You are currently viewing نشــــــرة النهـــــــــج العــــــدد    94

نشــــــرة النهـــــــــج العــــــدد 94

  

الهرج والمرج

يسمع معظم المتدينينممن يعتقدون بالإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف وبالخصوص من خطباء المنبر الحسينياو قد قرأوا ان من علامات الظهور ان يكون بين الناس الهرج والمرج الذي يعني الفوضىغير المنضبطة والتي لا تقع تحت اتجاه محدد بل هي تتحرك بمختلف الاتجاهات في حركة اميبيةلا يمكن قراءتها بدقة لأنها سرعان ما تحول حركتها باتجاه اخر لأسباب عديدة اوضحها:منها انها فوضى بلا اساس بل هي فوضى لمجرد الفوضى ليس الا، وبهذا تكون عصية على الفهمالصحيح والقراءة الواعية لها التي تحدد طريقة التعامل معها بشكل احتوائي في اقل خسارةممكنة، ومنها انها مخلوقة من العديد من رؤوس الفتنة وارباك الواقع الاجتماعي والامنيلحسابات سياسية او اطماع تاريخية او احقاد طائفية او استفزازات حكومية او.. او..

ومن هنا قد يميلالبعض وهو يرى هذه الفوضى ان زمن الظهور الميمون قد اقترب وأن الفرج قد يلوح في الافقوفي مثل هذه الاجواء تنشط دعوات المهدوية ومدعي انصار الامام المهدي عجل الله فرجهتحت عناوين عديدة معظمها مدعومة ممن يخلقون الفوضى ويحركون خطوطها، وخطورة هذه الدعواتانها تدعي ارتباطها بالإمام المنتظر عجل الله فرجه وبالتالي سيكون الرد عليها او مواجهتهاعلمياً- ان كانت تملك اساساً علمياً واغلبها ان لم يكن جميعها تخلو منه- امراً في غايةالصعوبة لما يمثله من جهة بعض الجهلة انه مجازفة غير محدودة وأنه وقوف بصف معادي للإمامعليه السلام.

ومن هذا وذاكتزداد الفوضى هيجاناً وعلاجها تعقيداً بعد ان تركت تتحرك في حرية زائدة وغير مستحقةواصبح لها انصار واعوان ودعاة وداعمين وتداعيات خارجية وتدخلات اقليمية.

ومن الضروري التنبيهعلى خطورة مواجهة الفوضى بالقوة التي قد تزيدها اتساعاً وتنشرها مساحة يصعب على ايةقدرة عسكرية احتوائها فضلاً عن القضاء عليها.

ونشير مختصراًالى الحل المنطلق من دراسة اسبابها ومناشئها لينطلق من خلال العلاج لا من نتائجها واثارهامن دون ان ينال العلاج اسبابها فإن ذلك ادعى الى تخديرها مدة ثم تصحو من جديد بعد حين،ثم تعطيل وسائل استمرارها وديمومتها ومنابت تغذيتها ثم محاصرة مواقعها ثم وضع الاصلاحاتالمناسبة لقتل مبرراتها على ان يشترك الجميع في العلاج، واول المشتركين بل الواجب عليهمعلماء الدين ممن يسمع لقولهم ويؤخذ برأيهم ويعلق على افكارهم ويحترم وجهات نظرهم، وامامن لم يسمع لهم القول فسكوتهم معذور وهو ابلغ من الكلام.

 

مـــــــقارنــــة

في مقارنة بين التظاهرات التي خرجت في (25/ شباط/2011)وبين التظاهرات التي تشهدها بعض مناطق العراق منذ بداية العام الحالي وهي الى الانمستمرة ولا يعلم نهايتها الا الله تعالى، سنسلط الضوء على بعض النقاط المهمة والفارقةبين التظاهرتين.

