ولكـــم فـــي القصاصــ
انتشرت جرائم القتل بعد سلسلة دامية من الإرهاب الذي ضرب ارض بلدنا العراق ولأسباب شتى، وما أن استبشر المواطن أن جولة الإرهاب أوشكت على الانتهاء ومن غير رجعة وإذا به يفاجئ بعمليات اغتيال وقتل عشوائي قد تكون للرغبة في استعراض القوة سبب له أو للغل في معاقبة المخالف أو الاحتكاك الشخصي وراء الدافع للقتل، ولما كانت الروادع غير مجدية في إيقاف مسلسل القتل، فلا الإجراءات الرسمية محكمة لملاحقة القتلة والمجرمين، وإن وفقت للامساك بهم اشتعلت الساحة السياسية والعشائرية بحثاً عن حل وإخراج القاتل والإبقاء على حياته متناسين حياة المقتول، وما خلفه من ذرية أو عائلة فقدت المعين والمموّل.
وإذا دخلت المسألة في العرف العشائري فإن الدية هي الفيصل في حسم الأمر، وتبرئة وتخلية القاتل في مجاملة واضحة يفتعلها بعض الوجهاء ورؤوس العشائر إذ لا هم لهم إلا تخليص القاتل وإيقاف التداعي، والقاتل في كل ذلك يحتمي خلف الستار العشائري، والاعتبار السياسي، والانتماء الحزبي أحياناً، وقد يتوفر على أموال طائلة حصّلها بغير وجه شرعي ومهني مقبول، أو جمعها من عائلته وعشيرته باعتبار السنينة العشائرية الملتزم بها معهم، وإذا ما وجد أن حسم الأمر بالمال وهو متوفر فهو قد يتمادى ويستمر في القتل بمناسبة وأخرى.
ناهيك عن أن الدية المعتبرة عشائرياً بل حتى الشرعية بنظر بعض الفقهاء ليس بشيء يذكر فيما لو لاحظنا المذكورات الشرعية التي كانت تمثل الأساس المالي المتعارف آنذاك وكانت تمثل مالية ضخمة جداً بلحاظ الدخل الشخصي.
فإذا ما أخذنا ذلك بنظر الاعتبار، مع ضم ما يمليه واجبنا الشرعي كفقيه، ومواطن حريص على أبناء بلده ووجيه عشائري مقبول من معظم عشائر طي وغيرها، فإننا نفتي للحد من مسلسل القتل الذي أزهق آلاف الأنفس وضيّع مئات العوائل، بجعل الدية الشرعية والعشائرية لا تقل عن (500) مليون دينار عراقي، وماليتها قريبة من الألف رأس غنم أو مائة ناقة أو مائتين بقرة أو ألف دينار ذهب من المقررات الشرعية.
ويحرم مساهمة الوجهاء ورؤساء العشائر في الفصل العشائري لتخليص القاتل العامد خاصة دون غيره إذ هي على الجاني بالخصوص.
ويحرم مشاركة العشيرة في الفصل العشائري للقاتل العمد إذ الدية بعد التنازل عن القصاص من ماله خاصة.
ولنتذكر قول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله (من المؤمنين من لا دين له) قيل عرفنا المؤمن فما معنى لا دين له؟ قال صلى الله عليه وآله (ذلك الذي لا ينهى عن المنكر).
((وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران : 104]))
معطياتـــــ الانسحـــــاب سياسيــــــــاً
ونحن على وشك الانسحاب الأمريكي المزعوم من الأرض العراقية التي غزتها تلك القوات في بداية القرن الحالي تحت ذرائع ومسميات مفتعلة، أثبتت وقائع الأحداث زيفها وبان للعالم حيلها، ولم يخجل مطلقها وزير خارجية الإدارة السابقة (كولن باول) من عرض أكاذيبه في المنظمات الدولية تحت عنوان أسلحة الدمار الشامل، وها هو العراق لا يملك سوى رشاش كلاشنكوف، خرجت من الخدمة في معظم جيوش الأرض.
ومع فرضية صحة الانسحاب وتوقع وقوعه على الأرض فإن البدائل الأمريكية لإبقاء نفوها في العراق بل وفي المنطقة متعددة، منها ما هو معلن على مساحة الإعلام من بقاء عدد من القوات للتدريب كإجراء معمول به في معظم دول الأرض متزامناً مع التسليح من نفس جهة ومصدر المدربين، ولنغض النظر عن مضمونه الذي يختلف كلياً عن مضمونه المعمول به في الدول المستوردة للأسلحة، هناك بديل آخر هو السفارة الأمريكية، وتدخلاتها في الشأن الداخلي لبعض البلدان شاخصة للعيان، أمامك لبنان وسوريا وتركيا، وسابقاً إيران الشاه، وغيرها.
