نشرة النهج

نشرة النهج العدد 180

   
322 مشاهدة   |   0 تقييم
تحديث   22/12/2023 5:09 مساءا

أربعينية الحسين (عليه السلام)

هو الحدث الوحيد في العالم الذي يمكن ان  يجتمع عليه الناس من مختلف أعرافهم وتوجهاتهم وبلدانهم ولغاتهم وثقافاتهم وهذا شيء يقيني لا يقبل التشكيك وذلك ربما يستدعي ان تجتمع فيه شعوب الأرض كل سنة بزيادة عن سابقتها لأن كل زائر مهما كان لا يجد في هذه الزيارة الا الخير فيجد الاحترام المتبادل بين الزائرين والخدمة بأبهى صورها لايكدرها  شيء وهي تؤدى بكل ممنونية وتقدير، وفي الزيارة الكل متساوون لاتشعر ان هذا كبير وذلك صغير أو انه مسؤول كبير وهذا وضيع يجب ان يترك المنصب بعيداً عن الزيارة  لأنها لا تعترف بالمنصب فهو اداة  لخدمة المواطنين، فإذا ما وجد أحسن منه أداءً للخدمة وأبقى وأكثر ديمومة اكيداً يفضل الثانية على الاولى الزائلة من جهة ان الثانية مرتبطة بالحسين (عليه السلام) الباقي ببقاء الله سبحانه الكل يأتي محمل بالذنوب والآثام والهموم الدنيوية وما ان يصل الى المرقد الشريف يجدها تبددت وزالت فلا ذنوب تؤنب الضمير ولا آثام تثقل النفس ولا هموم تشغل القلب فتلقيها على الحسين (عليه السلام) ويذهب مفلحاً منجحاً قد استوجب السرور بدلاً من الانزعاج والراحة بدلاً من التعب وأكثر من ذلك يقال استأنف العمل قد غفر لك وفي بعض الأخبار يقال ستة أشهر لا تكتب عليه سيئة كل ذلك لأن الحسين مظهر الرحمة الالهية والكرم الآلهي.

ناهيك عن انضباط هذا العدد المليوني بلا مشكلة تحصل من هنا وهناك وكأن الكل على رؤوسهم الطير، المسألة منضبطة بأنفاس الحسين لا بالخطة الأمنية للقوات العراقية، فهي في أوقات القاعدة وداعش كانت الزيارة مصونة ومحفوظة بحفظ الله والحسين.

المهم ان القيم الحسينية والمفاهيم الاخلاقية متجسدة  بالزيارة بأبهى صورها وأفضل حالات تجليها ليشعر الزائر بقلبه وروحه ويجد لذة ما بعدها لذة ويتمنى العود الى الزيارة سنوياً.

وهذه الزيارة تؤكد ثبات القيم الاخلاقية وعدم تبدلها خلافاً لبعض الإتجاهات التي تدعي عدم ثبات القيم الأخلاقية وتبدلها مع مرور الزمان، وها هي القيم باقية ببقاء الزيارة  بل الزيارة تكشفها وتبرزها واضحة تصرخ في أذهان الزائرين هلموا الينا، وهل بعد هذه التجربة من مناقشة في عدم ثبات القيم لأنها نابعة من أصل التوحيد المتجسد بالحسين (عليه السلام) في أبهى صور التوحيد وما دام الاساس ثابت وباق فهي باقية. كم أنت عظيم ياحسين.

                             13صفر 1444            

 

السيئه والحسنة

السيئة وكذا الحسنة لا تبقى مع الانسان الى يوم القيامة لوجود موانع كثيرة فمثلاً السيئات تتبدل حسنات، وتمحق السيئات والحسنة تمحق، وتجعل هباءً منثوراً وتحبط اعمال يأتيها الانسان لإرتكاب أمر ما، فالضابطة ان يجيء الانسان بحسناته الى يوم القيامة وبسيئاته حتى يحاسب عليها، ومن ضمن ما جعله الشارع ماحي السيئات زيارة الحسين (عليه السلام) عارفاً بحقه يعني يعلم أنه إمام مفترض الطاعة وطاعته من طاعة الله فالزيارة لها هذا التأثير ان تغفر الذنوب ما تقدم منها وما تأخر واذا أوديت بالآداب والرسوم المجعولة لها.