النقطة الاولى: طرفا التظاهرتين

التظاهرة الاولى لم تكن معنونة بعنوان معين وغيرمنسوبة الى طائفة دون اخرى ولم تكن مقتصرة على منطقة دون اخرى بل ظهرت في اغلب مناطقالعراق بخلاف التظاهرة الحالية فقد تحددت بمناطق معينة وانتسبت لطائفة معينة وواقعهاشاهد على ذلك.

النقطة الثانية: رد فعل الحكومة

اختلف اسلوب التعامل من قبل الحكومة مع التظاهرتين،ففي التظاهرة الاولى بادرت الحكومة باستخدام القوة ضد المتظاهرين من خلال زج قوات مكافحةالشغب لقطع الطرق ومحاصرة الساحات العامة وانتشار نقاط التفتيش في كل مكان مانعة مندخول حتى العصي التي كان يستخدمها المتظاهرون لرفع اللافتات التي تحمل مطالبهم المشروعةواستنفار الاجهزة الامنية والجيش بشكل مخيف، ولم تبادر الحكومة بإرسال اي وفد او لجنةللاستماع لمطالب المتظاهرين مكتفية بإعلان الاصلاح في ظرف مئة يوم.

بينما في التظاهرة الثانية فقد فتحت المجال والحريةللمتظاهرين بالخروج والتنقل وبادرت بتشكيل لجنة رفيعة المستوى للاستماع لمطالب المتظاهرينوباشرت بالتنفيذ في مدة قصيرة.

النقطة الثالثة: المطالب المعلنة في التظاهرتين

في الاولى كانت المطالب الجماهيرية المعلنة هيالمطالبة بالإصلاح ومحاسبة المفسدين وتوفير مفردات البطاقة التموينية والقضاء على البطالةواطلاق سراح الابرياء وتحسين الخدمات ومعاقبة العناصر الارهابية التي ثبت جرمها بحقابناء الشعب العراقي.

بينما نجد مطالب التظاهرات الاخيرة متمثلة بإسقاطالحكومة والغاء المادة القانونية (4ارهاب) والغاء قانون اجتثاث البعث واطلاق سراح السجناءمن الرجال والنساء وبعض المطالب الاخرى الخاصة بهمم.

النقطة الرابعة: حدود المشاركة الجماهيرية فيالتظاهرتين

في الاولى كانت المشاركة والخروج في اغلب المحافظاتالعراقية ومن كل الطوائف وبنفس المطالب المعلنة ولم تكن محددة بمحافظة او بفئة او طائفةمعينة.

بينما في التظاهرات الاخيرة فقد خرجت في مناطقمحدودة وبمشاركة طائفة معينة وبمطالب اغلبها تخص ابناء تلك الطائفة والمحافظة.

النقطة الخامسة: مواقف المرجعية الدينية في النجفالأشرف تجاه التظاهرتين

في الاولى وما تحمله من مطالب مشروعة تخدم عمومابناء الشعب العراقي ومطالبها بالإصلاح وتوفير الامن والخدمات وغيرها الا ان ردود افعالالمرجعية الدينية كانت متباينة والاغلب منها كان سلبياً ولم نجد منهم ممن ايدها بقوةسوى موقف سماحة الشيخ الفقيه قاسم الطائي (دام ظله) الذي كان من الداعمين لها والمطالبينبتنفيذ مطالب المتظاهرين فيها.

بينما في التظاهرة الاخيرة لم نر من المرجعيةموقفاً واضحاً او بياناً محدداً سوى سماحة الشيخ الفقيه قاسم الطائي الذي اصدر بياناًبعنوان (الضبط السلوكي) وآخر بعنوان (محاصرة الفتنة) وغيرها، مع ان التحركات التي حصلتمؤخراً حملت مؤشرات خطيرة ولو على المستوى البعيد خصوصاً مع ملاحظة ان هناك تظاهراتخرجت في بعض المناطق كانت تحمل شعارات مؤيدة للحكومة وساندة لها في قبال تلك التظاهراتالقائمة الان وما يحمله ذلك من ابعاد سلبية على عموم ابناء البلد، وفي هكذا مؤشراتلابد للمرجعية من موقف واضح وصريح ترشد فيه اتباعها وعموم ابناء الشعب العراقي الىما يمكن ان يقيهم شر الفتن والنزعات الطائفية.

