السيرة الذاتية

- الولادة والنشأة

- الدراسة الأكاديمية

- الدراسة الحوزوية

- النشاط السياسي .. في العهد الصدامي

- العمل الجهادي .. في العهد الصدامي .. والاحتلالي

- علاقته بالسيد الصدر

- مؤلفاتة

                                         الولادة والنشأة:

ولد سماحة الفقيه الشيخ قاسم الطائي (حفظه الله) من أبوين عراقيين ينتميان الى قبيلة طي العريقة ومن العوائل المتوسطة الحال، والمعروفة بالغيرة والشهامة، في العاصمة العراقية بغداد عام 1960 م الموافق 19 من شهر شوال 1379 هـ في منطقة تسمى كم الدبات، أو ما يعرف بمنطقة علي الصالح قرب الطوبجي، وبعد سقوط نظام عبد الكريم قاسم عام 1963 حيث هدمت بيوت الحي بواسطة الآليات الثقيلة الحكومية انتقلت العائلة الى منطقة السكك الثانية التي عرفت بحي العامل الذي هو محل إقامة العائلة، ولكن الشيخ بعد تخرجه من الجامعة وعمله في الوظيفة الحكومية عام 1986 وقبلها بأربع سنوات كان مهندساً عسكرياً في مديرية الأشغال العسكرية، مشروع بلدروز في بعقوبة، وبعدها انتقل الى بيجي في مشروع لشركة المنصور – للاسكان – في وزارة الاسكان حيث بقي هناك حتى دخول الطاغية الكويت، ومنعه من العمل في المشروع بعد ارتباط شركته للعمل ببعض المشاريع الحكومية، وكان المنع من قبل المخابرات العامة، بعد أن وجدوا أن ملف عائلته لا يسمح له بالعمل في مواقع تعتبرها الدولة مهمة فرجع الى بغداد، ثم انتقل الى النجف وعائلته الخاصة بعد إخراجه من السجن أثر اعتقاله من قبل جهاز المخابرات العامة مطلع عام 1993 م بعد ذهابه الى إيران والتقائه ببعض قيادات المعارضة العراقية هناك عام 1991 منهم الشهيد عز الدين سليم الذي ارتبط بعلاقة أخوية مع الشيخ.

                                                        الحالة الاجتماعية:

متزوج وله سبعة أولاد، أربعة من الذكور وكلهم تبدأ أسمائهم بمحمد (صلى الله عليه وآله) وهم (محمد مهدي، محمد صادق، محمد علي، محمد حسن) وقد أصر على تسميتهم بهذا الشكل المركب بالرغم من حراجة الأمر في الفترة الصدامية، وثلاث بنات، وحرمه هي شقيقة الشيخ محمد اليعقوبي.

ولا يزال الشيخ يسكن النجف الأشراف ويباشر إدارة عمل مرجعيته الدينية بتدريس البحث الخارج والتأليف، والإجابات التحريرية على فتاوى الناس، ويوجه، وينصح، ويحث، ويرشد، ويخطب ويوجه رسائل النصح والإرشاد والتوجيه للناس جميعاً، بلا فرق عنده بين سني أو شيعي وبين عربي أو كردي، أو بين مسلم أو غيره، وتجد ذلك من خلال لون كتاباته وفتاواه، وقد أفتى بوجوب الدفاع عن الشمال الكردي عندما زحف الجيش التركي وأعتبر التصدي له واجباً شرعياً ووطنياً، لم يسبقه إليها سابق.

ومن نافلة القول: هذه القصة التي يرويها الشيخ نفسه، فقد تم إيقافه وهو يؤدي امتحانات نصف السنة في السادس الابتدائي، وتم إخراجه من قاعة الامتحانات، ووضع في موقف المركز بعد دعوة قدمها عليه أهل بعض أصدقائه حينما تشاجر فضربه الشيخ برأسه وشق جبهته، بعد أن تعرض للشيخ وتحرش به ولم يكن الشيخ يريد ضربه لولا إلجائه الى ذلك، وقد تم إخراجه من التوقيف بعد مدة قصيرة من قبل أحد أقاربه.

ومما ينقل رجوعه مشياً على الأقدام الى البيت من منطقة علاوي الحلة أو ساحة النسور ببغداد لأن طريقه كان يمر من ساحة أم الطبول وهي مقطوعة في كثير من الأحيان بسبب الوفود الرسمية المارة من هناك.

ويمارس الشيخ مستحب الزيارة الأربعينية مشياً على الاقدام للإمام الحسين (عليه السلام) منذ سقوط الصنم والى الآن وقد أشار الى بعض السياسيين بضرورة المشي ومشاركة جموع الناس في هذا الشهر العظيم كسباً لفوائد عظيمة من خلال الزيارة ومشاركة لمشاعر المواطنين.

                                                  دراسته الأكاديمية:

امتاز الشيخ الطائي بذكاء متميز ما بين أخوانه وأصدقائه وكان متفوقاً في دراسته الأكاديمية فتدرج فيها وهو متفوق في جميع مراحلها من الابتدائية في مدرسة قس بن ساعدة في البياع فقد تخرج منها عام 1972 بمعدل 96%، وفي المتوسطة،لأبي حيان التوحيدي عام 1975 بمعدل 96% وفي أعادية المنصور ببغداد وكان حكراً على المتفوقين من أبناء أهل االمنصور والحارثية حصراً ولا يقبل فيها من غيرهما ولكن الشيخ ألزمهم قبوله بمعدله العالي فتخرج منها عام 1978 بمعدل 95.3% وكان من الأوائل على العراق في تلك السنة.

وقد سئل احد زملائه في الدراسة الأكاديمية عن مستوى الشيخ العلمي فقال إنني لا استغرب إن يكون عالماً وفقيهاً  وذلك لأنني اعرفه واعرف مستواه العلمي ، كنا نحلق رؤوسنا حتى لا نخرج من البيت لكي نبقى ندرس وخصوصاً في تلك الفترة حيث كانت الدراسة دراسة حقيقية وصعبة ونستغرب إننا لا نشاهده يدرس فنسأله ألا تقرأ يقول فقط اقلب الكتاب وهذا يكفي وكان يحصل على الدرجات العالية. حتى عندما مارس وظيفته كمهندس كان أفضل المهندسين كفاءة حتى أصبح يتكلم ثلاثة لغات تقريباً هي الانكليزية واليوغسلافية والعربية.

وحينما باشر وظيفته كمهندس فقد حصل على تقدير الآخرين وفرض احترامهم له فكان المهندس المقيم (المهندس نزهان كمال ) وهو من الموصل ومساعده من بيجي لا يدققون عمل الشيخ ويستلمونه بلا فحص، لمعرفتهم بحرصه الشديد ودقة عمله وكان عندهم اخلص وأفضل المهندسين في مشروع إسكان بيجي.

ومما يذكر أن أحد العاملين في المشروع كتب عن الشيخ لجهة عليا في بغداد وكان السبب هو توبيخ الشيخ له لتقاعسه عن عمله، ولما أرسلت الجهة من يدقق في صحة المعلومات التقى بالصدفة بالسيد جواد – مهندس نفط في مشروع بيجي – فقال للرسول إذا كان من شريف ونظيف في المشروع فهو الشيخ مما جعل الرسول يمزق التقرير ويرجع الى بغداد والمخبر رجل من سوريا كان يعمل في مشروع بيجي للإسكان.

وفي أثناء ممارسته للوظيفة، وفي فترة خدمته العسكرية بالمشاريع العسكرية كان يتحدث باللغتين اليوغسلافية والانجليزية مضافاً للغة العربية.

وحدث ذات مرة في الرابع إعدادي أن افترى عليه بعض الطلبة بدافع طائفي مدعياً على الشيخ مما أدى بالمدير أن يستدعي الشيخ ويخبره بفصله من المدرسة لتلك الاخبارات المنقولة عنه، وفي أثناء خروجه من غرفة المدير واجهه مدرس اللغة العربية فاخبره الشيخ بما حصل فما كان من الأستاذ إلا إن ذهب الى المدير وألغى قرار النقل أو الفصل، مخبراً المدير بأن هذا الطالب هو أفضل الطلاب.

وقد أصر أبوه المرحوم الحاج عبد عليه الدخول الى كلية الطب، وكذا أخوه كاظم الشهيد، وهو من كوادر حزب الدعوة الأوائل الذي استشهد بعد الاعتقال الثالث عام 1980 واعدم عام 1983. ولم يعرف له جثة ولم يعط ذووه شهادة وفاة من قبل سلطات الأمن.

ولكن الشيخ فضّل الدخول الى كلية الهندسة المدنية - جامعة بغداد- متخرجاً منها عام 1982 بمعدل جيد، وبعد التخرج كانت الخدمة الإلزامية العسكرية، في مديرية الأشغال العسكرية ببغداد مشروع بلدروز مشرفاً على الشركات المنفذة اليوغسلافية والفنلندية والجيكسلوفاكية. ولم يذهب الى الجبهه قط ولو ألزم لقرر الهروب ولكنه لم يلزم ولله الحمد .

تسرح من الخدمة عام 1986م، وقد ألزم التوظف في وزارة الإسكان/ شركة المنصور، وقد عمل في مشاريع متعددة آخرها مشروع إسكان بيجي ومشروع مكحول قرب مصفى بيجي حتى عام 1990 عندما اخبره جهاز مخابرات الدولة، أن لا يأتي للمشروع، وبعد مدة وعلى اثر هذا الإجراء، وكان بسبب إعدام أخيه، وهروب أخيه الأخر الذي أخرجه الشيخ الى إيران عام 1987 عن طريق خانقين حيث ذهب معه الى هناك، وهكذا انتهت رحلة الشيخ في العمل بوزارات الدولة وشركاتها.

وقد قبل الشيخ في بعثة الى اسكتلندا عام 1985م فقد اجتاز جميع مراحل القبول والمقابلات إلا أن عقبة كونه من عائلة معارضة للنظام قد أطاح بإتمام هذه البعثة، وكان قبلها بعثة أخرى الى لندن بعد تخرجه من الإعدادية مباشرة ولكنه لم يرغب فيها.

