكم نموذج (عين العرب) الذي ترنح تحت وطأة هجمات داعش برغم التحالف الدولي وطائراته المستمرة في قصف الدواعش لأكثر من عشرين يوماً فهل حمت المدينة أو اضعفت من اندفاع داعش.

لا تخدعوا انفسكم واهلكم ولا تكونوا كالمستجير من الرمضاء بالنار فأنهم نار حرق العراق وتقسيمه، وأعلموا أنهم لم يحموكم ولم يراعوا لكم ذمة بقدر ما يريدون تجريدكم من وطنكم الأم، وحاصنكم العراق وراعي ذمامكم وان اتت ايامه الحالية على ما لا تشتهيه انفسكم وانفسنا لظروف قاهرة بعد فوضى خلاقة اصطنعها الاحتلال زرعت البغضاء في نفوسنا وشتت شملنا ومزقت روابط اخوتنا ودمرت قدرات بلدنا، وها هي ترسم من خلال طلبكم تقسيم العراق الى دول ضعيفه مستذلة راضخة للاقوياء محتمية بالمستغلين، انتم مع العراق وهو بكل امكانياته تشعرون بالضعف فكيف لو انسلختم من أمكم العراق، فسأخبركم بشاهد عصري وهو جنوب السودان فقد لعبت به ايادي الغرب ملاعب جعلته كالكرة يجري لا الى هدف حروب داخلية ومذابح وتمزق وتشرذم ولم تبتسم الحياة لرائد الانفصال وها هو في حرب طاحنة مع رفقاء دربه، فأياكم أن تكونوا في يوم انفصالكم مثل ما قدمت يداه.

الشريف من صان الأمانة ورعى العهد واحترم القسم وحاول معافاة البلد واسترداد قوته وهيبته لأنها هيبة الجميع وما الأمور والسياسة وخربطاتها والأمن وانعدامه ببعيد عن العراقيين فقد كانوا على مر الحكومات السابقة في خوف واضطهاد  وأمل مفقود وتعب معهود وليست هذه الحكومة مع كل الأزمات الخانقة التي ورثها من الاحتلال ومن سار في ركابه بأسوأ من سابقاتها فلننظر ونتعاون معها عسى الله أن يجعل لنا ولكم في ذلك مخرجاً.ولا تكونوا كمن يطلب الفرح ممن صنع الهرج والمرج واعلموا ان خلاصكم في وحدتكم، وفسادكم وقلة اعتباركم وضعف شأنكم في تشرذمكم، وهذا ما تريده من استأمنتموه على محافظتكم .

تحالف الشيطان

التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة ما يسمى دولة الاسلام في العراق والشام والصحيح تسميتها بدولة الارهاب في العراق والشام لجلالة وعلو وسمو الاسلام من أن يكون على شاكلة تصرفات هؤلاء الارهابيين وليعلم الجميع بأنه صنيعة أمريكية يهودية بأمتياز كما اعترفت بذلك هلاري كلنتون أمام الكونكرس الأمريكي وكشفت الحقيقة أمام الرأي العام الأمريكي فإذا كان صنيعتهم فمحاربته تعني المحافظة عليهم كعدو مفترض للولايات المتحدة وأوربا ليكون مبرراً للدور الأمريكي في المنطقة وهذه هي سياسة هذه الدولة تخلق لها على الدوام اعداء وهميين لتتحرك لمواجهتهم وتبقي تأثيرها في ساحة تواجدهم وستكون محاربتهم نقطة البداية لتدخلهم بشكل سافر وقوي في العراق بدأت ملامحه بارسال ما يسمى المستشارين الامريكيين ثم استخدام الضربات الجوية ثم التمهيد للتدخل بحجة حماية المصالح الأمريكية والرعايا الامريكيين في خطوة أخيرة لاسقاط النظام السوري وتقطيع أو تفكيك العراق برسم خطوط ثابتة لمنع حركة الارهابيين وعدم وصولهم الى مناطق محددة مرسومة في المخيلة الأمريكية خلط للأوراق وتدخلاً في الشؤون، وخلق واقع جديد كم حصل في فلسطين قبل عام 1948م.

وسيكون سيناريو حركة هذا التحالف ضرب اهداف متعددة أرهابية وحكومية أو شعبية والحجة حصول خطأ ثم اعتذار كما هو في افغانستان وباكستان وستزهق المزيد من الارواح وسيساعد هذا القصف الجوي على انتشار الارهابيين وتوزيعهم في أكثر مساحة ممكنة  لتقليل خسائرهم وستكون تكاليف ضرباتهم الجوية على العراق مع تكاليف مستشاريهم، والهدف هنا هدفين اسقاط نظام الأسد تمهيداً لتقسيم سوريا وتقسيم العراق بداية لشرق أوسط جديد رعاية وحماية المصالح الصهيونية وكيان دولتهم.

 

والحكومة العراقية مسؤولة قبل غيرها وقد حققت نجاحاً في دحر الارهاب من خلال تلاحم وطني ورسمي وشعبي ورغبة شعبية قوية لمختلف فئات العراق بمواجهة الارهاب وهنا بيت القصيد فأن الأدارة الأمريكية حينما شارفت الحكومة نجاحها في مواجهة الارهاب دخلت أمريكا بقوة على الخط لتحاربه بتحالفها لتكون هي سيدة الموقف تمن علينا بذلك، كما فعلت بالانقضاض على نظام البعث المتهاوي بعد كفاح مرير للعراقيين في مواجهته قدم الشعب بعربه واكراده الآلاف من الضحايا والمقاومين حتى انهك النظام وتهيأ للسقوط وإذا بأمريكا دخلت لاسقاط ما هو ساقط وتمن علينا بذلك، فلتكن حكومتنا على ذكر من ذلك.

