You are currently viewing نشـــرة النـــهج العـــدد 86

نشـــرة النـــهج العـــدد 86

    

وجهة نظرنا

ألوطنية،، موقف

الوطنية ليست مفهوماً معقداً ولا مصطلحاً معمقاً بقدر ما هي موقف وأداء يتخذه الموصوف في أوقات الأزمة وضجيج الإثارات، واستعراض الثقافة والتبجح بالإنصاف وإطلاق التوصيفات وانتقاء العبارات، وهو ديدن معظم من يتعاطى السياسة وظيفةً أو مهنة، أو بعض الإعلاميين المتمرسين في أداء مهامهم الإعلامية، وكل هذا قد يغيب أمام موقف يترجم الوطنية بصورة معلنة ويعبر عنها بمصداقية عالية خالية من الشوائب والزوائد، وغير مؤطرة بألفاظ التحسين والتنميق وشتان بين الموقف ترجمة وممارسة الوطنية وأداء بحيوية وارتباطاً عملياً، وبين ترامي كلمات وتحديد مفاهيم وإطلاق عبارات، فإن الأخير لا يعدو ضجيجاً وعجيجاً سرعان ما يزول يحسبه الضمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجد شيئاً، وهذا حال معظم المتاجرين بالوطنية، فإنها تنزوي عن أساسيات عملهم وترحل من تصرفاتهم إذا تعرضت مصالحهم الشخصية وعناوينهم الفردية الى شيء من الاهتزاز بسبب الوطنية أو لأجلها أو من جرائها فإن محلها حينئذٍ الانزواء وراء المصلحة الشخصية والعنوان الفردي، ولعل الذين تحدثوا عن الوطنية قد أكثروا الكلام فيها وأجادوا الغوص بمفهومها وأحسنوا تحديد هويتها، أما ممارسة أدائية وموقفاً وطنياً فلا اثر له وليس هم من فرسانه، قد تحدث المعظم من السياسيون ورجال الدين عن الوطنية وفي ممارساتهم قتل لها بل تغيب عن آثارها وخوفهم لا يشكل نقطة انطلاق حقيقية نحو الوطنية الفعلية بقدر ما يشكل إطار يحوطون أنفسهم به خوف النقد ولأجل ركوب الحالة وما تستدعيه من موقف على مستوى الرأي والتنظير ليس إلا.

وأما أداءً وفاعلية، فالنادر منهم من يرتكبه إن لم نقل معدوماً باستثناء شخصية قد عرفتها في الميدان تتحرك وتفعل وتواجه وتمارس، وتخوض غمار وطنية حقيقية، دفعها احترامها لشخصها وإكراماً لعنوانها خوف أن يفرّغ من محتواه.

إن الموقف الذي كرره شيخنا الطائي منذ الفتنة الطائفية وإلى الآن بالذهاب الى سامراء وقبول ضيافة أهلها، وهم من مذهب آخر- كما هو معروف- متجاوزاً بذلك حسابات ضيقة قد يطلقها من لا يريدون لهذا البلد من خير أو من همهم تكريس الانشقاق الطائفي أو الاصطفاف المذهبي، وهم يعينون على مشروع تقسيم العراق الذي احتل أمريكياً لهذا الغرض وقد رسم الاحتلال خارطة تقسيم على أساس عرقي وطائفي، وجند كل إمكانياته الإعلامية ووسائله السياسية لتحريك مشروعه وقد أنجز منه على ارض الواقع الكثير، واهم خطوات انجازه الحاجز النفسي بين أهل العراق بداعي طائفي، وعلى هذا فإن زيارة الشيخ وقبوله استضافة أهل سامراء يعتبر موقفاً وطنياً قد وجه فيه الشيخ سهم مقتله الى مشروع التقسيم والاصطفاف الطائفي وأعلن بشكل سافر وجلي عن موت هذا المشروع وكان لموقفه اثر عظيم وكبير لو اتقى الإعلام الله في هذه الشخصية التي يتقصد عن علم وعمد تغييب دورها الوطني وممارساتها الميدانية وهو بذلك يدافع عن العراق، وعن وحدته وعن دور المرجعية الدينية وقيمتها الحضارية في حفظ الأمة ووحدة كيانها السياسي.