                                                       صفاته الأخلاقية:

 الذي يعرف الشيخ الطائي معرفة عن قرب يطلع على صفاته وأخلاقه التي صنعت شخصيته بشكل واضح وجلي، فقد كان تواضعه وبساطته مثار إعجاب كل من عاشر الشيخ أو التقى به، فهو لم يشعر الآخر بأية حواجز نفسية ولا يرضى تكلفه في تعامله معه، وكان من بساطته أن طمع الكثير من الناس، بكرمه وسماحته، وفي حياته شواهد كثيرة وقد صرح له الكثيرون بذلك عندما كان الحديث معه وهو يشير إليهم بأن فلان او فلان هو اقرب إليك مني، فيأتيه الجواب ولكننا لا نطلب منه أو نتجرأ على ذلك للإحساس بالحراجة أو الكلفة أما معك فلا ينتابنا مثل هذا الشعور فنطلب ونتحدث بسهولة تامة. وقد قالها الشيخ عبد العظيم الاسدي وهو من طلبة جامع الصدر .

نعم هو في نفس بساطته يكون شديداً في مواطن الحق، وهدايته المقابل خوفاً من يذهب به الوهم بعيداً ومن لم يعرف الشيخ بحقيقة يأخذه الجهل الى التشنج منه وقد نقل بعض الطلبة انه قال للشيخ إنني لم أجد من الطلبة ممن يتواضع إلا وهو يتكلف ولكنني وجدتك تتواضع بشكل عفوي وطبيعي. وقد يستغرب البعض من الشيخ حيث لا يسمح بتوصيف نفسه من قبل الآخرين بعنوان (آية الله العظمى) مكتفياً بلقب الفقيه الذي سار عليه بعض الآخرين ولكنه ضمنه عناوين أخرى كآية الله العظمى والمرجع الكبير..الخ، وعندما وجه له سؤال عن ذلك أجاب ( انظر الملحق رقم 2 )

وكرمه الذي كان وصفاً مستحقاً على أساس عمق كرم آل طي التاريخي فهو لم يرد أحداً بطلب مهما كان الا في حالات نادرة جداً اما لعدم توفر ما لديه للإعطاء وأما لمعرفة الشيخ بكذب الطالب، وأحيانا هو يعطي لمجرد قراءته لوجه الآخر بدون طلب، حفاظاً على ماء وجهه، ورفعاً لحراجة موقفه، وصرح في مواطن أني قد أجيز كذب البعض، وأعطيه ما يريد أو ما يسمح به الحال، لعله يتعلم او يتعظ من ذلك، ولم يكن كرمه وليد انتسابه الى الحوزة بل كان منذ نشأته فقد برزت صفة الكرم فيه كعلامة واضحة في حياته، كما انه لا يعتبر الولاء محطة للإعطاء بقدر ما يعتبر الحاجة مها كانت علاقة الشخص الآخر به ولهذا نجد أن إعطاءه للجميع بلا تمييز بين موالي وغيره كما هي العادة عند الآخرين.

أما شجاعته، فلا اعتقد من يزاود عليها أو يتجاوز عليه في إنكارها، يخبرك عنها مواقفه التي سجلها له التاريخ ودونتها حياته وتعامله مع الطواغيت من فسقة المسلمين، وكفرة الطواغيت.

ولكن خطوطها العامة في سلوكه ومظاهرها نجدها في وحدة موقفه وعدم تذبذبه، وكأنه يعرف ماذا يريد لم يتأرجح رأيه بين اليمين أو الشمال، ولا مجاملة الى هذا ومحاباة لذلك، وباطلاع بسيط على آرائه ومواقفه منذ سقوط النظام والى الآن يعرف ذلك السياسيون والطلبة الحوزويون قبل غيرهم. ( انظر الملحق رقم 2)

ولم يعر أية أهمية أو حسابات خاصة لأية جهة مهما كانت فهو ينتقدها إذا كان مستحقة ويدعمها إذا ما وجد مواقفها صحيحة ومستقيمة، فمن نقده ومهاجمته للاحتلال وبعض الدول المجاورة، وجملة من السياسيين، وثلة من العلماء المتجاوزين على حوزة النجف ممن يوصفون علماء الحوزة بأنهم بعثيون أو من أفراد النظام. (انظر الملحق رقم 2نقد سماحة الشيخ للسيد الهاشمي). ولجرأته في بعض المواقف حقيقة لا تنكر، منها بياناته لإدانة المحتلين البريطانيين ممن قتلوا أبناءنا في البصرة وهم يتخفون بأزياء عراقية، وقد احدث ضجة كبيرة، لم ينقدهم احد الا سماحة الشيخ الطائي. (انظر الملحق رقم 2)

ويكفيك زهده وبساطته في تأكيد ما ذكر له من الصفات الأخلاقية.

                                                 دراسته الحوزوية:

كانت فكرة الانتماء الى الحوزة وحيازة المراتب المتقدمة تراود مخيلة الشيخ منذ بداية الثمانينيات، ولكن ظروف البلد والعائلة، ووضع العراق بشكل عام ومحاصرة الحوزة من قبل الطاغوت حالت دون انجاز هذه الرغبة التي تنامت مع مرور الزمان وكان يتحين الشيخ فرصة الذهاب للدراسة فيها، وبعد خروجه وفصله من الوظيفة، ومشاركته بانتفاضة النجف الأشرف - الشعبانية- وذهابه بعدها الى إيران، ثم رجوعه واعتقاله من قبل جهاز المخابرات العامة، ثم خروجه من السجن عام (1993)م. قرر وعزم على الذهاب الى النجف بعد خروجه بمدة قصيرة من السجن، وقبل الالتحاق بالدراسة قرر المشاركة في امتحانات الطلبة تحت إشراف السيد محمد تقي الخوئي (قده) وفي جامعة السيد كلانتر (قده) وكان ذلك قبل الامتحانات بشهر وهو لم يدرس موادها، وهي (الشرائع، المنطق، ألفية ابن مالك) وقد قراها لوحده وفي مدة قياسية لا تتجاوز الشهر، وقد حصل على أعلى الدرجات فيها جميعاً.

وبعد ظهور النتائج وقد حاز سماحة الشيخ على درجة التفوق الأول وبّخ المرحوم السيد كلانتر (قده) الطلبة الذين شاركوا بالامتحان لتفوق الشيخ عليهم وهم قد درسوا هذه المواد في الجامعة لبضعة سنين وهو لم يدرسها بل طالعها لوحده ودخل الامتحان قبل شهر واحد فقط، وهذا خير شاهد على قوة ذكائه.

ثم قرر الدخول الى الحرم الحوزوي في النجف الأشرف، وقد تعمم على يد أستاذه السيد الشهيد محمد الصدر (قده) في داره الكائنة في حي الحنانة، وكان معه الشيخ على حميد، وأثناء التعميم لاحظ السيد سماحة الشيخ ووضع عمامته فقال له، همتك عالية شيخنا متمنياً له التوفيق في الدراسة، وكان الشيخ عند حسن تقدير السيد فقد سار بهمة عالية من التحصيل الدراسي حتى وصلت عدد دروسه اليومية الى ثلاثة عشر درساً، ستة منها كان الشيخ مدرساً فيها، ناهيك عن الخميس والجمعة فله فيها ثلاثة دروس، اثنان في الصباح مع حضوره درس التفسير للسيد الشهيد من أوله الى آخر درس فيه، وقد أسعفته هذه الهمة والذكاء الى دخول أبحاث الخارج بسرعة وبعد سنتين تقريباً فحضر أول الأمر عند سماحة السيد الشهيد – أبحاث الأصول – وبحث الفقه للسيد السيستاني الى حين توقفه بعد استشهاد السيد بمدة قصيرة، وبحث الشيخ الفياض الأصول والشيخ البروجردي – الأصول – والسيد الحمامي – الأصول – ثم حضر أبحاث الفقه للسيد الصدر –مبحث صلاة الجمعة – وقد قرر أبحاثه وعرضها على السيد الشهيد قبل شهادته ببضعة أيام، وقد وافقه عليها وأشار عليه بتنضيدها ليضع له عليها مقدمة، ولكن القدر كان له بالمرصاد، فقد رحل السيد الشهيد الى الرفيق الأعلى.

وواكب الشيخ حضور دروس السيد الشهيد في الفقه والأصول والتفسير والتاريخ فوصل عدد الدروس التي حضرها الى أكثر من (1600) درس وقد قررها جميعاً وهي متوفرة عنده في دفاتره الخاصة.

لم يكن سماحة الشيخ يعرف التعطيل والتغيب مهما حدث، فكان من أصحاب الخبرة الذين قصدهم الناس لتشخيص الأعلم وتقليده، وكان بحق من أهلها لأنه يحضر عند الجميع ممن تصدوا للمرجعية الدينية في النجف الأشرف، وكان أول من أشار الى أعلمية السيد الصدر، في استفتاء طلبه السيد الصدر من بعض الطلبة ممن يحضرون عنده أبحاث الأصول والفقه فكان الشيخ الطائي أول من أجاب على أعلمية السيد دون بقية الطلبة، فأوقعوا السيد بحراجة، وهذه الأوراق يعتقد أن السيد مقتدى يحتفظ بها، وهذه المرة غير تلك التي نشرت في جريدة الهدى بالأسماء وأشار الآخرون الى أعلمية السيد بعد المد الجماهيري الزاحف، والانتشار الكبير لمرجعيته بعد فتح الجمعة المباركة، وهذا من الحقائق التاريخية التي لم يعرفها الناس، حيث كانت الأولى قبل صلاة الجمعة في الكوفة، وأما الثانية فكانت بعدها وامتداد مرجعية السيد لعموم العراق فكانت شهادة الآخرين واقع حال لا تسمن ولا تغني بل كانت مسايرة للركب المرجعي بعد أن فرض السيد الشهيد (قده) مرجعيته بقوة.

ومن الجدير بالذكر، أن الشيخ الطائي شرع بتدريس أصول المظفر في السنة الثانية له في الحوزة ودخل البحث الخارج في سنته الثالثة من عمره الحوزوي، وبعد خمس سنوات من دخوله الحوزة استطاع وبكفاءة عالية تدريس كتاب الكفاية وشرحه والتعليق عليه، والكتاب يعتبر من أعلى الدروس الحوزوية الأصولية وأصعبها، وهذا سبق قل نظيره.

