وجهة نظرنا
هل تعلم
إننا مقصرون في أهم فرائض الله سبحانه وتعالى وندعيباننا مسلمون بل ومؤمنون والوصف الأخير لا ينطبق علينا لما ورد من إن من لا ينهىعن المنكر هو من لا دين له، ومن يرضى بالظلم، ولا ينصر المظلوم هو ظالم، واليوموقد انتشر المنكر في كل جوانب حياتنا من الكلية الى المدرسة، ومن المتنزهات الىالمستشفيات، ومن المقاهي الى الدوائر، وقد حاصرنا الى درجة كبيرة أصبح الواحد منايخاف على ابنائه وربما أكثر من بناته، ولكنه لا يفعل شيئاً أمام حركة المنكرالمتسارعة، وإذا لم يفعل وسيدخل بيته، وهو صاغر، وتتلوث عائلته وهو خامل، إنتفاعلكم للنهي عن المنكر ليس هو خارج عن دائرة اهتمامكم بل هو في وسطها لأنكمتدافعون عن قيمكم واخلاقكم وأدبكم ودينكم، بل عن عوائلكم وابنائكم قبل أن يأخذهاطوفان المنكر وقبل أن تدعون فلا يستجاب لكم.
إن مقولة ماليوهذا، وإذا أدبت ابنائي فهم محصنون، مقولة مبتورة وإن التربية لوحدها مع تلوثالمحيط الخارجي واستشراء المنكر على اكثر من صعيد لا يبقي للتربية من أثر بل يأتيعلى قلعها من الجذور، وإلا لماذا ينهى الشارع عن الهجرة الى الغرب لمعرفته التامةبأن الاجواء الاجتماعية هناك وما يصاحبها من تداول المنكرات بشكل سافر ومعلن وإنهامن الحريات الفردية التي لا يجوز عندهم مسها وإلا حاسبه قانونهم، والإنسان بطبعه مدنيواجتماعي، ومع قوة الاجواء الاجتماعية بصورها المتحللة لا نجد من أثر للتربية إلامن عصم الله.
وهل تعلم
إن بعض المناطق هنا وهناك قد هيئت لممارسة المنكراتوارتكاب الموبقات وتناول المحرمات وهي محصنة ومحمية من قبل بعض الاجهزة الرسمية،ويوفر لها كل أسباب الراحة والأمان المفقود عند عموم الشعب العراقي.
لقد فوجئنا ونحن نسمع بأن منطقة معزولة في المحافظةالكذائية وغيرها، وإذا سألت عن السبب ضاع عنك العجب، والأعجب سكوت الناس والعامةممن يرون ويغمضون ويسمعون ويصمتون، فهل أمنوا شر ذلك أم ارتابت قلوبهم في تصديقهأم ماذا؟ إنه القدر المحتم عن السكوت عن المنكر، وعدم حماية قيمنا العربيةوالاسلامية كما تدافع شعوب وحكومات الغرب عن قيمهم، وهي في نظرنا تحللية شيطانية،ومع ذلك يقدمون كل ما عندهم لأجل الحفاظ عليها ورعايتها، ومع حقانية قيمنا وشرافةقدرها وسمو اعتبارها نتركها عرضة للهتك والتجاوز، وأغرب من ذلك إنها تضرب من قبلابنائها.
وهل تعلم
إن معظم من رفض قرار مجلس الوزراء بإلغاء البطاقةالتموينية ويتباكى على حقوقه هذا الشعب هو من وقف ضد المظاهرات الجماهيرية في ساحةالتحرير قبل أكثر من عام بدعاوى كيدية فقد اصطفت احزاب سياسية وعوام جماهيريةومراجع دينية للوقوف ضدها وقبرها، وتحركت بعض الجهات للإعلام للضغط عليه لمنعه من انيعكس للخيرين ممن كانوا يطالبون بحقوق الشعب واصلاح عمل الحكومة ومكافحة الفسادوها هي الحكومة تبرر فعلها بمكافحة فساد البطاقة.
إننا نسجل ذلك للتأريخ وللأجيال بأن موقفنا كان صائباًونظرتنا كانت حكيمة، وإن مواقف الآخرين تحركها مصالحهم وربما أنانيتهم وخوفهم منأن يمتاز موقفنا بالأحقية والأسبقية، وتحقيق ما ندافع عنه للشعب المسكين، وإلا كيفيفسرون لنا تناقض مواقفهم ما بين السابق والآن لماذا وأدتهم التظاهرات الإصلاحية،وأنكرتم رفع البطاقة التموينية؟
القتل قتلان
القتل مفهوم واضح وجلي ويعني موت للكائنالحي بطريق غير طبيعي عن طريق بعض الأسباب التي توقف وحدة الروح والبدن فتتركهلترحل الى عالمها الآخر فيما يعود البدن الى أصله الذي خلق منه- وهو التراب- ((مِنْهَاخَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى [طه :55]))، وهذا النوع من القتل يسمى بالقتل المادي، لأنه يتناول الجانب الماديللإنسان، وجعله غير مهيأ للقيام بمتطلبات الروح فينفصل عنها وتنفصل عنه.. وهذاواضح.
