نشرة النهج

نشرة النهج العدد 175

   
501 مشاهدة   |   0 تقييم
تحديث   05/09/2022 10:51 مساءا

                 هباءً منثوراً الفروقات النفطية

كان ولازال سعر النفط في الاسواق العالمية أعلى بكثير ما تبنى عليه ميزانية البلد وقد يتجاوز الفارق احياناً أكثر من رقم الميزانية كما هو حال الميزانية الحالية حيث بنيت على 42 دولار / للبرميل كما قيل، وسعر النفط تجاوز ال90 دولار للبرميل وهكذا في ميزانيات البلد السابقة كانت هناك فروقات عالية، والأمر مغطى عليه من قبل الجهة الرسمية، من يأخذها وأين تصرف، ومن المسؤول عنه، ولماذا لم ينبس البرلمان ببنت شفه عنها، ولا الحكومة ولا القضاء  ولا الكتل السياسية ولا .. ومن حقنا كمواطنين نسأل اين تذهب هذه الفروقات؟ والى جيب من؟

والغريب ان المواطن المسكين لم يسأل عنها ويطالب بها، وقد اقترحنا مشروعاً وطنياً عام 2011 في وضع هذه الفروقات في ميزانية وطنية خاصة بها وتجميعها لتتراكم لمدة ستة أشهر ثم توزع على المواطنين بواقع شهري قد يصل الى أكثر من 300 دولار شهرياً للفرد الواحد ولكن لا حياة لمن تنادي بل لم يسمع أحد له أو يصغي اليه مادام مفيداً للمواطن لا للكتل ولا للأحزاب ولا للحكومة ولا للمكونات.

ان الواجب الوطني بل والشرعي يحتم على البرلمان متابعة الموضوع وايصاله الى المواطن الذي انتخب النائب وقد أقسم على مراعاة مصلحته وحقوقه، وهذا من أمهات حقوق المواطن عليك ايها النائب فلِمَ هذا الاغماض – التغليس – ولو حكّم القانون لكنت أيها النائب تحاسب على هذا التقصير والاهمال لهذا الأمر وصيانة أموال الشعب والدولة العراقية.

ثم أين وزارة النفط ومن ورائها رئيس الوزراء وبقية الوزارات، وأين المحكمة الدستورية لتتابع أموال الشعب وتضع يدها عليها، وعلى المواطنين جميعاً المطالبة بها والكشف عنها لأنها حقوقهم وأموالهم، وأنه لا بد من ايقاف هذا الاستنزاف للمال العام – حق المواطنين جميعاً –

                                                                    13-2-2022

                                                                12 رجب 1443

 

 

 

            طريق الحرير ميزان الوطنية

قد يثير العنوان حساسية بعض الساسة أو من دخل في لعبتها وهو ليس منها وهذا حال العراق، ولم يعط ضابطة لوطنية البعض حيث لم يرسم في سياسة البلد ضابطة واضحة لذلك، ولذا ترى تخبطاً واضحاً في عمل الساسة حيث لم ينجزوا أي مشروع يحمل صفة الوطنية، ولم يقوموا ببناء مدرسة ولم يعبدوا شارعاً طويلاً بين المحافظات أو الاقضية، بل كل دوائر الدولة متخبطة ولم يرسم لها خارطة طريق واضحة، ناهيك عن البطالة وتبذير المال العام واعطائه هبات لدول ظلماً وقفت مع اعداء العراق كالأردن الذي فتح حدوده للغزو الامريكي، وتركيا عضو في الناتو لم تفتح حدودها، وأما مصر فالحديث عنها طويل فهي منذ عبد الكريم قاسم لا يروق لها العراق وطالما حاكت المؤامرات ضده، وفي هذه الخارطة المتبعثرة لاح للعراقيين أفق مشروع استيراتيجي يعتبر ميزاناً لوطنية السياسي وضابطاً لعمله وخدمته الا وهو طريق الحرير ضمن الاتفاقية العراقية الصينية، وهو مشروع يغطي معظم احتياجات العراق وبلا نقد فقد قطوعات نفطية تصل الى 150 الف برميل يومياً وهو اجراء عمل به نظام البعث في بداية ثمانينيات القرن الماضي مع شركات كوريه ويابانية لأنشاء خطوط نقل الطاقة في عموم العراق وفتح طرق حديثة وسريعة لازالت تؤدي خدمتها الى الآن وكلها بقطوعات نفطية.

