وجهة نظرنا
الوقاحة الغربية
يشن الإعلام الفرنسي متضمناً بعض تصريحات المسؤولين الفرنسيين عن سعيهم لرفع عقوبة الإعدام بحق من يهلك الحرث والنسل من إرهابيّ القرن الحادي والعشرين تحت أي مسمى كانوا، ويستنزف من دماء العراقيين يومياً ما لا يعلم مقداره إلا الله ناهيك عن مئات الأبرياء وتناثر أشلائهم وتفرق أبدانهم في حياتهم الدنيا قبل الآخرة، في مشهد لا يتحمله من المسؤولين الفرنسيين وغيرهم ولو للحظة،والكل يتذكر كيف واجهت قوات مكافحة الشغب تظاهرات المتظاهرين الأفارقة ومطالباتهم بمساواتهم مع بقية الفرنسيين لا اقل في فرص العمل، فهو لم يتحمل مطالبات دستورية قانونية وفرها الدستور الفرنسي لأمثال هؤلاء حتى جرد وحشية نفسه وأخرجها من حجرها لتفترس هؤلاء المطالبين، فسقطت أبرياء وسالت دماء وخسائر عدة بمئات من الدولارات،وهؤلاء في نظرهم بشر من الدرجة الثانية لا ينبغي لهم مساواة الفرنسيين أو مزاحمتهم في لقمة العيش.
السلطة الفرنسية لم تتحمل مثل هذه الأعمال التي تربك الهدوء السائد اجتماعياً ولكنها تطالب العراقيين بتحمل قتلة وإرهابيين اقل وصفبحقهم إنهم أحفاد معاوية ويزيد وهولاكو وهتلر وصدام، بسجل دفتر جرائم بعضهم قتلعدة مئات من العراقيين، ناهيك عن جرائم التفجيرات وتسهيل صنع المتفجرات والتغرير بالآخرين عن طريق التخدير ونحوه.
وعندما تنفذ أحكام الإعدام بحق هؤلاء بما تقرره شرائعالسماء ودساتير الشعوب وقوانين البشر إلا ما ندر في بعض بقاع الأرض لغاية في نفوسهم إلا حاجة الى تحليل سرها بل حتى عندما تعلن هذه الأحكام عبر وسائل الإعلام تتفتح قريحة هؤلاء وتزداد صراحتهم على رفع عقوبة الإعدام، رحمة بهؤلاء القتلة والإرهابيين أو احتراماً لما يسمونه قيمهم وهم بذلك- قصدوا أم لم يقصدوا- أرادوا إخبارنا بأن قيمهم وأحكامهم هي السائدة وما ينبغي علينا إلا الإصغاء لها والانصياع إليها وهو منطق المستكبرين الذين لا يعيرون للحياة أية أهمية إلا فيما يتعلق بحياتهم الشخصية ومقربيهم إلا أنهم وسعوا من دائرة ذلك فشمل كل شعوبهم أما ما هوخارج شعوبهم فليس لهم من قيم الحياة إلا ما يتفضل به عليهم المستكبرون.
إننا نسخر بهذه التصريحات والتلويحات الإعلامية، وإن حكمالإعدام يجب انجازه وبأسرع وقت ممكن كي لا يخضع هؤلاء القتلة لمساومات سياسية وصرخات من بعض من تطفل على ساحة السياسة ممن قذفت به رياح الاحتلال الى شواطئ مواقع السلطة في العراق.
إننا نؤيد وبشدة كل خطوة تقوم بها وزارة العدل وغيرها من الوزارات المعنية في تنقية أجواء العراق من أمثال هذه القاذورات، وعدم الاعتناء بأية صرخات من هذا القبيل ونؤكد على تنفيذها في الساحات العامة لتكون عبرة لكل منتسول له نفسه الإساءة الى بلد الأنبياء والأولياء الصالحين بلد الحضارات العريقة والقيم الإيمانية العالية.
ودعونا نسأل المسؤول الفرنسي لو عاث مثل هؤلاء في بلدكم قتلاً ودماراً فهل ستقف تصريحاتهم عند حد الإدانة أو السجن التي يقررها قانونكم أوتتجاوزون القانون الى حكم الإعدام، إذن لماذا قتلتم (الغرب) أسامة بن لادن، ومعه القذافي، الم يكن من الأولى إلقاء القبض عليهم وإيداعهم السجن، ليصدّق فعلكم قولكم.
إننا أتباع القرآن.. ((وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْأُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة : 179])).
