نشرة النهج

نشرة النهج العدد 179

   
276 مشاهدة   |   0 تقييم
تحديث   21/12/2023 6:57 مساءا

غزة ام عزة

  الحرب التي تخوضها الدولة اللقيطة (الكيان الصهيوني) على غزة وبأحدث الأسلحة من الطائرات والدبابات والصواريخ تضرب المناطق السكنية والدور، والأطفال في الشوارع وتدمير البنى التحتية من دون وازع  من ضمير وهو مفقود لديهم لما اخبر القرآن من حقيقتهم، ومن دون رادع من مجتمع انساني بداعي التحضر فهو لم يحرك شفه في ادانة الجريمة اليهودية بل ربما ذهب الامريكان أعداء الشعوب الى تبرير فعلهم باستهدافهم المدنيين واعتقال المسالمين وقتلهم الأبرياء بدم بارد وهو يضفي شرعية على عملهم، فيما المجتمع الإنساني اقام الدنيا ولم يقعدها على أوكرانيا مع انها لم تستهدف أبنائهم ولا مساكنهم وهم من تحرش بروسيا وارادوا تضيق الخناق عليهم بتحريك من راعية الشر أمريكا، والمجتمع الغربي حيث دخل الحرب يقاتل لها بالمباشرة بل بتزويد أوكرانيا بأنواع الأسلحة وكل ذلك كيد بروسيا لا بداعي اية ضوابط أخلاقية ولا حتى نظامية (نظام عالمي) ولا بداعي علاقات سياسية مع روسيا بل حتى حاربهم في ثقافاتهم  ورياضاتهم والعكس من هذا مع الكيان الصهيوني ولنسأل عن هذه المفارقة؟

هذه ليست مفارقة بل هي خلق لأمريكا والغرب ولا ينبغي تصديقهم في شعارات حقوق الانسان وحرية الرأي وبناء الديموقراطية والقائمة تطول في الشعارات المرفوعة.

وان ادعاءاتهم في احقاق الحق ونصرة المظلوم كذبة أخرى لا تصدق ما دامت لم تخدم مصالحهم وأما اذا خدمت مصالحهم تفاعلوا معها وأوصلوها الى قضية رأي عام دولي، ولننظر الى العملية الديموقراطية في بلدان الأرض.

نبدأ بإنتخابات الجزائر عام 1988 عندما فازت جبهة الإنقاذ الوطني قلبوا لها الامر حتى الغيت نتائج الانتخابات حيث تحركت  فرنسا بالإشارة الى استقالة الرئيس الجزائري مما أدى الى الغاء النتائج وتحرك كل من فرنسا وامريكا وغيرها من الدول على هذا المنوال.

ونتائج الانتخابات الفلسطينية عندما فازت حركة حماس وعباس هنية فلم يقر لهم قرار حتى جعلوه يستجدي من البلدان وأصبح الداخل الفلسطيني يرثى له وأفشلوا التجربة الفلسطينية.

فلا ضوابط أخلاقية تلزمهم ولا قانون دولي يردعهم وهم من وضع القانون الدولي خدمة لمصالحهم ولا اعتبارات الدول تقف حائلاً عن مساعيهم وانهم يكذبون دائماً ويراوغون ولا يحترمون كلمتهم وتعهداتهم فلا ينبغي احترامهم والسير خلفهم والاقل في حلهم لمشكلة قائمة الى الآن كما هي قضية فلسطين بالرغم من قرارات الأمم المتحدة ومجلس الامن والحال ببساطة يكمن في عدم الاعتناء بهم وبقراراتهم والوقوف بشكل قوي ضدهم مهما كلف الامر لأنه بعده العزة ما بعدها عزة.

وانهم يخافون القوي ويحسبون الف حساب له، خذ مثلاً روسيا لأنها تملك القوة والردع لا يواجهونها مباشرةً ولو في ظنهم  قدرتهم على مواجهتها لفعلوا، وها هي الآن تدمر امبراطوريتهم وكبريائهم وتسحق نظامهم العالمي لتأسس آخر على أسس من العدالة، هؤلاء يفهمون لغة القوة وقانون القوة لا قوة القانون الذي يبقى في الظل يسمى قانون وليس بقانون. 