وهناك نوع آخر من القتل وهو أقسى من الأول واشد وأمر ويعبر عنه بالقتل المعنوي، أي قتل روحه ومعنوياته وقراراته للإبداع والحركة ولكن لا بمعنى ارتحالها عن البدن وانتقالها الى عالمها الآخر، بل بمعنى شل حركتها وتقييد قدراتها من الإبداع والحركة في إنتاج الشيء الجيد والعطاء الخيّرللخلق أو الناس خاصة، فالروح تبقى في البدن وهي مقيدة أسيرة لألاعيب القتلة،وأدوات هذا النوع من القتل هي اللسان الذي يتمظهر بالإعلام، من خلال التشويه والتشويش والتهميش، بل والتدليس أحياناً على الشخصية التي يخطط لاغتيالها معنوياً،وقد تستخدم بعض أساليب الإرهاب وربما الترغيب في تسخير الوسط الشعبي والجماهيري التي تعيش في وسطه هذه الروح، وقد يستعمل ضدها الحصار المادي وانتزاع بعض مصادرتمويلها لتمشية أمورها وتسيير أفعالها، وهو عصب حركتها وإبداعها، فإذا ما نضب بفعلالفاعلين خمدت حركتها وأُكتفي من شرها كما يتوهمه الآخرون.
وغالباً ما يكون أهل الهمم العالية والدوافع النشطة هم من يتعرض لهذا النوع من الارهاب والحصار، ودائماً ما يكون اهل الحقودعاة الاصلاح ورجال العلم الحقيقي الذي يفتح افاق الحياة للاخرين ويحررهم من الطغاة والعبوديات والمغريات هم من يتعرض لاقسى انواع القتل المعنوي، ففي النص القرآني كيف يقلب فرعون الحقيقة للتشويش على موسى عليه السلام حينما يقول ((نِّي أَخَافُأَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ [غافر : 26]))نموذجاً حقانياً وصدقياً للقول المتقدم.
وعلى الدوام فإن ابطال الاتجاه الاول هم منالقيادات التي عبرنا عنها بالمصنوعة فيما ابطال الاتجاه الابداعي هو من القيادات المُبدعة، وغالباً ما توصف حركة اصلاح القيادات المبدعة بانها اظهار للفساد وشق للعصا، وتمزيق الصف وشق الحوزة، وارباك الامن الاجتماعي وزعزعة الوضع السياسي،وكيف لا توصف بذلك واصحاب الظن والمكانة لا يريد أي تغيير واي اصلاح، فقد وصف موسىبما سمعت آنفاً، ووصف الامام الحسين عليه السلام بذلك وشق عصا المسلمين والخروجعلى طاعة الخليفة، ووصف السيد الشهيد الصدر بتفريق الحوزة ولا زالت هذه النغمةسارية عند بعض الجهات الحوزوية.
وهكذا سيستمر الصراع والمواجهة بين القيادتين، المبدعة والمصنوعة، حيث تحاول الاخيرة قتل الاولى معنوياً لتُكفى شرها،وقد يصل بها الحال اذا لم تسكت الاولى وتخمد نشاطها وتشل حركتها وتقييد فعلهاارهاباً احياناً وترغيباً اخرى فقد يصل بها الحال الى التصفية الجسدية والموت اوالقتل المادي، وهذا ما حصل لابطال المواجهة من قيادات الامة كالحسين عليه السلام وهو بطل المواجهة ومؤسسها وكل الاخرين على طريقه ونهجه ومن ارادته وعزمه عقدواالهمم على مواجهة القيادات المصنوعة.
ولنا في مقطع الزيارة خير شاهد (قتل اللهامة قتلتكم بالايدي والالسن) وهو ما عبرنا عنه بالقتل المعنوي.
ولممارسات هذا القتل ميدان رحب في الحوزة وللاسف الشديد ساكتفي بذكر نماذج عاصرناها وشاهدناها.
شهيدنا الصدر شُنّت حملة شعواء ضده تسقيطاًلنجمه من كونه فقيه السلطة او الساذج او حاشاه (الاحمق)، وقد قادت هذه الحملة جهات خارجية وداخلية كان يتقدمها النظام الصدامي البغيض واساليبه الارهابية معروفة، فقداستغل حتى المدارس لتشويه صورة الشهيد، ولكن.. هل افلح؟ كلا، لأن القاعدة القرآنيةتقول ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْأَقْدَامَكُمْ [محمد : 7])) وها هو اثره ومعلمه ومرقده تختلف اليه القلوب من كل حدب وصوب مرقداً يتبرك به المريدون ويستغفر عنده المذنبون.
ومن اساليب القتل المعنوي التخويف منالاتصال بالخيرين، والالتقاء بهم، والتعرف على امكانياتهم العلمية، وقطع رواتبالحاضرين عندهم الدرس، وقد سمعت في العدد السابق من النهج ان بعض طلبتنا قد ضُغط عليه بترك المعتقل (ويقصد) حضور درسنا وبحثنا ونصرف لك الراتب، ومتى حصل فلان على الاجتهاد ومن اعطاه، وقد نسي المغفلون بأن الاجتهاد يؤخذ ولا يعطى، ويتحصل عليهالفرد بجهده العلمي وهمته واخلاصه في نيته وقصده، وإن فلان متقاطع مع فلان، وانهيتكلم على العلماء او الفقهاء، وانه عصبي المزاج، واخيراً ابدع بعضهم بأن المشي الى كربلاء مما لا ينبغي للمرجع ان يمشي لحاجة الناس اليه، وافضل جواب عن هذاالكلام ((يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ)).