السيد الصدر.. همّة وشهامة
من قرأ حياة سيدنا الشهيد (قده) يدور في ذهنه وأذهانالآخرين عن الفترة التي استطاع بها (قده) أن يقفز على قمة المرجعية الدينية في النجف، خاطّاً لنفسه طريقاً واضحاً متكلاً فيه على الله سبحانه وحده بدون النظر الى ذاته، منطلقاً من مقولة كان يرددها، ألا وهي (حبيبي صانع وجهاً واحداً يكفيك الوجوه) في إشارة الى جعل المقصد والمعتمد هو الله سبحانه وحده بلا شريك حتى النفس التي بين جنبيك، ومثل هذه الإشارة بحاجة الى مقدمات إعدادية، ووسائل ايصالية مانجده فيه (قده) هو الهمة العالية التي لا تعرف التعب ولا الكلل ولا الملل، وكيفلا، وهي تستسقي فاعليتها لحركتها من خالقها ومسبب أسبابها.
ومن خلال معاشرتنا للشهيد وقربنا منه لأكثر من عشرة سنين فاقت مدة تصديه للمرجعية الدينية،منذ أواسط الثمانينيات في القرن الماضي، فقد واجه خطوط ثلاثة كل واحد منها لا تصمد أمامه همم رجال كثيرين فكيف بهمة رجل واحد.
الخط الأول هو السلطة بكل جبروتها وطغيانها المتمثل بالدكتاتور المقبور، وهنا يتجلى ذكاء الشهيد، وقدرته في التعامل مع الجبابرة فقدروضه في البداية حتى اطمأن إليه ثم انتفض عليه بعد أن افقده كل الأضواء الإعلامية والحضور في الشارع العراقي، فكان الشعب يمجد للسيد بعد أن كان يمجد للدكتاتور،وينشد أحلى كلماته في خطب الجمعة بعد أن كان يترنم بكلمات القائد، مما اضطر النظامالى أن يسفر عن وجهه القبيح في الإطاحة بمكانة الشهيد في قلوب الشعب، فجند كل زبانيته للتشويه والتشويش على شخصيته الكبيرة، ولم يفلح لفوات الأوان وقد حفر السيد بشخصيته في قلوب الخلق، مما اضطر النظام الى الإقدام على اكبر جريمة ختم بهاالقرن الماضي باغتياله في عملية جبانة لا تستحق أن نوصفها بأكثر من ذلك ولكنهارفعت السيد الى الثريا.
الخط الأخر هي الحوزة الدينية، وتربع المرجعيات الكلاسيكية المهادنة عليها، وحينما حاول الصدر الأول التمرد عليها والخروج عنمألوفها، تعجله البعث الكافر ليقبر شخصيته قبل أن تستفحل وتسلب الأضواء وتكشفحقيقة المرجعية الحقة من غيرها، تعجله بالإعدام ظلماً وطغياناً.
فقد تعامل سيدنا الأستاذ مع هذا الخط بقوة العلم وشجاعةالطرح، فقد غطى مساحات كبيرة من العلوم لم تكن الحوزة لتتجرأ أن تفكر فيها، فضلاً أن تفتح لها باباً، وقدم نفسه بقوة وثقة زائدة عن كونه اعلم، من دون الانطلاق عبركلمات وتصريحات فارغة، وإنما أطلقها وقد برهن على أعلميته بشكل واضح وجلي من خلال مؤلفاته وأطروحاته، وسعة اطلاعه واستلهامه العديد من العلوم، ونابعيته في ما هو الجديدمنها والمبتكر، وقد أوقع الآخرين في حيرة فلما لم يجدوا بداً من فشل مواجهته علمياً راحوا يسقطونه اجتماعياً، بدعوى انه فقيه النظام أو مرجع السلطة حتى تحركت بعض الأفراد المعارضة خارجاً والتي أحرجها السيد واتى على بقايا تراثها الذي لم يحرك ساكناً أثناء الانتفاضة الشعبانية المباركة مما كشف عن حقيقتها وخيبة أمل الشعب فيها، فقد وجدت أن بروز نجم السيد والمعية شخصيته انتهاءً لتاريخها وموتاً لعنوانها تحركت للتشويش على هذه الشخصية الكبيرة، فقد عبر عن شهامته ولم يعاملهابالمثل بل بالرعاية والدعم لبعض من اتصل به منها، فكان العفو منه سجية كأجداده الميامين عليهم السلام.
وقد انفرد السيد بالساحة الحوزوية واستقطب كل طلبتها إلاالقلة ممن تربطهم مصالح مادية مع البقية من المراجع فكان بحق زعيمها وقطب رحاها.