 

الإصلاح

مهمة كبرى لا يقوم بها الا الشجعان والذين تشهد لهم ساحات المواجهة مع المفسدين صولات وجولات ومواقف ثابتة تعزز روح الغلبة على المفسدين، والعملية السياسية بالعراق فاسدة لأن قادتها مفسدون ولم يتعلموا من طول الزمن كيفية اصلاح حال البلد فكان من نتيجة ذلك فساد في فساد وفي كل مفاصل الدولة ومؤسساتها حتى بات المواطن يائساً من تغير حاله نحو الاحسن فكان الوضع ينذر بالانفجار وقلنا منذ اكثر من خمسة عشر عاماً أن الوضع يهيء لإنتفاضة جماهيرية عارمة تجعل الفاسدين لقمة للكلاب كما حصل 1991بالانتفاضة الشعبانية وها هي بوادر جدوتها بعد ان تهيئت لها عوامل الحدوث والقيام بها وأهمها الشعبية التي تلفت حولها جمهور غفير  وهي حاصلة ومتمثلة بسماحة السيد مقتدى الصدر (اعزه الله) و ما على الناس الا مساعدته والوقوف معه كي يستمر بها لحين الوصول الى أهدافها هذه الأهداف المشرفة والموافقة  لأعيان الجمهور من محاسبة المفسدين، وتبديل الدستور بعد ان لم نجد من الدستور حلاً لمشكلة عراقية وهي تملأ الساحة العراقية، والقيام بإنتخابات مبكرة والانصح  بها ان لا تترك مجالاً للفاسدين في يلعبوا بمقدرات الشعب العراقي ومن نافلة القول انا دعونا اليها قبل اكثر من خمسة عشر عاماً ولكن لا حياة لمن تنادي والآن الفرصة مهيئة للسيد مقتدى (اعزه الله) حيث دعا اليها وينبغي الاستمرار فيها وعدم الفتور كي نحافظ على بريقها وتحقيق نتائجها وتكون ثورة وتغيير حقيقي من الشعب لا يستطيع احد ان يراهن على فشلها، على اننا نلفت نظر السيد الى عدم الدخول فيما يسمى حواراً من الاطراف السياسية فإنه الى زوال والجلوس معها تأييد لها واحترام موقفها وهي ضد الإصلاح المنادى به لأن الإصلاح يقابل الفساد او السوء وهم فاسدون وسيئون واذا جلس معهم في حوار فإن الدعوى الإصلاحية ستغلق بفساد المفسدين وتكون مجرد الفاظ لا واقع موضوعي لها، الإصلاح طريق طويل يمر بمطبات كثيرة تتطلب مواجهات وتدافعات وسيتعرض لهجمات عديدة اوضحها التسقيط والتشويه وليس تجربة سيد الإصلاح الشهيد الصدر علينا ببعيد فعلى المصلح  ان يتحلى بروح عالية وهمة كبيرة وعزم صارم ولا يعبأ بمثل هذه الهجمات لأنها تريد استنزاف طاقته وتبديد قدرته من الوصول الى هدفه،  وليعلم السيد مقتدى (حفظه الله) الا ان المناوئين له ليسوا مقتصرين على الداخل بل الخارج من دول الجوار والاقليم والدول العربية لا تريد الإصلاح وانما تريد العراق باقٍ كالرجل المحتضر لا هو ميت ولا هو حي ليبقى العراق محطة تضخ لهم خيراته ويحرم منها أبنائه فتكون أيديهم من خيراتهم صفرات.

وأخيراً أبارك لعملية الإصلاح التي رفعها إبن إستاذنا الشهيد السعيد الصدر مقتدى الصدر مذكرين إياه بالصبر والحزم وعدم المجاملة لأن المؤمن لا يداهن ولا يجامل ولا يتبع المطامع وهي علامات لصيقه فيه، والقدرة ترفع المسؤولية الملقاة على العاتق وفق الله الساعين والمخلصين وعلى الجميع مؤازرته ومساندته في مسعاه لتأتي مساعيه أكلها ويسعد بها الجميع

7محرم 1444

النجف الاشرف 

   

 

 

الحسين يتجدد

الحسين ذكرى تتجدد كل عام من غير إندراس ولا توهين بل يزداد بريقاً كل عام وتألقاً وتفاعلاً مع الموالين، يا ترى ما السر في ذلك؟ وهل للعقل الانساني دخل فيه أم أنه فعل إلهي؟