وليس هذا ببعيد عن الشيخ فقد مارسه في زمان النظام المقبور، فقد تحمل جهداً كبيراً لإقناع أهالي مدينة الرمادي للمشاركة في انتفاضة شعبان المباركة للفوز بشرف المشاركة ورفض الظلم والطغيان، وإن كانت جهوده حين ذاك لم تأت أُكلها ولكنه أدى ما عليه وأكد وطنيته موقفاً وممارسة من دون ضجيج إعلامي بشرف.

الشيخ حسين الزيادي

إغفال الإساءة

عندما يرتكز الحقد في النفوس ويعتمل القلوب تكريس ما ارتكز فإنه يعبر آفاق المستقبل وحقب التاريخ ويظل يمضي قروناً بعد قرون وقد يصبح مثلاً يضرب وفكرة جارية يتخذها الآخرون لنبز غيرهم وتقبيح عملهم، وكل ذلك لأن حقداً قد تضخم وعبر بكل هذه الوسائل والأساليب وكشف عن هويته وقيمه علّه يصل الى مبتغاه ويريح باله ويداري مرضه، وليس هذا مهماً بقدر ما هو مهم أن لا يلتفت الآخرون الى مقدار الإساءة الموجهة لهم من خلال الإساءة لرموزهم الدينية وقياداتهم الحقيقية التي لولاها- تربية وتوجيهاً- لما كان لهم من وجود ولا ارتسمت لهم من هوية، وكان الأجدر بهم الانتباه والالتفات الى ما ترمز إليه هذه التصرفات وتحاكيه هذه الأمثال من إساءة واضحة وتشويه صورة.

إن مذهب أتباع أهل البيت لم يكن له من وجود ولا لإتباعه من اعتبار ولا هوية لولا ما قام به أئمة الهدى من إرساء أسس المذهب وتشييد أركانه، وفي المقابل أن يكون في مقابله ثمن الدفاع وضريبة المواجهة مع كل أفاعيل الباطل ودعوات الشيطنة التي ما برح همها أن تسيء الى المذهب، وتقلل من أهمية وموقعية قادته، مداراة لذلك الحقد الدفين الذي بدأ منذ ظهور الإسلام بل قبله، واستمر وسيستمر ما لم يصد من قبل الأتباع، واليك بعض النماذج لتلتفت الى ما أقول.

إطلاق لقب علي بابا على اللصوص وقطاع الطرق ومختلسي المال العام ومثيري الشغب كما في بعض الأعراف العربية أو غير العربية، وليس هذا الإطلاق عفوياً قد ظهر فجأة في كلام الناس وتداولته ألسنتهم بل انطلق منذ دولة بني أمية حتى صار أحجية يتداولها الناس وكتبت مغامرات تمكيناً لها في الذهنية العامة إساءة لأمير المؤمنين عليه السلام كامتداد لسنة سبه على المنابر التي سنها معاوية.

ويأتي هذا بالدرجة الأولى، ثم لم يكتفوا بالإساءة الى شخصه الكريم بل راحوا يسيئون الى أفراد عائلته ومن ارتبط به من الشخصيات الإسلامية، كتسمية المطربة المقبورة (أم كلثوم) وكأن لا كنى قد ارتسمت إلا هذه الكنية، ومن المعلوم لدى الموالين ماذا يمثل هذا اللقب بالنسبة لهم.

وظهرت أخيراً مطربة تسمى )فاطمة الزهراء) وكل ذلك ونحن نائمون وكأننا لم نطلع على بعض روايات أهل البيت التي يذكر فيها غضب الله على الشيعة، ففي مرسل محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال (إن ا.. عزوجل غضب على الشيعة فخيّرني نفسي أو هم ففديتهم بنفسي).

الرسالة التي وجهها مكتب سماحة الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله) الى السيد وزير التجارة

السيد وزير التجارة المحترم

م/ السكر المستورد

      تحية أخوية إسلامية عطرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

      لقد بلغنا عبر بعض محبينا ومقلدينا وقد تابعنا الموضوع عبر شبكات الانترنيت لبعض مصانع السكر في العالم، مقروءة ومرئية، بأن مادة السكر في حال تبييضها تقصف بمادة مسحوق فحم عظام الحيوانات، وهي في الغرب خنزيرية على الغالب ونحن لا نعلم هذا المسحوق هل يحصل من حرق العظام وتحولها الى رماد بالكلية المسماة فقهياً بالاستحالة وبناء عليه فلا إشكال في مادة السكر أو إن المسحوق لم يحترق كلياً فلم تتحقق الاستحالة الفقهية، فيكون الإشكال في مادة السكر ثابتاً وهو ما سبب إرباكاً في حياة المجتمع من جراء استعمالات المادة وما تخلفه من أزمات ومشاكل وتلف مليارات الدولارات مع ما فيه من حرمة شرعية.