مع اعتبار حجمها بلا سابق له في دول الأرض الأمر الذي يخفي وراءه أن أهداف هذه السفارة ستتجاوز العراق إلى دول العالم الأخرى لا محالة، مع استقدام آلاف من قوات الحماية الخاصة لهذه السفارة وموظفيها، وهذا العدد لوحده يشكل وحدات عالية الجاهزية للتدخل في أي بقعة من العراق وفي أية لحظة إذا تطلب الأمر ذلك، وفق منظور حماية المصالح الأمريكية في العراق.
ناهيك عن أجهزة المخابرات والسيطرة على الاتصالات ووسائل الإعلام المرئية، ستُجعل في خدمة هذا العدد وسيوفر له تغطية جيدة ومئونة عالية في تنفيذ مهماته.
ولو افترض أن لا شيء من ما ذكر سيحصل بل هو إجراء دبلوماسي معمول به في الدول الأخرى غاية الأمر زيادة عدد الموظفين يستدعي زيادة عدد الحمايات، فإن منظار السياسة الأمريكية لا وفق حسابات حساسة ودقيقة تنطلق من قراءة مفردات الساحة العراقية وترتيب أوراق جاهزة لتدخلها وفاعليتها فيها فمن منظار السياسة والنفوذ، وعلى ضوء وجود تنافس سيطرة ونفوذ مع الجارة إيران، كان للإدارة خطوات لتحييد ذلك، تارة بإدخال تركيا كلاعب أساسي في الشأن العراقي، وإن كان ذلك بطريق فني، عبر مسلسلات تعكس صورة الواقع الاجتماعي التركي، لتتهيأ الذهنية العراقية على قبول أي تدخل لتركيا في الشأن العراقي، وإن كانت هي متدخلة فعلاً في الشمال ولها خطوط في كركوك وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها التركمان، وهذا لاعب أمريكي بثوب تركي.
ومن جانب آخر محاولة إضعاف الذراع الإيراني الممتد خلف العراق إلى سوريا ولبنان، بالضغط الدولي والاممي على سوريا تحت مظلة حقوق الإنسان، وانتهاك القانون الدولي، وقد صدعت بعض الألسن الغربية بأن يوم سقوط النظام في سوريا بات وشيكاً.
وقد تكون على سوريا في ذلك مأخذ، ولكن الهدف الأسمى هو إيران من اجل إضعاف امتدادها في تلك المناطق المحاذية للعراق.
وعلى السياسة أن تدخل السعودية في الحساب من اجل التمدد والنفوذ في العراق في مواجهة ما يسمى بالنفوذ الإيراني في العراق وغلق بوابة التمدد على الأرض العربية، في مشهد يذكرنا بتحريك صدام حسين وتصويره كبطل قومي في الدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي، وكأن في الخانة الأمريكية ما يدفع ببقائها ولو عن طريق الأصدقاء أو الحلفاء.
ومن هنا فإن دخول تركيا على خط العراق، ومحاولة ضعضعة الوضع في سوريا هي البدائل المتصورة عن الانسحاب الأمريكي المزعوم مع بقاء إدارة الصراع عبر السفارة- الإمارة- ولكن بأدوات غير أمريكية تجنباً لخسائر متوقعة في الأرواح.
كما أن نشر الدرع الصاروخي في تركيا بدعوى مواجهة الخطر الإيراني هو من ضمن خطوات السياسة الأمريكية في فرض الحصار السياسي على إيران ودغدغة مشاعر العراقيين في الانسحاب المزمع القيام به من قبلها.
وإن كنا نشكك في صدق نوايا الأمريكان في الخروج من العراق، وأنه قد يصوره الجمهوريون بالنصر الإيراني في العراق والهزيمة أو التبديد بكل النجاحات التي حققتها القوات الأمريكية في العراق، وما علينا إلا انتظار أياماً معدودة لنعرف أي الصورتين صادقة، مع الأخذ بأن كلتيهما صادقة، فسواء انسحبت القوات أو بقيت فإن تشجيع التدخل التركي وإسقاط النظام السوري جاريان في الطريق، ولكن تارة يكونان معينين وأخرى بديلين للوجود الأمريكي في العراق.
أعجب منــــ ..
أعجب من إحالة مشاريع الإعمار على شركات أجنبية وهي تحيلها بدورها إلى شركات عراقية! بعد أن تأخذ حصتها من الأرباح بما يعادل (30%) من الأرباح على اقل التقادير إن لم يكن من أصل رأس المال، فالتنفيذ عراقي والاستقطاع أجنبي، وهذا لعمرك من العجب، فكان الأولى تشجيع الشركات العراقية وخلق أجواء تنافسية فيما بينها لإعمار بلدها ودفعها للثقة بقدراتها ومنافستها للشركات الأجنبية، ولتكن الـ(30%) في جيوب الشركة العراقية وهي أولى بها من الأجنبية.