والخط الثالث هو الجمهور، الذي فتح السيد أعينهم على الحوزة وفتح أبوابها لهم بعد أن كانت مختصرة على بيوتات وعوائل معينة في مشهد يعرفه الجميع بما لا حاجة الى بيانه.
فحبى الله السيد شهادة وأعلى كعبه مرتبة وأبان فضله سجية، فهو نعم المولى ونعم المجيب.
سجال مفهومي
وقع ما بين ما يسميه علماءالمنطق – العنوان والمعنون – ويقصدون بالأول ما يطلق من أسم أو صفة على شأن معين،كالرئاسة أو القيادة أو .. ويقصدون بالثاني من يملأ هذا العنوان، كالرئيس أوالقائد أو الفارس، وبينهما ترابط واضح فإن المفهوم لا بد له من إطار ولا بد لهذاالإطار من مالئ، وهنا وقعت المساجلة بين المفهوم العنوان وبين المعنون.
وقد ابتدأ العنوان بالكلام مخاطباً المعنون لولا أنا لا مكان لك ولا اعتبار لديك، وما دمت موجوداً فأنت موجود كعنوان وإلا فأنت شخص عادي لا يعبأ بك اجتماعياً ولا يراعى جانبك عرفياً.
المعنون: وأنت إطار فارغ لولا من يملأ هذا الإطار ويعزز اعتبار هذا العنوان، وإلا كنت فارغاً إلا من مجموعةحروف يشكل لفظاً أسمه العنوان.
فأرجع إليه العنوان القول:بأنني الأصل وأنت الفرع ولولا الأصل لا وجود ولا اعتبار للفرع، والفرع لا يكون فرعاً إلا بالأصل، فأنا أصلك ومعطي اعتبارك.
فبادره المعنون: إن كنت أصلاً فأنه أصل غير صادق ولا ملموس ولولا الفرع وهو أنا فأنا ممن يعزز اعتبارك ويرفع شأنك، فهل وجدت رئاسة بلا رئيس أو وزارة بلا وزير أو علماً بلا عالم أو ..
العنوان: ألم تقرأ التاريخ وتطلع على الأحداث وإن العنوان باقي أبداً والمعنون زائل ومتغير وإذا حصل ما لاتحمد عواقبه ذم المعنون دون العنوان.
فلو أنهزم قائد عسكري أوأحتل بلد لخيانة رئيسه، فالملامة على المعنون من الرئيس والقائد أما عنوان القيادة والرئاسة فهو الباقي والمعتبر.
المعنون: إن اعتبار العنوان ومكانته وقيمته الحضارية والاجتماعية هي بالعنوان نعم نوافقك بأنه ليس كل عنوان هو كذلك، إلا إن هذا لا يعني إن المعنون لا يؤسس لاعتبار العنوان ويعطيه العنوان المقبول عند الجمهور.
العنوان: أنت تغالط فإن العنوان قد أُسس لاعتبارات اجتماعية أو قيادية لتنظيم الشؤون وصلاح المجتمع فهومتقدم رتبة على المعنون، وما مكانة المعنون إلا بمكانة العنوان، لولاه لما كانت لهأي مكانة.
المعنون: يبدو أنك لم تقرأ التاريخ ولم تسمع بما قيل عن عنوان الخلافة سابقاً، بأن علياً قد زاده شرفاًومكانة، فيما زان الآخرون وكسبوا مكانة باعتباره ولولا حصانة العنوان لما كان لمنتصدى من العباسيين والأمويين أية اعتبار وتقدير لولا تأطرهم بإطار خليفة المسلمين.
العنوان: وما قلت لك فأن المطلوب من المجتمع رعاية العنوان، دون المعنون إلا إذا كان بمستوى افق ومسؤولية العنوان، وإلا كان عالة على العنوان ومتطفلاً عليه، وعلى الجمهور رعاية العنوان بانتقاء المعنون ودعمه فيما إذا كان صالحاً للعنوان لا مطلقاً، فأفهم.
قانون إعمار البنى التحتية
شهدت الساحة العراقية سياسياً سجالاً قوياً حول ما أعلنعنه رسمياً بقانون البنى التحتية، فقد ثارت ثائرة البعض اعتراضاً على القانون،فيما سكت آخرون، ودعم ثالثون هذا القانون، وهو بحسب الضخ الإعلامي مشروع استراتيجي طابعه سيادي، وهذا أول الغيث لأن طابعيته السيادية تفقد الكثيرين جملة امتيازات كانوا يتمتعون بها في التعاقد والاتفاقيات مع بعض الشركات الأجنبية، وإن كانت مسماً أجنبياً وواقعها عراقي، ويفهم هذا الجانب بأنه سحب البساط عن نفوذ البعض ومكانته السياسية، إذ لا يبقى عنده ما يلوح انجازاً، ويقدمه افتخاراً تغريراًللجمهور، وبهذا يفهم الاعتراض وشدته.