ومن جهتنا قد نفتي بالحرمة احتياطاً إذا لم نتأكد من هذه المعلومة وهي الآن تحت وظيفتكم ومسؤوليتكم الوطنية في السعي لاتخاذ إجراءات تدقيقية للتأكد من ذلك وهذا هو المأمول منكم، مشفوعاً بدعواتنا لكم بالتوفيق والسداد لخدمة هذا البلد المسلم.

أخوكم           

قاسم الطائي    

 ملحق

      هناك طريقان لعملية تبييض السكر أحدهما ما ذكره المستفتي في السؤال وفيها تفصيل، هو إن كان العظم الحيواني قد تحصل من حرق عظام الحيوانات الى درجة صيرورتها رماداً فهذه هي الاستحالة المطهرة، وإن كان الحرق لم يحولها الى رماد بالتمام وإنما تحصل الرماد من سحق وحرق العظام الى ما لم تُحصّل الاستحالة بتحولها الى رماد فهذه المادة نجسة، والإشكال في طهارة السكر المستخدم ناجزة.

وثانيهما: هو ما يسمى بالصعق الكهربائي وهذا ما لا إشكال فيه حيث تنفصل المعادن من الحديد والمغنيسيوم والكالسيوم عن المادة السكرية.

وعليه فإذا كان المنشأ المورِد للسكر قد استخدم الطريقة الأولى بفرعها الأول فهذا مما لا إشكال فيه، كما لا إشكال في الطريقة الثانية.

وبعد هذا التفصيل تبقى المسألة في عهدة الحكومة للتحري والتفتيش في مناشئ استيراد السكر للبلد لمعرفة وجه الطريقة التي تبيَّض بها بلورات السكر، وعلى البرلمان تحمل المسؤولية الوطنية والدستورية، ولا ننسى الوقف بقسميه الشيعي والسني هو الآخر مطالب للتحري عن الحقيقة. كل ذلك قبل أن نتقدم بفتوانا الشرعية فيما يتعلق بمادة السكر.

مع خالص تقديري واحترامي لكل مواطن عراقي شريف ونظيف.

قاسم الطائي

نسخة منه إلى:

* وزير الزراعة المحترم.

* رئاسة مجلس النواب الموقر.

كأنك في جفن الردى

قد يتصور المعظم من الخلق إلا النادر بأن في الحيطة الكبيرة والانزواء عن مواجهة الوقائع والأحداث والتخفي وراء الجدران الكونكريتية والاحتماء خلف الحمايات العسكرية، هو ما يجنبهم الإصابة بالسأم والاحتفاظ بحياتهم أطول مدة ممكنة، ولكنه استنتاج خاطئ ولا يقوم على أساس متين ومستند قويم، وهو يستبطن شركاً خفياً وارتكاناً الى الأسباب دون مسببها، ففي قول أمير البلغاء وسيد الأمراء علي بن أبي طالب عليه السلام (وكفى بالأجل حارساً) غنىً عن كل إجراء يستتر وراءه المستترون لمداراة خوفهم وارتعابهم من مواجهة المخاطر والغوص في التحديات، ولهذا وغيره فهم على الدوام، جادون في إعطاء تبريرات سقيمة وراء تصرفهم هذا، فكم من موتة كتبها حادث ليس في الحسبان وكم من بطولة حققها إقدام في اللهوات، والتاريخ إنما يسجل الأخير دون الأول.

 ناهيك عن غياب الوقائع والأحداث بصورها الواقعية والأحداث بصورها الخارجية، لأنها بعيدة عن مدعي القيادة، ومحكومة الى نقلة الأخبار عنهم، ومشاربهم في النقل وأهدافهم مختلفة ولكن الجامع بينها أن الواقعة لم تنقل بصورتها بل بما يتخيله الناقل ويروي الخبر، وهو بالتأكيد لا يلامس الحقيقة إلا من طرف خفي، وتبقى الحقيقة بصورتها غائبة عن القيادة، وإذا ما اتخذت موقفاً أو تبنت وجهة كانت على أساس النقل المتخيل وليس على أساس حقيقة الحادثة وصورة الأزمة، وكم وجدنا وجهات نظر وآراء خالفت الواقع وقد استهجنها الناس مستغربين من صدورها ومتسائلين عن إعلانها، وهي في جانب لا يلامس الحقيقة ولا يمت بصلة الى الواقع.