فقد خلقوا اجواء ارهابية ولهم اجهزةاستخبارية لرصد كل حركة وكلمة وفعل وتصرف للخيرين واقسى ما يقع على قلوبهم لو ادعىاحد الاجتهاد او التصدي للشؤون العامة، وحوائج الناس فقد يشككون حتى بموارده اونواياه او انه يتلقى دعماً وغيرها من الاساليب التي تسقطه عن الاعتبار الاجتماعي،او من اعطاه شهادة اجتهاد وكأن الاجتهاد حكراً على آبائهم ومنطلق من انفسهم لاغير، وعلى حد المثل المصري (المية تكذب الغطاس).
فالميدان للسباق جاهز ومن يدلي بدلوه وعمقهوارائه وتحقيقاته هي من تصيب الهدف وتنمي السعي، وقد ابدع اخر في اخر ما سمعناهبأن قال: كل مجتهد محقق، وليس كل محقق مجتهد، وهذا ثاني ما يراه الاحول، فإن العكس هو الصحيح اذ ليس كل مجتهد هو من يطلق عليه المحقق، ففي تاريخ الفقه والفقهاءاثنان او ثلاثة من المجتهدين من يطلق عليهم محقق، كالمحقق الحلي، والكركي،والخوئي، والصدر الاول، فهو اطلاق يختص بأهل الابداع والتحقيق لافكار جديدة في العلوم الدينية، ولكنه تعمد العكس ليضرب به من سئل عنه من المبدعين.
ان التلاعب بالالفاظ وتغيير مواقعه اومداليلها اصبح لا ينطلي على معظم الناس بعد ازدياد وعيهم واحتكاكهم بعلماءالحوزة، وتذوقهم لبعض الاساليب، بل ومقارنتهم بين بعضهم البعض.
اننا ندعو الجميع ان يتحرروا من هذهالاساليب لتنقية الاجواء الحوزوية وهذه التنقية سوف تنسحب اكيداً على تنقيةالاجواء العامة المشحونة بمهاترات وجدالات بين الاخوان والاصدقاء او اهل المنطقة،وموظفي الدائرة في صراع جدلي حول الرجوع الى من ومن الاحق في ذلك فإن التشويش لميكن ليصل الى العامة لتمزيق الفتهم الاجتماعية لو انطلق اهل الحل والعقد من اجواءايمانية، ونوايا واقعية، ومنافسة جدية انطلاقاً من قوله تعالى ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين : 26])).
ولنلفت الجميع بأن الاوضاع والظروف الحاليةقد حكمت بأن الاعلام ممكن ان يحصل عليه الجميع، او كل واحد بامكانه ان يرد ويقولما يشاء عن الاخرين فلا سبيل الى التكتيم الاعلامي وتسميم الاجواء الاجتماعية من خلال بعض العبارات هنا وهناك فإن الاداة الاعلامية اصبحت متيسرة للكل.
فليتق الجميع في الجميع والساحة مفتوحة للكلوغير مختصة بواحد ولياخذ الجمهور من العلماء ما هو افيد وانفع لهم.. ((وَقُلِ اعْمَلُواْفَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [التوبة :105])).
بركان الطف
معنى تصيح اجاكم قابـــــــض الارواح |
مـــا تغدي الزلم والخيل من عدهه |
بالعباس محّد كابل العبــــــــــــــاس |
جــــن يوم الحساب الرعب بيدهه |
صار اعصار بالطف ونفجر بركـــــــان |
منّة الكــــــــوم لعن وكت مولدهه |
لا تكدر تردّة ولا تلاكه ويـــــــــــــاه |
ويلحكهة التولي الدبـــــر ويردهه |
يذبحهه اليردهه ويرد عمده النـــــوب |
خاف مـــن العديم الخوف لبّدهه |
تشلبت عالنخيل من ابو راس الحــــار |
اذا ضــــــــلت زلم بلكاع يمردهه |
غضب تجدح عيونة وصوتة جنّه الصور |
زكرهه ومن زكرهه الصوت حددهه |
ابن حامي الدخيل وصاح ماكو دخيـل |
فنهه الزلــم تحمي الماي وشحدهه |
من طب الشريعة انصكر حتى المــــوج |
نار البلحشة مـــن العطش عاندهه |
روت كل العطاشى ورش بكاية المــاي |
على خيـــــمة ابو السجاد بردهه |
وحول وبتسم من عدّل الكربــــــــوس |
واخذ فرس الحسـين يريد يوردهه |
تساؤلات مشروعة في أذهان الناس
س1/ سماحة المرجع الديني الفقيه ..