هذا وقد تعارف الناس في حياة السيد الشهيد (قده) وخصوصاً أهالي مدينة بغداد الملتزمين بزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ليالي الجمعة، وكان السيد الشهيد مصطفى الصدر يصلي بالمؤمنين جماعة، وبعد الصلاة يجلس الشيخ الطائي ليجيب عن أسئلة واستفسارات المصلين واستلام الحقوق الشرعية، وقد تعارف أنك إذا أردت أن تعرف سماحة الشيخ في الصحن الحسيني الشريف فمن خلال جلوس المؤمنين حول الشيخ كل ينتظر دوره في السؤال.

وبعد شهادة السيد الصدر (قده) ونجليه، بقي سماحة الشيخ الطائي على نفس طريقته السابقة، وقد نقل لي أحد السادة ممن كان يجلس بجانب الشيخ وهو يجيب عن أسئلة الناس، إذ سأله أحد المؤمنين قائلاً: هل يجوز العمل في هذا الوقت؟ فأجابه الشيخ الطائي ما هو العمل؟ فهل العمل مع الأمن أو المخابرات ماذا تريد أن تقول: قل ولا تخف، قال: أقصد قتالهم؟

أجاب الشيخ الذي لا يعرف قلبه الخوف قم وأعمل إذا كانت لديك القدرة، هذه هي الشجاعة في وقت استشهاد السيد الذي استنفرت كل قوى الأمن وهو لا يبالي، يقول السيد الناقل، كنت أنا أرتجف من الخوف وأنا بجانب الشيخ الطائي.

شمّر الشيخ الطائي ساعد الجد ونشط الدرس الحوزوي في جامع الرأس مكان بحث السيد الشهيد الصدر وقد سأله أحد السادة المعممين في أول يوم لاستشهاد السيد (قده) قائلاً له، هل ترجع تدرس في جامع الرأس، فأجابه الشيخ: نعم وسأجعله أكثر درساً وحيوية مما كان في زمن السيد الشهيد (قده) وفعلاً حصل ما وعد به، فكان قد درس فيه الكفاية، والمكاسب، واللمعة، والمعالم، والبلاغة وألفية بن مالك، والحلقتين الثانية والثالثة، ودروس في علم الرجال، والقواعد الفقهية، وأصول المظفر، وهذه هي جامع الدروس الحوزوية المتعارفة، وامتلأ المسجد طلبة وحضوراً بطلبة السيد الشهيد، وبعد مدة أمّ الشيخ صلاة الجماعة في جامع الرأس بحضور معظم مقلدي السيد لأنهم لا يصلون خلف الآخرين طبقاً لفتوى السيد بعدم جواز الصلاة خلف من لا يصلي الجمعة، وبعد امتلاء مسجد الرأس، وكان من ضمن المأمومين الشيخ محمد اليعقوبي والسيد مصطفى اليعقوبي ومعظم من عمل بمكتب السيد، ولكن الصلاة لم تستمر لتخوف البعض منها، فقد أخبر السيد مقتدى الشيخ بأنها غير مقبولة عند الأمن ولكن الشيخ خوفاً من إحراج السيد مقتدى وقف عن إمامة الجماعة في المسجد وأستمر بالصلاة منفرداً و...... وقد حضر عند الشيخ جملة من طلبة العلوم الدينية

السيد حازم الاعرجي، والسيد جعفر محمد باقر الصدر، والسيد مصطفى اليعقوبي، والشيخ قيس الخزعلي، والسيد محمد الطباطبائي، والشيخ صلاح ألعبيدي، ومعظم طلبة جامعة الصدر، كالشيخ حسين الشمري، والسيد باسم ألشريفي،والشيخ علي خليفة,والشيخ عواد,والشيخ ماجد الحارثي,والشيخ حسين الطائي,والشيخ حسين الغبان,والشيخ عادل ألساعدي,والسيد احمد الجيزاني,والشيخ مازن ألساعدي, ,والشيخ علي ألفؤادي,والشيخ باسم الفؤادي, والشيخ عمار الاسدي,والشيخ سلمان الشويلي,والسيد سعد ابو رغيف ومحمد كاظم خرنابات، والشيخ ميثم الفريجي وهؤلاء أعضاء في البرلمان العراقي السابق واللاحق.

 والسيد صباح الموسوي، الشيخ مهدي رستم، والشيخ محمد الأصفر، والشيخ محمد الكعبي، والشيخ نعمة العبادي، والسيد جابر الموسوي، والشيخ محمد عبد الزهرة , والشيخ سلمان الفريجي،وسعد هتلر، والشيخ حسين الزيادي، والشيخ مهدي المحمداوي،والشيخ أحمد الصافي، والشيخ عمار الاسدي، والشيخ ستار البهادلي، والسيد صالح الجيزاني، والشيخ عائد المياحي، والشيخ علي العتابي، والشيخ مؤيد الخزرجي، وظافر الجصاني، والسيد محمد الصافي والسيد بشير الجزائري، والشيخ حسين الكريزي،والشيخ محمد الفريجي,و السيد هاشم ابو رغيف, والشيخ ناظم البهادلي, ناهيك عن كثير من مقلدي المراجع الاخرين. ومعظم طلبة مقلدي السيد الشهيد حضروا السطوح عند الشيخ الطائي وهم الآن في مواقع معروفة اجتماعياً وسياسياً، ودرّس في جامعة السيد كلانتر ومعظمهم مقلدي السيد السيستاني، والمحقق الخوئي (قده)، وانهال عليه بعض الطلبة طلباً لدرس خصوصي، يتشرف به الطالب في تاريخه الدراسي أنه درس عند الشيخ، منهم الشيخ أحمد الشيباني، والشيخ علي البهادلي وهو ممن يقلد غير السيد الشهيد، ولكن الشيخ رفض وقال لا دروس خصوصية عندي من أراد الحضور فليحضر في الدرس العادي في جامع الرأس.

وكان رئيس جامعة النجف الدينية – السيد كلانتر – يجل الشيخ كثيراً ويقوم له عند قدومه ويناديه أنت رجل فاضل لما كان يتمتع الشيخ بالانضباط في الدروس، والتفاف الطلبة حوله من جميع مقلدي المراجع بلا استثناء.

وفي هذه الأثناء من شهادة السيد الى ما قبل سقوط الصنم الصدامي، أسس سماحة الشيخ المنهجية الحوزوية، بواقع تدريس جديد وثوب حديث، ضمنه ببعض الدروس غير المألوفة ضمن شروط لا تقل عن خريج إعدادية على الأقل، ويخضع الطالب لامتحان مقابلة، مشترطاً عليه حفظ بعض الأدعية المهمة كدعاء مكارم الأخلاق، أو كميل بن زياد، ولو بعد دخول المنهجية والالتزام بضوابطها، وحينما شرع الشيخ بالمشروع في ظرف قاسي والنظام يترصد طلبة السيد وما سيكون منهم ويراقب كل شاردة وواردة منهم، واضعاً العيون على أبواب جامع الرأس ومجنداً بعض الطلبة لحبس أنفاس الطلبة السائرين على خط السيد الشهيد، وأولهم الشيخ الطائي، وآخرون.

وقد عرض المشروع على الشيخ اليعقوبي الذي أيد الفكرة وتفاعل معها، ولكنه سرعان ما أنسحب منها تاركاً المشروع للشيخ الطائي يمضي به لوحده، والأسباب معروفة لا حاجة للدخول بها.

ثم عرض المشروع على السيد مقتدى، لتبنيه وتشجيع السيد مقتدى لرعاية المشروع ولو مادياً من خلال الحقوق التي يستلمها المكتب، بإذن من الشيخ الطائي وغيره ظاهراً وأمام الدولة وهما بدورهما يستلمانها بأذن من الشيخ الفياض باعتبار إشارة السيد الشهيد إليه.

وقد كان السيد مقتدى ممتعضاً من المشروع ومعبراً عن خوفه على الشيخ، بأن السلطات سوف تتهمك وتثير أسئلة كبيرة حول الأموال التي تدير بها المنهجية، فقال له الشيخ من الحقوق البسيطة التي تأتي، وعرف الشيخ أن السيد مقتدى لم يتفاعل مع المشروع، فسار به لوحده وبدأه بنجاح حتى وصل عدد الطلبة الى أكثر من (120) طالباً.

وقد ترك جميعهم المنهجية بعد موقف الشيخ من مظاهرات النجف واعتصام السيد مقتدى في جامع الكوفة الذي لم يزره أحد إلا الشيخ الطائي مع أكثر من ستين طالباً في أجواء كانت كلها ضد السيد مقتدى، حكومة وشعباً واحتلالاً، حتى أن مرقد أمير المؤمنين قد هجر وتولى الأشراف عليه طلبة الشيخ أنفسهم مع المحافظة عليه ولم يسمح بأي تجاوز منه بعد ان هرب الجميع من المسؤولين والخدمة، والإداريين، حتى القوات الأمنية، ومكاتب العلماء الآخرين.(انظر الملحق رقم 2 استفتاء دعم الشيخ للسيد مقتدى)

والغريب أن هذه الحادثة لم يذكرها أحد على ما أعرف، وهذه من وسائل التغييب والتهميش، التي واجهها الشيخ بقوة من قبل الآخرين، طلبة حوزويين وغيرهم.

ونور الشمس لا يمكن خفاؤه.

                                              الاجتهاد خلاصة التفوق:

كان الشيخ الطائي ظاناً باجتهاده بعد شهادة السيد الصدر (قده) بمدة قليلة جداً، وذلك عندما علق على كتابي الخمس والزكاة للسيد الصدر (قده) في المنهج والسيد السيستاني (حفظه الله) في المنهاج، وتنامت ملكته الاجتهادية وبدأت تترسخ شيئاً فشيئاً بعد أن شرع في تدريس الكفاية بعمق ومعلقاً عليه بدقة وقد تبنى بعض المباني التي يخالف بها المشهور وتحصيل المباني الأصولية هي الأساس لصحة دعوى الاجتهاد ومن دونها فدعواه محل نظر، وقد حصل عنده الاطمئنان باجتهاده قبل مدة من حرب عام 2003م وسقوط بغداد بيد الغزاة.