والساكت عنه لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء من المؤيدوالمعارض، ولسان حاله يقول أينما مالت نميل، ومثل هؤلاء يرون أنفسهم صغاراً فيالعملية السياسية أو لا زالوا مراهقين ولم يرتكنوا الى كتل كبيرة وعناوين ضخمة،وهم ينتظرون الفائز ليكونوا معه، وأما الآن فانتظار الفرصة والتهيؤ لاتخاذ الموقف الذي يطمئنهم على وجودهم واعتبارهم في ساحة البرلمان.
والداعم للمشروع يعتبره انجازاً استراتيجياً وقفزة نوعية في إقرار المشاريع والتطلع الى المستقبل بثقة عالية واعتبار كبير بعد أن خبرتالأمة وضعية السياسة وحركة لاعبيها وإنها مترهلة تراوح مكانها، وكان طرح هذاالمشروع صناعة لحدث كبير قد يفهم الجمهور بأن عهداً جديداً يلوح في الأفق.
وقد استند الداعمون والطارحون للمشروع على دعم الجمهور بعد اطلاعه على المشروع ومعرفته بأهميته لحياته المجتمعية ومستقبله، إلا أن غموضالمشروع وعدم طرحه عبر وسائل الإعلام بصياغته المطروحة على البرلمان، وبيان مفرداته بشكلها التفصيلي من كيفية التعاقد ومناقشته وطريقة الدفع، وتأمين القيام بالمشروع وكل ما يتعلق به، ما دام لم يبين عبر الوسائل الإعلامية فإن جمهورالمواطن متحير من أمره من دعمه أو رفضه، فكان على الداعمين بيانه بسلاسة وعبر وسائلهم الإعلامية حكومية كانت أو قطاعاً خاصاً، ولم يعرف سبب إغماضه وإخفاءتفاصيله فيه، مالية، إدارية، تعاقدية.. الخ، وقد نبهنا منذ أكثر من عام بأنالمحاصصة السياسية هي العقبة أمام أي قانون يطرح في البرلمان، وما لم تعالج هذه المشكلة فإن إقرار أي قانون سيكون صعباً أو مستحيلاً عادة، وإن مرر فإنه يصاغ بصياغة توافقية ترضي الجميع، لأن البعض ينظر إليه كمكسب سياسي لا نسمح بتسجيله لطارحيه أو داعميه وهذا ما عبر عنه السيد المالكي، ولكن رئاسة الوزراء ما كان لها أن تعلن عنه رسمياً أو تطرحه تحت قبة البرلمان إلا بعد أن تأخذ رأي الجمهور وبيانه تفصيلاً، إكراماً لحقهم واعتناءً بشأنهم وتقديراً لآرائهم كما نبهنا عن ذلك منذ طرح مشروع النفط والغاز وما قبله، وقلنا بأن المشاريع الإستراتيجية الكبيرة لا يصح حصرها تحت قبة البرلمان دون مشاركة المواطن فيها، وإلا اصطبغت بصبغة المكسب السياسي الذي لا يسمح بتمريره.
إن السياسيين بحاجة الى التحرر من قيود كتلهم وضيقآفاقهم ومن دون التحرر منها ومن غيرها فإن عملهم سيكون مقيداً على الدوام بمصالحهذه الكتلة وإن كانت على حساب مصلح البلد أو المواطن العراقي، وهذا يتبع حنكةالسياسي ودخول ميدان السياسة بأنفاس وطنية أو مصالح فئوية.
واغرب ما في هذا المشروع بعد ذكر فقراته فيما يتعلق بإجمالي الكلفة وتقسيمها على القطاعات الخدمية المتعددة انه لم يشر الى قطاع الطاقة من الكهرباء، لا من قريب ولا من بعيد، الأمر الذي يعني بأن انجاز ما هو مدون لو مرر القانون سيكون انجازاً ابتر يعيد المشاريع الخدمية الى ما كانت عليه من المراوحة والتلكؤ، ولم يعرف سبب عدم ذكرها، بل لم يشر احد من المتناقشين للقانون ساكتين ومعترضين الى قطاع الكهرباء مما يولد إحساساً بأن هذا القطاع لايخضع للسيادة العراقية.