أنها فرصة بناء عراق حديث وقوي ينشِّط اقتصاد العراق ويضعف الاعتماد على النفط في مستقبل الايام ويفتح آلاف فرص العمل ويغني الخبرة العراقية، ويفتح افاقاً جديدة للعراق ولكنه بحاجة الى إرادة سياسية مستقلة وقوية لا تعبأ بالضغط الأمريكي ولا بضغوط البلدان الأخرى، وهو معيار وطنية السياسي ومفتاح نجاحه ورمزية فعله وبقاء اثره وشكر سعيه.

 

                                      مكتب الفقيه المهندس

                                            قاسم الطائي     

                                         4 رجب 1443  

 

              رجب

هو أحد الاشهر الحرم الاربعة وتسلسله السابع من الاشهر القمرية فما هو معنى رجب .. ماذا تقول مصادر اللغة؟

قال: في مجمع البحرين – رجب- هاب وعظّم، رجبته بالكسر هبته وعظمته ومنه سمي الشهر رجباً لأنهم كانوا يعظمونه في الجاهلية ولا يستحلون القتال فيه.

والترجيب التعظيم/ ومنه فلان المرجب.

وترحيب النخلة: ضم اعذاقها الى سعفاتها وشدها بالخوص لئلا ينقضها الريح أو وضع الشوك حولها لئلا يصل اليها آكل.

قال في لسان العرب مثل ما قاله المجمع مع شيء من التفصيل.

ورجب شهر الله العظيم لا يقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً والقتال فيه حرام مع الكفار، هكذا قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورجب مع شعبان ورمضان أشهر متناهية الشرف والاحاديث الواردة في فضلها كثيرة، ويوصف رجب بالأصب لأن الرحمة على أمة محمد تصب صباً فيه، فأنه غفور رحيم فأكثروا من قول استغفر الله وأتوب الآية.

ويظهر أن عظمة الشهر هو بانتسابه الى الله، وأن الرحمة تصب فيه صباً وان فضله لا يدانيه في الفضل شهر غيره، ومن هنا ناسب الاسم المسمى فرجَبَ هاب وعظّم، فهو شهر مهاب لأنه منتسب الى الله وعُظّم، لعظم ما شرع فيه من الاعمال العبادية والرزق المعنوي وكل منابع الخير في هذا الشهر يكفيه فخراً ولادة الأمير (عليه السلام) فيه، وكفى به شرفاً مع ولادة الامامين الجواد والهادي (عليهما السلام) فزاد بهذه الولادات شرفاً ورفعة وحرمة.

ونذكر نكتة ان معنى رجب، رحب وذلك لقرب مخرج الحرفين الجيم والحاء ومع تقارب حرفين للفظين يعني اتحاد معناهما كما وجدته في الفاظ كثيرة كما في أدكر وأذكر وغيرهما وهي قاعدة اقتنصناها بالاستقراء والمتابعة .

وبناء عليها نقول ان رجب، رحب يعني وسِع لغة، فشهر رجب واسع من حيث نزول الرحمة وسعة العفو الالهي والمغفرة ولذا وردت روايات عديدة في الاستغفار به والتوبة الى الله سبحانه.

وفي الحديث مرحباً بقوم قضوا الجهاد الاصغر – أي لقيتم رُحباً – أي سعة لا ضيقاً وهي كلمة استيناس يخاطبون بها من حل بهم من وافد أو باغ خيراً أو قاصد حاجته.

ورجب رحب الذراعين أي واسع القوة عند الشدائد، ومن صفات رسول الله (صلى الله عليه وآله) رحب الراحة، معناه واسع الراحة كبيرها والعرب تمدح كبير اليد وتهجوا صغيرها فيقولون أرحب الراحة كثير العطاء، ومن هنا قلنا بأن رجب رحب لأنه كثير العطاء الالهي للناس المؤمنين. 