هذا وكان الكثير من الطلبة يعتقدون جازمين باجتهاده ويراجعونه على هذا الأساس وبعضهم يعتقد باعلمية الشيخ وقد صرح بعضهم بذلك نظراً لما يتمتع به الشيخ من علمية فائقة في مجالات شتى كالفقه والأصول والعقائد والتفسير الموضوعي، والتأريخ، والعربية وكان يستفيد من بعض معطياتها لتطبيقها بدقة على الواقع العملي إضافة الى شجاعة عالية في الفتوى في زمن النظام الصدامي والتي كانت في غاية الدقة والشجاعة، وأذكر منها فتواه في نقد تلفزيون الشباب الذي كان يديره نجل الرئيس المقلوع – صدام – الأكبر عدي، وقد كان الشيخ يجيب على مسائل كثيرة تعتبرها جهات خطاً أحمراً. ومن غريب ما يذكر اتصل الشيخ عادل الطائي من ايران بسماحة الشيخ وكان عند احد علماء إيران ممن اجاز لبعض المشايخ وهو يحاول اقناع سماحة الشيخ بضرورة اخذ اجازة اجتهاد من العالم الإيراني فوبخه الشيخ وقال له  نحن في النجف لا نأخذ اجازة من احد بل نعطي لمن اراد ونحن من نقيم الاخرين بل لا نسمح بتقييم الاخرين لنا لان حوزة النجف هي الاصل وستبقى.... وكلام اخر اثر الشيخ عدم نشره .

والمتتبع يجد ذلك واضحاً في سياق عمل هذا العالم المجاهد، خصوصاً عندما انتهج خطاً دراسياً متميزاً حتى في بحوث الخارج، فقد غاير منهج السابقين في البحث الفقهي حيث يبدأ الباحث (الطهارة) ثم يستمر بها لأكثر من عشر سنوات وينتقل الى الرفيق الأعلى وهو لم يكمل نصف دورة فقهية، حيث يترك بحوثاً مهمة وقيمة لم تبحث، كالإرث، والذباحة، وفقه الموضوعات الحديثة، ولكن سماحته جاء ببحث جديد لمسائل مهمة ومتعلقة بالواقع الحالي مثل مالكية الدولة ومجهول المالك، والعربون، وحينما سئل عن ذلك أجاب (حفظه الله): أن العلم يتقدم ويجب أن نتقدم به ونجاري التطور وهذه المسائل غير المبحوث عنها بحاجة الى بحث، هذا من جانب ومن جانب آخر لا يعرف العالم إلا إذا جاء بشيء جديد فيكون مبدعاً ليدفع عجلة العلم الى الأمام، أما إذا تناول ما قاله السابقون ربما يكون ناقلاً لا أكثر، وكذلك في بحثه الأصولي فقد أنتهج منهجاً جديداً فقد بحثها على مراحل ثلاث:

 المرحلة الأولى: شرح الكفاية مختصراً على متن الكتاب، مفككاً عباراته الغامضة، ومبيناً فهومه وتأملاته، ومهيئاً الطالب لألفة ألفاظه المعقدة.

 المرحلة الثانية: التعليق على بعض مطالبه، من قبل طبقة المعاصرين أو الطبقة التي بعدهم عارضاً آراؤهم ومجيباً عليها تأييداً لصاحب الكفاية أو تدعيماً لها، وهو بذلك يوضح مرحلة أصولية مهمة من مراحل هذا العلم، أبطالها المحقق النائيني، والعراقي والمشكيني (قدهم).

المرحلة الثالثة: مرحلة بحث معظم مطالب الكفاية فيتعرض فيها لأحدث ما توصل إليه البحث الأصولي من أفكار وآراء لبعض المعاصرين كالشهيد الصدر الأول، والشيخ الفياض، وقد حقق بعض الأفكار غير ما توصل إليه الآخرون، وهذه تمثل مرحلة ثالثة من تاريخ العلم الحديث وبذلك يتحرك الطالب في أروقة علم الأصول بمراحله الثلاث من صاحب الكفاية الى معاصريه الى المعاصرين للشيخ (حفظه الله)، ويكون هذا البحث مغنياً للطالب مادة علمية وبحثاً خارجياً، ولا زال هذا البحث مستمراً في مكتب الشيخ الكائن أمام مرقد الأمير علي (عليه السلام) من جهة باب القبلة، ولم يبدأ الشيخ ببحث الخارج إلا بعد أن درس جميع السطوح المتعارفة، فهو عالم متدرج متجدد يبحث عن ما هو جديد.

عاش الشيخ الطائي هموم الإسلام في الوقت الحاضر وما يثار حوله من الشبهات والشكوك التي تحاك ضد الإسلام والمسلمين، وهو في كل هذا يتابع ويرد بكل وضوح وقوة بيان حتى بدأ نور أعلميته ينبعث شيئاً فشيئاً، وعندما سأله الطلبة ومنهم طلبة البحث الخارج عن مسائل يتوقعون أن لا يجدوا جواباً عليها وسرعان ما يندهشون من سرعة الإجابة ودقتها وشموليتها، وعندما سئل عن الأعلمية وكيف السبيل الى معرفتها بين العلماء، أجاب أن أسهل طرق كشف حقيقتها ونحن نعيش عصر التطور والالكترونيات، هو الاختبار الآني والمباشر بعد طرح مجموعة من الأسئلة في مختلف العلوم التي تدرس بالحوزة ومن قبل مجموعة من الفضلاء ينتخبونها ثم تطرح على جميع المتصدين لمواقع المرجعية بشرط أن تكون الإجابة مباشرة وبدون تأخير ثم تجمع الإجابات، لينظر في دقتها واستيعابها وبذلك سيتجلى الحق واضحاً وهذا ما تشير إليه الرسائل العملية للفقهاء بعنوان (الاختبار).

                                            النشاط السياسي في العهد الصدامي:

 ينتمي الشيخ الطائي الى عائلة عراقية عريقة عرفت بمحاربة الظلم والاعتداء بكل ألوانه وأشكاله، وأعظمها ظلماً وخطراً، هو ظلم السلطة والحاكم، لقد التفت الى ضرورة مواجهة الظلم والاستهتار عندما أعتقل أخوه الأكبر (كاظم) وهو من كوادر حزب الدعوة الإسلامية وكان من المتدينين المتشددين، وكان ذلك بعد مجيء صدام للسلطة مباشرة بتهمه العداء للثورة ثم أطلق سراحه بكفالة، وأعتقل بعدها مدة، في فترة عيد الأضحى المبارك بدعوى وجود هاتفه عند بعض من ألقت السلطات القبض عليهم في حرم الجامعة المستنصرية.

وكان الاعتقال الذي وسمته الشهادة بعد الحرب لشهر تقريباً وهو مكسور الكتف حين الاعتقال من داره الكائنة في قضاء الإسكندرية.

وقد صمم الشيخ أن لا يسكت على هذه المظالم ويحاول ولو بالكلمة تحفيز المجتمع على رفض الظلم والاستبداد، ولكن ظروف البلد وشدة الخوف حال دون نضوج مشروع بهذا الصدد، ولكنه كان مشجعاً لبعض السياسيين المجاهدين بما يستطيعه، فقد دعم الشهيد حسين علوان اليعقوبي من أبطال النجف الأشرف بمسدس كان لوالده المرحوم (عبد)، وكان ذلك عام 1985- 1986 ثم تسارع الأحداث، وقد فصل الشيخ من وظيفته كمهندس في مشروع تكفلته وزارة الاسكان في بيجي، من قبل جهاز المخابرات، أو الأمن الخاص، حيث أخبر عن طريق مدير المشروع وكان الشيخ وكيله في الإدارة بأن عليه مغادرة الموقع وأنه غير مقبول في العمل بهذا المشروع، وكان الشيخ يحمل مشاعر المعارضة والنقد للنظام في كل جلساته وأحاديثه مع أقاربه وأصدقائه وجيرانه، وهذه سمة عرف بها الشيخ.

وبعد الحرب الكويتية، ترك الشيخ وهو في خدمة الاحتياط في التاجي، الالتحاق بالخدمة بعد الحرب مباشرة وانتقل بعائلته الخاصة الى النجف، وهناك سنحت فرصة المشاركة له لضرب النظام والتعبير عن مشاعر الغضب التي كان يحملها على النظام، وقبل يوم من الانتفاضة المباركة، جاءه هاتف من أحد أصدقائه يخبره (وهو صاحب اليعقوبي) بأن يوم غد ستخرج الألوف في مظاهرة ضد النظام قد حددت لها الساعة الثانية على النظام الذي واجهها بقسوة وبالنار، وحيث كانت الكفة غير متساوية مع المتظاهرين ولاستخدام النظام الرصاص الحي، فتفرق الجمع الجماهيري على أمل تحصين نفسه بقوة أكبر لمواجهة غطرسة النظام في مبنى مديرية الشرطة العامة – التي هي الآن الجامعة الإسلامية – حيث سقطت بعد مواجهات عنيفة بيد المنتفضين في صباح اليوم الثاني للانتفاضة وكان الشيخ من ضمن الأوائل الذين دخلوا هذا الحصن بعد هروب عناصره من الشرطة والحزب وتوالت عمليات إسقاط النظام في مواقعه ومؤسساته.

وفي هذه الأثناء أتصل الشيخ وجماعة بالشهيد الصدر (قده) وكان الشيخ على علاقة به قبل مدة من الزمن، حينما كان تحت الإقامة الجبرية، يراجعه في الاحتياطات الوجوبية التي أجاز السيد الخوئي (قده) الرجوع فيها الى الغير.

وكانت تفاصيل الانتفاضة وما جرى وبيانات العلماء ومتابعة أحداثها ورجالاتها مدونة عند الشيخ، كتوثيق واقعي مباشر لها، وقد استأمن الشيخ مجموعة الأوراق هذه عند بعض المقربين وهو الشيخ محمد الجبوري (ابو علي ) بعد توالي الأحداث، في مواجهة السيد الشهيد (قده) وحملة النظام القذرة لتشويه صورته أمام الرأي العام المحلي، وقد أحتمل الشيخ أنه سيتعرض للاعتقال فوضعها عند ذلك الشخص، ولكنه ولسوء الحظ قد قرأها فضولاً ووجد فيها معلومات تفصيلية خطيرة فخاف على نفسه منها وأحرقها وذهب تاريخ الانتفاضة الى دائرة النسيان إلا ذكريات قد لا تؤسس لكتابة تفصيلية حولها، وقد غضب الشيخ كثيراً ولامه طويلاً على تصرفه.