ان لله في خلقه شؤون وأهداف ولما لم تحقق الهدف بالفعل الانساني لابد من التدخل الالهي لإنجاز هذا الهدف أو جعله متوقداً كي يبعث العقل الانساني للتفاعل معه، ومن هنا الهدف من الذكرى ليستلهم الناس بعض الدروس والعبر من الثورة الحسينية التي هدفها الاصلاح في كل مناحي الحياة، وما دام الاصلاح لم يتحقق والظلم لم يزل معناه، ان الهدف لم يتحقق ويبقى الفعل مثار لإثارة الحماس والنشاط والفاعلية البشرية لتتحقق، وهذا بالضبط ما يفسر ديمومة الشعائر الحسينية فما لم يتحقق زوال الظلم والاصلاح بنشر العدل يبقى الفعل الشعائري المعبر عن الظلم لم يتوقف وهذا يفسر ظهور الإمام الحجة (عجل الله فرجه) عندما تمتلئ الارض ظلماً وجوراً لينشر العدل الالهي ويفسر استمرار الشعائر الى ذلك الحين لأن وجودها يصبح لا مبرر له لأن ثورة الحسين حققت مطالبها على يد المصلح الأكبر (عجل الله فرجه).

أم أنه فعل بشري؟ المشكلة القائمة في شعائر الحسين الممارسة الآن أنها تقف على حد الشعيرة ولا تتعداه الى ابعد منها بامتثال القيم التي افرزتها ثورة الحسين، فمثلاً صاحب الموكب همه كثرة الحضور واستقدام خطيب جيد وان يُتحدث عن موكبه بعد اقامته  ولم يفكر بأنه كم تعلم من قيم الثورة الحسينية، هل تعلم التضحية والفداء والغيرة والوفاء والتواضع ومعاملة الخلق سواسية بلا فرق بين وضيع ورفيع كما فعل الحسين بوضع خده على الغلام التركي كما وضعه على خد ولده علي الأكبر (عليه السلام) أم تعلم التصدق ومساعدة الفقراء وان كان سخياً بالصرف على الموكب، ولو تعلم كل صاحب موكب قيمة من قيم الثورة الحسينية كان مجموع ما يقام من تعازٍ في جنوب العراق ووسطه قد تمثل معظم القيم الحسينية ولتحقق الاصلاح ولو بشكل جزئي، وكان العراقيون ينفرون الفساد ولا يبقونه ولا نصلح حال العراقيين المحرومين من أبسط الخدمات.

السبب الثاني الذي نعتقده، هو روايات الترغيب الذي يلقيها الخطباء على مسامع الناس تجعل احدهم يتكاسل ولا يتفاعل لأنه سيحصل على الثواب من دون وجع الرأس.

ولكن على الخطباء بنفس الدرجة ذكر روايات الترهيب كي تكون موازنة بين روايات الترهيب والترغيب.

وان الوقوف على اداء الشعيرة خالية المضمون لا يعفي صاحبها من مسؤولية نتائجها أو يقلل من أجره العظيم وثوابه الجسيم الذي سيجده يوم القيامة ناقص فيأخذه الندم.

ان طاعة الحسين في اهدافه وقيمه لا في شعائره التي مظهر خارجي لإظهار الحزن عليه واشعار الآخرين بضرورة محاكاته وهي غير منضبطة من حيث النوع فترى كل طائفة مقتنعة بشعيرة من شعائرها وتعتبرها هي المطلوبة.

أما الاهداف والقيم فمعروفة لا تقبل التبدل والتغيير والتحول لأنها قيم السماء الذي لا يتبدل ولا تتغير ((سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً)) لكننا لا ننسى اصرار الموالين على اقامة الشعائر مع ما مرت به من مخاطر السلطات الطغاة اعداء أهل البيت وما قدمت من تضحيات استرخصتها أمام قيام الشعائر ولولا هذا الاصرار والمداومة على اقامتها لم تكن أي ذكر لهذه الشعائر، وكفى بهذا العمل الجبار قيمة ويمثل شوكة في عيون اعداء أهل البيت فهذا الاصرار دليل الموالاة الحقيقية والانصياع لتعاليم أهل البيت ويكفيه طاعة لله ولرسوله ولأهل البيت (عليهم السلام).