                                                   قاسم الطائي

                                                  13 رجب 1443

 

                     تسمية المعصومين

تسمية أئمتنا بأسماء مختلفة كالهادي والعسكري والكاظم والجواد وغيرهم هل أنها مختصة بمن تسموا بها أو أنها شاملة للآخرين، فمثلاً الجود صفة لكل المعصومين مع ان المسمى بهذا الوصف هو الجواد (عليه السلام) فما هو الوجه في ذلك، وهنا نبدي الجواب بلغة الاطروحات:

الاطروحة الأولى: كون الصفة أبرز فيه من غيره فهي موجودة في بقية الائمة ولكنها بارزة في الإمام الجواد (عليه السلام) والهادي وكذا غيرهما، فإذن البروز لهذه الصفة في الإمام أكثر من بروزها في غيره، وهذا مبرر معقول لأن ما يسمى بها دون غيره.

الاطروحة الثانية: ان هذه التسميات موقوفة من الشارع، فهو من سمى الجواد ومن سمى الهادي، والكاظم ونحو ذلك، وما دامت من الشارع فلا معنى للسؤال ولا مجال للاعتراض، من قبيل ((هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ)) الحج 78

الاطروحة الثالثة: قد تكون منطلقة من وظيفة الإمام نفسه وبحسب موقعه في النظام الاسلامي، أو قل للحاجة الى ذلك، تسمية الأمير بالولي أو الأمير لوظيفته أو لاقتضاء الحاجة ذلك، والحسين الشهيد لما وقع له من الشهادة وما قدمه من تضحيات يعجز عنها غيره، والكاظم لكظمه غيضه في أشد حالات الغضب وكذا الهادي والجواد.

الاطروحة الرابعة: لحاجة الخلق الى ذلك فالحاجة الى الجود كان جواداً والحاجة الى الهدى كان هادياً وغيرها، الا ان هذه الاطروحة ترجع الى الثانية وان التسمية موقوفة وذلك يرجع علمه الى الله سبحانه، الا ان اللحاظ يختلف بين الاطروحتين فهنا لحاظ الحاجة وهناك ملحوظة من جهة الشارع. والله العالم

 

                                                          قاسم الطائي

                                                        3 رجب 1443

                                                         النجف الاشرف

 

 

 

                بيان الى الشعب العراقي (حكومةً وشعباً)

إنكم أبناء ارض حباها الله بكنوز لا تعد، وكنز النفط الذي يشكل أكثر من (90%) من واردات العراق المالية وهو عصب حياتكم ومستقبل أجيالكم، وهو المادة الإستراتيجية الأولى التي لا تعادلها مادة أو سلعة أخرى ولا توازيها أهمية، وانتم أيها العراقيون لا تنظرون إليه كسلعة اقتصادية وحسب وإنما هو مستقبل ومصير وجاه وتاريخ طويل من نضالات مريرة مع الاحتكارات النفطية وشركاتها وامتيازاتها الجائرة، ولهذا فالمصلحة العليا للعراق تتطلب التعامل مع هذه الثروة بصيغة تحتضن المصالح العليا للشعب العراقي من خلال خطة شاملة ذات غايات وأهداف تاريخية على الأمد البعيد وضمن رؤية مستقبلية تلتقي مع آمال وأحلام أجياله وبخاصة الشباب المتطلعين لغد أفضل، كما وتتطلب التعامل مع الموضوع بأهمية بالغة تتجاوز المواقف العشوائية التي تؤدي الى نوع من العبثية والأضرار الفادحة، وانه لابد من إلغاء أي نص يتعارض مع الصيغة القانونية الوطنية الخاصة بالثروات النفطية منعاً للفوضى والمنازعات التي تشق الصف الوطني، وتضمن تكافؤ الفرص في توزيع الثروة بشكل عادل على كل أفراد الشعب العراقي، ومبدأ ذلك دستورياً هو (مركزية الثروة الوطنية) وهو مبدأ معروف ومعمول به عالمياً.

ولكل ما تقدم وللظروف الملحة التي وصل إليها الشارع العراقي من تدني مستوى المعيشة لمعظم العراقيين واعتباره من الدول التي تعيش دون مستوى الفقر حسب إحصائيات المنظمات الدولية، آن الأوان لرفع الحيف عن هذا الشعب عن طريق تخصيص حصة لكل مواطن من عائدات النفط وإعلان المساواة في العيش الرغيد خصوصاً والعراق يملك احتياطياً نفطياً كبيراً ويعد من الدول الغنية.