ومما يذكر أنه بعد حسم الجيش ودخوله المدينة – النجف الأشرف – بعد قسوة 8 أيام بلياليها من القصف المدفعي المبرمج وضرب الطائرات العمودية لمواقع مهمة، منها مسكن السيد الخوئي (قده) في حي السعد، والقصف الصاروخي الذي طال أحياء ومساكن، وفي مشهد حي شاهد الشيخ أحدها وهو يسقط على شارع المدينة في نهايته، وتناثر الجثث وإنهيار المباني.

وحينما زحف الجيش لتمشيط المدينة – منطقة منطقة – هرب الناس الى مناطق مجاورة من جهة الشمال، ولم يبق في البيوت أحد ولكن الشيخ لم يخرج من داره التي هو فيها الآن في حي الزهراء، وظل مع الشيخ المرحوم علي اليعقوبي، ولم يعبأ بدخول الضباط وأشكالهم توحي أنهم من أهل الموصل شكلاً ولهجة، وسألوه لماذا أنت هنا، فأجاب أنني عسكري وجئت الى أهلي وحوصرت هنا، وعندما رأى الضابط دفتر خدمته، لتأكد المعلومة تركه وخرج.

رجع بعدها الشيخ الى بغداد لإكمال معاملة تسريحه من خدمة الاحتياط.

وبعد الانتفاضة وانهيار قوى النظام تصاعدت الآمال عند قلة من المؤمنين لتوجيه ضربات لأركان النظام ومنظماته الحزبية، وحصلت عدة لقاءات مع ثلة من المجاهدين، أخذوا على عاتقهم تشكيل خلايا عمل جهادية داخل العراق، وفي بغداد بالتحديد بالتنسيق مع المعارضة العراقية في إيران، وأنطلق العمل الجهادي للمجموعة التي كانت تضم الشيخ، والشهيد علي محمد كيطان – نقيب في الجيش العراقي – والسيد علي الموسوي، والسيد يعقوب، وأبي علي، وقد ألقي القبض عليهم واعدموا جميعاً (رحمهم الله)، وهرب الشيخ متخفياً في شارع النضال في غرفة صغيرة رثة بعد أن جاءت دورية الأمن الخاص لإلقاء القبض عليه ولكن مشيئة الله حالت دون ذلك فقد سأل والد الشهيد محمد مؤمن (صديق الشيخ في الكلية) وقد أعدم 1985، عن شخص أسمه أبو محمد قاسم، وأبوه حجي (عبد) فأنكر الحاج (مؤمن) ورجعوا حيث أتوا، وأعتقل بعض آخرون من المجموعة منهم سيد علاء المكصوصي، والأخ عبد الحسين الذي أصيب برصاصات نارية حماد شهاب، وقد جازف الشيخ بزيارته هو وزميل له أسمه صباح للاطمئنان على صحته، ومعرفة تفاصيل التحقيقات، وأن أسمي هل ذكر في التحقيق؟ فأجاب الأخ عبد الحسين، أن أسمك أول الأسماء التي سألوا عنها، ولم يستطع بعض الشهداء من الصمود أمام تعذيب الأمن الخاص فذكر أسمك ولكن مع شيء من التشويش والإغماض بين الاسم والكنية، ولا زال الأخ عبد الحسين شاهد على ذلك.

وقد قامت هذه المجاميع بعدة عمليات جهادية في بغداد، لا حاجة الى ذكر تفاصيلها، فبعض المجاهدين لا زال حياً يرزق.

وقد داهمت مجموعة من المجاهدين معسكر الرشيد في أحدى ليالي الشتاء القارص من بداية عام 1992م، ووصلت الى مخازن السلاح وأخذت مجموعة كبيرة من القطع، لازال الشيخ يحتفظ بقطعة مسدس منها  - طارق9- .

بعد هذه الأحداث أنصرف الشيخ الى العمل المعاشي في الشورجة لترتيب أوضاعه المعاشية ولتهيئة نفسه للسفر الى النجف والمباشرة بالدراسة هناك، واستطاع الى حد ما جمع بعض الأموال ولكن ظروف ما أدت الى اعتقاله من قبل جهاز المخابرات العامة، والتهمة هي السفر الى ايران والالتقاء بالمعارضة العراقية، والتنسيق معها، وكانت أدلة الجهاز مثبتة ومحكمة ولكنهم لم يصلوا الى شيء منها بالتحقيق بالرغم من العذاب الشديد الى شيء يذكر ينفعهم من الوصول الى خطوط المعارضة العراقية وأدائها في العراق.

ولما لم يجدوا من الشيخ شيئاً رفعوا أوراقه الى قاضي التحقيق بعد اكبر تحقيق حصل في جهاز المخابرات أستمر لأكثر من أربعة أشهر، إذ كلما وصل الى نهايته، تأتي رسالة من إيران من أخيه (علاء) الذي هربه الشيخ الى هناك عام 1987 من طريق خانقين، وراح الأمن العراقي في منطقة حي العامل يبحث عنه بدقة، ويكذب مقولة أنه فقد بعد تقديم عائلة الشيخ بلاغاً الى مركز شرطة حي العامل بأنه فقد، فراح ضابط الأمن المسمى حامد يبحث عنه ويرصد حركاته دخول وخروج الأشخاص من دار الشيخ في حي العامل.

وفي لقطة لا مثيل لها في الشجاعة والجرأة، وإذا بضابط أمن المنطقة – حامد – ملازم أول دليمي قد فاجأ الشيخ في باب الدار، قائلاً له أني رأيت علاء هنا فقال له الشيخ لم يوجد علاء وقد أبلغنا السلطات بفقده ولما ألح الضابط محاولاً الدخول الى الدار، طرده الشيخ وسد الباب بقوة، فاضطر الضابط الى الانسحاب والقول تطردني، فقال له الشيخ نعم..

نرجع الى الاعتقال، فقد أستمر التحقيق لأكثر من أربعة أشهر بسبب أمساك المخابرات رسائل متتالية تأتى الى الشيخ من أخيه (علاء) فيضطر المحقق الى فتح تحقيق جديد فيها.

ولما عجزوا عن الوصول معه الى شيء، حولوه الى المحكمة الخاصة وقبلها محكمة الجنايات فحكمت عليه الأخيرة بسنة بتهمة تجاوز الحدود الى دولة معادية، والمحكمة الخاصة، لم تر عليه أدلة ثبوتية بعد اطلاعها على تحقيقات جهاز المخابرات، وقد أطلقت سراحه وكان مدان وفق المادة (156) وبعد أكمال محكوميته في سجن أبي غريب وخروجه قرر السفر الى النجف نهاية عام 1993م، والالتحاق بركب الحوزة العلمية، ولم يقف نشاطه السياسي.

ولا أقل أن ارتباطه بالسيد منهجاً وسلوكاً كان كفيلاً بتوصيفه من المعارضين للنظام بعد أن كان من طلبة السيد المقربين والمتفوقين علمياً ودراسياً، وقد أثار مع السيد عدة أسئلة خطيرة، منها: هل يجوز أن يقتل المعتقل نفسه إذا اضطر الى الاعتراف على أصحابه تحت وطأة التعذيب الشديد، وغيرها.

وعندما استشهد السيد (قده) كتب في مجلة الكوثر واحدة من أقوى مقالات مهاجمة النظام وهو يعزي فيها السيد (قده) ويتأسف على رحيله والناس بأمس الحاجة إليه، ومطالعة لهذا المقال فهو يخبرك عن هذه الشخصية الفذة، وعمق ارتباطها بالدين والوطن والحوزة المتمثلة بالسيد الشهيد(قده). (راجع الملحق رقم 2 مقالة الشيخ كسر القلم)

وكان من خطورة وجوده على النظام أن جند بعض عناصره لمراقبة الشيخ ومتابعة حركته في الحوزة العلمية، وكان أحد المكلفين هو المفوض الأمني (قاسم)، ووكيل آخر من منطقة الشامية، كان مكلفاً بمراقبة الشيخ الطائي وحاول ذات مرة مجاملة الشيخ قائلاً له أننا من أبناء الصدر، فرده الشيخ بقوة وأسكته كان ذلك في الصحن الحيدري الشريف باب السوق الكبير.

مارس الشيخ الطائي حياته الحوزوية بعد شهادة السيد الصدر (قده) بشكل اعتيادي وهادئ وسار بخطى حثيثة نحو غايته التي رسمها لنفسه، وقد حقق ما سعى إليه.

                                  نشاطه السياسي بعد سقوط الطاغية ومقاومته للاحتلال

حاول الشيخ الطائي أن يضع علامات واضحة يهدي بها المهتمون بالشأن السياسي العراقي فأخذ لنفسه جانب الرقيب والمتابع من دون أن يشارك أو يساهم في عمل سياسي، بعد أن تعثرت الخطى الأولى التي حاول مشاركة الآخرين فيها بتأسيس رؤية حوزوية واضحة واتخاذ موقف سليم مما يجري داخل العراق بعد احتلاله.

تحرك الشيخ الطائي مع كل الخيارات المطروحة داخل الساحة العراقية من أجل أن يعرف عن قرب صحة أو سقم هذا الخيار وكان يميل الى الوسطية في تعامله مع الجميع، فهو من جهة داعم للمقاومة بل ساهم وشارك فيها، ومؤسس لها، ومن جهة داعم للعملية السياسية، وعندما سئل عن سبب ذلك أجاب: بأن الخيارات المطروحة في الساحة هي هذه ولابد لنا من أن نعطي الفرصة لكل فريق لنرى ماذا ينجز؟ ومن هنا فهو قد سعى وأسس مع الآخرين جماعة الفضلاء كمجموعة حوزوية أخذت على عاتقها تبني عملاً مؤسساتياً حوزوياً وسطياً بين الأمة والحوزة، وقد تعرض المشروع لاهتزاز عنيف من قبل أحد المرجعيات في إيران، وانقادت مجموعة التأسيس لهذا الضغط الذي رفضه الشيخ الطائي، وأعلن عن عدم تبني العمل السياسي للفضلاء الذي تعرض لنقد لاذع من قبل السيد مقتدى الصدر.

