هل من خيار ؟

ان تجربة الثلاث سنين اشرت بشكل واضح وجلي ان الخيار الوحيد الذي ينقذ البلد ويخرج الاحتلال هو خيار المقاومة والجهاد اذا أخلص الجميع الموقف وجعلوا نصب أعينهم مصلحة البلد وتاريخه وكرامته وسيادته وحاضره ومستقبله وعملوا على تأسيس مقاومة وطنية شاملة تحترم دم العراقي وتحافظ عليه ولا تخضع لتسميات طائفية وألقاب حزبية وفق رؤية شاملة لمجمل الاحداث وخطاب متزن في مفرداته واعلام صادق في اخباراته .

      ولكن هذا الخيار يتطلب رجالاً اشداء أقوياء حرصاء عازمين واعين عليهم قبل كل شيء ان يعطوا صورة واضحة عن الاحتلال وماذا يمثل وعن خيار المقاومة وما هي اهدافها كي لا يحصل لبس وخلط واضح نبهت عليه في اول جلسة لمؤتمركم الموقر في المدرسة الخالصية وكذا في جامع ام القرى وقد صدقت رؤيتنا في حصول خلط واضح بين الارهاب الذي يستهدف الابرياء ويطال المنشآة ودور العبادة ومراقد الائمة ، وبين المقاومة التي تستهدف الاحتلال فماذا كانت النتيجة ؟

      نفرة عامة تقريباً بالنسبة للمقاومة لأن الصور التي تتحرك امام الرأي العام هي القتل والتهجير والسلب والتفجير باسم المقاومة كما تعلنه وسائل الاعلام الرسمية وغيرها مما عزز قناعة الشارع بان المقاومة شيء غير نظيف ولا شريف ولو كانت الحركة من البداية لتأسيس وعياً عاماً باهمية المقاومة وتحديد مفهومها وفرزها عن الارهاب لما حصل ما حصل من النفرة حتى اصبح تخليص مفهومها من الارهاب مستعصياً .

      المقاومة التي تدافع عن شرف الوطن وكرامته وسيادته وحرية ابناءه واستقلال قراره يجب عليها ان تتجنب استهداف الابرياء او تتورط في استهدافهم من قبل الاحتلال وتنظم عملها الميداني وتحصن نفسها اعلامياً فانها حينئذٍ ستكسب تعاطفاً جماهيرياً واسعاً وستؤسس لنفسها موقع المبادرة في تمثيل الشعب وأحقية هذا التمثيل .

      وليست بالضرورة ان تكون المقاومة مسلحة فليكن هذا بالحسبان ضمن :

1-  مقاطعة العمل مع القوات المحتلة فيما يختص بعملها وشؤونها كالقواعد والمعسكرات وقد اعتبرنا هذا محرماً شرعاً وفق موازين الافتاء الشرعي التي نلتزم بها فان هذا الاجراء يزيد في ازمة الاحتلال ويضعه في دائرة القلق على الدوام ويشعره برفضه من قبل الشعب.

2-  الحيلولة دون رفع حاجز النفرة والرفض للاحتلال عن طريق عدم الاشتراك في معظم القضايا الاجتماعية والانسانية وتركهم يتحملون مسؤوليتهم القانونية في ادارة شؤون البلد وفك الارتباط معهم في القضايا المشتركة لزيادة الضغط عليهم وارباك حالهم .

3-  رفض أي تصريح يصدر من هذه القوات وتوصيفه بالكاذب جملة وتفصيلاً وإدانة من يؤسس عليه تحليلاته وتصريحاته .

4-  إدانة الشخصيات التي تتصل بالسفير الامريكي والبريطاني واعتبارها خارجة عن اطارها الوطني وعدم قبول عذرها في الاتصال مهما كانت الاسباب واعتبار السفير الامريكي شخص غير مرغوب فيه لأن يمارس عمل تدخلي مباشر أشبه بالمندوب السامي .

5-  وعي المشروع الامريكي قائم على عزل العراقيين وفق نطاق الطائفة او العرق الواحد واعتبار الشخصيات الدينية والوجهاء ورؤساء العشائر مسؤولين عن هذه التهجيرات وإطلاق التصريحات غير المسؤولة في رمي التهم وتبادلها تصرّف غير مسؤول يساعد من حيث يقصد او لا يقصد في اتمام المشروع الامريكي وينبغي دائماً توجيه الادانة الى الاحتلال مباشرة وبشكل واضح وجلي .

6-  الوقوف على حقيقة هي ان معظم العمليات الحادثة في العراق من تفجيرات وتهجير وسلب وقتل وتدمير تدار من قبل قوى اجنبية يقف الاحتلال على رأسها .

الاصرار على الحكومة بالضغط عليها عبر وسائل الاعلام ومطالبتها بكشف نتائج التحقيقات التي اعلنت عن تشكيل لجانها في جرائم ارهابية كبرى حصلت في البلد قد وعدت بعرض نتائجها عند الحصول عليها على الشعب والوصول الى الجناة نذكر منها العمل الذي اودى بمقتل ( 50 ) من افراد الحرس الوطني اثناء حكومة علاوي وحادثة جسر الائمة وتفجير مرقد الامامين العسكريين ( عليهما السلام ) ومذبحة حسينية المصطفى أخيراً لتتضح الحقيقة ويدان المجرم أياً كان ويطالب بمحاكمته فوراً ولا يسمح للحكومة بتسويف المطلب فان نزيف الدم سوف يستمر اذا لم نعي الحقيقة ونتعرف على الجناة .