هل في الإستسقاء منقذ

شحة المياه التي بدأت ملامحها واضحة في بعض المناطق العراقية وخصوصاً الجنوب والصيف لم يحل بعد وقد تشكل مشكلة كبيرة تتعقد بها حياة بعض المزارعين وأهل المواشي اللذين قد تضطرهم الشحة الى ترك حياة الزراعة والتعيش بوسيلة أخرى غيرها أو تركها لقلة نفعها في مقابل ما يبذله المزارع من أجل الوصول الى الحصاد والقطف بعد أن دخلت الخضروات والفواكه الخارجية بلا حسيب ولا رقيب من قبل الجهات الرسمية حماية للحاصل المحلي وتشجيعاً للفلاح في عمله الزراعة.

  وكيف ما كان، فأن شحة المياه مشكلة كبيرة لم نرَ من المسؤولين من يعيرها الإهتمام المطلوب ليضع لها حلولاً وسياسات ناجحة بعد فشل السياسات القديمة، وإستمرارها بلا أدنى تغيير يذكر.

   ولكن التدقيق في أسباب الشحة يدفعنا كمؤمنين بالله ورسوله ومنظومة الأحكام الشرعية بأن هناك علاقة علية ومعلولية بين الإلتزام الديني بالتكاليف وإتقاء الله فيها وبين نزول البركات من السماء المتمثلة بالمطر الذي تهتز به الأرض وتربت والقارئ للقرآن من المسلمين لا يعجزه الأهتداء الى هذه المعاملة التي يرشد لها قوله تعالى ((ولو أن أهل القرى آمنوا وأتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء )) وغيرها وقد ورد في طرق الفريقين بأن من الذنوب ما يحبسن مطر السماء ومنها ما ينزل البلاء..

  وإذا كان الأمر كذلك فنحن كمسلمين مدعوون للتوبة  والأطلاع عن ما نرتكبه من الذنوب والموبقات بقصد أو  من دونه كما في موارد الشبهات، والتلبيسات التي نقتحمها من دون معرفة الوجه الشرعي فيها كأغلب المعاملات السوقية التي تجري على قدم وساق في أسواقنا، فمن معاملات ربوية بصور عديدة، ومن بيوعات بلا ملكية، ومن تحميل للسعر بلا تقديم خدمة .. ومن بيع ما لايملك.. وغيرها، وكل هذه الموبقات تمنع مطر السماء من النزول ناهيك عن الزنا وأن تصور بصورة الزواج المنقطع أو اللواط وغيرها من الكبائر مع وضوح حرمتها وظهور نتائجها في الدنيا قبل الآخرة.

    ومن هنا فأننا قد نوجه المؤمنين والمسلمين الى ضرورة الالتفات الى هذا الوضع الذي يكشف عن سخط (ما) بسبب ما أرتكبته أيدينا، والى التوبة والرجوع الى الله وأحكامه ، وتطهير أنفسنا من آثار الذنوب، وتصفية قلوبنا من أدران السيئات ، وبعد الرجوع والتوبة نتوجه جميعاً في حالة الأستعانة والأستعطاف لأدرار الرحمة الألهية علينا ، خارجين لصلاة الأستسقاء مستصحبين أطفالنا ومواشينا في حالة من الذل والإنكسار لنكون مدعاة لرحمة الله تعالى ، ومن المؤكد أنه لا يخيب من دعاه .

    ولتكون الصلاة بإمامة شخص ورع وتقي ظاهره التقوى وسمعته الورع من يوم الأثنين بعد صيام ثلاثة أيام ،أوفي يوم الجمعة ،ووقتها قبل الزوال بعد طلوع الشمس ، وأن يشارك فيها الجميع ، في منطقة مكشوفة خارج الديار.

    إنها دعوه لإستدرار الرحمة وقطع نزول العذاب الذي لا يشعر به إلا من يصيبه ، نسأله تعالى مد العون لنا ، وإعانته على أنفسنا الأمارة بالسوء .  ((وَلو أنّ أهلَ القُرى ءَامَنُوا واتّقوا لفَتَحنا عليهم بَركاتٍ من السماءِ والأرضِ )) (الأعراف / 96 )