          10 محرم الحرام 1444

 

 

 

كم عمر الحسين (عليه السلام)

كان قد استشهد وله من العمر (57) وليس ببعيد عن عمر أبيه وحده (63) وكان على مشارف عمره الطبيعي لو لم يستشهد، لكنه اعطاها السنين المتبقية من عمره الى الله سبحانه متاجراً معه فأمتد عمره الى الآن عمره أربعة عشر قرناً وما بعد لم يأت لا نعلم كم هو، هذه عملية حسابية لعمره الشريف وقد تقول أنه استشهد يعني مات فكيف نحسب هذه من عمره؟

الجواب: ان عمر الانسان لا يتحدد بسني حياته الدنيوية وإنما يتحدد بسني عمره الذي يبقى فيه باثاره في الحياة الدنيوية، فالرسل لا يموتون ما دامت رسالتهم باقية والعظماء والعباقرة لا ينتهون ما دامت انجازاتهم باقية، والحسين منجز إلهي مرتبط بالسماء فلا يموت مادام منجزه باقياً اتحدث عن اقامة مجالس التعازي، فينتشر في كل عام أكثر من سابقه في كل بقاع الارض.

تحدث عن الثوار الذين يصنعون الحياة بثوراتهم يستقون نهجها من ثورة الحسين، تحدث عن المجاهدين وعن المضحين وعن الابطال كلهم عيال على الحسين فهم يعيشون به وهو حاضر معهم يغذي فعلهم وجهادهم، وفي الموروث الروائي: مات الانسان الا من ثلاث ولد صالح يدعو له وعلم ينتفع به، وعمل صالح وهذه الثلاثة متوفرة للحسين، فالولد هو الأمة الموالية للحسين تدعو له كل عام بشعائره، والعلم الذي ينتفع به لا زال الحسين مدرسة الاجيال، والعمل الصالح ليس من ثمة عمل اصلح مما عمله الحسين.

نستطيع ان نقول عمر الحسين مخلد فهو باقٍ ببقاء الله فما دام لله باقٍ فالحسين باقٍ وليس باقي بابقاء الله الذي ان شاء انهى بقائه، وتتخطى ذلك الى ان الحسين وكذلك الائمة المعصومون (عليهم السلام) باقون في كل عالم الامكان التي سيخلقها الله بعد عالمنا هذا.

13 محرم الحرام 1444

 

 

 

عادات مستقبحة (البرمودا)

ونحن نستقبل عشرة عاشوراء من الضروري بمكان ان نسير على نهج الحسين ونستذكر بعض اهدافه والتي أهمها كما حددها هو آمر بالمعروف وناهي عن المنكر لأن الاصلاح الذي سعى اليه لا يتحقق الا بهذه الوظيفة الشرعية المهمة ولهذا لنبدأ برصد مظاهر الفساد في المجتمع لننهي عنها حتى نكون متمثلين لموالاة ابي عبد الله الحسين (عليه السلام).

ولنبدأ بهذه الظاهرة التي بدأت تسري في مجتمعنا الا وهي خروج الشباب بالباس فقط مع فانيلا، ظاهره قدماه لما فوق الركبة والتي تسمى بالعرف العام (برمودا)

هذه الظاهرة بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا والمظنون قوياً انها أخذت من المجتمعات الغربية، وبهذا تكون تشبه بهم وهو محرم بالشريعة للروايات الكثيرة الناهية عن التشبه بالكفار.

هذا مضافاً الى انها عادة تخدش الحياء وغير لائقة بشبابنا المسلم لا أحد منا يقبل ان محارمه عند خروجها ووقوع نظرها على هذا الشخص وبالأخص على اطرافه ان يكون أمراً عادياً لا يثير في دخيلته الغيرة وحيائه وصيانة الشرف والوقوف ضد هذا المظهر المخزي العاري من الحياء لنتذكر جميعاً أننا في الماضي القريب كنا نخجل من ظهورنا أمام محارمنا بهذه الملابس فكان الرجل لا يخرج من الحمام الا وهو مغطي تمام بدنه خوفاً من الفتنة واثارة ما لا يحمد عقباه وأما اليوم فأننا لا نبالي بالخروج من الدار ووقوع نظر النساء علينا ونحن بهذا الشكل.

