يا أشباه الرجال

  من أساليب تخفي رجال السياسة وتملصاتهم عن مسؤولياتهم الوطنية والقومية فضلاً عن الدينية التي تجردوا عنها منذ أمد طويل فامست خبراً بعد عين ، هي المطالبة ، والدعوى الى نبذ العنف وضرورة إيقاف القتال ، وكانهم مخاطبون لغيرهم ، مع انهم هم المخاطَبون أنفسهم وإلا كيف يطالب الرئيس المسؤول الأعلى في السلطة ، ويدعو !؟ وهو يملك قرار اتخاذ الموقف الصحيح بوسائل عملية مؤثرة تلجئ الطرف المعتدي على الارتداع ، وإيقاف تماديه من القتل والتدمير . وقد لمسنا هذه الكلمات من رؤساء دول وحكومات عربية واسلامية في موقف خجول امام احداث غزة وما يتعرض له شعبنا الفلسطيني من تدمير وضراب واستلاب لهويته العربية والاسلامية في استباحة واضحة لحرماته امام مرأى ومسمع العالم المتحضر والاولى ان نسميه المتوحش بعد ان ادت به عوامل الساسة وحسابات النفوذ العالمي ان يدين الضحية ويكرم الجلاد ، وهذا ما حصل بالضبط بالنسبة للموقف الالماني والبلجيكي ، واما الامريكي فهو يهودي اكثر من اليهود ، وفي ذلك رسالة ادانة واضحة واستخفاف لكل الاراء التي خطأت الفعلة المنتظرية الشجاعة امام رئيس دولة امريكا ، فان رئيساً لدولة تدعي كذباً وتعلن زوراً انها مدافعة عن حقوق الانسان وان ذلك من اولويات سياستها تجاه العالم ، بأن (لدولة الكيان) الحق في الرد لايقاف الارهاب الفلسطيني . هكذا يطرح بوقاحة منقطعة النظير ، وليته استفاد من ضربة الحذاء لتعليم حدود الكلام ولا يسترسل في جراحات الضحايا من شعوب وافراد .

     ان مطالبة اهل السلطة والقرار او دعوتهم كذبة سياسية للخداع والتملص من المسؤولية الاخلاقية والشرعية والوطنية ، وهي حالة افراز لواقع الكذب الذي دأبوا عليه في سياستهم تجاه قضايا الامة المصيرية ، وأزمات شعوبهم المعقدة ، وكان الاحرى بهم ان يتخذوا المواقف الجريئة والصحيحة لوفرة امكانياتهم الكبيرة والمؤثرة فيما لو اردفتها الارادة والشجاعة والغيرة العربية والاسلامية ، وهم بذلك يضحكون على الشعب الفلسطيني بعد ان ضحكوا على شعوبهم وكذبوا التزاماتهم  ، والا فما فائدة اطلاق دعوى المطالبة ، ونحوها من كلمات الكذب السياسة التي طفت على سطح مواقف أهل السلطة المرتبطين بصورة واخرى بالعجلة الغربية يستمدون منها عوامل بقائهم في مواقع السلطة من خلال تعاطف خجول يستبطن ادانة انفسهم امام شعوبهم ، ان حاجة الشعب الفلسطيني اليوم الى موقف عملي يترجم من خلال الواقع الميداني ليعرف العدو الصهيوني بان امة عريقة كأمة العرب لن تموت مهما حاول أعداؤها طمس هويتها وقتل روحها . لقد مضى زمن المطالبة والادانة  والدعوة الى غير رجعة  والا سياتي على نفس المطالبين يوماً يصرخون فيه قائلين لانفسهم ياليتني لم اتخذ فلاناً خليلاً . ان الشعب العربي والاسلامي قد وعى آلالاعيب السياسة ، ومكر اهلها فلا تنطلي عليه مثل هذه الاكاذيب والبيانات الاعلامية المزورة ، وهو يطالب حكوماته ان تعزم امرها لاتخاذ موقف عملي يدعم صمود الشعب الفلسطيني ، ويعيد اليه أمل تحقيق نصر على عدو أمته . وبالامكان فرض حصار اقتصادي على الكيان وقطع الامدادات اليه ، والضغط بورقة النفط على الدول الداعمة له ، وقطع طرق الامدادات الغازية المصرية ، وفتح معبر رفح ، والتلويح بدخول الحرب ، ولو بالقوة الجوية لارغام العدو على عدم استخدامها في هجومه على غزة وتحريك المرجعيات العالمية للضغط وادانة الفعل اليهودي ، وتحريك محاكمة ساستة في المحاكم الدولية بعد ان وجهت المحكمة دعوة محاكمة لرئيس السودان لتهم باطلة على الظاهر واذا لم تتفاعل هذه المرجعيات مع الطلب العربي والاسلامي وأكتفت يكذبه ايقاف العنف متنحية عن إدانة الجرم اليهودي ، فالانسحاب عنها وترك التزاماتها هو الطريق الاسلم والاصوب .