وأن تعمل في مواجهة الارهاب باستيراد طائرات مقاتلة وهي بذلك ستكسب اعادة هيبة الجيش العراقي، وزيادة قدراته وخبراته القتالية وبأمكانها الاستغناء عن دعم الاخرين ان ارادت وسيعود جيشنا لمكانته في جيوش الأرض والذي به قوام الدولة وتقوية الحكومة وارساء قواعد بناء مؤسساتها الأمنية بعيداً عن التدخلات الأجنبية وهو يحمل رمز الوحدة الوطنية.

وعليها ان تشرع ببناء جهاز مخابرات وطني مستقل وبتقنيات حديثة وعالية يرسم لها سياساتها الخارجية وفق المعطيات التي تقدمها للحكومة فأن الدولة قوتها بقوة مخابراتها وضعفها بضعفها.

وعليها مراعاة الشعب العراقي برفضه التدخلات الاجنبية من أي نوع كانت صيانة لوحدتها وتلاحمها مع شعبهاقبل ان يتسع الفتق على الراتق.

(انْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود/ 88

 

قواعد سياسية عامة

1) لا يتحقق نصر ولا تقدم ولا نمو ولا تطور الا بإرادة مستقلة ورغبة طيبة وعمل وطني دؤوب، والا فالتراوح هو الناتج والدوران هو المحصول.

2) لا يبنى بلد قوي ومستقر الا بجهاز مخابرات متطور قوي يقرأ بخفيه تصرفات الآخرين وافاعيلهم ويقدمها للقيادة السياسية لترسم سياستها وفق ما يقدمه من معطيات وما قوة الدول واستقرارها الا من خلال ذلك.

3) لا تربط دولة نفسها بالهيئات النقدية والمالية العالمية الا وقد لفت نفسها بما يكون دماراً لها كدودة القز ما تبنيه يهلكها وغيرها – وهنا صندوق النقد الدولي – بالتي تبنيه ينتفع.

4) القوة مدعاة لاحترام الغير ومعين على مواجهة الضغط الدولي ومفوّز في مفاوضات الحقوق.

5) لا قوة تبقى بعد قوة الشعب وكسبه تجارة لن تبور ورعايته اداة لصيانة الوحدة واستقرار البلد، بلا فارق بين ابنائه على أي اساس كان فالناس  أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق.

6) لا يشتري قائد رضا الآخرين بظلمة لشعبه الا كتب لحياته النهاية ولمستقبله السياسي الفشل والموت وازدراء التاريخ ولعنة الاجيال واستعانة القائد بشعبه خير له من استرضاء غيره.

7) الخيانة ان تسعى للخيانة وتسير في ركاب أهل السعاية ولو بمثل كلمة أو تصريح أو سلوك لا تستطيع جبره ولا تتخلص من آثاره وأسوء منها ان تدافع عن صحتها بتغيير مفهومها أو التلاعب بما يكون مصداقاً لها، ومن الخيانة ان نكون من الحكومة ونتكلم على الحكومة.

8) الساعي لخير الأمة لا يهمه رضا غير ابناء شعبه بعد رضاهم والساعي الى الخراب يهتم برضا غير ابنائه تاركاً رضا ابنائه ولو لم يكن شاعراً بذلك.

9) السعي لهدف بعيد بوحدة البلد علامة صدق لصحة الهدف في خدمته وتحقيقاً لمصالح الأمة والبلد، والسعي لقصره بضيق المطالبة علامة مشوشه لصحة الهدف وافتراء في خدمة البلد.

 

10) الاستقواء بالغرباء عن البلد مدعاة لتدخلهم في شانه واستحقار لابناء بلده وبوابة لنفوذ الغير اليه.

11) الابتعاد عن ظلم العباد قوة في مواجهة الصعاب وسداد في تمشية أمور العباد ومدعاة لمحاصرة الاستبداد واستقواء بنيل رضا العباد وازدهار للبلاد.

12) من استعان بامريكا والغرب قد ضل سعيه مع شعبه وخسر تاريخه في بلاده وينطبق عليه المثل كالمستجير من الرمضاء بالنار.

 

رسالة الى السيد العبادي

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد فزتم بمنصب تشرأب إليه الاعناق وتتوق اليه القلوب وتسعى اليه الرجال بطرق شتى وإن خالفت الأطر الدستورية والقانونية وهذا من فضل الله يؤتيه من يشاء وقد وافقتك الظروف وتممت اليك الاسباب وشاءت  ان تكونوا ممن يركب صهوة جواده خشن مسها مكثر عثارها والاعتذار منها فصاحبها كراكب الصعبة ان اشنق لها خرم و ان اسلس لها تقحّم.

ولا تكن ليناً فتعصر وتستغل ولا تكن يابساً فتكسر، وأعمل على ان تضرب بالمقبل الى الحق المدبر عنه وبالسامع المطيع العاصي المريب حتى تنتهي عليك أيامك.

وإذا توافت الأمور الى الشقاق والعصيان فانهد  بمن اطاعك الى من عصاك واستغني بمن انقاد معك على من تقاعس عنك، وأعمل تحت  شعار أمير المؤمنين (عليه السلام) القوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه والذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له، وكن على ذكر من ان حارسك الأجل، ومدبر أمرك الله، ومعينك الجماهير، وحذارِ من مجاملة السراق ومداهنة أهل النفاق والشقاق، وليكن سعيك الى الوحدة مع الخلاف أفضل من سعيك الى التشرذم والشقاق، فما بعد الوحدة من هيبة وما وراء الشقاق من ارفاق.