وهذا الأمر غير مختص بالرأي المتخذ أو القرار المعلن بل يشمل الفتوى الصادرة.

ولا حاجة الى عرض شيء من هذا القبيل ففي واقعنا المعاصر منها الكثير، وقد دفعت الناس فواتير خطأها وتحملت أوزار تأثيراتها، وقد حصدت بعضها من أرواح الناس الكثير ومن أموالهم الوفير، ومن استقرارهم ما ليس له نظير.

إنها تداعيات الاختفاء عن الجمهور والتستر وراء الجُدر والبيوت، والموت يأتي ولو كنتم في بروج مشيدة، وإذا كان يأتيك شئت أم أبيت فمن الضروري أن تستعد له استعدادك لاستقبال وزير أو اللقاء بموقع أمير، وهو يأتيك على كلا الحالتين من الاستعداد وعدمه مع فارق جليل بينها هو أن الاستعداد يبعث فيك حيوية مواجهة الأزمات والمشاكل والتعامل مع الوقائع بواقعية وشجاعة مسجلاً مواقف لا يمكن أن تمحيها ذاكرة التاريخ وإن حاول الأقزام إخفاؤها ولكنها ستظهر يوماً ما، ذلك لأن الله مع الصادقين والذين يدافعون وينصرون دينه، ولا ينتصرون به على حسابه، فيما عدمه يقيد حركتك ويغيب رأيك، ويرفدك بتردد لا يزول وبرأي هو دائماً يبور.

وكم هو جليل وعظيم يفتخر به على مر الأجيال والسنين موقف الحوراء زينب عليها السلام وهي في جفن الردى بقيام للطيبين وتندب عن الطيبين وهو نائم لا يشعر بها، وكم هو سيء أن تكون بعيداً عن جفن الردى ولكنه ليس بنائم عنك فسيأتيك بما لا مخلص منه وأنت متشبث بعلائق هذه الحياة الفانية، فكن على الدوام ممن وصفهم المتنبي في شعره..

كأنك في جفن الردى وهو قائم

ا

لشبكة العنكبوتية/ الكهربائية

لم يشهد العالم في أي من شعوبه شبكة عنكبوتية كهربائية كتلك التي يشهدها عراقنا الحاضر الذي قد يكون غائباً عن الساحة السياسية والجغرافية في وقت ما لو استمر الحال على هذه الشاكلة واهم أدوات تمزقه وانمحائه من عنوان العراق هي الشبكة العنكبوتية الكهربائية، والتي هي أشبه بملحمة من ملاحم التاريخ التي أخذت مساحة من اهتمامات التاريخ وأهل الاختصاص في دراسة تراث الأمم والشعوب وسير حضارات العالم في ما قبل التاريخ وما بعده إلا انه لم يشهد ملحمة جسيمة بكل أبعادها وآفاقها كما هي الآن ملحمة ظاهرة شاخصة يشترك فيها جميع العراقيين وإن كان أصحاب القرار وأبطال أحداثها قليلين، وقد لا يكونون من الشعب المشارك. وتختلف ملحمتنا عن الملاحم السابقة، بأن البطولة هنا هي هزيمة، والإنتاج هو استهلاك، والتنمية هي تخلف، والراحة هي استفزاز، والاستقرار هو اضطراب، وهدوء البال هو تشويش الحال، وما شئت فأضف.

وتمتاز أيضاً بأنها أكلف ملحمة في التاريخ وقد تدخل في إطار الأرقام القياسية العالمية من حيث عدد الخطوط وتشابكها وتعقيدات مرورها، وضخامة مبالغها التي ستسمع بها، فهي مهولة بشكل خرافي، أو فلكي كما هي الأرقام الفلكية. المهم أنها تستنزف المال والحياة واستقرارها، وتطوير آفاقها، ولا يفوتني كلمة جيمس بيكر وزير خارجية أمريكا في حرب الكويت عندما اجتمع مع الوزير العراقي طارق عزيز، فقال له بالحرف: إننا سنرجعكم الى مئتين سنة سابقة، والعودة الى الفانوس (اللالة) هي مصداق قول الوزير الأمريكي، وإذا أخذنا بنظر الاعتبار بأن العالم يتقدم بسرعة الضوء فإن الفارق بين بلدنا والعالم اكبر مما خمّنه الوزير الأمريكي.