النقطة السادسة: النصائح والحلول

في كل ازمة يمر بها البلد لابد من طرح الحلولوابداء النصح لأهل الحل والعقيد فيه او لكل الاطراف بشكل عام من قبل علماء الامة واهلالعقل فيها، وعند متابعة هذه الاحداث الاخيرة وما سبقها نجد ان المرجع الفقيه الطائي(دام ظله) من السابقين بل في صدارة من يبدي النصح ويطرح الحلول المناسبة بدافع المسؤوليةوالحرص والحس الوطني وقد اشار في معرض نصائحه الى خطورة هذا الوضع وأن البلاد مهددةللانجرار الى مصير مشابه لما يحصل في سوريا ولكن كلامه لم يكن مقبولاً في بادئ الامرعند الكثيرين ولكن بعد تسارع الاحداث قد يفهم المتابع لها بأن هذا الاحتمال مخطط لهمن قبل البعض.

النقطة السابعة: ماذا بعد التظاهرات

قد يتوقع الكثير منا بعض النتائج لهذه التظاهراتواحداث قد تأتي لم تكن في الحسبان ومستجدات يمكن توقعها من خلال متابعة ما يجري فيهالكن النتائج النهائية موكولة للأيام فهي كفيلة بكشفها.

بينما افرزت التظاهرات السابقة التزام الحكومةبعودة بعض مفردات البطاقة التموينية، واندفاع الحكومة في فتح ملفات الفساد والتعريضبالمفسدين ولو اعلامياً للضغط الشعبي الذي افرزته التظاهرة مع تأكيدها على صيانة النظامالسياسي من دون اهتزاز بل ترميم بعض اسسه ادامة لبقائه في خطوة لم يفهمها معظم الساسة.

السيد     

حسينالحسيني

 

كلماتفي الفتنة

– الفتنة اذااقبلت شبّهت واذا ادبرت نبّهت وحينها يقول البعض يا ليتني لم اتخذ فلاناً خليلا.

– الفتنة تغيرالاوضاع الاجتماعية فينزل من ركب موجها ويبرز من كمن لإشعالها.

– الفتنة ميزانلوطنية الفرد واختبار لدينه وتقواه اذا احسن التعامل معها.

– الفتنة لا تبقيولا تذر ولا يعرف لها مصير الا مصيراً واحداً، وهو الخراب.

– الفتنة اشعالهاسهل واطفاؤها صعب، حينها يقال (ولات حين مناص).

– الفتنة لعبةالحمقى والجهال واستعراض للغباء والمنكرات.

– الفتنة موضةالفاشلين وتخدير بل وتغرير المتسكعين.

– الفتنة اسعادللأعداء وابكاء للاحبة والاقرباء.

– الفتنة حمّالةوجوه اوسطها عدم التعاطي معها.

– الفتنة تثويرالاغبياء وعلاج العقلاء.

 

احــــــــــــــــذر

  • احذر من تصاعد المظاهرات وتصاعد خطابها واستعمال تسميات لصلاةالجمعة على غرار ما حصل في الدول العربية ذات ما يسمى بالربيع العربي والذي بانت الاشواكفيه قبل اخضرار اوراقه وتصاعد نسماته وفي ذلك يكون الحذر واجباً بل واكثر من جهة انحركة التظاهرات متمظهرة بمظهر واحد وسياق معد سلفاً، وفي ذلك اشارة واضحة الى ان منيقف وراءها هو نفسه من يقف وراء الجميع وأن له غاية وغرضاً يريد تحقيقه من خلالها والافما يفسر بتعثر الاوضاع في مصر وتونس وليبيا واليمن، وكل يوم نشهد المزيد من المواجهاتوالاصطدامات بين الجمهور وسلطته المنتخبة، وانهم وقعوا في نفس الفخ الذي من اجله وقفواوتظاهروا ضد الانظمة السابقة.