 

 

التهميش نغمة كاذبة صدقها المغفلون

كثر بعد تغيير النظام السياسي في العراق مصطلح التهميش الذي يعني الثانوية، أو الوضع بالهامش كتعبير عن قلة الاهتمام أو الاعتناء أو التغاضي أو التغافل والمهم فيه هو اغماض النظر عن حقوق مفترضة أو مواقع مستحقة أو استحقاقات غير واصلة أو غير متحققة وقد تستعمل على صعيد فردي، فيقال أنه مهمش أو على صعيد جماعي فيقال مهمشون أو على صعيد طائفة أو حزب فيقال مهمشة وهذا واضح، وما ذكرناه في معنى التهميش أمر أقرب الى طبيعة اللفظة وذوقنا العرفي، لا ان حقيقته قد تكون غير طيبة ولا مستحسنة وأول من استعمله الاحتلال الامريكي البغيض والحاكم العسكري أو المدني برايمر في اشارة الى ضرورة اغتنام الفرصة وعدم تفويتها وهو ينقل عن حقيقة زمانية مرت على تاريخ العراق أبان الاحتلال البرطاني في القرن الماضي قبل مائة سنه حينما صنع العراقيون بثورتهم العشرينية ملاحم بطولية ألجأت الانكليز الى احترام ارادة الشعب وقيام حكومة دستورية ملكية وان الثورة التي قام بها أهل الجنوب كانوا هم أكثر من استبعد عن دائرة القرار السياسي والسلطة في البلد، كما تذكر المصادر التاريخية وقد استغله الحاكم المدني في استثارة (الشيعة) وتحفيزهم لعدم تفويت الفرصة كما اضاعوها عام (1920) من القرن الماضي وبذلك دق أول اسفين للطائفية في العراق ثم ازدادت وتكرست عبر خطابات سياسية بل ودينية احياناً هنا أو هناك الى ان وصلت الى خطابات سياسية غير عراقيين وأجانب أحياناً تسمع من أن أهل السنة مهمشون في العراق وهؤلاء يتكلمون بانفاس شيطانية لا يعلمون عن حقيقة الأمر من شيء سوى ما يسمع من طرف دون آخر، أو تبييت نية لأجل ميله النفسي أو حساباته الطائفية أو احقاده السلفية أو غير تلك الاسباب فأصبحت نغمة التهميش يشار بها الى السنة، وأنهم مهمشون ولكن كيف؟

فرئاسة مجلس النواب ونيابة رئيس الجمهورية ونيابة رئيس مجلس النواب وبعض الوزارات السيادية وبعض قيادات فرق الجيش والمحافظات لها وضع خاص تدير شؤونها بنفسها ولها مقدرات مالية تخص المحافظة ورؤوسها من نفس أهل المحافظات ناهيك عن وكلاء ومدراء عامين في مختلف دوائر الدولة ومع هذه جميعها يقال مهمشون!؟ فإذا كان مع كل هذه المواقع في الدولة ويقال بالتهميش مع انه فوق الاستحقاق الانتخابي وفوق الاستحقاق الجغرافي والبشري.

والغريب ان البعض يصدق ذلك وان طرف الحكومة لم يصدر منها بيان واضح يوضح حقيقة الصورة وما يدار على الالسنة والفضائيات بتهميش المكون الكذائي ولماذا هذا الصمت؟ لا يعرف وما هو الحل؟ غامض !! لا يدري ، نعم الحل المطروح من قبلهم هو المساواة والمشاركة في دائرة القرار وذلك خلاف الواقع وقفزاً على حقائق الأمور ونتائج العملية الانتخابية فتلغى ولا حاجة لها إذا كان المراد هو المشاركة والتساوي وليتهم قالوا العدالة وهي قائمة بحسب الاستحقاق لا قفزاً عليه، وإن المشاركة في القرار تعني تجميد القرار وعدم اقرار أي قرار ولعلهم لم يلتفتوا الى خطاب الله سبحانه {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَاء مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}الزمر:29

 

أنهم يستهدفون التأريخ

قراءة أحداث الساحة العربية بشكل خاص يجد القارئ تركيزاً شاخصاً على عنصر مهم للدول التي يتحرك فيها الأرهاب بعد اسقاط انظمته المستبدة سواءً كان الاسقاط بفعل قوى دولية خارجية احتلالية أو غير احتلالية أو كان بفعل قوى وطنية لاح لها امكانية التغيير فتتحرك لأنجازه وإن كانت قد استفادت من بعض القوى الدولية والاقليمية فبعد تحرك الارهاب في العراق ثم في ليبيا وسوريا واليمن ووصل الى مصر عاد بقوة ومن جديد الى العراق والعنصر المهم الذي يتمركز عليه الارهاب هو حضارة هذه الدول وأصالتها في التأريخ الانساني وتأثيرها في الحضارة البشرية فمن العراق عريق الحضارة الى اليمن وسدها الشهير الى سوريا واحتضانها الحضارة الاسلامية في أوج توهجها، ومصر وعبقرية فراعنتها وساحرية اهرامها التي ابهرت العالم هندسة وبناءً وفي المقابل نجد ان الدول الراعية للارهاب اما لملمة شعوب متفرقة قادتها ظروف معينة للارتحال والاستقرار في بلاد كانت مأوى للإنسان البدائي الذي لم يعرف ما هي الحضارة بأبسط ادواتها من القراءة والكتابة بل حتى اللغة، وإما شعب مشتت دفعته غطرسته وعتوه على انبياء الله ورسالاته الى الطغيان والعناد فذاق وبال أمره و تمدد بأفراده على شعوب متعددة ومناطق متباعدة وإما شعب بزغ ضوء جغرافية حدثياً، منقطعاً على أصله وعمقه فهي تشعر بالضياع والانقطاع عن تاريخ الحضارة الانسانية وامتدادها في العمق التأريخي، هذا الانقطاع قد دفعها بروح عدائية لتدمير كل ما هو حضاري ومتأصل وله من العمق ما يشعر ابنائه بالفخر والاعتزاز في انتسابهم الى بلدانهم وشعوبهم يكفيهم من الفخر ما هم عليه من تاريخ وحضارة فالحاضن للأرهاب دولاً كانت أو جماعات منقطعة غير منتسبة كأبن الزنا لا يعرف له والد فهو يشعر بالحقد والغل والعداء تجاه الآخرين لا لذنب ارتكبوه أو حق اخذوه منه الا انه يشعر بأنهم أفضل منه محتداً وأطيب منه منبتاً فتراه ينتهز الفرصة للانتفاض عليهم وتدمير ماضيهم بتدمير حاضرهم ليكون هو واياهم سواء (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء) النساء/ 89.