ويبدو ان مسؤول الشبكة العنكبوتية هو العم سام، ولو سألناه عن سبب إرهاق أنفسهم بهذه الشبكة لأجابنا إنني سابقي الشبكة الكهربائية على ما هي عليه مدة مديدة لا ينتهي العمل بها قبل خلق كثير من المشاكل بين المحافظات والمركز بل بين أقضية المحافظات بل بين النواحي.

وسأساوم السياسيين العراقيين على قبول ما اطرحه من حلول وأتقدم بعرض لإنهاء أزمة مقبلة وألزم الجميع بعدم الإعلان عن أي مشروع جدي لتطوير الكهرباء، نعم في حدود العرض الإعلامي ترويضاً للنقمة الجماهيرية التي قد تظهر بسبب معاناة المواطنين من الشبكة العنكبوتية، وأن لا يكون هناك إنتاج عراقي لأية سلعة ليصار الى شعب استهلاكي يعتاش على بضائع الآخرين تطميعاً للآخرين في غلهم بهذا البلد، وأن يكون الغاز لنا في تجهيز محطات التوليد لنعطي بحسب مزاجنا ونمنع كذلك، وأما تصميم الشبكة فهو عراقي بامتياز، تنطلق من مولدات تجهيز المحلات وتشاركها مولدات توليد طاقة الفنادق ودوائر الدولة، وقد تشاركها مولدات صغيرة للبيوت، كازاً او بانزيناً، ولا ننسى ملحقاتها من قواطع الدورات والوايرات، وأما محروقاتها فستجد أرقامها ما يخوف اللبيب ويحيّر الخبير.. واليك عزيزي المواطن- وأنت مسكين- لتسمع المفاجأة.

ينطلق الحساب الذي قام به مكتب الشيخ الطائي مشكوراً من كون نفوس العراق تقارب الثلاثين مليون نسمة، وأن معدل عدد أفراد العائلة (5) أفراد، وعليه فعدد العوائل 30000000/5 = 6 مليون عائلة عراقية، افرض أن مولدة الشارع تغطي مائتي بيت- عائلة- فعليه يكون عدد المولدات 6000000/200 = 30000 مولدة تجهيز مناطقية- محلية-.

عدد الفنادق من حيث المولدات بواقع ألف فندق لكل محافظة= 18000 مولدة.

عدد دوائر الدولة 100 دائرة لكل محافظة باستثناء محافظة بغداد 300 دائرة= 100×17+300= 2000 دائرة ولكل دائرة مولدة، يضاف ألف لجميع مدارس العراق وكلياته ومعاهده= 3000 مولدة.

عدد مولدات الدور الصغيرة بواقع ثلث العوائل= 6000000/3= 2 مليون مولدة بانزين صغيرة.

عدد المولدات للدور المتوسطة كازولين بواقع سدس= 6000000/6= 1 مليون مولدة كاز صغيرة.

ملحقات المولدات العامة: يفترض أن كل مولدة توزع ل(200) عائلة كمعدل، ومعدل طول السلك الواحد (الواير) 75متر= 75×200=1500م، 1500×30000= 450000000م مجموع أطوال الأسلاك (الوايرات) المستخدمة لتوصيل الطاقة الى البيوت.

عدد قواطع الدورات والجوزات= 6 مليون قاطع وجوزة لجميع العوائل.

المحروقات كاز 10 (برميل) شهرياً لكل مولدة= 10×30000= 300000 برميل شهرياً

الدهون 40 لتر شهرياً لكل مولدة= 40×30000= 1200000 لتر شهرياً

المولدات الرسمية = 30000 مولدة

عدد القواطع 10 لكل دائرة= 10×3000= 30000 قاطع دورة

المحروقات = 10× 3000= 30000 برميل شهرياً.. الدهون = 40× 3000= 120000 لتر شهرياً

الفنادق= 10 قاطع لكل فندق× 18000= 180000 قاطع

المحروقات= 20 برميل للفندق× 18000= 360000 برميل شهرياً.. الدهون= 60 لتر×18000= 1080000 لتر شهرياً

المنازل: محروقات البانزين= 2000000× 5 لتر في اليوم× 30= 300.000.000 لتر شهرياً×12= 3.600.000.000 لتر في السنة

كاز = 1.000.000× 5 لتر في اليوم×30= 150.000.000 لتر شهرياً ×12=180.000.000 لتر في السنة

الدهون= 20.000.000×2+1000.000×4= 8.000.000 لتر شهرياً× 12= 180.000.000 لتر في السنة

التسعيرة وفق ما هو متداول في السوق: (يحسب عمر المولدات مع الملحقات بواقع عشر سنوات، وعليه تقسم كلفة المولدات والملحقات على عدد السنين)

المولدات:

محلية = 25.000.000× 30.000= 750.000 مليون دينار عراقي ÷ 10= (75.000) مليون دينار للسنة الواحدة.