إن اعتزاز المواطن وانتمائه للعراق مرهون بما يقدمه العراق لكل فرد، وعليه فيجب أن يتمتع كل مواطن بعوائد مالية من النفط وهذا لا يتم إلا بضمان التوزيع العادل للمال العام منعاً لتركيز العوائد النفطية في جملة أشخاص معيّنين أو فئات خاصة، ويجب أن لا تكون موارد الدولة لجماعة معينة دون مشاركة الاخرين وقد تناولت المواد الدستورية (121,112,111,106) من الدستور العراقي ملكية الثروات النفطية والغازية وتوزيع العائدات الناتجة منها باعتبارها ملكاً للمواطن العراقي في كل أقاليمه ومحافظاته.

ويمكن تحقيق ذلك في إطار تشريع قانون يعتمد في أساسه التاريخي على قانون رقم (80) لسنة 1961 الذي أمم جميع الأراضي غير المستغلة من قبل الشركات النفطية الاحتكارية، وقد واجهت السلطات آنذاك المتمثلة برئيس الوزارة عبد الكريم قاسم أشرس هجمة قادتها تلك الاحتكارات مستغلة السفارة البريطانية وشروعها في الأعمال الانقلابية، وقد دعم الشعب هذا القانون بتظاهرات دموية قدموا فيها العديد من الشهداء في أمل إتمام هذا القانون، ومنع الالتفاف عليه وإلغاء مضامينه.

والمشروع المقترح هو إنشاء خزينة وطنية عليا تمول من واردات النفط الزائدة عن سعره الذي قررت الميزانية العامة على أساسه وتقوم هذه الخزينة بجمع هذه الزيادات من الواردات التي تحصل عليها من جراء فرق السعر للبرميل الواحد، ويضاف إليها تخصيصات من عائدات النفط والمخصصة للبطاقة التموينية وصندوق الرعاية الاجتماعية، والفائض من تعديل سلم الرواتب بدأً بالرئاسات الثلاث وكما هو معمول في دول الجوار ليكون منطقياً ولا نسمح بانتقاد الآخرين لنا بالاتهام باستغلال ثروات الشعب.

وتقوم هذه الخزينة بجمع الواردات المشار إليها ولمدة ستة أشهر لتتمكن من توفير خزين استراتيجي يمكنها من السيطرة على التوزيع في ظل ظروف نزول أسعار النفط العالمية لفترات معينة كي لا تتأثر بذلك.

إذ الميزانية العامة قد بنيت على سعر (75) دولار للبرميل الواحد في الوقت الذي يباع البرميل عالمياً بسعر فاق المائة دولار وهذا الفارق بالإمكان الاستعانة به وتسخيره لهذا المشروع العظيم الذي يعين المسؤول على أن يفي بما في ذمته من حقوق أبناء شعبه.

سيحقق هذا المنجز الحل للكثير من المطالب الشعبية التي أخرجت الناس في مظاهرات عامة طالبة تحسينها وستخلق حالة من الرقابة العامة الجماهيرية لثروات العراق وبالتالي سيقطع طريق الفساد المالي وسيحقق كفالة للمواطن العراقي في المؤسسات المالية والبنوك.

وسيكون خير معين للحكومة على أداء مهماتها من البناء والتنمية حتى يشعر المواطن بأن له حصة في واردات بلده وعليه مراعاتها ومراقبة إنتاجها وتسويقها وسيرفع الكثير من الحيف عن أبناء شعبنا..

{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} التوبة105

                                                            قاسم الطائي     

                                                       17/ربيع2/1432هـ 

 

                     الى / شيوخ عشائرنا العربية الاصيلة

أحييكم بتحية الاسلام – السلام عليكم ورحمة الله وبركاته – وسمي بالسلام لإلقاء السلام على المسلم عليه من المسلِّم كي يدفع غائلة نفسه في استبطان العداوة.

لقد آلمنا ما سمعناه من نزاع عشائري تستخدم فيه اسلحة نارية فتاكة وهي تؤدي الى قتل البعض واصابة آخرين، والمشكلة لا تستدعي هذا الحشد والتسليح، بقدر ما تستدعي تحكيم العقل والضمير والوجدان، وهي مفاتيح حل لكل معضل، ولكن تغليب الهوى والنفس الأمارة بالسوء هو ما يدفع العقل الى الانزواء.