عدم تأثير المرجعية المتصدية بشكل كامل علىرأي السياسيين في العموم وهي قراءة لمعظم المتابعين مما جعل التداخل والتشابك بينهم معتم وضبابي في لهوات السجالات المصلحية، وزاد في الانشطار الطائفي بخطاهما المتباعدان ليستغله السياسي لمصلحته الشخصية؟
ج/ في المرجعية الدينية يوجد خطان لهما تسميات متعددة والتسميه الصحيحة في نظري هي الحوزة العاملة,والحوزة الساكتة,فاذا ما زالت الامور الى الساكتة كانت الأحداث تجري بتريث ورتابة لا جدية فيها ,وكان التجديد او الاصلاح هو سير الى المجهول, والسبب قد يكون مشتركا ولكنه بالتدقيق سبب العامة والمرتبطين بالحوزة فإنهم لم يجربوا استفزاز الحوزة لمعرفة مخزونها من العلم والمتابعة لإحداث الواقعين الداخلي والخارجي بل بقت العامة تنتظرما يسفر عن الحوزة, والحوزة بقت لا تحرك ساكنا لأنها لا تشعر بالاستفزاز والتحدي الذين يدفعانها لصناعة الحدث وانتاج الموقف ووجه ذلك ان سكوت العامة في نظرها هورضا بما هو قائم اكتفاء بما هو موجود في الرسائل العملية من اخذ بها اخذ ومن تركه اترك, وهذا المقدار يكفي لإبراء الذمة اما تحفيز العامة على صنع الحدث وانتاج الالتزام الشرعي اوالمساهمة فيه من خلال الحث على المباشرة بالأمر بالمعروف فهذا ليس من شأننا وقد يبرر بعدم مناسبة الوقت او فيه مواجهه من الجهة الرسمي او ترك الامر ليقوم بإصلاحه المصلح المنتظر وكذا قائمه من التبريرات للتقاعس وتخدير العامة.
وفي مثل هذه الاداءات قد تجد الكتل السياسية مناخا مناسبا للاحتماء بالحوزة او الاستقواء بها لمعرفتهم الكاملة بما تحمله من عناصر قوه ومنعه وقوة تأثير جبارة على الرأي العام وتوجيهه بما هو مناسب لمصالحهم .
وفي نظري هناك سبب واقعي قد لا يناسب الموقف للإسفار عنه في هذا الوقت بالذات.
س2/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
الاعتقادالسائد بوجود لغة احترافية بين بعض الأطراف الدينية وبعض الأطراف السياسية فيها تسنيداً لبعضهم البعض بمكاسب إستراتيجية على طريقة (احلب حلباً لك شطره)؟.
ج/ في مسالة العمل السياسي, بل وحتى الديني يحتاج المتصدين لهذه الشؤون الى جهات اسنادية تعزز مواقعهم في اوساطهم وتؤشرلحالة تواجد قوي في ساحاتهم, وهذه مساله طبيعية, الا المهم فيها ان تكون المكاسب وطنية عامة تنظر الى الصالح العام اولا واخيرا وقيمة الحوزة الحضارية والدينية في الاوساط الاسلامية.
س3/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
هلالتأثير الخارجي أتى أكله في الصف السياسي ليسهل على المتدخل السيطرة على قراره ،وهذا الفعل أبعده عن الطرف الحوزوي بإغراء القصدية الخارجي ؟
ج/ للتأثير الخارجي وجود اكيد في الصف السياسي, الا ان السياسي البارع هو من يستفيد من هذا التدخل باتجاه قضية الوطن والمصلحة الوطنية بدون اعطاء فرصة لهذا التأثير في التأثير على القرار الوطني السياسي, واستقلاليته والا فكل بلد لايمكنهالتخلص من تداعيات هذا التأثير ولكنه بإمكانه توجيهه بما يناسب المصلحة الوطنية,او توازن علاقات البلد من كل التدخلات الخارجية بما لايعطي فرصه لتأثيرها في القرار الوطني المستقل.
مع اعتقادي بان السياسي الذي يبتعد عن الطرف الحوزوي لذلك قليل الخبرة, ولا يعرف مداخل الامور ومخارجها في بلد مثل العراق. وعظم تأثير الحوزه في دائرة القرار فيما لو ارادت ان تتدخل او توجه اوتنصح بقوة.
س4/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
يغيرالسياسي رأيه بشكل مستمر ومتعمد ولا يثبت عليه مطلقاً ، وهذا يعطي انطباعاً بأنه يريد الإفلات من طوق الواجب المكلف به حتى من كثرة ذلك أصبح كالزئبق باتجاه الشعب؟
ج/ لسبب بسيط جداً,هو لعدم استقلاله في قرارة السياسي, او شعوره بضعف موقعة, ولو اعتمد على الشعب واقترب منه واشعرةبتقديره له لثبت في قراره وكبر في موقعة, وحسن في ادائه.
س5/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
عددمن الطلبة في أروقة الحوزة يقولون أن التناحر تسبب ببناء طوق عازل حول الزعامات الدينية بشكل غير علني اضر في الساحتين ، فجعل السياسي يسرع بخطاه نحو التفرد والتمرد؟
ج/ قد تكون مفردة التناحر مبالغ فيها, ويمكن ان يقال يوجد تشتت وتشرذم, وعدم اتفاق في خطوات ومناهج ثابته ونافعة في ظلالمصلحة الإسلامية العليا وقد تكون لاختلاف وجهات النظر الفتوائية سبب وجيه في هذاالتشتت, مع عدم تنازل البعض للبعض الاخر او قبول طرحه وفكرته العلمية .
وفي ظل هذا التشرذم قد لايستبعد ماذكرته من فعل السياسي لان التشرذم يبدد القوة ووحدة الموقف , واضعاف المنهج الكامل للاعتماد عليه.