وانكفأ البعض تاركين مواجهة المشكلة للشيخ الطائي، وقد فعل حيث ألقى محاضرة في جامع الرحمن ببغداد، وهو أول من وضع اليد عليه ومتوليه الشرعي ويشهد بذلك الشيخ هادي المحمداوي، وأخرى في الديوانية مبيناً فيها وجهة نظر الفضلاء في العمل السياسي والاجتماعي[1]، ولما خف الضغط رجع من انكفأ وحاول الاستحواذ على الجماعة ولما حاول الشيخ رفض الأمر وتقسيم المهام وتوزيع المسؤوليات وجد أن الآخرين لا رغبة حقيقية لهم بعد أن شقت الجماعة طريقها في العمل الحوزوي.

أنسحب منها غير مأسوف عليها لأنه وجد مكاتبها تعمل خاصة للشيخ اليعقوبي دونه، فرفض هذه الطريقة التي عانى منها الآخرون من قبل غيرهم وقد صرحوا للشيخ بذلك في مناسبات، ولما وجد الشيخ أن المسؤولية الملقاة على عاتق الحوزة وخصوصاً خط الشهيد الصدر المتمثل به وبالشيخ اليعقوبي والسيد مقتدى آنذاك، حاول التقريب والسعي لجعل العمل مشاركة بين الجميع وقد طرح الفكرة على الشيخ في داره، وقال له بالحرف أن الناس تأمل فينا خيراً بعد السيد الشهيد، فلو جعلنا عملنا مشتركاً حتى على مستوى البيان، وتوقيعه من قبل الاثنين ليكون أدعى الى القبول والتأثير، ولم يرد منه جواباً إلا التأكيد على ما سماه مرجعيته وأنه لم يعلنها بعد فأجابه الشيخ أني لم أتكلم عن مرجعيتك فهذا شأنك وإنما أقصد نعمل سوية لنبقى على الصورة التي عهدها منا المجتمع بعد شهادة السيد وقبل السقوط، ولما لم يجد استجابة تركه وقرر أن يمضي لوحده في محاولة لتأسيس عمل ناهض يخلص العراق من الاحتلال وتبعاته.

ثم لما قامت جماعة من الطلبة بتأسيس حزب الفضيلة في بغداد ويكون الشيخ اليعقوبي أمينه العام وبعد تعثره من جراء الاهتزاز الذي حصل بسبب تشنج مرجعية السيد الحائري وتراجع الشيخ اليعقوبي عرض بعض المؤسسين مسألة الأمانة على الشيخ، فرفض وأجاب أنه لا يكون مفردة سياسية حال الأفراد الآخرين، وإنما هو يمثل حالة لجميع العراقيين، وكان الدكتور جليل الشمري قد عرض المسألة قبل أن يكون نديم الجابري الناطق الرسمي للحزب، ومع ذلك فقد ساهم الشيخ بجريدة الفضيلة التي أسسها المرحوم (عبد الله) بمبلغ يعادل ثلث كلفتها وهي لم تنشر للشيخ ولو مقالة واحدة.

وحاول الشيخ دفع الشيخ الفياض للإعلان عن مرجعيته والتصدي المباشر وإن فترة الاحتلال تتطلب مرجعية واضحة في طرحها وقال له أنت مهيأ وقد أشار إليك السيد الشهيد وأنا في خدمتك وآخرين إذا قررت التصدي لترميم الأوضاع الحوزوية والاجتماعية، وإن الحوزة لابد أن تأخذ دورها الحقيقي في ظرف الاحتلال ومواجهته، ولم يجد منه جواباً.

وطرح ذات مرة انه لو أتى السيد الحائري لكنت في خدمته إذا استطاع استقطاب مقلدي السيد الصدر وسنكون نعم العون له.

وفي محاولة لاستعادة العمل الجماعي الواعي ساهم الشيخ بالمؤتمر التأسيسي الذي كان يضم مجموعة من علماء الدين من الطائفتين، ومجموعة من الساسة، ثم أنسحب منه بعد مدة بعد أن وجد فيه أن الجدية في العمل منتفية وأن معظم السعي هو شخصي لتأكيد الذات والتوصيف بالقيادة، فقدم استقالته من المؤتمر بعد أن أمل فيه المساهمة في كبح جماح الفتنة الطائفية التي بدأت بالطيفية – أو ما يسمى مثلث الموت .(راجع الملحق رقم 2بيان سماحة الشيخ للانسحاب منها )

 خط الشيخ الطائي خطوطاً عامة في فترة الاحتلال تنقل بعموم محافظات القطر، منها سامراء ويليه الدجيل، وقد صلى جمعة في الصحن السامرائي ورفع الآذان بالشهادة الثالثة وهو أول آذان يرفع هناك منذ مدة طويلة وقد صلى جمعة وكانت خطبته الثانية عن خطر منظمات الإغاثة الدولية وقد قصد التنبيه والتحذير منها وخطرها في تكريس  الواقع الاحتلالي والتدخل في الشأن الداخلي، وقد جلس مع الإخوة في الصحن من خدمة الروضة من أهل السنة، ودار حديث اخوي معهم.

وهكذا فعل في البصرة، فقد نبه وحذر عن مجموعة نقاط سعى الاحتلال الى تكريسها في الواقع العراقي، وقد تحقق منها المعظم، وتنقل بين بغداد والكوت، والعمارة وأبي غريب والزعفرانية وغماس والناصرية، وهو يقدم الزاد التوعوي الى الجمهور، ففي خطبة الناصرية تعرض للأسس الدستورية المطلوبة.

وعندما سئل عن سبب تنقله أجاب... راجع الاستفتاء حول ذلك في الملحق رقم 2

وقد كتب تحليلاً منطقياً وواقعياً قبل الحرب عن ماذا سيفعله الاحتلال وانه سيقدم على تهديم هيكلة الدولة العراقية ووضع الأسباب والغايات التي تقف وراء ذلك وضحها في محاضرة في مدينة الحرية والبياع، ونشرها في كتاب (العراق وأمريكا الى أين - مقارنة سياسية-) وضع فيها النقاط على الحروف قبل الحرب وفي أثنائها وما بعدها.

وقدم في محاضرة في حي الإعلام تحليلاً واقعياً لما يسمى آنذاك مجلس الحكم، وقد تعمد بعض الطلبة إخفاء الكاسيت وتلفه، كجزء من محاولات محاصرة الشيخ كي لا يظهر للجمهور على واقعه لأنهم يخافون على قناعاتهم بأشخاص ارتبطوا بهم حوزوياً.

ولسنا بحاجة الى ما واجهه الشيخ من أصدقاء الأمس من أفعال لا ينبغي ان تصدر من عوام الناس فضلاً عن طلبة الحوزة فضلاً عن فضلائها، ولكن في سترها غاية.

حلل الشيخ الطائي قانون الدولة الأساس ونقده بشدة، وأعلن عن رفضه تعدد الجنسية وأعطى نظرة فقهية نقدية للدستور وبين بعض مخاطره، وكان في كل ذلك من محاضرات ومشاريع وخطب يؤكد على ما يلي: (راجع الملحق رقم 2 استفتاءات سماحته حول تعدد الجنسيه ونضرة فقهيه في الدستور)

1) وحدة القرار العراقي واستقلاله ورفض التبعية الخارجية أو الاستمداد منها.

2) الحيلولة دون تطبيع العلاقة مع المحتلين، معللاً ذلك بأنه مع التطبيع سنفقد روح الممانعة والمقاومة.

3) مواجهته للفتنة الطائفية التي زرعها الاحتلال وحركتها بعض القوى.

4) بث روح المسامحة والمصالحة على نحو المشاركة الوطنية، لا المحاصصة الطائفية.

5) تشجيع المقاومة والوقوف معها يشهد لها بذلك، مشاركته للسيد مقتدى في اعتصامه في الكوفة مع جمع كبير من طلبة المنهجية واتصاله بمكاتب العلماء لاتخاذ موقف موحد، ولم يرد منهم جواب بل لم يقابل احدهم وفد الطلبة الذي أرسله الشيخ.

دعمه للسيد مقتدى حينما حاصرته قوى الاحتلال في مكتب السيد الشهيد وقد زاره الشيخ لوحده مطمئناً عليه.

ليس هذا الموقف الوحيد لدعمه لوديعة السيد الصدر (قده) فقد طيب خاطره عندما زاره في داره بعد عام من اغتيال محمد حمزة الزبيدي في النجف، واضطراره الى الإقامة في دار أخيه الشهيد مصطفى الواقعة في حي الاشتراكي وقد عبر عن أسفه لعدم زيارة الطلبة له ولكن الشيخ الطائي زاره بالرغم من خطورة الموقف والسيد مراقب حيث سيارات الأمن على مقربة من دار أخيه الشهيد مصطفى في حي الاشتراكي.

وكان قبلها أو بعدها قد حث السيد على المشاركة في الدرس الحوزوي لاستمرار المسيرة العلمية للعائلة الصدرية، وقد اقتنع سماحة السيد مقتدى بالفكرة وباشر الدرس.

مساهمته في معارك النجف من خلال فتواه الجريئة في تشجيع المقاومين وفضح المحتلين وكان مكتبه مفتوحاً لها قبل انتهاء المواجهة بيوم، وقد قصف المكتب مرتين واستشهد أربعة من طلبة المنهجية،وقد ووجّه كثير من المقاومين وحفزهم وشجعهم بالمقدار الممكن مادياً ومعنوياً وكان مكتبه الملجأ الأمن لبعضهم، وحافظ على الحضرة الحيدرية مدة المواجهات الأولى لمدة أكثر من أربع أسابيع.

وكانت بياناته في الرفض[2] والاستنكار لإعمال القتل الوحشية من قبل الاحتلال والإرهاب واضحة، وموقفه المعلن من حرب لبنان ورسالته للسيد حسن نصر الله، ولم تنشرها وسائل الإعلام، ورفضه لأساليب الاحتلال مع اختلاف صورها وتعدد آلياتها.

ومن جراء مواقفه هذه فقد تعقدت علاقته مع بعض الجهات الرسمية، منها هيئة الحج العامة منذ السنة الأولى للجعفري والى الآن للمولى، حيث العداء الواضح والتقليل من شأن الشيخ وعدم إعطائه حصته المقررة لمكاتب العلماء، ناهيك عن دوائر أخرى لا حاجة لسردها.