أخوتي: عليكم بمن تعبدون وبمن توالون وبمن تحبون الاقلاع عن هذا المشهد والرجوع لأعرافكم العشائرية القيمة في حل ذلك بما يرضي الله ورسوله والائمة المعصومين.

وأعلموا بان القاتل والمقتول في النار ولا نريد لكم هذه النتيجة لأنكم منا ومؤمنون، ومن حكَّم عقله فقد أمات هواه ونزغ شيطانه.

أخوتي لا تجعلوا سمعتكم على كل لسان الا لسان الحق الذي يثمن افعالكم في الصلح وتسوية الأمر.

هذا من حقكم علينا، ومن حقنا عليكم هو اطاعة أمرنا لأن فيه خيركم الدنيوي والأخروي، وفي الختام السلام على من اتبع الهدى وقبر الهوى والضلال، اللهم صل على أشرف خلقك محمد وآله وأجعلهم ممن يستمعون الكلام ويتبعون احسنه.

وعليكم أحترام القانون وتعليمات الحكومة وأنها صاحبة الحق في حسم النزاعات إذا لم تخالف الشرع فإن عجزت أو تباطأت أنفتح لهم طريق الحل، المهم أحترامكم للسلطة ومراعاتكم للقانون ومساعدة الدولة في اجراءاتها وفي ذلك خيركم وخير مناطقكم وخير ابنائكم، وأن حفظ الحقوق في القانون أركز من حفظها بالسنائن العشائرية، وأنتم أهل الخير وفقكم الله لمراضيه، وأكبر سعيكم وتقبل عملكم ما دمتم مصلحين بين المتخاصمين، والله من وراء القصد.

                                                               عبد الله المؤمن

                                                             الفقيه قاسم الطائي

                                                               2 شعبان 1443

 

 

                     الذَّكرى

لغة هي مأخوذة من الذَّكر وهي تعني كثرة التذكر وهذا أبلغ من الذكر قال تعالى: ((رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ)) {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}هكذا ذكره الراغب هذا في اللغة، وأما في الوسط الإجتماعي فتعني إعادة الذكريات مرة بعد أخرى لأمر ما قد يستهدفه المُذَّكر أويريده لحاجة في نفسه لنفع الغير والفات ذهنه الى امر ما وهكذا، كمن يتذكر ابيه ويريد ايصال صورته الواقعية للغيرأو يتذكرحدثاً ما للإشارة  الى مشاركته فيه أو يتذكر أحداثاً  ليقول أنه شارك بها أو يذكر أحداثاً ساهم بها وأنكرها الآخرون وأنكروا مساهمته فيها جحوداً لحقه وإقلالاً من قيمته أو أستبعاداً لموقفه، أو أو .. وما سأذكره من أحداث قد يستغربها البعض أو يستكثرها أو يجحدها وهو قد نسي قوله تعالى ((وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ))

الذكرى الأولى: معرفتي بالسيد الاستاذ الشهيد محمد الصدر (رض) كانت منتصف ثمانينات القرن الماضي حينما كان تحت الإقامة الجبرية من قبل نظام صدام وكنت وآخر نأتيه من دار جيرانه الذي هو خلف داره، يسمى بيت البغدادي عن طريق (زيد) أحد إخواننا المؤمنين وكنت أعبر الجدار الفاصل بين الدارين لأدخل دار السيد (قده) محملاً بمجموعة من المسائل الشرعية والإجتماعية، ولم يكن السيد معروفاً في الوسط الإجتماعي إلا عند النادر وإستمرت علاقتي به الى حين شهادته وقد لا زمته في سنين تصديه للمرجعية وكنت أحد أذرعه القوية في الحوزة مدرساً ودارساً ومدافعاً عن مرجعيته، وفي وقت الإنتفاضة الشعبانية المباركة حتى كان معظم مقلديه يمر من خلالي، لصفه كوني من أهل الخبرة الذي حضر عند المعظم من المتصدين في تسعينيات القرن الماضي فأطلعت على كل ما عند الآخرين وما عنده، وكان حضوري فاعلاً تقريراً ومناقشة ومتابعة وإعتراضاً.

الذكرى الثانية : أنا أول من قال على القوات الغازية هي قوات إحتلال لا قوات تحالف ولا قوات صديقة كما هو الجاري على الألسن حينئذٍ .