س6/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
تحتأي عنوان استطاع السياسي من استغلال بعض رجال الدين ورأي الشارع؟
ج/ اعتقد العنوان الأبرز المعلن عنه –الدفاع عن المذهب – مع ان المذهب قائم على ساق ولا تستطيع اي قوة في الأرض إضعافهأو إرهابه, وفترة النظام العفلقي اكبر شاهد على صدق ما اقول نعم قد لا يتمظهر في بعض الاوقات بما يناسب هويته المتميز بها لقساوة الظروف او شدة بطش السلطات اوغيرها, والمذهب بدأ بأفراد والآن هو بالملايين, ويتمثل بدول وشعوب واحزاب, ومنظمات وطوائف بالرغم من كل العداء الذي وقف امامه على طول التاريخ.
س7/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
هناكرواية تقول (الأحزاب الدينية الكبيرة مدعومة بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل بعض المراجع ، مما جعل آذان السياسي مختزلة وصماء باتجاه مطالب الشعب الإصلاحية)؟.
ج/ كونها مدعومة لا يعني ان المرجعية الدينية لاتطالبها بالإصلاح وبالخدمات ورعاية مصالح الشعب, فانه بالتأكيد مطالبفيها, والمرجعية تحثه عليها الا ان مقدار الحث قد لا يصل الى درجة التأثير في رفعه للإصلاح او الرعاية, وانه لم يلزم بقوه تشعره بالتأثير السلبي عليه لو لم يطبق مارفعه شعارا او كونه اداة للمرجعية وفي خدمتها.
بعباره لم يلزم بما الزم به نفسه امامها.
س8/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
لميكن هناك مشروع واضح من المرجعية المتصدية لإلزام السياسي مراعاة مصلحة الشعب العليا ؟
ج/ لم يكن لدى المرجعية من الزام بحق السياسي الا التزامه الديني , وهذا امر بيد السياسي , وليس بيد المرجعية والزامالسياسي بطريق اخر غير عملي , نعم الزامهقد يكون بتوجيه الطبقات الشعبية بعدم انتخابه في جوله قادمه لردعه عن عدم الالتزام, او توجيه خطاب لعموم الجماهير لبيان حاله وانه لم يلتزم بتعليمات المرجعية, ومثل هذه الاساليب قد تدفع السياسي الى احترام التزاماته امام الجمهور أكثر مما كانللطبيعة الخائفة من الفشل او سقوط المحل عند نفوس الناس.
س9/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
صرحاحد السياسيين الكبار بقوله (عندما نريد أن تكون بوصلة الشارع باتجاهنا نذهب باتجاه المرجعية ، وهو من المصالح النفعية لنا) فهذه علامة استفهام كبيرة بهذاالقول؟
ج/لا بد من التزام السياسي بما التزمبه على نفسه امام المرجعية التي يدعي دعمها له, وبدون الالزم المذكور سيتخذالسياسي ثوب المرجعية لتعزيز وتحسين صورته امام الجمهور.
والسياسي النظيف لا يتفوه بمثل هذهالكلمات الا ان غرور التعالي والامن من ردود الافعال الحوزوية التي مرت بأجوبةسابقه الإشارة اليها هو من يدفع السياسي الى القول المذكور.
س10/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
منهو المسؤول عن قصور باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العملية السياسية؟
ج/ البناء الخاطئ للدولة الجديدة,والغض من المفسدين وعدم وجود قوانين واضحة لمحاسبة المنفلتين, وتوزيع دائرة القرارعلى اكثر من جهة تحت عناوين الشراكة, والمحاصصة, وغيرها من العناوين التي يتسترتحتها المفسدون.
يضاف الى ما سبق عدم انتفاض المجتمعلردع امثال هؤلاء بوسيلة اسقاط محلهم من النفوس والتشهير بهم ومساعدة السلطةالتنفيذية لمحاسبتهم.
س 11هلتتحمل القواعد الشعبية كطرف ثالث بين المرجعية والسياسي، وان كانت كذلك فما هوالواجب المناط بها؟
ج/ مر جوابه في بعض الأسئلة المتقدمة,
واضيف واجبها الارتباط بمرجعيه عاملهتراعي مصالحها وتتفقد احوالها وتكون قريبه الى عاداتها وتقاليدها, ومن نفساصولهااذ بهذا ستكون ملزمه لمراعات مصالحها وعدم التخلي عنها لان كلما ذكر ستشكلمنظومة حقوقيه متكاملة لا يمكن للمرجعية التخلص منها الا بأداء ما تستحقه الجماهيرعليها, وقد فصلنا القول حول ذلك بكتابات سابقه فراجع.
س12/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
الحاشيةالتابعة لمكاتب المرجعيات دست انفها في عجلة العملية السياسية فأصبح لهم أمراونهياً وإبداء الرأي على حساب مكاتبهم أو بعلمها .. هل هذا التصرف يكبل استقلاليةالمكاتب برأيها خصوصاً والحوزة عموماً؟
ج/ ذلك يعتمد على المكتب في كيفيةانتقائه البطانة، فعليه التحري بدقة فيما يتعلق بشأنها ومستوى انضباطها واحترامهاللمكتب الذي تمثله ومدى انقيادها لتعليماته وحرمة الخروج عنها.
وكل ذلك يعتمد على طريقة تعامل المكتبونهجه في هذا الشأن فمن يجامل على حساب ابقاء ولاءات هؤلاء بأنه سيتحركون ضمن اطارالمكتب شكلاً وضمن مصالحهم مضموناً وإن كان على حساب سمعة المكتب.