أخواني لو فتشت الارض لن نجد من مثل عاداتنا وتقاليدنا والحياء الذي فينا فما لنا نستجدي العادات القبيحة والمظاهر المتحللة لنقلدها، الاحرى بنا ان نقلد الحسين ونحن نحيي شعائره بالشهامة والغيرة والشرف الذي رمى الماء وهو بأمس الحاجة اليه عندما سمع من القوم يا حسين هتكت حرمك.

على اولياء الامور ان تمنع هذا اللباس من ابنائنا وعلى الحكومة ان تحاسب على هذا الانتهاك الصارخ لعاداتنا وتقاليدنا بمثل التشبه بالكفار الذين لا حياء له ولا شرف.

هذه الظاهرة مضافاً الى حرمتها شرعاً فكذلك هي ممنوعة اجتماعياً وعرفاً ولا تليق بشعب العراق الذي أخذ على عاتقه ان يكون حسينياً.

 

مجهول المالك كذبة

بحثنا مفصلاً في المقولة التي تقول ان الاموال تحت يد الدولة مجهول المالك فلن نجد لهذا العنوان من أثر في أموال الدولة بل وجدنا ان الاموال محترمة والاخذ منها والسرقة حرام لا بمعنى انها مملوكة للحكومة وانما هي مملوكة لعموم الشعب ومعنى ذلك ان أي واحد من المواطنين يأخذ منها تحت أية ذريعة يكون قد سرق من مواطنين الدولة وبعدد افرادها أي انه سرق كل الناس ومطالب بابراء ذمته امامهم يوم القيامة.

وقد تقول ان الحكومة غير شرعية فكيف تملك أو تتولى على اموال الناس ؟

والاجابة على ذلك: انها لا تملك بل لها حق الولاية على الاموال والحفاظ عليها مثلها مثل متولي الجامع فقد يكون ليس عادلاً ولكن لا يجوز التصرف بأموال المسجد الا من خلاله.

وهذا هو المحرم الثاني الذي ينبغي النهي عنه، إذا أردت ان تعرف تفاصيل ذلك فراجع كتابنا الذي أوصلناه لكل مسؤولي الدولة بما فيهم المحافظين ((مالكية الدولة ومجهول المالك)).

 

المحرم الثالث المخفي هو:

ان شخص يطلب من شخص مبلغ من المال لحاجته اليه يريد شراء ثلاجة أو مجمدة أو تبريد أو غيرها فيقول له المعطي انا اعطيك قيمة الحاجة لكن ابيعها لك بزيادة عن سعرها فإذا كان 100 أجعلها120  هذه العملية ربوية لأن اقرضه 100 دينار بزيادة 20 دينار هذا اذا كان الشراء للرجل المقترض واما اذا كان الشراء للرجل المقرض وكالة يستطيع ان يبيعها له بأكثر من سعرها، الزيادة تكون حلال.

الفرق بين الحالتين أن يشتريها لنفسه بالمرة الأولى ويشتريها للمقترض بالمرة الثانية وكالة عنه.

 

المحرم الرابع المخفي ايضاً.

رجل يبعث آخر ليشتري له حاجة ما، فيعطيه مبلغاً يظن ان سعرها لا يتجاوز هذا المبلغ فيشتري له بأقل من المبلغ المعطى ويأخذ الباقي لنفسه، هذا محرم إذا كان الشراء وكالة عن معطي المال فيرجعه له ويأخذ كلفة عمله فقط اذا لم يكن تبرعاً.

وأخرى يشتريها لنفسه ويبيعها على صاحب المال بأكثر، مقدار الزيادة حرام لأن البضاعة لصاحب المال فقط في ملكه بإعتبار شراؤها من مال الغير ليس ملك لنفسه.

وأخرى يقول له اشتري لي الحاجة الكذائية فيشتري له بأقل من المبلغ المعطى ويظن ان الباقي له اذا لم يكن قرينة من تصريح او تلويح بأن الباقي له.

 

المطيرجية

صفة للذين يربون الطيور ويلعبون بها ويمارسون هوايتهم باللعب بالطيور في بيوتهم وغالباً ما يقعون في اعمال محرمة وهم لا يشعرون، منها:

1- انهم يطلون على بيوت الجيران ويسببون مشاكل معهم والقاء النظر على بيوت الجار مع الاطلاع على عوراتهم ونسائهم عمل محرم لا ترضاه الشريعة المقدسة.