ثم أن هذه المشاريع ما لم نقطع تأثيرات دول الجوار ونفوذها أو تدخلاتها فإنه لا ينجز وإن طال به الزمن إلا في حالة أن يكون لها حصة انجاز عالية أو محترمة من فقراته وبالتالي سيفتقد امتيازاته من الجودة، وخصوصيةالسيادية التي رُسم بها.
ومن هذا وغيره نعتقد ما لم نحل المشاكل السياسية، ويؤطر بإطار وطني ضمن ثوابت واضحة ومعلومة لدى المواطن العراقي، فإن التحسسات السياسية من أي مشروع هذا أو غيره ستقف عقبة أخرى على طريق انجازه.
وبصفتي الهندسية وخبرتي العملية، أنا اقترح على الجميعأن تخضع المشاريع جميعاً لخطط إستراتيجية واحتياجات فعلية وجدوى عملية تقدمها وزارة التخطيط ضمن ضوابط المقدرة المالية والحاجة المستقبلية والجدوى الاقتصادية،وتدرس على الأرض بشكل عملي من خلال لجنة عليا تتضمن جميع الكفاءات العراقية ولتكنمن الكتل السياسية، فإن نمو البلد لا يستقيم أبداً.
ونقترح أيضاً أن تلغى المقاولات الثانوية ويتعين تنفيذأي مشروع على نفس الشركة التي رسا عليها العقد ضمن احدث المواصفات العالية وبكادرعراقي صرف غير مشوب بأخلاط أجنبية، وكوادر هندسية غير عراقية، وإذا أعازتهم الخبرةفإن إرسال البعثات والدخول في الدورات العامة في البلدان المتقدمة ولو من خلال بروتوكولات معنية بهذا الصدد كفيل بتفجير الطاقات العراقية وإبداعاتها العقلية.
((وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ [الأعراف : 68]))
مابرز لي احد الا واعانني على نفسه
كلمات تعطي حقيقة أثبتها التاريخ وأيدتها الوقائع، وهيأن كل من برز للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في مبارزاته وحروبه فقد أعانهعلى نفسه باعتقاده بل بجزمه أن يهزمه، والإعانة من جانب نفس المبارِز للأمير، وانهعلى يقين بعدم انتصاره في مبارزته مع الأمير، والنفس خير معين سواءً لصاحبها لولغيره، وفي هذا الكلام عدة إيحاءات..
الأول منها: نفي لقضية وجود أي شخص لم يعن أمير المؤمنينعليه السلام على نفسه، بمعنى يقدم عونه الى الأمير على شخصه فيكون منهزماً قبل أنيبارز وحينئذٍ تكون مبارزته مما لا فائدة فيها ولا رجاء، وهو ما يقال عند المناطقةبالقضية السالبة بانتفاء الموضوع، وهذا المعنى قد أكدته الوقائع التاريخيةوالأحداث الإسلامية وما كتب عن السيرة الذاتية والاجتماعية لأمير المؤمنين عليه السلام.
الثاني منها: إن كل من هو غير ثاق بنفسه عليه أن يتوقفعن ارتكاب أية مجازفة أو مبارزة مع الآخرين والا كان طريقه الفشل والانهزام ومنهنا يجب أن يخطو الخطوة الأولى بالثقة في نفسه وتأكيد هذه الثقة ومعرفة قدرته كيلا يجازف بهذا القدر فيما هو غير مضمون النتيجة، وقد ورد (رحم الله امرأٌ عرف قدرنفسه) فلا يظلمها بتعريضها للمهالك ولا يظلم غيره بها، حينما يرى نفسه ضعيفاً فيقباله، وإنما يحتاج الى الظلم الضعيف.
الثالث منها: لا نقاش في كون الأمير على حق، وقد وصلن االنص من الرسول صلى الله عليه وآله (علي مع الحق والحق مع علي) وإذا كان كذلك فمن يقف مقابله فسيكون على الباطل لا محالة، إذ ما اختلفت دعوتان إلا وإحداهما فيضلال، وإن أمكن أن يكون كلاهما في ضلال في غير طرف أمير المؤمنين أي إذا لم يكن الأمير طرفاً لإحداهما، وإذا حسم أمر الآخر وانه على باطل، والباطل زهوق ، فهو معين على نفسه.