ومن يتعامل لاحترام موقعه وعظيممسؤوليته فأنه يتحرى الدقة والورع والانضباط في هؤلاء، ولا يسمح بخروج بعضهم عن ماهو ملتزم به، ومن خرج فأن مصيره الطرد أو الابعاد كي يعتبر به الآخرون ولا ينعكسسيء عمله على المكتب.
س13/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
فيظل الضغوط الهائلة والمسلطة عليها .. إلى أي مدى تستمر الحوزة الناطقة في معتركالوجود والبقاء في الساحة؟
ج/الى ان يشاء الله، وبه تختبر صدقهاونصرها للحق فأن نجحت وذللت الضغوط وسلكت بطريقها مرفوعة الرأس كانت ناصره لدينها, وان انكسرت او تراجعت انكشف لها انها كانت متوهمة في دعوى نصرتها للحق,كل ذلكانطلاقاً من النص القرآني (ان تنصروا الله ينصركم ) حيث علق نصر الله لهم علىنصرهم لله.
ومن هذا المنطلق نعرف صدق اي دعوه منكذبها.
س14/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
كثرةالمدارس الدينية والجامعات بشكل غير معهود ،وكذلك الجامعات الأهلية لبعض السياسيين، وبعضها مجهولة الدعم، فهل لذلك تأثير سلبي على الساحة العلمية؟ وما مشروعية هذه المدارس؟ وما سبب وجودها؟
ج/ تأثيرها السلبي قد يكون وقد يكونايجابياً, فان انتشارها وعدم اخضاعها لضابط عام ومنهج واضح في الحوزه يفتح المجاللمناهج واساليب قد تكون متدنية وساذجة تنعكس على الواقع العلمي للحوزة، مثل مانشاهد الان, ان بعضهم يطبع رسالة عملية وهو لم يباحث خارج – اصول الفقه – او يدرس بعمق كتاب الكفاية او الحلقة الثالثة والا كيف تكون له مباني خاصه في معظم مسائل الاصولالتي يعتمد عليها في احيان كثيره للاستنتاج الفقهي.
واما ايجابياتها من جهة خلق اجواءتنافسيه تشحذ الهمم وتطور من عمق البحث العلمي, فإن الميدان إذا اتسع أشتد التنافس وتمحض عن عباقرة بالشأن العلمي، كل ذلكشريطة عدم ارتباطها بجهات مشبوهة خارجيه,والا طغت الجوانب السلبية على الإيجابية ومشروعيتها لان طلب العلم فريضه والمفروضانها من وسائل طلب العلم وتتممّ مشروعيتها بأخذ الاذن من المرجع العامل.
س15/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
لدىبعض المرجعيات الدينية والسياسية قنوات فضائية تعمل على رأي مالكها فقط ، ولمنراها تعمل باسم الحوزة عموماً ، أو باسم جميع الأطياف السياسية ، ولم تشرك الماثلعلى قنواتها مطلقاً إلا من ترغب به ، هل هي عنصرية رأي أم تخوف من المقابل المؤثرأم كلاهما؟
ج/ مع الأسف الشعارات المرفوعة براقه والعمل بها غير موجود, وقد قلنا فيما سبق ان هذه الفضائية تكلف مبالغ طائلة, وهذهالمبالغ اما هي من الحقوق الشرعية – جدلا – واما من واردات اخرى. فعلى الاولى هي حقوق لعنوان المستحق ويدخل فيه كل الخيرين اصحاب الكلمة الطيبة والنوايا الحسنه الذين لا يجدون ما يوصل كلامهم الى الناس وبناءً عليه ان تكون الفضائية مسخرةلإيصال صوتهم.
وان كانت من واردات اخرى قد تعنون بعنون مجهول المالك فإنها ايضا تصرف على فقراء المؤمنين,ومن الفقر عدم الوسيلةالإعلامية لإيصال الاصوات الطيبة. وبناء عليه فالفضائية مشتركه عملاً وان كانت مختصةأدارة.
س16/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
الكثيرمن السياسيين تطاول وتجاوز على مقام المرجعية الرشيدة ، ولا وجود لأي رد فعل منإجماع الحوزة ولو بتصريح، فأصبح وكأنه أمر طبيعي مما يجعلها (بابوية إسلامية)وتأثيرها فقهياً فقط، والاعتقاد السائد أن هذا التطاول سببه ضعفها وعدم تجانسها ..ما هو تعليقكم؟
ج/ في مثل هذه الظروف تختبر الاراداتوالنوايا الحسنه, وبها يعرف الشجاع من غيره, وقد جعلنا الشجاعة من اهم ما يشترط فيمرجع التقليد على الاطلاق الا ان حساسيات كثيرة وحسابات ضيقة,دنيوية قد تجعل ردودالفعل باهته او منعدمه, ولعل لجهات أخرى رأياً في هذا الأمر, أو أن للإعلام دورافيه.
ولو تذكر الجميع قول الامام السجادعليه السلام ( اللهم .. اني استغفرك من مظلوم ظلم في حظرتي فلم انصره ) الامر الذي يظهر باب نصرة المظلوم واجبه, والتقصير فيها حرام, والا لا معنى للاستغفار.
مضافاً الى ما قد يحتمل في نفوس البعض – وللأسف الشديد – اتجاها يقول باندعم هذا التطاول عليه او استنكار التطاول قد يجعل منه بطلا حوزوياً أو اجتماعيا يغطي على مساحة وجوداتنا وهذا لا نسمح به.