2) احذر من كلالاغذية المستوردة والمعلبة بالخصوص فإنها مضافاً الى انتهاء مدة صلاحيتها بوسيلة لصقشريط جديد بتاريخ حديث، فإن المواد الحافظة فيها مسرطنة كما اكده بعض اهل الاختصاصمن الاطباء، وأن معظمها غير صالح للاستهلاك البشري وانها لا تخضع للفحص المطلوب مناجهزة السيطرة والتقييس في المحافظات او في المنافذ الحدودية لاشتغال الرشوة بقوة وسعةوانتشار تشمل الجميع ممن فيها الا ما ندر وهم لا حول لهم ولا قوة، هذا ناهيك عن انبعض ما يستورد من مواد الشاي وغيرها فهو مسرطن وبقصد سيء من قبل الجهات المصدرة لهذهالمواد الى العراق لضعف اجراءات قانونية محاسبتها على الحكومة اتخاذها بحق مثل هذهالدول المصدرة.

3) ليحذر ابناءناوشبابنا الاعزاء من ركوب الدراجات النارية الصغيرة المستوردة من اليابان لاكتشاف مفارزالتفتيش في منافذنا الحدودية احتوائها على اشعاعات نووية وإن لم تلتزم بفحص الجهاتالاولى بل وتعدى الامر الى فصلهم من عملهم او نقلهم الى مواقع اخرى ليضطر البعض منهمالى ترك وظيفته ان لم يدخل في ذلك السلك العام.كما ونحذر منالملابس الضيقة والحاصرة لمنطقة الحوض والمميزة للأعضاء الجنسية فإنها مضافاً الى حرمتهانتيجة لذلك فإنها تسبب ولو على المدى البعيد التخنث لأبنائنا او العقم لهم، وبإمكانكل شخص التحري عن ذلك.

4) ليحذر اصحابالدور والمحلات التي تستخدم المدافئ النفطية بأن النفط المجهز مغشوش ومخلوط بالماءمما يسبب تلف (الفتيلة) وتعطيل الحلقة المسننة للمدفأة، واما من يغش فلا يعلم فقد يكونالمجهز للمواطنين وقد يكون المجهز من قبل محطات التجهيز، وذلك لا يهم، بل المهم الحذرمن استعماله في المدافئ النفطية لإتلافها الجزء المشتعل، وبمعادلة بسيطة يمكن حسابمقدار الاموال التي تهدر من جراء هذا الغش النفطي بواقع مدفأتين لكل بيت من معظم العراقيينبواقع خمسة افراد للبيت الواحد، بواقع 25 مليون شخص عدد سكان العراق.

5) ان يحذر شبابنامن تناول الحبوب المهدئة او المسكنة فقد تكون مخدرة وتعطى كفخ للشاب الذي إن تناولواحدة منها ادمن لا محالة على غيرها وهكذا، وهي سموم مميتة محرمة شرعاً ومدمرة صحةومفسدة اموالاً، ومهما يكن فإن تناول اي قرص ينبغي ان يكون من خلال استشارة الطبيبخاصة، حتى الصيدلاني لا يؤخذ برأيه لما وجدناه من بعض الصيادلة وللأسف يتاجرون بهذهالسموم ولكنهم قلة جداً.

6) نحذر من مايسمى الاستثمار فإنه بحقيقة امره توزيعاً واقطاعاً للأراضي على مسؤولي الدولة واقربائهموما يزيد في الامر تحذيراً ان الاستثمار هو جلب اموال خارجة لتعمل داخل البلد تنشيطاًللحركة الاقتصادية، وما يحصل عندنا هو اقطاعاً للأراضي وتسليفاً لأموال الدولة، وأينهذا من الاستثمار المراد به جلب رؤوس اموال تعمل في البلد وليس اموال البلد تتحرك بأيديالمسؤولين وذويهم، ناهيك عن الاراضي.. ولها حديث آخر

 

من المؤسف للإنسان..