فحضارة العراق و ادواتها المادية الباقية قد نهبت أو دمرت من قبل الامريكان وجنودهم الصهاينة ضمن فريق الاحتلال الامريكي، وجاءت العصابات الارهابية فأكملت ما لم يكمله الاحتلال أو أنه شعر حفاظاً على كبريائه أن يهدم مساجد وكنائس ومقامات ومراقد كما حصل في الموصل وإن كانت هذه المجاميع الارهابية صنيعة امريكية يهودية وتصدر من منبع واحد بفارق قانونية الأولى وعدم الثانية من هذه الجهة ولا يقف الهدف عن حد تدمير الحضارة بل تجزئة البلاد والعباد الى كيانات صغيرة وجماعات ضعيفة حديثة التشكيل لتكون هي والارهابيين بعنوانيهما القانوني وغير القانوني سواء لانقطاع صلة كل منهما بالماضي فلا يكون من ثمة فرق بيننا وبينكم في حداثة تشكيلنا وتأسيس دولتنا والحاذق في قراءة التأريخ يعرف جيداً ان هذا ليس حداً نهائياً بل بعده حدود وتقسيمات جديدة حتى تفقد هذه الشعوب قدرتها على الابداع والتطوير وتبقى اسيرة الحاجة والمعونة الى الغير.

{وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ }غافر/4

 

اندنوسيا في الطريق الصحيح

لم يحرم الله سبحانه شيئاً الا لفساده وافساده ولم يحلل شيئاً الا لصلاحه واصلاحه وهو اعلم بشؤون خلقه وما يصلحهم وما يفسدهم فما يصلحهم أحله لهم، وقد يوجبه عليهم وما يفسدهم ينزههم عنه وقد يحرمه عليهم وهو العالم بكل شيء.

وعلى هذا لا يوجد اعتبار فيما أحله الله ولا فيما حرمه الله ولو كانت المسألة كما ربما يقال لما كان من فضل للمصلي على شارب الخمر ولا لمؤخذة على الاخير ولا مكافأة للأول عليه، بل كل عالم التكوين والتشريع قائم على مصالح وحكم هي في خدمة الانسان ومع بداهة هذه الحقيقة الا ان الانسان عموماً يتجاهلها احياناً ويغفل عنها أخرى حتى إذا سار في مسيرته وتجربته اصطدم هنا بسيئات وعقوبات عديدة يكابر في تفسيرها مادياً منعزلة عن فعل البشر واتجاهات سلوكهم في هذه الحياة فهو يفسر البراكين والفيضانات والامطار الغزيرة والتصحر وغيرها من العقوبات الكونية ما يخضعها الى قوانين مادية، تحصل لظروف معينة من دون أن يدخل الفعل البشري في المعادلة ولذا فأن كل العلاجات التي يطرحها ويحاول من خلالها تجنب هذه الكوارث لا تفلح، فتفاجئه على حين، مما تضطره الى اعادة حساباته ونتائجها وتستمر معه الحال وهو لا يدري بأن تجربته تقوم على اغفال عامل مهم في معادلة الكارثة الا وهو السلوك البشري في الارض وأنه منتظم تحت سقف سمائي وحياني أو منفلت تاركاً للانسان حرية التصرف مهما كان استباحه او استهتاراً أو استكباراً أو استخفافاً بالدين وبتعاليم رب العالمين.

وهذا المقدار من البيان فيه غنى وكفاية لايضاح الفكرة مع زيادة ينبغي ان يعلمها المسلمون وهي ان الذنوب أسرع عقوبة إليهم وبهذا يمكن تفسير العقوبات المتعددة لبلاد المسلمين لآي ذنب أو خلل يقع من المسلم السوي دون بلاد الغرب – غير المسلمين – بالرغم من انحرافات عديدة كالزنا وشرب الخمر ومع ذلك لا عقوبة منظورة.

ربما من جهة قيام الحجة على المسلمين آكد من غيرهم أو لكون ذلك تربية لهم وتمحيصاً لاراداتهم وشداً لعزيمتهم لما ينتظرهم من دور في قيادة العالم أو تكريما لهم في تعويض عذاب الاخرة الاشد  بعذاب الدنيا الاخف والله اكرم من ان يعذب المرء مرتين أو غير ذلك من الموجبات.