ولكنه يطرح عندما يتعرض لاهتزاز اضيق من ذلك بقليل وفيها يعرف قيمة الموقف.
س17/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
كثرتالروايات لزعامة الحوزة في الوقت الحالي وطرحت أسماء كثيرة لهذا المطلب ،هل هذهالأسماء حاملة للشرائط؟ ومن له المأذونية بطرح هذه الأسماء؟ وتحت إي مسوغ شرعي؟وان كان الامر بهذه الصورة أصبحت خلافة متوارثة إداريا فقط ولم تستطع التجديد فيالفكر الإصلاحي بل تكون مكملة لسباق التتابع نحو الزعامة، وتكون حصراً على فئة دونالأخرى؟ وهل تنصيب الزعامة من الداخل أم من الخارج؟
ج/ مر في الأجوبة السابقة ما يرشد الى الجواب ونضيف هنا
بأن المرجعية طريق مفتوح للجميع ومنحق كل من تأكدت فقاهته واتضحت مسارات منهجه ان يتصدى للمرجعية, وهي ميدان للتسابقعلى اسس علميه بحثيه, وخصائص شخصيه ينبغي توفرها في شخص المرجع,والا كان مجتهداًلا غير وليس من حقه التصدي للمرجعية.
وهي عنصر سيّال لا يقف عند حد فمن كملت اهليته ورأى في نفسه التصدي وحقق ما يريد لا يعني وقوف المرجعية عنده ,وعدمها عند الاخر ين بل هم ايضا قد يحققون ذلك , وقد يتفوقون على الاول اويتابعونه او يقابلونه , وهذا هو الشأن منذ القديم والى الان حيث نجد في كل عصرالعديد من مراجع التقليد المتصدين للشأن العام، نعم لا تستبعد بعض التدخلاتالخارجية لتقرير رسوا لمرجعيه او تأكيدها او دعمها اعلامياً وبقوه لتثبيت عنوانهافي الساحة.
س18/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
المعاركالضارية بين الكتل على المناطق المتنازع عليها بين العرب والكرد أدى إلى عرقلةمسيرة الحكومة وتدهور الوضع الداخلي امنياً واقتصادياً، وتأثيره بالمجمل علىالمواطن، لكن .. المرجعة المتصدية لم تحسم الأمر بقرار نهائي وبقي مشوشاً،والاعتقاد أن هذا التشويش هو من أطال هذه المعارك، فما هو رأيكم بهذه القضية؟
ج/ المشكلة بالأساس من الدستور وقبلهقانون الدولة الاساس، وما لم تغير بعض بنود الدستور ويعاد صياغته من جديد فانالمشكلة ستبقى قائمه, لاتجد طريقا للحل والمسالة لا تحتاج الى مثل هذا التعقيد اذيكفي ان تصفّى النوايا وتتجه صوب بناء بلد عراقي قوي له مكانه متساوية للجميعحقوقا وواجبات, بغض النظر عن المكونات القومية او الدينية او المذهبية، وان يفهمالجميع بانها مناطق عراقية للكل حق فيها وللكل واجبات عليها وسواء كانت عند هذاالطرف اوعند ذلك غير مهم بقدر ماهو المهم التأسيس لعراق واحد يتساوى فيه الجميع,وما دعوى التنازع الا بسبب عدم الثقة فيما بين الاطراف, فقد تتخذ مسألة المناطقحجه للاستقواء او لتقرير مصير جانب ما, او لغير ذلك.
واعتقد ان الرجوع الى الادارياتالسابقة كتعداد ( 47 أو 57) وذلك كفيل بحسم المسألة ودياً ويأخذ كل ذي حق حقه, معان الحق للجميع ما دام العراق واحد. وهو لكل بلا امتياز لجانب على حساب اخر.
س19/سماحة المرجع الديني الفقيه ..
ظهرتمعركه من نوع جديد فيها كسر للعظم وهي تسقيط احدهم للآخر بشكل مباشر وصريح .. بانفلان عندنا ليس بمجتهد, وكذلك الاتباع والمقلدين ينظر احدهم للآخر كأعداء … هليتكلمون بدلالة الحجيه ام بدراسة تحليليه للتقريرات ام اجتهاد مبطن ورائه غايهمقصودة ؟
ج/ ليس من حق اي احد تقييم اجتهادالاخر الا اذا كان بمستوى متيقن من الاجتهاد والممارسة العلمية الاستنباطية, ومماتشهد له الساحتين العلمية والحوزوية وبعبارة أن يكون المقيُم اعلى كعبا علميا من المقيًم, ومن هنا فانه ليس منحق كل من هب ودب ان يرفع صوته بالتقييم ,وهذه حال معمول بها في كل الاعراف العلمية,فمقدم شهادة الماجستير مثلا تشكل لجنه من كبار الأساتذة لتقييم رسالته واعطائهالدرجة.
ومعظم المقيُمين لا يملكون هذا الضابطمضافا الى انطلاقهم في تقييماتهم من جوانب مصلحيه او فقيه تجعلهم يبتعدون في احيانكثيرة عن جادة الصواب.
نعم الضوابط التقييميه قد تختلف منشخص الى اخر, ولكنها ينبغي ان تخضع في تقييماتها لما ذكرناه انفاً.