ومن مساهماته - الوطنية- التي تدل على حرصه الشديد على وحدة الكلمة والصف، واستثمار عنصر الوحدة قدم عدة مشاريع منها:

1) مشروع التيار الصدري، حاول فيه إعادة سابق العهد الجميل حيث العمل بقلب واحد وروح أخوية تجمع بين طلبة السيد المتقدمين ونجله السيد مقتدى.

2) مشروع الشراكة الوطنية وقد طرحه قبل خمس سنوات وقد طرح في ألسنة بعض الساسة مؤخراً بعد أن كانت المصالحة الوطنية.

3) مشروع ضبط الأمن متكاملاً وكيفية تقليل حوادث الإرهاب.

4) وجه رسائل متعددة الى رئيس الجمهورية والوزراء ورئيس البرلمان، وضمت نصائح وتوجيهات.

5) مشروع حكومي متكامل للحكومة المقبلة.

6) منهاج عمل للبرلمانيين[3].

 

                                         علاقته بالسيد الشهيد (قده).                         

تمتد علاقة الشيخ الطائي بالسيد الشهيد الصدر منذ نهاية الثمانينيات في القرن الماضي في وقت كانت السلطات قد فرضت الإقامة الجبرية على السيد الشهيد(قده) فلم يكن ليسمح له بالخروج أو مواجهة الناس.

والسبب في هذه العلاقة هو ما عرفه الشيخ من المعية السيد الشهيد مقنعة له بالرجوع إليه في الاحتياطات الوجوبية حيث كان التقليد منحصراً بالسيد الخوئي (قده) وهو يرى أن المقلد له الرجوع الى غيره في الاحتياط الوجوبي، وقد وجد الشيخ أن هذا الغير هو السيد الشهيد (قده).

وتوالت اللقاءات، وتعرف الشيخ على السيد عن قرب وأدرك ما يكتنزه هذا العلم من علم وخلق، والتقى بالسيد في فترة الانتفاضة، وكان في نية السيد إرسال فريق الى إيران للقاء السيد الشهيد محمد باقر الحكيم لدعم الانتفاضة وديمومتها واستعجاله للقدوم الى العراق وإدارة عمليات الانتفاضة ضد النظام ولكن الظروف وسرعة عودة الجيش الى النجف قد حال دون إتمام هذه الخطوة، ولم يكن السيد قد حدد من سيبعثه الى هناك.

وقبل انتهاء الانتفاضة وحين سيطرة الجيش اعتقل السيد وعائلته والسيد كلانتر من سرداب جامعة النجف الدينية، وبعد خروجه زاره الشيخ واطمأن على سلامته، ودار حديث حول سبب الاعتقال وكيف تخلص السيد من قبضة النظام.

وبعد مدة أرسل وفد من العراق الى إيران لتهدئة الأوضاع وتقوية الروابط من مجموعة من علماء الطائفتين منهم السيد الصدر، ومحمد تقي الخوئي، وبعض علماء السنة ورجال الدين وزاره الشيخ بعد عودته، ودار حديث حول الزيارة ونتائجها.

وبعدما عرض السيد نفسه للمرجعية الدينية، كان الشيخ من أول المؤيدين له وقد ساهم بشكل واضح في التعريف بشخصيته وعلمه ونشر رسالته - الصراط القويم- في منطقة الشورجة ببغداد حينما كان يعمل الشيخ هناك، واستمر تواجد الشيخ كل خميس وجمعة في النجف فيزور بها براني السيد الصدر، وانقطعت زيارات الشيخ بعد اعتقاله من قبل جهاز المخابرات، ثم بعد خروجه انتقل الى النجف.. وقرر ارتداء الزي الحوزوي على يد السيد الصدر (قده).

وحضر دروسه جميعاً على نحو التقريب، وقد قرر منها مبحث صلاة الجمعة، وقبله السيد بعد الاطلاع عليه ولكن ظروف استشهاد السيد حالت دون كتابة مقدمة له.

ولكفاءة الشيخ العلمية، وضع السيد ثقته بالشيخ فكان يوجه إليه بعض الاستفتاءات ليجيب عنها خصوصاً تلك التي تتطلب جهداً رياضياً من مسائل الإرث.

ثم وضع أمانة العبادات عنده، وكان الشيخ يجيب عن بعض الأسئلة بحضور السيد وذات مرة جاء رجل وسأل السيد عن مسائل عقائدية، موجه للمذهب في كتاب مطبوع فأشار السيد للسائل عليك بالشيخ الطائي، الذي قام بالجواب التفصيلي عنها، وأثناء شهر رمضان وتجاوزت عدد الصفحات أكثر من (300) صفحة سلمها الشيخ مكتوبة غير مطبوعة لا يزال الشيخ يحتفظ ببعض أبحاثها.

ثم تسلم الإجابة عن الاستفتاءات وتحريرها مختومة بختم السيد.

وكان أول من أجاب بكل وضوح عن أعلمية السيد وبدون تردد ومجاملة للأجواء الحوزوية كما حصل من الآخرين، الذي تراجعوا بضغط الواقع وصيرورة الأمور للسيد الشهيد، وهو ما نشرته مجلة الهدى من الشاهدين للسيد بالاعلمية، ولكنها الثانية، والأولى لا زالت مستورة، وربما السيد مقتدى له فيها رأي لم يظهرها الى الآن.

وكان مشروع صلاة الجمعة الذي نبّه عليه المرحوم الشيخ علي صادق عندما أشار على السيد به من أكثر ما تحمس إليه الشيخ وشجع الكثير على صلاة الجمعة، ودعم البعض منهم، كتابة للخطب، والصلاة خلفهم للتأييد والتوثيق، كالسيد حازم الاعرجي في الكاظمية والشيخ مؤيد الخزرجي في البياع، وقد رشحه الشيخ للصلاة بالناس عنه في البداية لأن منهج الشيخ الدراسي لا يسمح له بالصلاة وترك بعض دروسه في الخميس والجمعة.

وقد اعتذر للسيد مرة عن الذهاب الى صلاة الجمعة في الديوانية أو مدينة الصدر بأن الدراسة همه الأوفى وأن الصلاة يمكن أدائها من قبل آخرين فقبل السيد عذره وشجعه على السير الدراسي بهذا الحماس وتفهم رغبته.

وكان الشيخ من أهم أهل الخبرة المعول عليهم في تشخيص الأعلم من علماء النجف، فكان يقصده الطالب والعامي من مختلف محافظات العراق إيماناً منهم بحرصه ودقة تشخيصه للأعلم، فكانت مرجعية السيد تتوسع يوماً بعد يوم، وكان المقنع في كلام الشيخ للسائل بأنه يحضر عند جميع المتصدين، ولذا يعرف ما عندهم، وبذلك يكون تشخيصه اقرب الى الواقع من غيره الذين لا يحضرون إلا عند الواحد من العلماء وبالتالي فتقييمهم ليس بواقعي.

وكان الشيخ ملازماً للسيد في جميع دروسه، وأحد أهم أعمدة البراني الذي استحدث بعد تفاهمات مع السيد الشهيد وجملة من الطلبة.

ولما سقط السيد شهيداً لم ينعيه احد بحرارة الكلمة لا في داخل العراق ولا في خارجه غير الشيخ الطائي بكلمة عنوانها ( كُسر القلم ) نشرتها مجلة الكوثر[4].

وحاول الشيخ أن يصلي الجمعة الأولى بعد شهادة السيد ولكن القوم تداولوها فيما بينهم في البراني متغافلين عن الشيخ الذي حضر خطبتيها، وكان مصمماً لو طلب منه المجموع لأن التصدي الارتجالي لم يكن بالمصلحة، ولم تكن أحوال بعض الطلبة تسمح بذلك، والجرح لما يندمل لمقتل السيد الشهيد.

وتقديراً وإكبارا لأستاذه الشهيد لم يترك الشيخ السيد مقتدى في جملة مواقف تقدم بعضها.

                                               علاقته بطلبة الحوزة

يرتبط الشيخ الطائي بمجموعة علاقات مع طلبة الحوزة العلمية فكانت زمالته لبعض الطلبة وعلاقته بهم جيدة الى درجة عالية يحكمها الإحساس بالرابطة الحوزوية والقيمة الأخوية، وكان يمثل ملجأ علمياً لمعظم الطلبة الذين يعرفون الشيخ أو من تربطهم علاقة دراسية أو زمالة قديمة وكان دائماً مضيفاً وكريماً مع الطلبة، يشهد بهذا له جملة منهم كالسيد حازم الأعرجي وعلي حميد وطلبة الجامعة الدينية - صدر الدينية- حيث كان طلبة المرحلة الأولى على علاقة جيدة مع أستاذهم الشيخ الطائي وكانوا يتمنون تواجده معهم في مناسبات الجامعة الدينية.

وهو ذو علاقة متوازنة مع جميع الطلبة بغض النظر عن مسألة التقليد ولمن يرجعون ولهذا نجد علاقته مع الآخرين على نفس علاقته مع طلبة السيد الشهيد أو مقلديه.

وتمتنت هذه العلاقة بعد الشهادة وحرص الشيخ كثيراً على رفع مستوى الطلبة واستمرار البعد الدراسي والحرص الحوزوي الذي بدأه السيد الشهيد (قده) مع الطلبة، فكان أباً لهم ومدرساً وصديقاً يسره البعض أسرارهم فيوجه ويقرأ لهم، هذا مضافاً الى دعمه المادي لهم، على ما يشهد به كرم الشيخ وسخائه الذي عرفته سابقاً.

وأما حرصه على إيفاء الدرس حقه حرصاً على رفع مستوى الطلبة وجعلهم في معرض الاجتهاد، فهو يشجع المناقشة، ويحفز الطلبة على كتابة البحوث، ويراجعها ويدفع البعض منهم للتصدي للتدريس، ويحاول بمناسبة وأخرى زرع الأمل في نفوسهم للتفوق العلمي والوصول الى مرتبة الاجتهاد والتأليف، ويشهد لذلك الشيخ عبد العظيم الاسدي، وحازم الميالي، والشيخ محمد الكعبي، وغيرهم كثير.

ولم تنقطع صلته وحرصه على الطلبة حتى بعد تصديه للاجتهاد والمرجعية فكان على الدوام يقول أريد أن ارفع من مستوى الطلبة وأحركهم على النشاط لا اتخذهم وسائط ووسائل كما عليه الآخرون.