ثم ما بال هيئات الإعمار لا تشترط على الشركات الأجنبية المباشرة وتمنع عن المناقصات الثانوية وإحالتها على منفذين آخرين، لتلزمها بالتنفيذ والإشراف مع تضمين العقد تشغيل العمالة العراقية من الكوادر الهندسية وغيرها لكسب الخبرة.
وأعجب من فروقات أسعار النفط التي تتجاوز أساس بناء الميزانية العامة على سعر بيع البرميل (75دولار) وهو يباع بأقل أو أكثر من (100دولار)، وقد طرحنا مشروع إيداعها بصندوق وطني لمدة معينة ثم توزيعها على عموم الشعب، ولكن لم ينبس احد بشفة، ولم تتعرض له وسائل الإعلام لا من قريب ولا من بعيد ولم يشير إليه سياسي من رئيس البرلمان وغيره بالرغم من إرساله إليهم عبر الشبكة العنكبوتية مع رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية.
وأعجب من جنون أسعار الصيادلة والأطباء بشكل خرافي لا سابقة له في العراق، وأين وزارة الصحة، ونقابة الأطباء من هذا الصعود الذي يستنزف واردات المواطن وأدوية مصنعة تقليداً من شركات غير معروفة، وغير معرضة للسيطرة النوعية وبأسعار فاقت التصور.
وإذا كان أهل الاختصاص يدعون صعود الأسعار وارتفاع المعيشة وغلاء الأجور، فما بالهم يحولون المريض من المستشفى إلى العيادة لإجراء العملية، وما بالهم عندما يأتي المريض إلى غير المختص أن يشير له بالذهاب إلى المختص من الأطباء.
تعجب نضعه أمام وزارة الصحة، ناهيك عن أن من يدخل المستشفى ولم يكن له معارف فأمره إلى الله، هو حسبه ونعم الوكيل.
وأعجب من المدرسون الأعزاء ومن يقوم على جهدهم العلمي التربوي دعائم التقدم للبلد بصرف كل اهتماماتهم في الدروس الخصوصية دون دروس المدرسة الرسمية، وماذا يخسر لو بذل في المدرسة ما يبذله في الدرس الخصوصي رحمةً بالطلبة الفقراء.
وأعجب من ما يظهر الآن على الساحة السياسية العراقية، وضجيج المحافظات في إعلان نفسها إقليمياً بدعوى تأييد الدستور لذلك، وبغض النظر عن حقانية الدعوى من عدمها، وإن كانت غير واقعية وانفعالية ضمن سياسة كسر العظم الذي دأب عليها السياسيون العراقيون.
لكن هؤلاء المنادين سيجدون يوماً انشقاقاً ما بين أنفسهم وتمزيقاً لدعوتهم إلى عدة دعوات حيث سنجد سامراء تعلن نفسها إقليماً والدجيل وبلد كذلك، وهكذا لأن داء الانشقاق متأصل في العراقيين، نعم في حالة واحدة لا يحصل الانشقاق، وهذه الحالة لم تتوفر عناصرها عند المنادين بالأقاليم، وهي كون المنادي من قيادي المحافظة ومعروف بحرصه على مصالحها، وارتكازه في ذهنية أبنائها وسعة شعبيته بينهم، ومن هنا ستبدأ عملية استواء عند جميع الشخصيات بما لا تقدم لشخص على آخر، وبهذه اللحظة سيبدأ الانشقاق وتتوزع السيادة للإقليم على عدة أقاليم.
ولا يفوتنا أن نذكر مثالاً على صحة ما نقول، فإن منطقة كردستان ارتبطت بقادة ميدانيين عرفوا بمواجهة طغيان صدام ونشاطهم وفاعليتهم في خدمة الأكراد ظاهراً، ومن هنا لم يعترض كردي على قيادتهم للإقليم ولو قدر أن موقعاً لم يحصله الطلباني في السلطة العراقية لكان من المتوقع حصول شجار ونزاع حول قيادة الإقليم في الشمال.
وأعجب عنه ما طرحه الإعلامي محمد حسين هيكل في الجزيرة الفضائية وقراءته للأحداث في المنطقة العربية متوقعاً توجيه ضربة أمريكية- يهودية إلى إيران، وأن الصف العربي سيصطبغ بصبغة مشددة سنية.
وقد قرانا ذلك قبله بأكثر من أربع سنين وقلنا بأن الصراع سيتحول إلى سني- شيعي، طرفاه إيران والدول العربية، مع فارق كبير، هو إننا لم نتعاط العمل السياسي بشكر مباشر وهو قد تعاطاه وعمل في سلكه منذ ستين سنة.