ان ينزو على جنسه الذكر على الذكر والانثى علىالانثى في فعل شيطاني لا نجده عند الحيوانات ولم نسمع به عند غير البشر وقد يمارس العمليةالجنسية مع احد ارحامه في مشهد لا نجده عند الحيوانات الاخرى، ومن الطريف ان اروي هذهالرواية، فقد استغفل ثور فضرب امه بعد ان غطي وجهها وعند انتهاء الضرب ورفع الغطاءعن رأس الانثى وجدها امه فهاج مدمراً كل ما يجده امامه من الانسان وغيره حتى صعب السيطرةعليه الا بالاستعانة بأفراد الشرطة ورميه بالرصاص ثم ذبحه (الحادث في حي العامل عام1967).

ان التناحر والتنافس المؤدي الى القتل والدماربين الانسان ولأسباب تافهة لا اثر له في عالم الحيوانات الا في بعضها واذا وجد فهوبين حيوانين من اجل الفوز بجائزة الاستفراد بالأنثى او لغيره بما لا يؤدي الى الدماروالقتل الجماعي رغبة في القتل والدمار واهلاك الحرث والنسل، وفي عالم الحيوانات فإنالواحد منهم يقتل من يعتدي عليه خاصة دون غيره من افراد الحيوان المعتدي، وفي الانساننلحظ ان الشيطان يثوّر فيه ملكة الانتقام من غير القاتل وقد يتجاوز اكثر من الواحد.

 الانسانعموماً الا ما ندر يقع في الحسد متمنياً زوال نعمة الاخر لا لشيء يكسبه من ذلك بل لمجردانه يتأذى لرؤية النعمة عند غيره، فيما الحيوانات بعامها تغبط غيرها من افراد جنسهالأنها ستجد نفسها في رعاية صاحب النعمة وحمايته، فقد استفادت من وفور النعمة عنده فيماالانسان يتأذى ويضر غيره عند رؤية النعمة عليه، والاولى له ان يغبطه ويتمنى لنفسه نفسالنعمة التي للغير او يدعو له ببقائها لأن خيرها سيعمه ولو من جانب غير محسوس ولا ملتفتاليه، وفي الحيوان تلتف البقية من افراد النوع حول صاحب النعمة رعاية وحماية للنعمةوتقوية لشوكة صاحبها، بينما الانسان ينفر منه ويحاول ازالة نعمته باستدعاء الاخرينضده.

4) الانسان يستخدمفي مشروباته او شمومه السموم التي تؤدي بحياته الى الهلاك بعد ضعف قواه واضطراب احوالهوسلوكياته كما تجده في تناوله المشروبات الكحولية والمساحيق المخدرة، وهو يعلم بأضرارهاالعظيمة على صحته وحياته فيما يبتعد الحيوان بعيداً عن تناول امثال هذه السموم في اطارحياته الخاصة وهو بذلك يحترم حياته ويصون صحته بخلاف الانسان عندما يغيب عقله وتعملشهوته فيما تراه مناسباً لها وإن منع عنه العقل ولكنه مع طغيان الشهوة والهوى غائببالتمام بل وأسير امام الهوى، وصدق الامير عليه السلام (كم من عقل أسير بيد هوى امير).

5) عندما تتعرضحياة الانسان الاجتماعية للخطر من جراء انتشار المنكرات وغياب المعروفات لا يحرك لذلكساكناً ولا يتفاعل سعياً لاقبار المنكرات ونشر المعروفات وهو يغري نفسه (عليّ نفسيوما عليّ من الغير) ولو التفت الى ان المنكر سيزحف الى داره والمعروف سيغيب عن سلوكهلما تنكب جانباً وحينما يطرق بابه المنكر وينحرف اولاده يعض على يديه ندماً وينتفضغيظاً لغسل شرفه الذي دنسه المنكر بزحفه على داره ودخوله بغير استئذان بعدما وجد انصاحب الدار في اهماله قابع وفي اهوائه دائر، ولو التفت انه بدفع المنكر ونشر المعروفانه يمنع عن نفسه واولاده اثار المنكراتوغياب المعروفات لما قبع ساكتاً واثنى عطفهمولياً عن الواجب العرفي والعقلائي والانساني.