فلا تنافي بين الزيارة وما ذكرته وبين الآيات المذكورة.

فالآيات تقرر مجيء الانسان بسيئاته فيحاسب عليها أو الرواية فتشكل مانع من مجيء الانسان بسيئاته لأنها تغفر ببركة الزيارة.

المهم: ان ما يكون مع الانسان حصيلة اعماله بعد اجراء الكسر والانكسار للسيئات مع الحسنات ثم يوزن الباقي فمن خفت موازينه فأمه هاويه وهو من ثقلت سيئاته على حسناته، ومن ثقلت موازيته فهو من ثقلت حسناته على سيئاته فهو في عيشة راضية.

 

                                       الغزو الحسيني

زيارة الأربعين السالفة كانت عنواناً للتحدي والغلبة والغزو وكانت حدثاً تاريخياً تغافلت عنه معظم وكالات الانباء والوكالات الإخبارية ومع كل هذا الاغماض سيفرض نفسه الحدث الحسيني بقوة لأنك لا تجد أكبر حدث للعالم يستطيع أن يؤثر هذا الأثر في نفوس الزائرين والمضيفين فالأحداث الأخرى مهما كانت لم تكن عالمية بقدر ما تكون إقليمية أو وطنية  فيما الحدث الحسيني حدث عالمي بإمتياز يعبر الحدود ويرفع الحواجز ويرفع الموانع التي تضعها الدول فيما بينها والحدث الحسيني يتجاوز كل الموانع لأنه يحاكي الروح والقلب والوجدان لأنه يتعامل مع قلوب الناس فيطرقها كأنه يعرفها منذ مدة مديدة او قد تسأل ما في الامر  .

فالجواب يكون لأن الحدث الحسيني يكرس كل القيم التي يبحث عنها الناس في حياتهم أو عن القيم التي يعبرون عنها أنها ضرب من الخيال، أما معاني الوحدة والمساواة فهي تنطوي تحت اسم الحسين فلا فرق بين كبير أو صغير أو عربي أو أعجمي، أو رئيس أو مرؤوس بل يجد كل الدعاة الى ما يريدون   يعثرون عليها في الزيارة الحسينية، المهم أن الحسين قد غطى كل المساحة الإنسانية بقيمها وافكارها وأيديولوجياتها وتعلقاتها بحيث لا نجد صغيرة ولا كبيرة الا أحصتها الزيارة الاربعينية.

أنه يقدم صورة عن حكومة الامام المهدي (عجل الله فرجه) إحترام الكل للكل وخدمة الكل للكل والسعي في قضاء حوائج الكل لأنه يهيؤهم للتغير الكبير في العالم، وأنه قادم لا محالة فلا تنفع أيديولوجيات وأنظمة خارج نظام الإسلام بل تكون صغيرة وتافهة ولا تسوى شيئاً في مقابل الأفكار المهدوية والتي تمحي الشعور بالظلم والطغيان ولا ينتهي الحال عند دولة الامام المهدي بل يستمر الى دولة الحسين (عليه السلام) وهي أعظم وأشمل وأسمى من دولة الامام المهدي (عليه السلام)

ولكن اين اهل العراق في هذا التسلسل التاريخي؟ أنهم الأرضية التي تقوم عليها الثورة وانهم بداية الخير ونشر العدل والمساواة وقتل الضغينة والبغض والكراهية وكل منابت الشر، وأهل الطيبة والسماحة والكرم الذي ابهر شعوب الأرض حتى اصبح البعض يقلده ولكن أنى له ذلك، فإن هذه الصفات هي المكملة لجلب الزوار مع  نفس الحدث الحسيني وشخصية الامام الحسين، وبالرغم مما تعرض له الشعب العراقي لا اقل في العصر الحديث من تقتيل وترويع وتهجير ونهب الخيرات وسرقة الكفاءات وهو يأن تحت وطأة الظلم والاضطهاد الذي اكملته أمريكا باحتلالها للعراق وتابعها السياسيون بأحزابهم وتياراتهم فوضى ما بعدها فوضى لا هم ينزاحون ولا هم يعدلون سلوكهم.