دائرة = 15.000.000× 3000= 45.000 مليون دينار عراقي ÷ 10= (4.500) مليون دينار للسنة الواحدة

فنادق = 20.000.000×18.000= 360.000 مليون دينار عراقي ÷ 10= (36.000) مليون دينار

الملحقات : الاسلاك (الوايرات)= 450.000.000×500 دينار للمتر= 225.000 مليون دينار عراقي ÷ 10= (22.500) مليون دينار

قاطع دورة= (6.000.000(للدور)+180.000(10قاطع لكل مولدة)+30.000(10 قاطع لكل مولدة)) × 15.000= 93.150.000 مليون دينار ÷10= (9315000) مليون دينار،   الجوزات= 6.000.000×12.000= 72.000 مليون دينار عراقي ÷10= (7200) مليون دينار

المحروقات (للسنة الواحدة): (بمعدل 10 برميل شهرياً لمولدة المحلة والدائرة و20 برميل شهرياً لمولدة الفنادق)

كاز (للمولدات الكبيرة)=[(300.000×10)+(18.000×20)+(30.000×10)]× 150,000 دينار للبرميل= 144.000 مليون دينار عراقي×12=(1718.000) مليون دينار للسنة

كاز (مولدات صغيرة)=150.000.000× 400 دينار للتر= 135.000 مليون دينار عراقي×12= (1620.000) مليون دينار

بانزين =300.000.000×450 دينار للتر الواحد×12= (1620.000) مليون دينار

الدهون: (1.200.000+120.000+1.080.000)× 3 دينار للتر= 67.2 مليون دينار عراقي×12= (806.4) مليون دينار

مولدات المنازل (البانزين) ( يفرض عمر المولدة المنزلية 5 سنوات فتقسم اقيامها على خمسة)

= 2.000.000×250.000= 500.000 مليون دينار عراقي÷5= (100.000) مليون دينار

(الكاز)= 1.000.000× 1.000.000= 1.000.000 مليون دينار عراقي÷5= (200.000) مليون دينار

الدهون= معدل (2لتر) لمولدة البانزين و(4لتر) لمولدة الكاز بسعر 3.000 دينار للتر الواحد)

= (1.000.000×4×12)+ (2.000.000×2×12)= 96.000.000× 3.000= (288.000) مليون دينار عراقي

المجموع الكلي= (15111006) مليون دينار عراقي، معامل الاندثار (تقريبي) 20%= 3022201 مليون

إذن يكون المجموع الكلي = (18133207) مليون دينار عراقي

هكذا تساق الإبل يا سعد؟؟!! هل يعقل بلد يصرف ثمانية عشر تريليون ومائة وثلاثة وثلاثون مليار ومائتان وسبعة مليون دينار عراقي في السنة من اجل شبكة عنكبوتية لا تسمن ولا تغن من جوع، تستهلك الجيوب والأعصاب وتثير المشاكل العائلية وتذهب بميزانية الدولة، وتعطل الأعمال والمصانع ، وتوقف الزراعة وتنشر الجريمة، وتشتت العوائل و.. و..

والأدهى والأمر بأن محطات التوليد- بطاقة ميكا- تكلف حسب الأسعار العالمية 650 ألف دولار ولنفرض في ظروف العراق تكلف مليون دولار وحاجة العراق لطاقة تشغيل كاملة هي 15 الف ميكا، وعليه فالكلفة الإجمالية هي 15 مليار دولار، ويضاف إليها 6 مليار دولار لشبكة التوزيع!