2- فيما بينهم تسمى (الحرب) كل منهم يحاول الإيقاع بالآخر من خلال السيطرة على بعض طيوره أما بإستراجها لتدخل مكان طيوره فيصادرها ويعتبرها له وأما بوسيلة أخرى، المهم انه يسيطر على طير الآخر ويأخذه له وهذا الأخذ محرم، إذا لا دليل على حلية اخذ الطير من المطيرجي الآخر.

 

المحرم السادس

شخص يشتري من آخر بضاعة كأن تكون تركية وبمواصفات خاصة، فما كان عند البائع غير البضاعة الإيرانية وهي بنفس المواصفات التركية ليعطيها إياه فهل هذا البيع صحيح أو لا؟

جواب: غير صحيح وغير جائز – لأن المشتري كان قد قصد البضاعة التركية ولم يقصد البضاعة الإيرانية ما قصده –البضاعة التركية- لم يقع وما وقع من ان البضاعة الايرانية بنفس المواصفات أصبحت المبيع، هذا الذي وقع لم يقصده المشتري فما وقع لم يقصد وبهذا لم يقع البيع للبضاعة التركية، وما وقع لم يقصد البضاعة الإيرانية للقاعدة ان العقود تابعة للقصود، فهذا البيع باطل، الا اذا رضي به المشتري وقال لا بأس اقبل البضاعة الإيرانية فتكون مقصودة بدلاً من التركية.    

 

المحرم السابع

المقاولات الحكومية

تجري المقاولات ضمن مواصفات معينة يكون المقاول ملزم بها وهو من يحدد السعر على اساس التزامه بهذه المواصفات، ولكن في احيان كثيرة المقاول لا يلتزم بذلك لأنه أمن المهندس المقيم ورشاه ببعض الاموال فيعتقد انه يمرر له بعض الفقرات التي لم يلتزم بها خصوصاً إذا لم تكن مؤشرة في متانة المنشأ، الا ان المقاول نسي انه متعاقد مع المؤسسة أو الشركة لا مع المهندس المقيم، وذلك يعني انه ملتزم بالمواصفات امامها لا امامه واي خلل أو تغيير فيها يجعل العقد المقصود لم يقع وما وقع لم يقصد، بمعنى ان العقد وقع باطلاً ولا يستحق المقاول اموال الفقرات التي خالفها أوغيّرها فيقع في الحرام وهو يحسن انه يحسن صنعاً.

 

ساعات العمل

ساعات العمل ليست ملك العامل بل هي مملوكة لرب العمل، مادامت كذلك فأية (تسخيت) في ساعات العمل يكون محرماً والاجرة مقابله حرام.

فلو خرج العامل من الدائرة بلا إذن من رب العمل ساعة واحدة فقط فيكون اجرة الساعة غير مملوكة له ويكون أخذها حرام.

ويكون جعل موظف آخر يقوم بعمله غير جائز لأن الموظف الآخر ساعات عمله مملوكة لرب العمل ولا يمكن توظيفها للقيام بعمل آخر وإنما هو رب عمله من الدائرة فهي غير مملوكة له واعطائها لآخر غير جائز لأن مملوكة للدائرة.

 

المحرم العاشر

رست المقاولة لمشروع ما على شخص لكنه لا يعطي ما يسمى نسبة من المشروع لمدير المشروع أو بعض الموظفين فيحتال المدير عليه ويحول المشروع لشخص على استعداد لأن يعطي المبلغ الذي يريده فهذا التحويل للمشروع اذا لم تكن مسبباته المعقولة ضمن التعاملات القانونية غير جائز لأن المشروع بعد الاحالة الأولى اصبح محال على الشخص الأول واحالته الثانية على غيره غير ممكنة، كما ان الاحالة تعني فيما تعني غض النظر عن مواصفات المشروع وهي غير المضرة من قبل رب العمل وهذا محرم لأن ما وقع عليه العقد غير مقصود وما قصد غير واقع فلا يقع العقد سليماً فيتورط مدير المشروع فيخون أمانة العمل التي وكلت به.

 

 




محرك البحث

اخر تحديث

الاحصائيات

الطقس

3:45