واندنوسيا البلد الاسلامي في جزء الارض الجنوبي بقرارها هذا التي منعت بعض المحرمات وشرعت قوانين لمنعها ومحاسبة مرتكبيها فأنها تطبق أشرف اعمال البر وافضلها الا وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصفتها حكومة تملك المكنة والقدرة ورأت من الضروري تطبق احكام السماء وتكاليفها على الأرض لضمان أمن بلدها ومستقبل اجيالها وهي بذلك تكون نموذجاً ينبغي ان يحتذى به من قبل البلدان الاسلامية كي تقطع طريق انتشار الارهاب وما يرتكز عليه من تكفير الآخرين لأنهم يحكمون بغير ما انزل الله سبحانه استناداً لقوله عز وجل (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة/44 وعلى اساسها وغيرها يكفرون ويقلتون ويبيحون اعراض ونفوس وأموال الاخرين وهذا من أهم ثمار هذا القرار الشجاع والمسؤول لحكومة اندنوسيا.

ومن موقعنا نحيي ونكبر هذا العمل الجبار الذي سيعيد للاسلام بعض حضوره على الساحة بقوة ولتتجلى عظمة الخالق في تكاليفه ورأفته بعباده في الدنيا قبل الآخرة.

والأحرى بنا أن نكون أهل السبق لمثل هذه الخطوة ونعزز مظاهر ايماننا ومعتقداتنا بأهمية الاسلام وتعاليمه العظيمة لا أن تفتح اماكن اللهو ومحلات بيع الخمور وانتشار اقراص المخدرات بشكل سافر لا حياء فيه لا من الله ولا من ناسنا واعرافنا ولا فيه احترام لدستورنا الذي حرم تشريع أي قانون يخالف الثوابت الشرعية وليس أكثر من شرب الخمر على نحو الضرورة حرمته في الاسلام حيث لا يخلف اثنان من المسلمين على حرمته وحكومتنا الموقرة ممثلة الشعب تحامي عن محلات بيعها واماكن احتسائها وكأنها نست أو تغافلت عن قوله {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ }الروم/41

ولتعلم الحكومة قبل غيرها بأن هزيمة الارهاب مرهونة بالتزامنا بأحكام شريعتنا وليس بالطائرات الغربية ولا باستخدام الجيوش وإنما بالالتزام بشريعتنا وانضباطنا بها في سلوكنا اليومي الفردي أو المجتمعي كما يصور لنا القرآن ذلك {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً }الجن/16.

 

بل الاكثر من هذا نقول بالنسبة لأخواننا المجاهدين في ساحة المواجهة مع الارهاب الداعشي بأن حياتكم مرهونة بالتزامكم باحكام دينكم واحتياطكم وورعكم في أموال المسلمين ونفوسهم، فلا تحبطوا اعمالكم وجهادكم بمنكرات تقع منكم هنا أو هناك وليكن انضباطكم بالدين هو ما دفعكم لمواجهة الارهاب ودحره وسنكون معكم في الساحة اذا تطلب الأمر أو في ميدان الخلوة والدعاء لكم بالنصر والغلبة.

شكراً لك يا اندنوسيا على هذا العمل الجدير بالاحترام والموجب للاكبار والاعظام لحكومتكم التقوائية وبرلمانكم فشكر لكم الله السعي وأبان لكم الفضل وحصن اعمالكم من الحبط وبيّن فضلكم للناس وقدّر فعلكم عند المسلمين، وأعلموا ان ثمار خطوتكم هذه ستلمسونها بأيديكم وتحسونها بوجدانكم وانتم السابقون في هذا الميدان.

جهنم في داعش

بزغ هذا التنظيم الارهابي قبل مدة وجيزة لا تتجاوز الخمسة سنوات متفرعاً من أصله الأم القاعدة، ذلك التنظيم الذي شكل بداعي مواجهة الحركات غير الاسلامية كالقومية والشيوعية أو الاشتراكية حيث كان الاساس لبزوغه هو الاحتلال السوفيتي لافغانستان في ثمانينات القرن الماضي وقد فتح آفاقاً كبيرة للعديد من الشباب العربي بالخصوص بعد اغرائهم بمفاهيم اسلامية لا يمكن للمسلم التنحي عنها مع ما تمثله من بعد اجتماعي وايماني عال، كمفهوم الجهاد ونصرة الاسلام ومواجهة الكفر والعودة الى اسلام الصحابة وايام الفتح الاسلامي وقد ادارت المخابرات الامريكية اللعبة بدقة وعناية فائقة، وبعد مقتل رئيس القاعدة – ابن لادن – منيت القاعدة بضربة كبيرة فتحت الافاق على الطموح لرئاسة القاعدة من عدة شخصيات ابرزها الظواهري لكنه لم يستطع ادارتها كما كان المقبور ابن لادن وها هي طبع الاشياء فأن المؤسس بعد رحيله تحصل المنافسة بين اتباعه القريبين على التصدي والفوز بمقعده  وكان عمل القاعدة يستهدف غير المسلمين عموماً وبعض المسلمين من متصدي الوظائف الحكومية بدعوى من لم يحكم بما انزل الله فهو كافر -طبقاً لمضمون الآية- (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) المائدة/44 فهؤلاء كفار يجب القضاء عليهم.

ولكن حينما بدأ الظهور الشيعي في الساحة الاقليمية يفرض نفسه بقوة وكان يمثل خط الممانعة والمقاومة مع الكيان الصهيوني والتوجهات الامريكية كان مبرر انشاء فرع من القاعدة يستهدف الشيعه خصوصاً والمسلمين عموماً بناء على المبرر السابق فوجدت داعش وتمويلها من نفس منشأ تمويل القاعدة واصبح التنظيم يمثل القاعدة مع تغيير تكتيكي بالهدف وهناك جبهة النصرة ومجاميع أخرى انبثقت من القاعدة أو تأسست على اساس لا يرجع الى القاعدة بالاصل.