بأي حال عــــــدت يا عيــــــــد
يفهم من العيد انه الحصول على جائزة الالتزام بالطاعة حيث ينشرح المسلم بأدائه الواجب الشرعي إلى الدرجة التي تجعله يشعر بالسرور إلى مستوى قبول العمل ونيل الجائزة، وهو معنى العيد، ثم يستأنف العمل من جديد إلى آفاق بعيدة من الإيمان والعمل الصالح.
والعرف العام يعتبر العيد مناسبة للفرح والسرور والانبساط والتعارف والتزاور، وهو يفعل ذلك ويعيش أجواء العيد فيما كان وضعه العام مستقراً وله آمال بعيدة في تحسين الأمور واستتبابها ليشعر الشعب بالأمن والاستقرار، وليفكر بطريقة سليمة لبناء مستقبله ومستقبل ولده.
ولكنه حينما يعيش وضعاً مضطرباً وأجواء متشنجة تمتلئ بالأزمات الخانقة التي توحي بالانفجار في أية لحظة، والبلد على مقربة من حدث عظيم وهو خروج الاحتلال، وتخلية بلدنا من تواجده العسكري المقيت.
وفي ظل هذه الأجواء يكون العيد حزيناً كئيباً، يقبض النفوس بدلاً من أن يسرها، فهي تتوجس خيفة من انفجارها او مفخخة هناك في أماكن تجمع الناس من الحدائق والمتنزهات التي يرتادها الناس عادةً في العيد.
ناهيك عن آلاف الأطفال المحرومين من هندام جديد يلبسه في العيد ليشارك أصدقائه في فرصة عيدهم، ومثله عدداً من الأرامل التي ستفرغ خزينها العاطفي لتصبه دمعاً على معيلها الذي التهمه الموت تفجيراً أو اغتيالاً، وهي بدلاً من أن تلبس الملابس المسرة للنظر ستستبدلها بالسواد القابض له، وتتكلف نفسها بالمجيء إلى قبره لتلقي دموع اللوعة والفراق على معيل قد تركها في وسط الطريق مع مجموعة من الأطفال القصر، وهي لا تعرف إلى أين المصير؟ لا من رحمة متمثلة في وسط اجتماعي أو سلطة تنفيذية تنتشل هذه العائلات من ظلمة الحاجة، ورهبة الوحشة وخوف الظلمة، وتحنو عليهم مثل أبنائها وبناتها، وتشعرهم بإنسانيتهم، واعتبارهم كغيرهم ، وإن جاءت الظروف على اقتناص معيلهم فإن في بقية الوسط الاجتماعي والسلطة التنفيذية ما يغطي حاجة تواجد معيلهم معهم، ويعزز عندهم قناعة محبة الآخرين لهم.
إن هؤلاء وغيرهم من أبناء شعبنا يتأملون العيد في كل يوم فإن اليوم الذي يستبشر به الواحد قضاء حاجته، واستلام وظيفته، وإطلاق سراح ابنه، واحتضان ولده، وإسعاف مريضه، واستئمان وطنه، واحترام مواطنته هو العيد الحقيقي الذي يقدمه الشعب لبعضهم البعض، والحكومة لشعبها وهي قادرة فيما لو وحدت الإرادة القوية ونزعت عن نفسها سياسة الصراع المحاصصي، والتَفَت الجميع إلى ممارسة العيد لبلدهم في استقرار وبناء وأمان وحرية، وستكون الفرصة عامة للجميع والبسمة بادية على الكل.
إننا نحتاج لموقف عام تبدأه الحكومة متجاوزة أخطاء الماضي وأزمات الحاضر ناصبة أمام أعينها مصلحة أبناء شعبنا والتخفيف من معاناتهم وإدخال السرور في قلوبهم وعندها سيكون العيد حقاً عيداً وسروراً مديداً
يا حبذا لو رأينا أفراد الحكومة تلقي التحية العيدية على رئيسها في تعارف دبلوماسي معمول به في دول العالم الإسلامي، ويتعايدون ويتكاشفون ويتراشدون، فإن مسرتهم وتواددهم سينعكس ايجابياً على الشعب وفي علاقاتهم مع بعضهم البعض، وستحتفل القلوب بالعيد بدلاً من أن تحتفل الأحقاد به، والنازعات والمناوشات الإعلامية في ظله.
ليتق الله كل من يصعّد موقفاً ينقلب إلى تفخيخ أو تفجير أو اغتيال أو تزوير، وليعلم قبل غيره بل وليعتبر بما آل إليه مصير القذافي وزبانيته، وصالح وعشيرته، يوم لا تشفع له شفاعة الشافعين وأصدقاء المصالح المتخلين.
((يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً ..[لماذا].. لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً [الفرقان :28- 29])).