وقد واجه غطرسة واستضعافاً من العديد لحسابات ضيقة أفرزتها اتجاهات حصلت بعد السقوط، وربما قبله. حتى وصل الحال بأن المعظم يخافه على نفسه إذا سلم عليه أو حضر بخدمته في البراني، أو ارتبط به نحو ارتباط بدرسه ولا حاجة للدخول في تفاصيل ذلك، فهي وغيرها كثير مما ستر الشيخ عليها لقوله بأن الله يحب الساترين.. راجع حقائق التاريخ.

وآخر خطوة حرصه على الطلبة دفاعه عن وضعهم المعاشي المتردي ومطالبته الوقف الشيعي بموارد الأوقاف المخصصة لطلبة الحوزة العلمية والتي يتصرف بها الوقف بلا وجه شرعي، ويحجبها عن الطلبة.

وقد فوض أكثر من ألفين طالب مكتب الشيخ للمطالبة بحقوقهم، والمؤسف في هذا الأمر هو موقف المكاتب الأخرى من ذلك، بل راح بعضهم يحرقها عن وجهها ونعت الآخرين بأن اخذ راتب من الوقف ارتباط بالجهة الرسمية وهو محرم وفاته انه يأخذ وبعض طلبته من الأوقاف ما لا يعلمه إلا الله تحت عناوين متعددة.. يراجع الملاحق الخاص مع الاستفتاءات. (راجع الملحق رقم 3 الخاص بذلك)

                                           عمله ونتاجاته (دام ظله):

 

لم ينقطع دام ظله عن الدرس والتدريس فبعد أن أكمل تدريس بحث الخارج الفقهي حول (مالكية الدولة ومجهول المالك) ما زال  بحث الخارج الأصولي على كتاب الكفاية إضافة إلى دروسه في التاريخ التي سوف تكون ( إنشاء الله) تفتح أفاقا جديدة في معالم الحوزة النجفية حيث تطرق سماحته إلى موارد جديدة في القضية الحسينية لم يتطرق إليها من قبل.

              مؤلفات سماحة الشيخ                                                              

  1. شرح وتعلق على كتاب الكفاية (14 جزء).طبع منها ثمانية أجزاء
  2.  مبحث صلاة الجمعة تقريرات السيد الصدر.
  3.  العربون / بحث استدلالي.
  4.  وقفة مع الشعائر الحسينية.
  5.  مظلومية الإمام الحسن (عليه السلام).
  6.  يا زهراء.
  7.  فقه الاستنساخ البشري.
  8.  فقه زرع الأعضاء.
  9.  فقه المفاعلات النووية.
  10. فقه الحاسوب الالكتروني.
  11. فقه الانترنت.
  12. فقه الطب المعاصر.
  13. فقه الصيدلة / مخطوط.
  14. مسائل من علم الرجال / مخطوط.
  15. نظرة فقهية في الزواج.
  16. المرأة حقوقها الفقهية.
  17. السلام هوية الإسلام.
  18. كشكول حوزوي.
  19. بحث حول الولاية.
  20. بحث حول العشائرية.
  21. تبسيط المسائل ج1.
  22. تبسيط المسائل ج2
  23. تبسيط المسائل ج3
  24. تبسيط المسائل ج4
  25. سلسلة أبحاث السيد الصدر في القران / مخطوط.
  26. فقه العقارات.
  27. فقه العلوة.
  28. فقه الشورجة.
  29. فقه السياقة.
  30. فقه المدرسين.
  31. فقه الصيام سؤال وجواب.
  32. إلى أين يسير العالم وفق اللعبة الأمريكية.
  33. العراق وأمريكا إلى أين.
  34. نظرة تحليلية حول أحداث 11 أيلول.
  35. مذكرات حرب 2003
  36. بحث حول الصلاة على محمد وال محمد / مخطوط.
  37. شرح أربعين حديثاً / مخطوط.
  38. تقريرات أبحاث الخارج الأصول / ثلاثة علماء.
  39. توعية دستورية.
  40. مفاهيم قرانية
  41. ملكية الدولة  ومجهول المالك / البحث الخارج 0
  42. زيارة القبور.
  43. تسبيح الزهراء.
  44. فقه الأموات.
  45. بحث حول تغيير المواقف.
  46. تقريرات الفقه.
  47. فقه الإصلاح الزراعي.
  48. محاضرات حول الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)
  49. بحث حول المتعة .
  50. السنينة العشا ئرية الشرعية

   51) مسلم سفير الامام الحسين

  52) مالكية الدولة ومجهول المالك 

           الاصدارات الحديثة بحوث فقيه مستحدثة

  1. للقضاة خذو الحل ( سلسلة البحوث المستحدثة )
  2. المخدرات
  3. النهج في طبنا الشرعي .
  4. الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قرانيا .
  5. الامر بالمعروف والنهي عن المنكر روائيا .
  6. الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ... العداله
  7. الامر بالمعروف و النهي عن المنكر , شروط ومراتب
  8. النهج الواضح – رسالة بالاحكام الشرعية .
  9. بيع الدولار بالاجل
  10. الحقوق الجنسية للمرأه -
  11. تقليد المرأه ..
  12. تضخم النقد - 
  13. الزواج المنقطع من البكر..
  14. حلق اللحية .. .
  15. السرقفلية ...
  16. الغناء ...
  17. تبسيط المسائل الجزء الخامس
  18. الزنى ..

 

 

 

                                         الشيخ الطائي والشعائر الدينية والحسينيه                     

لقد اولى سماحة الشيخ الطائي جل اهتمامه ومن زمن بعيد بأقامة الشعائر الحسينية  وبصورة مستمرة وبدون أي انقطاع رغم مشاغلة الحوزويه من تدريس وتأليف والبحوث التي تأخذ الكثير من الوقت .

فقد واضب سماحتة على اقامة مجلس عزاء في كل عام بذكرى استشهاد الرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم  في بيته وبحضور جمع من المؤمنين . وهو مستمر عليه الى يومنا هذا .

 وكذلك يقيم سماحتة مجلس عزاء بذكرى استشهاد الامام أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (عليه السلام) في ليلة وفاته بعد أن يقيم وجبة افطار في كل عام ومن زمن بعيد ومستمر باقامة هذا المجلس حتى يومنا هذا وبحضور جمع من الاخوه المؤمنين من اهالي النجف وبغداد وبقية محبية ومقلديه من باقي المحافظات .

كذلك يقوم سماحتة ومن زمن بعيد أيضا المواظبه على زيارة الامام الحسين (عليه السلام) في كل خميس أو بين خميس وخميس حسب ما يولية علية ظرفة .

وكذلك  يؤدي سماحتة شعائر زيارة الامام الحسين (علية السلام) في يوم الاربعين من ذكرى استشهادة سيرا على الاقدام من مكان اقامتة في مدينة النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة وعلى مدى من ثلاثة ألى اربعة أيام وهو يسير بهمه عالية ومن دون كلل او ملل كما يصفة كل من كان معة  وكل من رافقة في السير . ويتوقف في المواكب التي نصبت لخدمة الزوار ويتناول الطعام والشراب ويتبادل الحديث مع اصحاب المواكب  وابداء المشورة والنصح لهم واجابته على جميع اسئلتهم ويشكرهم على خدمتهم زوار ابا عبد الله الحسين (علية السلام) .

وفي الحقيقة ان سير سماحة الشيخ الطائي في اربعينية الامام الحسين (علية السلام) لها طعم جميل عند الذين يرافقونه في السير. وحسب فهمي واعتقادي انني لم اسمع ان عالما او مجتهدا قد ادى زيارة الاربعين سيرا على الاقدام في تاريخنا المعاصر بل ان الكثير منهم لم يؤدوها اصلا حتى لو كان الذهاب بواسطة السيارة مثلا .

وكذلك ادى سماحتة هذا العام (1431 ) ه زيارة الخامس عشر من شعبان ذكرى مولد الامام الحجة المهدي (عليه السلام) رغم صعوبة السير وكثرة المخاطر وذلك لحدوث خروقات امنيه اثناء السير الى كربلاء لكن سماحتة اصر على ادائها سيرا على الاقدام ومن مدينتة النجف الاشرف وصولا الى مدينة كربلاء المقدسة .

وعن سؤال وجه اليه من قبل المكتب الاعلامي في بغداد حول اصرارة على اداء زيارة الاربعين في احدى الحوارات معه أجاب ان هذا الامر يخصه ولايبوح به .

بقية ان اقول بان السير الى كربلاء ليس بالامر السهل فهو ملىء بالمتاعب والعناء ويحتاج الى جهد كبير لكن سماحة الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله) استطاع ان يضرب لنا مثلا جميلا في تحمل هذه المصاعب وهذا العناء .

وكذلك من الشعائر التي واضب  سماحته عليها هي زيارة  الامامين العسكريين في سامراء في ذكرى استشهادهم وفي اصعب الضروف الامنيه التي كانت تحيط بمدينة  سامراء .

علما ان سماحة الشيخ الطائي هو اول المبادرين لزيارة سامراء بعد سقوط النظام واقام هناك صلاة الجمعة ورفع الاذان الشيعي هناك وسط دهشة ابناء واهالي سامراء وكثير من الزوار , وهذه الصلاة موثقة في شريط فديوي .

وكذلك قام سماحتة بزيارة الامامين العسكريين  في العام 2008 م عندما كان الوضع الامني لا يحسد عليه مع ذلك اصر على زيارة الامامين العسكريين وسط دهشة الجميع .

كذلك قام سماحتة بزيارة سامراء في العام (2010 م) في موكب كبير مع محبية ومقلدية بعد ان توقف في طريقة الى سامراء في ناحية الدجيل وناحية بلد عندما زار السيد محمد عليه السلام وتوقفه في عدة مواكب في الطريق وسلامه على من يدير هذه المواكب التي تخدم الزوار وشكرهم وتشجيعهم والشد على ازرهم والاشادة بهذا العمل الكبير الذي يقومون به ووثقت هذة    الزيارة       بالصور الفوتوغرافية من قبل المكتب الاعلامي  في بغداد (راجع  ملحق الصور).

 

 

 


 

محرك البحث

اخر تحديث

الاحصائيات

الطقس

3:45