صبر الحسين (عليه السلام
يضربون المثل للصبر بس بــــــــيوب |
وأيـــوب اشتكة من مسّه حيل الضر |
وحكّمنه العقل بين الشهيد حسيـــن |
وبـــــــين الانبياء بالصبر ياهو اكثر |
جاوبنة العقل كامل سليــــــم الذات |
شــــــــــافي بالجواب وابد ما أخر |
صلى اعلى النبي والعتره كلهة ويــاه |
الالهم الباري من الرجــــــس طهر |
ابو السجاد بالسيف اعتنة الميــــدان |
وموسى من سعت عصاته منهة ادبر |
ولا هارون الموسى مثل عبــــــــــاس |
حمل اعظم لواء لحسيـــــن ما قصر |
نوح النبي ما ركب ابنه ويــــــــــاه |
ولا عدّة ولد يشبه علـــــــي الاكبر |
ويونس ما ثبت من جذّبوه الكـــــوم |
سبّح بالظلام ونجة مــــــن استغفر |
وابراهيم صادق يذبح اسماعيـــــــل |
لجن ما حزّت السجيـــــن بالمنحر |
وعبد الله الرضيع انذبح بيد حسيـن |
النبلة بوريده اعلى السبـــــط فرفر |
ابو الحسنين مسلم كبل كل النــاس |
وما اسلم وكافــــــــر دوم ضل آزر |
اصنام الكفر حطّمهن ابراهيـــــــــم |
بس مو بالعلن حطّمهن بكــــل سر |
وعلى متون النبي صاعد علي الكرار |
وعلى عيـــــون الملأ حطّمهن وكبّر |
بن يعكوب يوسف ما كلاه الذيــب |
وبيّضن عيونه الوالـــــــــد ومكدر |
وبن مريم العذرة بالوزارة يصيــــــر |
لبن حسين عد المهـــدي من يظهر |
ياهو من الانبياء جده مثل ياسيـــن |
ويـاهو من الانبياء عودة مثل حيدر |
وياهو الي يهز مهدة الملك جبريـــل |
وياهــــو من الانبياء امة مثل كوثر |
بخت عدّ الموالي المخلـــــص المولاه |
ولا شفــــت الموالي يحرّف او زور |
صبر الناس كلهة بكفة بالميــــــزان |
وعشر صبر الحسين بكفة ما يخسر |
سماحة المرجعالديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)
السلام عليكمورحمة ا… وبركاته…
بعدأن بيّنتم ضوابط الأعلمية أوفى بيان وبشكل سلس وبمتناول أيدي العامة بعدما كانتمفهوماً غائماً عجزت الخاصة عن الولوج في غمراته، وقضية تمييز الأعلم كادت أن تكونمستحيلة لولا تذليلكم الصعاب في طريق الباحثين عنها.
ظهرإشكال جديد مفاده أن الأعلم هو الأقرب إصابة للواقع، والواقع هو اللوح الواقعيالثابت المحفوظ عند المولى تبارك وتعالى غير المكشوف إلا للمعصومين عليهم السلام،أما الفقهاء فمحجوب عنهم، فكيف أمكن لهم أن تكون أحكامهم مصيبة للواقع أو قريبةمنه؟
ولوأمكنهم النظر الى الواقع لما احتجنا الى الأحكام الظاهرية أساساً، ولما كان هنالكحاجة الى وجوب تقليد الأعلم ما دام الواقع في متناول الفقهاء وكل منهم ينهل منهعلى حدٍ سواء؟
شيخناالمبجل.. أفيضوا علينا من نور علمكم وأضيئوا دروب السائلين
الشيخ
علاء الكعبي
بسم ا… الر… الر…:
قولهم اقرب الى الواقع ليس هوالواقع الحقيقي الثابت في اللوح المحفوظ بل يقصدون الواقع التعبدي التنزيلي بماأدت إليها الأخبار، وهذا الواقع التنزيلي قد يصيب الواقع الحقيقي وقد يخطئه،وحينئذ يعود الأشكال جذعاً باعتبار أن الإصابة وعدمها غير معلومة للمستنبط. وعليهفتبقى عبارة الأقرب لا موضوع لها.
اللهم إلا أن يراد بها من كانأدق في النظر وفي تطبيق كبريات الأصول على صغيراتها في الفقه، هو من كان اقربللإصابة، ولكن عليهم أن يقولوا ذلك لا أن يضمّنوا الرسائل العملية العبارةالمذكورة- الأقرب الى الواقع- وحل ذلك هو بإمكان القول بأن الواقع ليس واحداً بلمتعدداً كما ذهب الى ذلك بعض المعاصرين، ومع القبول بذلك تكون كل قراءة للنصالديني شريطة اعتمادها على منهج علمي صحيح ومبرهن عليه هي قراءة واقعية بعد فرضتعدد الواقع وقبول ذلك.
وإشكاله حينئذٍ هو أنه لا يعرفالأعلم، لأن كل احد يكون قريباً الى الواقع لا أنه اقرب من غيره.
وأما الأعلمية ففي نظري ضابطهاالدقة في فهم النص الديني والخبرة في الأعراف الحالية والسابقة لمعرفة معاريض كلامالإمام عليه السلام وأوجهه، كما هو نص بعض الروايات (الفقيه كل الفقيه من فهممعاريض كلامنا) ومع الضابطة الشرعية لا معنى لوضع ضابطة عرفية في مقابلها، كمايصنع بعض الفقهاء.
قاسمالطائي
5/ذو الحجة/1433