بينما لا نجدفي عالم الحيوانات الا الدفاع عن حضرة حياتها في ان تتلوث او تقع في موضع الحاجة والضررفهي تامر بالمعروف على مستوى وعيها فتجمع غذاؤها وقت شتاءها نلاحظه ظاهراً في عالمالنمل وكيف يصطف الجمع آمراً بتوفير مؤنتها ليوم فاقتها، وكذا في عالم النحل بل فيعالم الحيوانات غالباً، لا يقول  الواحد منهمما يقوله الانسان (عليّ نفسي….).

))أَمْ تَحْسَبُأَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأنْعَامِ بَلْهُمْ أَضَلُّ سَبِيلا)).

 

لا تستغرب

ليس من الغريبان نجد بعد اطلاع ومتابعة لأحداث التاريخ الانساني ضمن المقدار الممكن، ان اكبر سرقةللأموال العامة في التاريخ هي ما تحصل في العراق والتي ينبغي ان يعتبر من الارقام القياسيةضمن موسوعة غينيس، بل لا نبالغ ان قلنا بعد ما سمعنا وراقبنا واطلعنا على اراء السياسيينورجال الدولة في مفاصلها المختلفة نزولاً الى درجة المهندس بعنوان مدير مشروع او طبيببعنوان مدير مستشفى او اداري بعنوان مدير ادارة وهكذا، ان مجموع السرقات في تاريخ العالمولجميع أُممه وبلدانه لا تصل في مجموعها الى مقدار السرقات الحاصلة عندنا في العراقفي هذه السنوات العشر، ولعل الحرمان الماضي والحسرة السابقة واللوعة في الحرمان هيما دفعت الى هذه النتيجة، او لعل ضعف الاجراءات الحسابية في معاقبة السراق، او لعلفتوى مجهول المالك للمال العام هي من اهم اسباب هذه الجرائم.

((قَالَ إِنَّمَاأُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِنْدِي))

 

تنبهوا واستفيقواأيها العرب        فقد طمى الخطب حتى غاصت الركب

فيم التعلل بالآمالتخدعكم          وأنتمبين راحات الفنا سلب

الله أكبر ماهذا المنام فقد           شكاكم المهد واشتاقتكم الترب

كم تظلمون ولستمتشتكون وكم    تستغضبون فلا يبدو لكم غضب

ألفتم الهون حتىصار عندكم       طبعاً وبعض طباع المرء مكتسب

وفارقتكم لطولالذل نخوتكم        فليس يؤلمكم خسف ولا عطب

لله صبركم لوأن صبركم           في ملتقى الخيل حين الخيل تضطرب

كم بين صبر غداللذل مجتلباً       وبين صبر غدا للعز يحتلب

 

ابراهيم اليازجي

 

{إِنْ يَنْصُرْكُمُاللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْمِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران:160]  الى سماحة المجاهد اية الله العظمى حجةالاسلام والمسلمين الشيخ قاسم الطائي (اعزه الله). بإسم مجاهدي لواء ابي الفضل العباس(ع) المكلف من الله لحماية مقام السيدة زينب (ع) وما حوله نشكر الله لسماحتكم لأنكمالمرجعية الوحيدة التي وقفت وقفة شرف مع المجاهدين وهذا من شيم متبعي مدرسة آل محمد(ص) والله يشهد وكفى بالله شهيدا انكم نصرتوا الحق .. امس واليوم. ونحن من هنا من ساحةالجهاد الاصغر نسأل الله بسر فاطمة (ع) ان يحفظكم من كل مكروه ويمن عليكم بالشهادةفي سبيله لأنكم نصرتوا آل محمد (ص) ومن ينصر آل محمد (ص) ينصر الله سبحانه ونسأل اللهلكم ان يحشركم في زمرة محمد وآل محمد يا ابن محمد المصطفى (ص) وابن علي المرتضى (ع)نحن لا نملك الا الدعاء لكم والله يعلم ونحن نعلم انكم لم ولن تنسوا اخوانكم الممجاهدين الغرباء .. وجزاكم الله خير جزاء المحسنين. اخوانك في الله          . لواء ابي الفضل العباس عليه السلام