طِبُّـــــــــــــــــــــــــــــــنـــــــــــا الشـــــــــــرعــــــــي ح(2)
إن طبّنا لا يعتمد التخمين، ومتابعة أحوال المرضى استقراءً، فإنه إن أصاب مرات فقد يخطئ مرات، وإنما طبنا يعتمد على معرفة الحاجة الإنسانية في ضعفها وحقيقتها كما خلقها البارئ سبحانه وأن مأخذنا من معدن العلم ونور الهداية وهم أطباء الأبدان كما هم أطباء الأنفس، ومن هنا فلا تخمين معتمد ولا استقراء معتبر بل حقيقة ناصعة يعرف وجهها وطريق تحصيلها على ما هو عليه واقعها.
وفرق آخر فإن علاجنا ينفع على الصعيدين الديني والروحي، وعلاج الطب المادي ينفع في الأول ونادراً في الثاني، وطبنا إن لم ينفع فلا يضر وطبهم إن نفع فقد ضر، وإن ضر فمن المؤكد انه ضر.
وطبنا لا يكلفك إلا طعام بدنك وحاجة عروقك وأعصابك الغذائية، فيما طبهم يكلفك مالك وجهدك ويستنزف قدرتك المالية على الأقل.
وهذه عشرة أخرى من طبنا فخذها ولا تبخل بالشكر.
1) للمصابين بالقرحة، أكل التفاح على الريق فإنه يدبغ المعدة واكل الرمان بشحمه، وكذا الكمثري والسفرجل، والأخير على الشبع انفع منه على الريق.
2) لتأمن من ماء العين فعليك بالكحل عند النوم فهو أمان منه.
ولإذهاب وجعها، خذ من أظافرك في كل خميس وإذا ضممت له الأخذ من الشارب عوفيت من وجع الضرس والعين معاً.
ويوم السبت كيوم الخميس وإن كان الأخير اظهر.
والكمأة ينفع ماؤها لشفاء بعض أمراض العين وهي من نبت الجنة.
3) للتوادد بين الأهل والأصدقاء دواؤه أكل السفرجل فإنه ينبت المودة في القلب، ويذهب بظلمة البصر.
مع ما قلناه في العدد السابق من تقوية القلب ويشجع الجبان ويحسن الولد.
4) إذا خفت وباء بلدة تريد دخولها فعليك ببصلها.
5) لتقوية السمع والبصر وقوة البدن فإن أكل اللحم يكون مفيداً في زيادة القوى المذكورة.
6) ماء زمزم يذهب بالحمى والصداع والنظر فيه يجلو البصر.
وإن النظر إلى الخضرة وإلى الوجه الحسن يزيد في قوة البصر.
والسواك نافع فإنه يجلو البصر مع ما ذكرنا له من فوائد في العدد السابق.
7) لدفع الزكام في الشتاء فعليك بأكل ثلاث لقم من الشهد كل يوم وشم النرجس، والحبة السوداء.
ودفعه بالصيف بالتحذر عن الجلوس في الشمس.
8) الامتلاء من البيض المسلوق يورث الربا، وشرب أبوال اللّقاح يذهب به.
9) لوقاية أسنانك تجنب شرب الماء البارد عقيب الشيء الحار وعقيب الحلاوة، وإذا أكلت الحلو فكل بعده كسر خبز.
10) الجبن مأكول طيب ودواء في العشاء، فهو يطيب النكهة ويهضم الطعام ويطيب المعدة (وهذه العناوين تأتي بالمساء دون الصباح) وهو يهضم ما قبله ويشهي ما بعده، واجتنب أكله في الصباح فإنه على توصيف بعض الأخبار داء.
قتــــــــــــــــــــــل القـــــــــــــــذافـــــــــــــــــــي
لست بصدد نقد قَتْله بقدر ما أنا بصدد عرض سبب قتله، إذ توحي لنا الأخبار بعد جمعها وتحليلها بدقة وبعد نظر أن للطائفية يد في مقتل القذافي.
وبيان هذه الرؤية ينطلق من انه اخذ في فترة أخيرة ربما تقل أو تزيد على أربع سنين يطرح بقوة مفهوم التشيع والانتساب لمذهب أهل البيت عليهم السلام، وأنت تسمع أو تتابع عبر الشبكة العنكبوتية ما يقوله في قطر أو البحرين أو غيرها من دول الخليج، والأقوى في قطر، فقد تسلل في أحقية أهل البيت وأنهم مقدمون على غيرهم، وأن لهم حق للولاية والسلطة، وأن كل من لا ينتسب إليهم من الرؤساء للدول العربية والإسلامية فهو غير مستحق لهذا الموقع ومحتال عليه، ويتحمل وزر قيامه به لأنه لا ينتسب إلى أهل البيت عليهم السلام.
وهو قد ادعى بأنه منتسب إليه في إشارة واضحة إلى اعتقاده بهم وبأحقية توليه لرئاسة الدولة الليبية، وهذا ما اطلعت عليه.