نحن لا نريد من الدول ان تشكرنا على حسن الضيافة والكرم فإن هذه سجيتنا وخلقنا على ذلك فالشكر يكون تحصيل حاصل، الشكر الحقيقي ان يساعدوا العراق في النهوض لبناء دولته فأن الشكر العملي الذي يختلف عن الشكر القولي فلا أثر للأخير بعد القاء القول بالشكر والأول يبقى أثره صادقاً وفعله مرضياً به وثمرته باقية.

                                  22صفر 1444       

 

رسالة الى الحكومة المقبلة

تحية تقدير واحترام للأخوة في الحكومة المقبلة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

1) ينبغي أن يلحظ المواطن تغيراً واضحاً باتجاه إصلاح حقيقي للعملية السياسية من خلال الابتعاد عن التوافق في تشكيل الحكومة فأن التوافق يعني المحاصصة وهي تعني تقييد الحكومة وتشتيت قرارها على أكثر من جهة، وبالتالي فستكون الحكومة المقبلة صورة طبق اصل السابقة باختلاف طفيف في بعض الوجوه.

2) أن تكون قرارات الحكومة وطنية صرفة لا تهم إلا المواطن الكريم الذي ضرب بشجاعته مثلاً يفتخر به العراق عندما زحف هو والملايين لصناديق الاقتراع لتكريس الممارسة  الديمقراطية، وتحديد الشخصيات التي ستمثله في مجلس النواب، والابتعاد كلية عن محاولات تحقيق مكاسب سياسية أو عرقلة تمرير القوانين لحسابات سياسية ضيقة، يحسبها بعض الساسة مواقع للقوة والتأثير وفي حقيقتها هي تجاوز على حقوق الشعب والبلد.

3) أن يمنح رئيس السلطة صلاحيات جدية في تشكيل حكومة قوية، يكون له فيها حق محاسبة الوزراء وإقالتهم أو قبول استقالتهم، من دون أية مجاملة لشريك في الحكومة أو مساهم فيها بفضل وزنه الانتخابي الذي أفرزته الانتخابات .

4) أن تعمل الحكومة كوحدة واحدة تخضع لبرنامجها السياسي الذي تعده مع شركائها في تشكيل الحكومة، وأن يتخلى المشاركون عن أساليب النقد المباشر وغير المباشر للحكومة وهم مشاركون فيها، فأن المشاركة فيها تلزم المشارك باحترام برنامجها ودعم مشاريعها والدفاع عن قراراتها الوطنية، لا أنه يلقي باللائمة عليها، وينحى بنفسه عن اجرءاتها، وهو بهذا معوق لعملها بدلاً من أن يكون مساهماً بها، وقد استشرى هذا المرض في الدورة السابقة، فأن النقد والمحاسبة من عمل البرلمان.

وأن يتحلى المسؤولون بالشجاعة المطلوبة في اتخاذ القرارات الصائبة، وأن يتحملوا المسؤوليات عن الإخفاقات الحاصلة من دون ترامي للتهم وخلق المبررات غير الواقعية، وأن تفتح قلوب الساسة على أبناء البلد بصراحة وصدق في النجاحات والإخفاقات.

5) أن تجعل الحكومة أولى أولوياتها حل المشاكل العالقة في البلد في جميع القضايا الداخلية التي هي محل للسجال والتجاذب بين القوى السياسية، وعلى أسس من الحق والعدل وأن يأخذ كل واحد حقه ومستحقه، وأن يتخلى عما ليس له بحق فأن من ضاق عليه العدل فالظلم أضيق، وأن تغلق ملفات القضايا العالقة والى الأبد ليصار إلى استقرار سياسي وأمني يضع البلد على الطريق الصحيح للبناء والإعمار، وأن تسعى جادة لإنهاء القضايا الخارجية فيما يتعلق بدول الجوار وعلاقة العراق مع مجلس الأمن بشأن البند السابع وأن تنفتح على العالمين العربي والإسلامي في علاقات جيدة تراعي مصالح الطرفين من دون التدخل في الشأن الداخلي لكل بلد.