 

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

السلام عليكمورحمة ا… وبركاته…

بين الحين والاخرتخرج الينا دعوى ناصبية وهذا ليس بالديدن الجديد، ولكن ما يقرح الفؤاد هو ما يصدر ممنيُحسب على المذهب الحق مذهب اهل البيت عليهم السلام وبالتالي تحريف المسار وتشويه الواقع،وها هو السيد حسن الكشميري في كتابه (جولة في دهاليز مظلمة ص194) يدلي بدوله فيقول:

(لقد قلت واقولبكل وضوح واوجه خطابي لكل عاقل حر يفهم الحياة وحركتها بعيداً عن الانفعالات العاطفية،بأن المذهب الشيعي الاثنا عشري المتداول الان هو ليس المذهب الواقعي الاصيل.

ان 80% من عباداتنا،طقوسنا، شعاراتنا، تراثنا، رواياتنا، ادعيتنا، مستحباتنا و.. و.. و.. كلها اضافات ودخيلة،وقد تسللت لمذهبنا عبر زمر وعصابات وجماعات تتاجر بالدين والمذهب والتقدس المصطنع ثمرويداً رويداً يصبح جزءً من المذهب الشيعي.

ان مذهبنا الاصيلهو غير هذا، وقد تمت سرقته بشكل ممتاز ودقيق.

اما مرجعياتناالمذهبية فهي في واقعها غير المطروحة الان ولو سلمنا جدلاً بقبولها الا انها محتكرةمنذ اكثر من قرن ونصف لعرقٍ معين ولصالح جماعات وكيانات، هذا هو واقع الامور فافهم..انتهى).

والسؤال هو: ماهو رأيكم بهذا الادعاء وصاحبه؟ وعلى ماذا ينبئ؟

جزاكم الله خيرجزاء المحسنين..

منتظر الاسدي

بسم ا… الر…الر…:

الاطار العام لهذه الكتابات عدة امور.

1) معظمها قراءاتتعميمية على كل عنوان المرجعية من خلال بعض الاحداث غير الصحيحة، وفي هذا ضيق في افقهذه القراءة اذ من غير الانصاف التعميم مع فرض الخلل في بعض المواقع، ولو التفت الكاتبويفترض انه متدين يكون قد اطلع على قوله تعالى {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الزمر: 7]، لما قام بالتعميم ولانصف وذكر الخلل في موقعه ليس الا.

2) انها قراءاتتقليدية في اطارها العام لما حصل للكنيسة في القرون الوسطى وانها كانت تمثل عقبة امامالعقل البشري وانطلاقه لاستكشاف اسرار الحياة وتطويع الطبيعة لخدمة الانسان وهي مقايسةباطلة ولا معنى لها للفارق بين الكنيسة وبين المرجعية ودورها وادائها، بل وثوريتهافي استنهاض الانسان وتحريره من قيود الجهل والتخلف، وهما في بيئتين متفاوتتين جملةوتفصيلا، واسراء حكم الاولى الى الثانية تجرّي وافتراء.