بل أول من أفتى بوجوب مقاومة الإحتلال وأبان اللثام على ضرورة مقاومته ووضِّح ان الشهيد في المواجهة معه مع حسن النية، أفضل من شهداء المعصومين بإستثناء شهداء الطف إذ لا يوازيهم غيرهم مهما كان، وإنتشر الإستفتاء كالنار في الهشيم وأعطيت المأذونية الشرعية في قتال القوات الغازية بعد البحث عن مخرج شرعي للمقاومة حيث لم يأذن أي واحد من المتصدين آنذاك.

ولا ينكر ذلك الا الحاسد والحاقد ومن لا يعجبه مواقف الطائي، وحزمة الإستفتاءات موجودة عندنا قد ننشرها مجدداً للإطلاع، وهذا يعني ان مفجر المواجهة والمقاومة هو صاحب هذه السطور لا غير.

                                                    باقي الذكريات في العدد قادم

                                                         مكتب الفقيه المهندس 

                                                               قاسم الطائي

                                                           9 – رجب 1443

                                                              النجف الأشرف

 

 

               التحدي الكبير

 تحديات الدنيا عديدة، ومتباينة فقد تكون فردية  وقد تكون جماعية وقد تكون حكومية، وهي أخطرها وأصعبها لأنها مماطة بقوى مناوءة  قد لا ترى ما يراه المتحدى فتضع العقبات على الطريق وتخلق المشاكل في المسير، وأعتقد أن التحدي الأصعب والأخطر هو إنتشار مظاهر الفساد والإنحراف والتحلل الذي يواجه الإسلاميين، وهل بإستطاعتهم إنهاء هذه المظاهر أو لا، مما يعني رضاهم بالمنكرات والدفاع عنها، وهو نوع من الظلم لأن الظلماء ثلاثة: فاعل الظلم، والراضي به، والساكت عنه.

وهنا الاشكالية مواجهتها بقوة القانون قد يصطدم بما يسمونه بالحرية الشخصية، وقد تفتح ابواب عديدة تنذر بالعديد من المشاكل.

والسكوت عنها لا يكون مبرراً للأنصار وغيرهم اذ الأولين يرون الأمر يستحق المجازفة والإندفاع  لأنهائها مع وجود القدرة والقوة وهما أهم شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغيرهم يرون ان الشعار المرفوع يتعين تصديقه بالممارسة والفعل والا يبقى شعاراً فارغاً ومضموناً واهياً.

وفي نظري القاصر ينبغي إتخاذ الخطوات التالية:

1- بيان مضار هذه الظواهر وخطورتها على الفرد والمجتمع من خلال وسائل الإعلام المرئية وغيرها وهي تصل الى الجميع وتتابع فعلاً من الغير.

2- بيان ان هذه المظاهر مرفوضة دستورياً بإعتبار انها تشريع وممارسته مخالف للشريعة والاعراف ونصوص الدستور لا تجوز ذلك.

3- صيانه المال العام بإحترامه ومنع سرقته وإنتهابه لئلا يكون وسيلة للتحلل والانحراف، فإن إرتياد هذه النوادي يحتاج لاموال طائلة لا يقدر عليها المعظم من ابناء الشعب.

4- تفعيل دور الآباء والمربين التربويين وشيوخ العشائر لأداء دورهم في هذا المجال.

5- ادانة المخنثين والمخنثات والإعلان عنهم كوسيلة للردع عن تصرفاتهم المشينة والرجوع الى المراجع لإصدار أحكام شرعية بحقهم.

 

                                                  الفقيه المهندس قاسم الطائي

                                                             3 رجب 1443    

                                                            النجف الاشرف    

 

 

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

السلام عليكم ورحمة ا... وبركاته...

قبل البدء بسؤالي أتقدم لكم بالشكر الجزيل لأنكم لم تجعلوا بينكم وبين السائل حاجزاً.

ذكر العلماء عدة شرائط لمن يجب تقليده، منها العدالة وهي من أهم الشرائط، وعندما نسأل ما هي العدالة يكون الجواب هي العمل بالواجبات وترك المحرمات، ونحن نعرف أن من الواجبات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع العلم أن المنكر بجميع مصاديقه انتشر في جميع مجالات الحياة، فكيف يكون عمل المرجع الديني بهذه الفريضة المغيبة؟ وهل لها دخل بعدالة المرجع الديني؟ هذا أولاً.