الرابع: إن نفس الإنسان قد تستشعر الحق، فإذا شعرت به وكانتفي تماس معه، فلا تقف ضد الحق المتمثل بعلي عليه السلام، وإذا شعرت بالباطل فقد رفضت الباطل باطناً وتحركت لرفضه ولو بالإعانة على نفسها التي ثبتت الباطل وسارت بركابه.
وفي هذا قاعدة وجدانية قاضية على الإنسان، بأن الباطل لايلتبس بالحق في داخله لو خلي ووحدته، وإنما يلتبس عليه في نطاق الرأي العام والأجواء الاجتماعية وطبيعة حركتها ومن هنا نفهم النص القرآني ((قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمبِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُممِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ [سبأ: 46]))، وأن عامة الناس إلا ما ندر تعين على نفسها بمتابعتها الآخرين رغبة اورغمة، ثم يقول لهم يوم القيامة ((وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءلِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَعَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْسَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ [إبراهيم :21])).
لنكتفي بهذا المقدار، ومصاديق ذلك عديدة اذكر واحدة-حوزوية- هو قول طالب العلم بأنه سوف لن يكون عالماً أو مجتهداً أو مرجعاً لأن المسألة محسومة ولا يعطى لنا مجال، ولا يسمح لنا بالإعلان عن أنفسنا أو إننا..،وهو بذلك يعين على نفسه بأن لا يكون فقيهاً.
منهج ابن زياد
لا يخفى على عموم الناس منهج ابن زياد عندما وُلّي علىالكوفة، وهو ذو شقين الترهيب والترغيب، والأولى أن يسمى بالتطميع والتخدير مالاً وجاهاً، وغالباً ما يقدم الثاني على الأول فإن اثّر واتى بالأمر فهو وإن لم يؤثركان الطريق الى الأول هو المعوّل في التأثير والإخضاع، وقد نجح الى حد في التأثيرعلى المجتمع الكوفي آنذاك وفك ارتباط موالاتهم لأهل البيت بل وإرغامهم على الوقوف ضدهم، وإن كانت قلوبهم متعاطفة معهم، ويظهر ذلك جلياً في بكاء أهل الكوفة وعويلهم حينما جيء بالسبايا بعد واقعة الطف مباشرة، وما ردت به العقيلة والهاشميات عويل وبكاء الكوفيين وقد استقى ابن زياد هذا المنهج من معاوية ومن سعى لإعادة معاوية كواجهة في الأحداث الإسلامية بما هو خارج عن مقالتنا هذه.
وقد يقول القائل: بأن هذا المبدأ الهي حيث خوف الله عباده بالنار، وطمعهم في الجنة فهو ترهيب وترغيب.
نعم ذلك صحيح، ولكن الفرق واضح فإن عقاب وثواب الله حقاني لا يقبل النقاش في حقانيته، ثم انه خالق الخلق، وله عليهم بما لا حق له معليه، فإن عاقب بحق، وإن أثاب فهو بحق، وأما أساليب السلاطين فهي ليست بحق بل هي بالولاء، وإن كان السلطان كما هو الغالب على الباطل، وهو أن رغب فهو ظالم لتلاعبه بالمال العام المجعول للخلق وإن رهب فهو ظالم، وليس من حق الظالم أن يرهب وإنا لإرهاب من سجيته التي خلقها لنفسه باختياره، والمهم عند السلطان أن يقبله الآخرونبرغبة منهم أو منه أو برهبة منه وهذا ينبغي أن يكون واضحاً.
وفي ظل الأجواء العالمية الحالية والعمل ضد الإرهاب وبيندول عديدة قرارات دولية وإقليمية لمكافحة الإرهاب أصبح تبني هذا المبدأ، والترهيب أمراً مرفوضاً على مختلف الأصعدة، ويتبقى الترغيب هو العامل الأساسي في صنع الأنصار والمؤيدين، وقد ثبت هذا المبدأ جدواه في أكثر من نطاق، ففي نطاق العلاقات الدولية ومواقف الدول هي ثمن لما يقدمه صاحب الترغيب لها من مساعدات أو دعوم سياسية أو إعلامية، كما نشاهده في تمرير قرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة.
وفي نطاق الانتخابات، فإن تطميع العامة بمكاسب شخصية وأخرى اجتماعية هو عامل رئيسي في شراء أصواتهم وضمان تأييدهم، والساحة العراقية خير شاهد على ذلك.