لمن نشكو يا شعب!؟ الى الله المشتكى وعليه المعول في الشدة والرخاء…

مكتب الفقيه           

الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

السلام عليكم ورحمة ا… وبركاته…

من الملاحظ في الأوساط الحوزوية اختلاف العلماء في مسألة تقييم الاجتهاد، فمنهم من يشير الى شخص بأنه مجتهد ومنهم يشير الى نفس الشخص بعدم الاجتهاد، ومنه يتضح أن سعة وضيق دائرة تقييم الاجتهاد مختلفة ومنهم من يقول أن الذي يحصل على إجازة خطية من مجتهد فهو مجتهد وإلا فلا يكون مجتهداً.

سماحة الفقيه الجليل يرجى الإجابة مفصلاً على ما يلي:

1- ما هو تقييمكم لاختلاف الآراء في هذا الموضوع؟

2- ما هي ضابطة الاجتهاد على رأيكم الشريف؟

بعض من طلبة الحوزة العلمية

بسم ا… الر… الر…:

اختلاف الآراء ناشئ من اختلاف ما هو محصِّل الاجتهاد إن صفت النوايا ولم يوجد في نفوس المقيمين ما يميل بهم عن جادة الحق، كما لو كان المقيَّم منافساً لهم أو متصدياً قبلهم أو زميلاً لهم ثم سعى بهمة عالية لنيل مرتبة الاجتهاد دونهم أو لتقاطع خطوط المقيمين كما يقال وللأسف- خط فلان وخط فلان- وغيرها من المسميات التي ما انزل الله بها من سلطان.

والطريق منحصر بالاتي باعتبار أن الأثر يدل على المؤثر، وأن البحث الخارج ومستواه وعمقه ومدى ما يطرح فيه من أفكار هي ما ترشد الى اجتهاد الشخص من عدمه، ولكن يبقى كما قلت إنصاف المقيِّم وأن لا ينطلق في تقييمه من آراء مسبقة أو من جوانب نفسية تجعله يشطط عن طريق التقييم.

ويخطر في بالي أهمية وخطورة التقييم من الرواية التي طلب فتيان من الإمام الحسن عليه السلام أن يحكم بينهما بأن أيهما أحسن خطاً من الآخر، فنظر الى أبيه الأمير عليه السلام وقال الأمير له احكم يا بني فإن الله محاسبك غداً.

فإذا كان تقييم حسن الخط مما يحاسب عليه الإنسان، فكيف بتقييم اجتهاد من عدم اجتهاد شخص.

فالمسألة بحاجة الى درجة عالية من الورع والتقوى، هذا مضافاً الى ما ذكرناه في جملة من كتاباتنا من ضابط موضوعي هو كون المقيِّم ارفع درجة ومكانة علمية من المقيَّم، كالعادة الجارية في تقييم الشهادات الأكاديمية، لا أن كل من هب ودب يطلق العنان للسانه ليقيّم كيف ما شاء.

وأما الشهادة الخطية فهي طريق آخر إذا كانت ضمن ما ذكر من الضوابط، ولكنها ليست الطريق المنحصر إن لم نقل إن كاشفية البحث وعمقه هي الأكثر ضبطاً للتقييم من شهادة الاجتهاد لاحتمال وقوع الشهادة في طريق المجاملة أو الخجل من طالبها أو غيرهما من الجوانب النفسية وهذه مما لا اثر لها في البحث الخارج، ولذا جملة ممن حاضرناهم لا يملكون شهادة اجتهاد من أساتذتهم بما لا حاجة لذكر الأسماء.

وعلى ضوء ما ذكرناه فإن المقيِّم هو أولى بالرجوع إليه من المقيَّم وهذا مما لا يلتفت إليه البعض وللأسف، ولذا رفضنا أي شهادة تأتي من أي كان، وقلنا أن الميدان هو الدرس والطرح والبحث والاختبار المباشر والجواب الآني.. هذا وللكلام بقية يكفي من الجواب ما ذكر:

2) أهم ما في الضابطة التي تصفها هو ملكة الاستيلاد للأفكار والتي سماها سيدنا الشهيد الصدر (النابعية) والتي تعني فيما تعني إمكانية البحث لأية مسألة وإن لم تطرح قبل.

هذا مضافاً الى فهم عرفي وسليقة سليمة في تعاملها مع اللغة والعرف، أضف الى ذلك المرور على المسائل الأصولية وبحثها مفصلاً وإعطاء رأي في كل منها ولو على مستوى من تدريس الكفاية معمقاً كحد أدنى، وبدونه فدعوى الاجتهاد لا تساوي عندنا شيئاً.

قاسم الطائي      

7/جمادي2/1433هـ