وثانياً: قد ذكر العلماء أن عدالة مرجع التقليد تثبت بأمور..

1) العلم الحاصل بالاختبار أو بغيره.

2) شهادة عدلين بها.

3) شهادة العدل الواحد أو الثقة مع حصول الوثوق الشخصي بقوله.

4) حسن الظاهر والمراد به حسن المعاشرة والسلوك بحيث لو سئل غيره عن حاله لقال لم نر منه إلا خيراً.

هل يمكن فهم هذه الأمور من السلوك الخارجي أو من خلال عمله بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبعبارة أخرى هل هنالك ارتباط بين أولاً وثانياً؟ وشكراً جزيلاً.

اسأل ا... أن ينفع المؤمنين بعلوم وعمل مراجع الدين.

                                                             الشيخ محمد الجبوري              

بسم الله الرحمن الرحيم

نعتقد بدخالة ذلك في العدالة باعتبار أن التقوى ومن بعدها العدالة لها جانبان، فردي كالصلاة والصيام وغيرها من العبادات، واجتماعي وهو القيام بالوظائف الاجتماعية المطلوبة وأهمها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن هنا فإن التأمل في معنى العدالة يكون مطلوباً فهل هو من يقوم بوظائفه الخاصة العبادية أو عليه القيام بوظائفه الاجتماعية مع وظائفه الخاصة؟ الأرجح هو الثاني لأن الشخص المسؤول بهذا الاعتبار والقيمة الاجتماعية وآراؤه تؤثر في توجيه الناس والتزاماتهم لا يكفيه والحال هذه القيام بوظائفه الخاصة ما لم يتفاعل مع المجتمع بالوظائف العامة وأهمها هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي قدم إمامنا الحسين عليه السلام كل التضحيات تفعيلاً للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن الواضح أن القدوة الحسينية هي للمتصدي وغيره، بل الأول أولى بالتفاعل معها والسير على هداها، لأنه يمثل النيابة في زمن الغيبة كما هو المرتكز عندنا.

ولك أن تقول إن التقوى على درجات متفاوتة ومن الضروري أن يكون المتصدي على درجة عالية منها، وأعلى من عامة الناس فيها ليتأهل للتصدي إلى شؤون الامة ويستأمن على الإطار الديني من الاختراق والتجاوز بدواعي التقية، وعدم إطاعة العامة والوقت غير مناسب، ونحن علينا الفقه والاصول فقط، ونقتصر على الفتوى دون الدخول في التفاصيل والتصدي للشؤون العامة، بل نتركها تتحرك ما شاءت الأقدار ولسنا بمسؤولين ما دمنا قدمنا الفتوى والحكم، مع أن الحكم ينبغي تطبيقه والالتزام به لتصان الحياة الاجتماعية ويحافظ عليها من التلوث والفساد بدعاوى التحلل والحرية، والانفلات الاخلاقي والتحلل الانضباطي وغيرها.

من لم يأمر بالمعروف ويساهم في تنشيطه وممارسته وكذا النهي عن المنكر، فإن الدين سيغرق في شبهات وإشكالات وانحرافات وتدليسات وتلبيسات عديدة قد لا نجد المخرج منها بعد حين، إذ مع تركها والتغاضي عنها قد تصبح مع مرور الأيام سجايا خلقية وممارسات عرفية مقبولة بشكل عام، وبالتالي يصبح الخروج عليها ضرباً من التجاوز وإخلالاً بالوضع العام وتكبيلاً للحريات العامة، وهكذا.

ولكبار السن أن يلتفتوا إلى ذلك حينما كان شرب الخمر استثناءً والشارب منبوذاً اجتماعياً، والآن أصبح محترماً والشرب (اتكيتاً) كما يعبرون أو تحضراً..

وللكلام تتمة قد نبحثها خارجاً إن شاء ا....

((وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ ا... شَدِيدُ الْعِقَابِ [الأنفال : 25]))

 

                                                                          قاسم الطائي    

                                                                    25/ربيع2/1433هـ  




محرك البحث

اخر تحديث

الاحصائيات

الطقس

3:45