ولم يكن القذافي في علاقته مع السلاطين العرب ودياً وخصوصاً ما يمثل الطرف السني المتشدد وهو الجانب السعودي، وتعتبر علاقة البلدين وما وقع من مشادات كلامية بين الملك السعودي والقذافي في بعض مؤتمرات القمة العربية شاهد صدق على ذلك.
هذا مضافاً إلى ما يبديه القذافي من احترام للنظام الإيراني وقيام جمهورية إيران الإسلامية هناك وعلاقته وطيدة منذ الحرب العراقية- الإيرانية، وقد تمظهرت هذه العلاقة بنشاطات متعددة بين البلدين.
وهذا الأمر هو ما يفسر لنا تحمل القطريين والسعوديين تكاليف الحملة الغربية على ليبيا ومشاركة قوات من قطر مع الثوار الليبيين في حربهم ضد كتائب القذافي واصطفافه ولو بشكل غير معلن مع سوريا في أزمتها في إشارة يفهمها الآخرون من صف الاعتدال العربي المتمثل بالسعودية ودول الخليج، بأنه دعماً لإيران (الشيعية).
واعتراضه عن مواجهة المتظاهرين البحرينيين من قبل قوات خليجية تحت مسمى درع الجزيرة، أو لا اقل عدم نقده للمتظاهرين أو توصيفهم بأنهم يمثلون نواباً إيرانيين، ومطامع فارسية في البحرين.
كل ذلك يكشف للمتابع بأن إنهاء القذافي وتصفية نظامه وهو قدم للغرب كل شيء وأصبح أخيراً طيّعاً وخدوماً للأمريكان ومخدوماً من قبل الغرب حتى أن رئيس فرنسا ساركوزي قد قبّل يد القذافي في زيارته لفرنسا.
وعلاقة الغرب وأمريكا بالضد من إيران، ومجرد حسن العلاقة ووديتها أمر مرفوض عند الغربيين بل وعند العرب لاعتبارهم إياه امتداد للنفوذ الإيراني والأصح الشيعي في وسط الوطن العربي، او نفوذ في العمق العربي، وحسابه في الرؤية الغربية الأمريكية هو الإنهاء، وحيث أن النظام الليبي متمثل بالقذافي خاصة لدكتاتوريته فالقضاء عليه قضاء على النظام الليبي.
هذا إذا كان الاتجاه العام على ما قلناه سابقاً يسير باتجاه حسم الصراع العربي- اليهودي، واستحداث صراع إقليمي جديد بمعطيات جديدة وتحت عنوان طائفي، شيعي متمثل بإيران وجزء من العراق وسني متمثل بالعرب وبعض من العراق، بعد غلق مناطق النفوذ الشيعي لإيران في سوريا ولبنان وليبيا، ولكنه في الخير غير مستفحل إلى درجة يصعب إنهاؤه كما في سوريا ولبنان.
مـــــــــــــــــــــــــن أمِـــــــــــنَ العـــــــــــقاب
عقاب الجاني تحصين للمجتمع من الاستخفاف بالحقوق والضوابط القانونية والاجتماعية، بل والأخلاقية، ذلك لأن الطبيعة البشرية تهرب من الالتزام وتندفع نحو تحصيل المرغوب بأية صورة ممكنة ولو أدى إلى الاعتداء على الآخرين والتجاوز على حقوقهم.
ومن هنا يكون العقاب هو المانع الذي يقف أمام هذا الاندفاع، وما أن تجد النفس مخرجاً للهروب عنه أو التحايل عليه تغري ذاتها في الاستمرار والتعالي على الآخرين وتجاوز حقوقهم أو غصب اعتباراتهم ومختصاتهم.
والعقاب مبدأ إنساني فطري، مقرر في أصل الخلقة لردع النفس عن هواها وإتباعها للشيطان ومن دون عقاب متيقّن به، فإن الكثير- إلا النادر ممن عصمه الله- سوف يعص الله جهاراً ويستهتر في أرضه بما شاء وهوى، ذلك لأنهم لا يتوقون إلى الجنة رغبةً فيها بل هروباً من النار الذي يمهده لها العقاب من سوء الخاتمة والدخول في النار.
ومن نافلة القول ما سمعته من بعض المعاصرين قوله لولا العقاب والنار لما عبد الله إلا الاوحدي، لأن المعظم يقول لا أريد الدخول إلى الجنة ما دامت النار غير موجودة، ولكنه يريدها لوجود النار.