وقد مد هذا التنظيم بامكانيات جبارة ساهمت بها عدة دول خليجية واقليمية وعربية ويهودية فكان يوفر له الغطاء الاعلامي والدعم المالي والتخطيط المخابراتي والحركة الجغرافية والمشاركة الميدانية وعلى رأس هؤلاء أمريكا والكيان الصهيوني وتركيا والسعودية وقطر ومن الحق ان يطرح السؤال كيف لمقاتل يأتي من دول بعيدة وهو يتحرك بحرية في مناطق واسعه لا يعرف من جغرافيتها شيئاً ولا من لغتها واعرافها وموازين القوى فيها ويخطط بدقة ويستهدف اهدافاً بالغة الاهمية في العراق وسوريا.

وكان تغطية الضغوط الجنسية عبر فتاوى شيطانية تعزز قناعة الشباب بضرورة المشاركة في هذا التنظيم فسمعنا نكاح المجاهدة غير الموجود حتى بأكثر الشعوب ابتعاداً عن الشرائع والاعراف والاخلاق وتجويز اللواط لزيادة فتحة الشرج كمخبأ للعبوات الناسفة وكلها بدعوى الضرورة الجهادية مع ان هؤلاء السلفيون يعلمون يقيناً بأنها فتاوى محرمة ولا وجود لها عند السلف الصالح بل لا عين لها ولا أثر وكلها مغلفة بالضرورة فإذا اجتمع المغِرران وهما المال والجنس كانت أمنية شباب مسلمين قد تحققت بلا حاجة الى البحث عن فرصة عمل في بلدانهم أو التأسيس لحياة معاشية بالكد والتعب ومَن من المحرمين يكره ذلك مال وشهرة وجنس فهم سرطان الافراد لا سرطان الابدان يتعين على المجتمعات الاسلامية – الحاضنة – وغيرها ان تستأصلهم بكل وسيلة ممكنة فقد تربوا على ثقافة من هذا النوع دعمتها اسس فكرية جهادية وفتاوى قتالية منشأها أبن تيمية فقد أسس منشأ قتل الرافضة لبنائه على اساس فكري بأن من أنكر خلافة الاوليين فهو كافر مرتباً عليه تمام لوازمه ومنها القتل وهم ينكرون علينا عصمة الائمة (عليهم السلام) ويعطون العصمة للخليفتين الأول والثاني من حيث لا يشعرون ويجعلونهما بمصاف النبي في وجوب الايمان به وترتيب اثار انكار ذلك، وعلى كل لست بصدد الدخول في تفاصيل مشكلة عويصة يستصعب حلها وتضيع العقول في ساحاتها.

ولنرجع الى داعش وايحائاتهم الشيطانية وتقربهم الى الله بالقتل وهتك الاعراض وسبي النساء لأنه يعاملهم كفرة يسوغ له سبي نسائهم وهذا التنظيم وصل من الشيطنة ما فاق نفس الشياطين اشارة الى قوله تعالى ((شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ) الانعام/112 لتفوق شيطنة الانس على شيطنة الجن، ومن الظريف ان نذكر (النكتة) التالية قيل انه حينما انهى الله سبحانه الحساب كان موقع الشيطان في الدرك الاسفل من جهنم ولكنه سمع صوت ينبعث من درك يقع اسفل منه وحينما سأله من أنت الذي فقتني في الدركه؟ اجابه من أنت؟ فقال له انا الشيطان فقد أبعدني الله من رحمته حينما رفضت السجود الى ابي البشر ومنذ ذلك الحين وانا اضل الانسان واغويه ليطيعوني ويعصون الله، ومن أنت؟ فقال انا فلان ..؟ ضللت وأضللت غيري فكانو ولا زالوا يدافعون عن ضلالي ويقتلون لأجلي ويعبثون فساداً في الارض لأجلي، فضحك الشيطان وقال غلبتني!!؟ فهل عرفت جهنم ان لم تسمع بها أو تعتقد بوجودها فقد تجلت وتمظهرت بهؤلاء ومن سعى ورائهم وضل فيهم دخل جهنم ومنه تعرف العنوان، ان هؤلاء قد اضلهم الشيطان فأصمهم واعمى ابصارهم وقلوبهم فلا يتحركون إلا بإيحاء منه بل إيحاء منهم إليه فأصبحوا ابطال ساحة الشيطان وجنوده في صراعه المرير مع جنود الرحمن على ارضه.

العالم المغفل

يعيش عالم اليوم في غفلة وتغابي حينما يصدق الاكاذيب الامريكية وهي التي تكذب على الدوام ولا تتحدث الا بصورة منافقة وأكثر من ازدواجية ويزداد كذبها سوءً حينما تتحرك بدافع حقوق الانسان وهي من أكبر الدول وحشية للانسان فعالم اليوم لا ينسى ما فعلته أيادي الجيش الأمريكي بضربها مدينة هوراشيما اليابانية بالقنبلة النووية في أكبر جريمة وقعت في العصر الحديث راح ضحيتها ملايين البشر مع استمرار اثارها المدمرة الى الآن ناهيك عن اخضاع اليابان لأمريكا وسياساتها أو لا أقل تحييدها أو تقييدها عسكرياً.