وفي نطاق العشيرة هذا المبدأ ليس على شاكلة سابقيه منجهة أن العشيرة كيان اجتماعي ضارب في العمق، وما تأسس عليه سابقاً جاري في الوقت الحاضر ومُقر من قبل أبناء العشيرة فلا حاجة الى تطميع شيخ العشيرة لأبنائها، إلاإذا كان الشيخ من نسج العصر الحالي ومن ليس له امتداد تاريخي جاءته من آبائه وأجداده، فإن هذا المنهج هو معينه الوحيد الى التربع على كرسي المشيخة.
ولا نبالغ بأن هذا المنهج بدأت تباشيره وللأسف في الحوزةلائحة، يخبرك من خاض غمار لجج الحوزة وحركتها، فإن الترغيب تطميعاً في الأموال والمساعدات أصبح رائجاً ومؤثراً، بل تعدى الى محاصرة الآخرين من خلال تنبيههم الىقطع رواتبهم ومساعداتهم فيما لو بقوا على حضور درس آخرين متعاطفين معهم أو فياتجاه لا يتوافق مع توجهاتهم أو لمنافس قوي علمياً يغير من حساباتهم، وحينئذ يكون المال هو عامل الحسم.
واليك القصة الآتية.. كان احد طلبة سماحة المرجع الطائي ممن رباه الشيخ واعتنى به- وهذا واحد من كثيرين- قد درس تحت يد الشيخ من منهج الصالحين للسيد الشهيد الى البحث الخارج في الأصول لمدة قاربت الست عشرة سنة، وقد زاغت عينه الى بعض المكاتب طمعاً في راتبهم ومقداره المغري، وقد سُوّم معه بالقول لإذا تركت المعتقل صرفنا لك راتباً- ويقصد من هو مسؤول عن رواتب ذلك المكتب-بالمعتقل درس الشيخ الطائي- البحث الخارج- وقد قبل العرض وترك الدرس، وحاز على ثواب تطميع الآخرين.
وبهذا يكون من السخف بمكان أن ننتقد منهج ابن زياد في استمالة العامة وتفريقهم عن الحسين بن علي (عليه السلام) بعد أن كاتبوه ودعوه للقدوم الى الكوفة.
فهل يحق لنا انتقاد المنهج ونحن ممارسون وخبراء فيه فيصعيد الحوزة وهي مكان التدين ودرسه، ونشر الفضيلة وممارستها، وتهيئة المبلغين وإعدادهم.
وهذا الأسلوب في الأجواء الحوزوية ينبئ عن ضعف متبعه علمياً بل واجتماعياً وإلا لو كان قوياً لما احتاج الى هذا الأسلوب وهذه الطريقة التي غالباً ما يكون مرتكبها بما سماهم الشيخ الطائي (حفظه الله) بالقيادة المصنوعة، ولكونها ضعيفة وإنما يحتاج الى الظلم الضعيف.
ولولا كرم الشيخ الطائي وخلقه العالي حيث منعتنا من ذكرالأسماء رغبة في الستر والله يحب الساترين، لكشفنا هذه وأمثالها من أدوات العمل غير السليمة في أروقة الحوزة العلمية، فهي تتبع أسلوب ومنهج ابن زياد من حيث لاتحتسب.
((كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ[الصف : 3])).
سماحةالمرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة ا… وبركاته.
هناك ظاهرة في مجتمعنا معروفة وهي انه إذا حصل خلاف بين طرفين واعتدىاحدهما على الآخر وسبّب له أذى قد يؤدي به الى القتل أو الإصابة يقوم أفراد عشيرةالمعتدي بجمع وجهاء العشائر وبعض السادة ويأتون الى ذوي المعتدى عليه لغرض إرضائهم وإنهاء الخلاف وقد يتضمن هذا تحديد دية أو ما يسمى (الفصل) وفق ما يقرره شيوخ ووجهاء العشيرتين ويتفقون على مبلغ معين أوقرار معين، والملفت للنظر إن في هكذا تجمعات ومجالس يحضر بعض رجال الدين أو معتمدي مرجعيات ويشاركون الآخرين في تحديد الدية لكنه ليس بما يوافق الشرع المقدسوالأحكام الشرعية المقررة، والناس تنظر إليهم على أنهم ممثلين لعنوان عظيم ومع مايصدر من قرار يظن أكثرهم انه قد اكتسب الشرعية والمباركة من قبل المرجعية وهذا أمرفي غاية الخطورة.
فنرجو من سماحتكم بيان الإشكال في ذلك وإبداء النصح والتوجيه لهؤلاءالإخوة.. ودمتم لنا ذخراً.