وإذا كان العقاب مما فطر عليه الإنسان وأسس له في علاقته الاجتماعية صوناً لاجتماعه وحقوق أفراده خوفاً من الانتهاك والتجاوز عليها مما يفعل بعض أفراد المجتمع، كانت الضرورة ماضية لتفعيل هذا المبدأ عند كل المجتمعات الإنسانية بلا استثناء، وتزداد ضرورته في البلدان التي تعاني من أزمة أمنية حادة واستقرارها معرض للاهتزاز بسبب الإرهاب والقتل الذي يمضي في طريقه غير آبه بالسلطة التي تغيب عن قوتها الإجرائية عقاب المسيء وإدانة المجرم، ومن هنا قيل (من امن العقاب أساء الأدب).
والعقاب رادع قوي ومؤثر جلي للمسيء سابقاً واعتباراً لمن تسول له نفسه الإساءة، وليس من حق أي احد أن يتغاضى عن حقوق الناس بدعوى عناوين سياسية ومفاهيم مطاطية، فإن التنازل عن الحق من شأن صاحبه لا غير، إلا من جعل الله له الولاية على الأنفس وليس هو إلا المعصوم عليه السلام، وأما غيره فلا حق له البتة، وإنما يجب عليه بحكم موقعه ومسؤوليته استرجاع الحقوق، وإعادة النظام، نعم قد تستدعي ظروفاً معينة إيقاع التصالح وتهدئة الأمور ولكن لا على حساب المظالم والحقوق.
وليكن إيقاعه التصالح في إطار حفظ الحقوق ورد المظالم وليس خارجاً عنها وتجاوزاً عليها، فإن ذلك لا ينفي الظلم ولا يرفع الحيف وبالتالي ستشهد الساحة المزيد من التجاوز والاعتداء.
وأما المنتمين للبعث السابق، فينبغي أن لا يتمم التنازل عن حقوق من ظلموهم وتجاوزوا عليهم وإذا لم تتمكن السلطة من ذلك لحسابات سياسية فلتسلم المظلومين لذوي من ظلموهم في إطار إجراء تأخذه السلطة وتدعمه لإحقاق الحق، ولها أن تساهم لردم الهوة في الحقوق المطلوبة ومقدار الظلم الذي أوقعه بعض البعثيين، والتساهل في الأمر مزلة للعقل وتأجيج للحقد وتفعيل للحيف، وإذا كان في العدل ضيق، فإنه سيزول لا محالة مع قوة الإرادة وحسم الأمر، وأن في الجور ما هو أضيق وأصعب.
إن استقراء مستعجلاً ينبغي للحكومة أن تأخذه بتنقية الأجواء لدوائر ومؤسسات الدولة، من أعلى الهرم إلى القاعدة، في تشخيص القتلة والظلمة من البعثيين وأن تتخذ الإجراءات المسؤولة في استحقاقاتهم من العقاب ولو بتحويله على العرف الشرعي أو العشائري، وأن لا تتعامل بمحسوبية بين من اخلص عمله للبعث وعاث في الأرض الفساد.
وإن كنا قد نبهنا على الأمر من أوله، في بداية سقوط النظام وقلنا أن البعثيين إن كانت لهم جهة يرجعون إليها، واقصد المجرمين منهم لأن المعظم انتمى للبعث من جراء الضغط، والحصول على الوظيفة لا غير، فهؤلاء ينبغي التعامل معهم أسوة ببقية أبناء الشعب، لأن انتماءهم ليس عقائدياً بل إجراء احترازي للحفاظ على النفس تارة أو الحصول على وظيفة أخرى كما هو حال قطاعات معينة كانت لا توظف إلا من ينتمي للبعث.
فهؤلاء القتلة والمجرمين حقاً بالشعب ينبغي أن ينالوا جزاؤهم العادل، وإن لم تكن فئة فيخلى عنهم إلى حين استتباب الأمر وتحكيم القانون بحقهم.
والواقع أن لهم فئة يرجعون إليها فهم تنظيم له من الخبرات والإمكانات ما يسعفه في إرجاع وضعه وترتيب أوراق إعادته.
ولم يسمع قولنا سامع… وهو ليس استنتاجاً بشرياً بل هو استنباط شرعي من رواية الإمام الصادق عليه السلام.
وها هي نتائج التغاضي عنهم سابقاً حتى بات الأمر أن وجودهم أصبح مفروض بدعوى المصالحة أو غيرها ونسأل أصحاب الدعوى لو كان احد أبناءكم أو عشيرتكم ممن قتله البعثيون هل تبادرون بذلك؟
أم هي شطارة سياسية لتحقيق بعض المكاسب وحينئذ يقال.. ما هو فرقكم عن الطاغية صدام؟
اتقوا الله في هذا الشعب ولتطوى صفحة البعث إلى الأبد وبلا رجعة تحت أي عنوان.