كما لا ينسى العالم استخدامها اليورانيوم المخضب في غزوها للعراق، وقبلها تدميره بعد احتلال الكويت فقد استخدمت ما مجموعه المعادل بحسب خبراء لمائة قنبلة نووية لا زال العراقيون يعيشون اثارها ومخاطرها على حياتهم وحياة اجيالهم وأكبر المغفلين العرب بحكوماتهم وتزاد غفلتهم وقاحة باصطفافهم مع أمريكا في حربها ضد العراق وقد انتهت كذبة اسلحة الدمار الشامل وأبتدأت كذبة محاربة الارهاب وقد حشدت لها الأموال الخليجية الداعمة ومشاركة جيوشها الهشة في اطار ما يقوله الامريكان والغرب من فهمك ادينك وبسلاحك أحاربكم وببضاعتي أواجهك وبأموالكم احارب ومن الحق ان يتسأل المواطن العربي ألستم من هيئ مناخ الإرهاب وزرع الإرهاب وموّل الإرهاب.

ومع ذلك عفونا عن الحكم عليكم وقلنا عفى الله عما سلف وقد تعرضت سوريا لأكبر أرهاب عالمي وقبلها العراق من دولكم وجاراتكم وبأموالكم لانكم لا تحبون الحياة ولا تتنفسون الهدوء والاستقرار للآخرين، وفي صواريخكم وطائراتكم التي انطلقت بأوامر أمريكا لتدمير العراق وليبيا وكان الاجدر بكم اذا كنتم عرباً ترجعون الى احسابكم وانسابكم ان توحدوها لنصرة دينكم وأمتكم المنتهكة في فلسطين منذ عشرات السنين وقادت غزة ملحمة بطولية غطت بها على انفاسكم المستعربة وهم يواجهون غطرسة الصهاينة وأسلحتهم المدمرة ولم ينبض لكم عرق لمساعدتهم والوقوف معهم في مواقف سياسية لأنكم لا تقدرون على المواقف العسكرية لأن شيخكم الأمريكي لا يمكنكم تجاوزه وتقديم عونكم لأخوانكم نعم انتم كرماء لإعادة الأعمار في نغمة ممله سيئة لا تنتج الا مداواة جروح لم تندمل وآثار خراب لم ترفع.

لقد حباكم الله بنعمة وفيره وقدرات جليلة لو احسنتم استخدامها في قضاياكم المصيرية لحكمتم العالم وانقادت لكم الدنيا ولكن لا تقدرون بعد مصادرة أرادتكم وخور عزائمكم.

هل وجد العالم مغفلين امثالكم لم تتعلموا من تجارب الحياة فرحتم راكضين وراء أمريكا في كذبتها الجديدة محاربة الارهاب ظناً منكم أنه لا يصل إليكم بل سيصل وتندمون فقد اشعلتم ناراً ستحرقون بها ولات حين مناص.

قلنا فيما سبق عن بعض الشعوب انها توصل المواد المتسوَقة الى جيرانكم (يودي المسواك لجيرانه) حارمين منها انفسهم وشعوبهم ولكنكم تخطيتم ذلك واصبحتم توصلون المواد المتسوقة الى أعدائكم وأعداء أمتكم فمثلكم كمثل الاخسرين أعمالاً الذين ضل سعيهم في الدنيا قبل الآخرة.

ان أمريكا لا تحترم حكومتكم ولا شعوبكم وتتحالف معكم لأجل جيوبكم فأسالوا أنفسكم لو داهمتكم  -الدولة الصهيونية الغاصبة – هل تتحالف معكم أو تتفق مع عدوكم وتدين دفاعكم عن أنفسكم ضد الاعتداء عليكم.

أنكم قوة مالية جبارة اذا اجتمعت وانصبت في مواقعها  ستهزمون أية دولة في العالم.

ان أمريكا تريد ديمومة الإرهاب في المنطقة لا دحره، والأمر أوضح من الشمس ليبقى حضورها وتأثيرها وابتزازها لأموالكم والأكثر تريد تقسيم أوطانكم وتمزيق جغرافيتكم وهذا يعرفه أجهل شخص في العالم بأنها تقتلكم بأموالكم وهي قد فقدت توازنها بعد عودة روسيا لواجهة الدول العظمى القادرة على دحر أمريكا وقد هزمتها في سوريا، وأمريكا بالتوصيف القرآني لحالها لا يقاتلونكم الا من وراء جُدُر فهي دائما تصور العالم مسيّر لسياساتها وإرادتها تحشيداً لأنه خطوة تريد انجازها وتحالفاً في مواجهتها لأنه تعرف انها خاسرة ومنهزمة لا محالة.

وليعلم العرب قبل غيرهم من يمارس الإرهاب لا يمكن ان يصدق في محاربته ومن يسرق الشعوب لا يمكن ان يكون ناصحاً لها وراعياً لمصالحها ومن يقف ويدعم عدوها لا يمكن ان يكون صديقها ومن لا يريد لشعوبها ان تصل الى التقنية العالية ويؤخر تزوديها بمعدات متطورة لا يمكن ان يريد لها النمو والتطور.

أنها تريد إبقاء الإرهاب وإعادة توازن قوى الجهة الرسمية والإرهاب في سوريا والعراق تمهيداً لتدخل قواتها وتثبيت وقائع على الارض لتقسيمها فأياكم تصديقها فضلاً عن دعمها فضلاً عن مشاركتها لأنها ستأكل منسأتها التي تتكأ عليها.