3) انها قراراتتخلط بشكل واضح بين العنوان والمعنون، وتعطي ما للمعنون الى العنوان وبالتالي تعطيتصوراً خاطئاً عن العنوان من خلال اداء بعض المعنونين وتقصيرهم، فالمرجعية كعنوان شيءوالمرجع المعنون بهذا العنوان شيء اخر، ومن غير الصحيح والواقعي ان تسحب هفوات واخطاء-لو وجدت- من المعنون الى العنوان، فإن العنوان لا يتحدد من خلال معنونه بل المعنونيفترض ان يكون على مستوى موقعية العنوان، خذ مثلاً الخلافة كعنوان والخليفة كمالئ لهذاالعنوان شيء اخر، فاذا ما اخطأ الخليفة لا معنى لأن يسحب الخطأ الى الخلافة، ولذا كانتالمحاسبة والنقد لتصرفات الخليفة لا لعنوان الخلافة، مع عدم الحاجة لذكر بعض الحوادثالتاريخية التي تدعم هذا المعنى.

هذا مضافاً الى ان كل شخص فضلاً عن المرجع لهايجابيات وسلبيات والغالب ان الايجابيات هي سيدة الموقف، ومن منطق العدل ان لا نركزعلى السلبيات ونترك الايجابيات والا كان تجنياً، وانما يقيّم الجميع وبعد الكسر والانكساريتحدد التقصير من عدمه وهذا ما نعتقد به في حساب يوم القيامة.

ثم من يقيم اداءالمرجع وحوزته ضمن الضوابط الشرعية والاخلاقية والعرفية المعتقد بها من الواضح ان المقيّمينبغي ان يكون بمستوى المقيَّم والا كان التقييم غير صحيح.

4) ان معظم هذهالكتابات تركز على نموذج مرجعي وتحاول ان تجعله هو ما يحدد اتجاه المذهب واسلوب المرجعية،مع انه ومن باب الموضوعية البحثية والامانة التاريخية ان يذكر نماذج اخرى قد صعّدتمن موقع المرجعية الى درجات انجزت فيها انجازات لم تكن لتحقق لولاها، وكنموذج مرجعيةالسيد الشهيد الصدر الثاني والسيد الخميني (قدهما) فلماذا التركيز على نماذج دون الاخرى.

واما ما في هذاالكتاب واجيب على ضوء سؤال السائل.

ان المؤلف مناين تحقق وقطع بأن 80% من عباداتنا.. الخ، وما هو دور علماء الامة والمرجعيات ولا اقلالمخلصة منها مما ذكرت في النقطة الرابعة آنفاً لم تهتد الى ذلك وسارت على ما اقتنعتوآمنت به وهو لا يختلف عن المسار العام الا ببعض التفصيلات القليلة التي يقتضيها فهمالادلة وتطبيق قواعد اصولية عليها قد يختلف فيها الفقيه مع غيره، فإن كانوا يعلمونبذلك، فهذا تغرير بالأمة التي آمنت بمرجعيتهم ودافعت عنها بل ضحت من اجلها، وحاشاهم، وإن كانوا لم يعلموا وهم من اهل الاختصاص والتقوى والورع فهذا لا يقبل منهم ولا عليهمبعد فرض كونهم علماء فقهاء.

وهل يدعي الكاتبانه اوفر حظاً منهم في ملكة عملهم واتقى منهم واخلص! ثم هل يعني بكلامه بأن الامة الاسلاميةمغفلة الى هذه الدرجة من حيث تشعر او لا تشعر، وهل يطلب عدم صدور الخطأ من المراجع،لكونهم معصومين دون درجة عصمة الامام؟

ثم لنسأله.. ماهو بديلك اذا لم ترق لك المرجعية كعنوان- لا كمعنون- وهل هذا البديل في نظركم ارقىمن المبدل وهل يعالج مشاكل الامة وهمومها مع علمكم بأن المرجعية تأسيس المعصومين فيزمن الغيبة؟

ثم هذا التطرففي اطلاق الاحكام من دون روية وتثبيت يقدح في نفس عدالة واستقامة الشخص ومن ثم لابدمن التثبت لما يقول.

ولعل الكاتب يرددالنص القرآني ((إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ)).

قاسم الطائي         

17/ ربيع الاول/1434هـ