ثم ما بال بعض الساسة المشاركين في العملية السياسية ومن ضمن الجهة التنفيذية، تنتقد الحكومة وهي من فريقها وتصرح من بعض الدول بأن على الحكومة مراجعة الأمر، كما صرح نائب الرئيس الهاشمي من تركيا وهو أمر مستغرب لم نشهده حتى بأضعف الدول، إذ الواجب الذي يمليه شرف الانتماء إلى الحكومة هو الدفاع عن سياستها، وإن كانت من ثمة استفهام أو استفسار فينبغي عرضه في جلساتها لا من خلال وسائل الإعلام للدول الأخرى، في رسالة واضحة لاستعراض القوة السياسية الوهمية، أو المتزلفة لتلك الدولة والمناغمة لتوجهاتها في العراق
القوة في الوحدة والعمل صفاً واحداً، وبضم الإرادة القوية والدخول في حسم الأمر لا الانتظار لها والتفرج عليها، والتصريح مداراة لها أو اعتراضاً عليها، من قبل الفريقين المؤيد للحكومة والمعارض لها، وكلاهما من أعضائها.
فما سمعنا بهذا في أروقة السياسة ولا في آباؤنا الأولين.
سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاســــــــــــــــــــم الطائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي (دام ظله )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد رأينا وقفتكم الشجاعة مع الكثير من المشاكل، ولعل أهمها هي السياسة وغيرها وما يدور في الحوزة اخصها من ظلم وسلب حقوق الطلبة، فكوننا من طلبة الحوزة وتحت إشرافكم نقدم شكرنا وامتناننا لكم على ما صدر منكم للحفاظ على حوزة الإمام الصادق عليه السلام وعلى طلبتها.. فجزاكم الله خير الجزاء.
ولكن مع شديد الأسف إننا نلاحظ من اغلب الطلبة عدم التفاعل مع مواقفكم التي عرفتم بها من قبل وليس الآن، فما هو الدافع الذي دفع الطلبة إلى السكوت عن حقوقهم؟
الشيخ عادل الجبوري
بسم إل الر..:
لو نظرت إلى التاريخ ومجرياته، واختص منه ما دفع المسلمين عن الغض عن حق أمير المؤمنين عليه السلام مع كل التضحيات التي قدمها في نصرة الإسلام ورفع رايته عالياً حتى عاش الجميع في بركات الإسلام ونظامه وتقدمه على الأمم والشعوب الأخرى، ومع ذلك كان وحيداً إلا من أربع أو خمسة من خلّص أصحابه، والذي يستشف من ذلك أن طريقه عليه السلام هو طريق الحق ((وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ [المؤمنون : 70])).
إذن ما دامت الدنيا ليست مع الأمير، وطريقه الحق وهو صعب، مع إمالة النفوس إلى الراحة والدعة- وهذه قضية عامة- يضاف لها بحسب ما افهم..
إن المسلمين في زمن الرسول صلى الله عليه وآله كانوا لا يقارنون بعلي في جميع الحالات ولكن حينما انتقل الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى، أصبح شعور الجميع أنهم لا يفترقون عن الأمير في شيء، بحيث رفعوا الحاجز القيمي والاعتباري ما بينهم وبينه، وأصبح الواحد منهم يرى نفسه كعلي، ويخبرك عن صدق ذلك الزبير بن العوام وما حصل له ووقع فيه، ذلك لأن الجميع يعتبرون السابقة والفضل للرسول بكل شيء وما علي عليه السلام إلا من صنع وتربية الرسول صلى الله عليه وآله، وهم يدعون كذلك من صنعه وتربيته فلا يفرق بينهم وبينه، وإذا عرفت ما ذكرنا تنبه إلى وجه دافع الطلبة- مع حفظ الفارق ما بين الثرى والثريا- ويضاف إليه أن جو الحوزة ملغوم بالآفات النفسية والأمراض القلبية، وهذا شيء مؤسف، فترى الغرور والعجب والتكبر والتعالي والنظر إلى الذات والحسد، وكلها آفات تربك التوازن الاجتماعي في علاقة الطلبة فيما بينهم، فمن يدرس المنطق ويعرف بعض مصطلحاته يدفع ذلك في نفسه إلى إلغاء الفارق بينه وبين أستاذه، ومن علمه ودرسه.
هذا مضافاً إلى تدخلات وحسابات خارج إطار الحوزة، والانفتاح على الدنيا والانتماء لجهات تحسبهم أقوياء من حيث الوضع الاجتماعي والامتداد التقليدي.
والنفوس قد جبلت على الدعة والراحة، ولا تريد المجازفة أو تستشعر بنفسها القوة الكامنة للتغيير والإبداع، لأن التغيير متعب ومضنك وبحاجة إلى إرادة قوية وعزيمة صلبة، وتضحيات عديدة، والمعظم غير مستعد لها، فيكتفي بمتابعة الآخرين.. طلباً للعافية.
وهناك أمور أخرى لا حاجة لذكرها الآن.
قاسم الطائي
2 ذي الحجة 1432هـ