وسيناريوهات هذا التحالف هي:

 

1) اقامة منطقة عازلة في سوريا شمالاً وجنوباً كالذي حصل في العراق عام 1991 بعد غزو الكويت لابقاء ازمة الدولة السورية قائمة لا تقوى على حل مشاكلها واضعاف حكومتها وزيادة الضغط عليها من قبل شعبها لايصالها الى قبول أي وضع يفرض عليه وبعبارة اعادة سيناريو العراق واسقاط النظام حيث ستبدأ بخطوات منع الطيران في هذه المناطق بحجة استهداف النظام للمدنيين والقيام بتفتيش الطائرات القادمة من ايران والعراق الى سوريا بعد فرض حظر السلاح.

2) ما اشرنا إليه إعادة توازن القوى على الأرض السورية بعد ان حقق الجيش السوري تنظيفه للمناطق وتقدمه باتجاه معاقل الإرهاب ومحاصرتهم وضربه من قبل التحالف يعني إخلاء أرضه منهم وتسليمها للمعارضة التي تبرعت السعودية بتدريبها على أرضها ليبقى حاله الإضعاف والاستنزاف للطرفين تمهيداً لإسقاط النظام.

3) إبقاء سيطرتها على منابع للنفط والطاقة في شمال العراق وسوريا وربما يكون ذلك بإنشاء دولة فتية للأكراد في هذه المنطقة تمهيداً لزرع تمرد في إيران وتركيا والأول ليضبط إيقاع التحرك الإيراني وتقليم دورها الإقليمي في المنطقة وإيقاف طموح الدولة التركية في دور إقليمي تعيد به أمجاد العثمانيين.

4) التمهيد لإقامة الدولة الداعشية بحسب خريطة الكونكرس الأمريكي للشرق الأوسط ممتدة من جنوب غرب سوريا وشمال غرب العراق وشمال السعودية الى ما بعد مكة بقليل مع جزء من الأردن فأن ضربهم يعني انتشارهم على أوسع رقعة جغرافية تحصناً من الضربات الجوية والذي يخبرك عن هذا طلب الى الحكومة العراقية لمنع الطيران في بعض المناطق وتصريح رئيس الوزراء بعدم الممانعة لإنشاء إقليم سني وهذا من أغرب تصريحات مسؤولنا الجديد السيد العبادي.

5) قطع ذراع المقاومة والممانعة الممتدة في العراق وسوريا الى جنوب لبنان تمهيداً لمحاصرة ايران وتقليل أوراق مناورتها مع الغرب في ملفها النووي وربما بعده توجيه ضربة يهودية لمفاعلاتها النووية كما حصل للعراق عام 1981 التي لم تحرك امريكا ولا هيئة الامم المتحدة استنكاراً للكيان الصهيوني أو تحملاً لتعويضات ذلك للعراق.

ويتبعه تقليلاً لحضوض روسيا في تأثيراتها الاقليمية ودعمها لهذا الخط.

6) معرفة أمريكا بأن بقائها قوة متفردة في العالم قد ولى بعد عودة روسيا وبروز القوة الاقتصادية الهائلة للصين، والهند، فباتت تفتش عن طريقة أخرى تبقي هيبتها من خلال سيطرتها على القوى الاقليمية هنا أو هناك، ومنطقة مواجهة الإرهاب مرشحة لقوى أقليمية أيرانية أو تركية أو عراقية فيما لو تعافى مع امكانيته المادية الصاعدة وموقعه الاستيراتيجي في المنطقة الرابطة بين الشرق والغرب فأن العالم مرشح لإنهاء نظام القطب الواحد والصيرورة لقوى إقليمية هنا أو هناك.

وهناك سيناريوهات أخرى نكتفي بالسابق ونذكر واحده أخرى لم تكن بحسبان البعض وهي:

7) وقد صدرت من بعض مسؤولين الارادة ومنظريها هنا أو هناك بأن وقت ظهور الامام المنتظر وفق معطيات الواقع القابلة للانطباق على الروايات بهذا الصدد قد بات قريباً وهو يتحرك أولاً في جغرافية هذه المنطقة وفي حدودها من مكة الى الكوفة مروراً بالشام وهي منطقة مواجهة داعش الموسوم.

{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال/30

الاستفتاءات

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله الشريف)

السلام عليكم ورحمة ا… وبركاته

انتشرت في الآونة الاخيرة في محلات بيع الملابس النسائية ما يسمى بـ (الشالات) أو أغطية الرأس للنساء وكذلك بعض الملابس مرسوم عليها بعض الحروف المقطعة والرموز التي لا تشير الى أي جملة مفيدة وإنما مرتبة بهيئة مثيرة للريبة وخصوصاً ان بعض من له اطلاع على اشكال الطلاسم والعوذات يشير الى انها تشبه بعض الطلاسم التي يستعملها بعض المغرضين في جلب المضرة والشر على حامله وبعض الكلام من هذا القبيل فنرجو من سماحتكم بيان الوجه الشرعي في لبس ذلك أو عدمه ودمتم لنا وللاسلام ذخراً وملاذاً   السيد  حسين الحسيني

بسم ا… الر… الر…

المظنون قوياً أنها طلاسم للشعوذة والسحر على ما أخبر عنه بعض المؤمنين، ممن لهم خبرة في هذه المسائل، وعليه فالأحوط وجوباً حرمة لبس هذه الملابس كما ان تداولها بيعاً وشراءً وتوزيعاً وإن هذه الملابس تعتبر واحدة من أهم أساليب اعداء العراق وهم كثر في زعزعة ايمان العراقيين وتمييع نسائهم وتشتيت اعمالهم بسعيها وراء اعمال السحر والشعوذة. وينبغي على الحكومة منع استيراد هذه الملابس ومحاسبة التجار الموردين لها وضبط علاقة الدولة مع الدولة المستوردة للعراق.