السيدحسين الحسيني
بسم ا… الر… الر…:
إشكال ذلك انه قفز على الحكم الشرعي وتجاوزه الى سنائنهم العشائرية وهي ممالم ينزل الله به سلطاناً، والحكم على طبقها محرم كتاباً وسنة، ومجرد وجود بعض رجالالدين لا يعطيه الصيغة الشرعية إذا لم يكن منطلقاً من حكم الله.
نعم، قلنا فيما سبق بعد تثبيت المقرر الشرعي يمكن لأصحاب الحقوق منال بالغين التنازل عن كل أو بعض حقوقهم إكراماً للوجهاء من مشايخ العشائر ورجال الدين بما يتوافق مع السنائن عندهم أو مع النقيصة والزيادة فكل ذلك جائز.
إننا ننصح مشايخ العشائر أن لا يعلو على أحكام الله وأن يلتزموا بها جملةً وتفصيلاً، وهي تدخل في باب الحقوق القابلة للتنازل من قبل أصحابها البالغين، بمعنى عدم جواز التلاعب بحقوق غير البالغين من الصغار، وألا تكون مضمونة على المقررين لذلك لا تبرئ ذممهم إلا بتنازل القاصرين عنها حين البلوغ وهو أمر متعذر عادة.
إن مراعاة الاعتبار الشرعي فيه عز أكثر من عز مراعاة الاعتبار العشائري إذاكان فيه اعتبار، وهو ليس كذلك لأنه مخالف لشرع الله غالباً.
قاسمالطائي
18/شوال/1433هـ
سماحةالمرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكم ورحمة ا… وبركاته.
اقتضت الحكمة الإلهية طبقاً لقانون البلاء العام بتمحيص المؤمنين بابتلاءات وشبهات لا يُدرى مبدأها ومنتهاها جعلت الناس في حيرة من أمرهم، ومن الفتن الواقعة في هذا الطريق برزت دعوة اليماني احمد الحسن المستحدثة..!
شيخنا المجاهد لجأنا إليكم بعد أن اختلط علينا الحابل بالنابل فأرشدوناالى:
1) الضابطة في تمييز صحة أو فساد هذه المعتقدات؟
2) دورنا في مكافحة مثل هكذا دعوات؟
3) لجأنا الى مكاتب كثير من العلماء ليدحضوا حجتهم فامتنعوا متذرعين بأنذلك يقوي من وجودهم ويجعل لهم اعتباراً فلا حاجة الى الرد عليهم فهم سيذوبوا بمرور الزمن، هل وجهة النظر هذه الصحيحة؟ علماً شيخنا إن هذه الدعوة بدأت تأخذ مساحة في التأثير على كثير من السذج!!
4) حينما راجعنا ترجمة اليماني (المدعي) وجدناه احمد الحسن بن إسماعيل بنصالح بن حسين بن سلمان بن محمد (أي الحجة عجل الله فرجه الشريف) فهو يدعي ثلاثةأمور.. الأول انه ابن الإمام الحجة (عج) وثانياً هو وصي الإمام وثالثاً هو اليماني الممهد للإمام وأنه مرتبط بأربعة اظهر مع الإمام المهدي (عج) ولا نعرف حال من يدعيأنهم آباءه.
شيخنا هل ثابت في التاريخ أن الإمام (عج) قد تزوج وأنجب و.. و.. علماً أنعصر النص قد انتهى بانتهاء الغيبة الصغرى، وأن هذه التفاصيل المدعاة منافية لحكمة الغيبة الكبرى فكيف أمكن لأصحاب هذه الدعوى أن يتبجحوا بمثل هكذا انتساب وما شاكل؟
أبناؤكم من أهالي البصرة/ الكرمة
بسم ا… الر… الر…:
1) الضابطة اختباره علمياً وعملياً، فمثلاً عملياً لم يعرف عنه انه أمربمعروف أو نهى عن منكر، وعلمياً لم يعرف عنه انه عالج شبهة عقائدية أو علمية أوقدم طرحاً علمياً علاجياً لبعض أزمات المجتمع.
2) الرجوع الى العلماء العاملين وعدم الاعتناء بمثل هذه الدعوات والترويجلها أو إعطائها أهمية أكثر مما تستحق.
3) مع انتشار مدعاه واستقطابه البعض من الجمهور يكون التصدي واجباً ولو منباب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذا طبعاً إذا لم يدلل على صحة وصدق مدعاه،وما ذكر له من الأدلة اوهن من بيت العنكبوت.
4) انه لم يقدم إثباتات قوية لصحة دعواه فضلاً عن التصديق بها.
قاسم الطائي
15/ذو القعدة/1433