6) أن تراعي الحكومة عامل الكفاءة والنزاهة، والذي تزيده الخبرة بهاءً واستدامة في المناصب الحكومية والمواقع الإدارية وأن يخضع للانتماء الوطني لا غيره من الانتماءات الحزبية، أو الكيانية أو القومية أو المذهبية.

7) أن تسن قوانين تحمي الوحدة الوطنية، من مراقبة الفضائيات المحلية والتزامها بالابتعاد عن الأنفاس الطائفية أو العرقية، وأن يخضع المسؤول للمحاسبة أمام البرلمان العراقي على أية كلمة أو تصريح يصدر منه يصب في هذا الاتجاه، وأن يصار الى تثقيف إعلامي واجتماعي واسع لإبعاد الناس عن التوصيف الطائفي وإحلال التوصيف العراقي والوطني بديلاً عنه.

8) أن تبتعد الحكومة ومؤسساتها عن لغة كسر العظم أو الانتقام وأن تفتح صفحة جديدة تحت شعار قاله رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وآله) عندما دخل مكة فاتحاً ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن سد عليه بابه فهو آمن)) على أن تستثنى جرائم القتل والإرهاب، وللحكومة أن تترك المجال في حل مثل هذه القضايا التي قد تخضع لحسابات سياسية، الى الجانب العشائري، فيحلها بطريقته المتعارفة وإلزاماته العشائرية التي يمكن تقنينها بالشرع، وبالتالي ستوفر الحكومة على جهد كبير تستغله في نشاطات أخرى من بناء مؤسسات البلد الأمنية وفق أساليب علمية وإطارات إدارية متطورة.

9) أن تفكر الحكومة وبشكل لا يقبل التأثير في بناء مؤسسات الدولة الأمنية من الجيش والشرطة، وأن تسعى لتهيئة جيش عصري وفق أحدث التقنيات والمعدات العسكرية ليخلص إلى عقيدته في حماية أمن البلد واستقراره ويبتعد كلية عن المحاصصة والنسب،وأن يكون جهاز الشرطة في خدمة الشعب يعالج القضايا باسلوب الردع قبل العقاب والحساب.

10) على الحكومة أن تتابع الشأن الاجتماعي وتلاحق مما يمكن أن يسيء الى النسيج الاجتماعي وأعرافه وتقاليده، فأن إصلاح الانحراف أصعب بكثير من الحيلولة دون وقوعه وفق منظور الوقاية خير من العلاج وأن تستلهم سبل ذلك من خلال علماء الأمة ممن يرتبطون بهذا الشعب تاريخياً واجتماعياً ولهم علاقات واسعة مع مختلف التنوعات العراقية.

11) على المشاركين في العملية السياسية، القبول بالنتائج وعدم إثارة الأزمات التي لا يدفع ضريبتها إلا المواطن المسكين، وهو سيحملهم المسؤولية وسيندب حظه في الاندفاع للمشاركة في الانتخابات التي أرادها البعض مغنماً له وهو منها صفر اليدين.

أن القبول بالنتائج هو سمة السياسي الحريص على بلده ومستقبله وإن كان من ثمة تزييف أو تزوير في النتائج فهناك الطرق القانونية المتبعة لعلاج هذه الانحرافات والبت فيها وعليهم أن يعرفوا إذا ما منعهم الاندفاع في المشاركة الانتخابية عن الانتباه، بأن التاريخ سيسجل لهم هذه المواقف وسيتحمل أوزارها أو آثارها الحسنة أجيالهم القادمة، وستطاردهم لعنة المجتمع والتأريخ الى يوم يبعثون.

12) المفوضية العليا مسؤولة مسؤولية مضاعفة وخطيرة في عملها، وفق حيادية تامة، ونزاهة واضحة وأنها تتحمل أمانة شعب بكامله، وأن أي تلاعب بنتائج الانتخابات يعد اعتداءً صارخاً وتجاوزاً على حقوق ملايين المواطنين، وهي من سترسم صوره بلد صحيح معافى، أو بلد سقيم تتقاذفه الفتن وتلعب به الأزمات وسيكون ساحة للصراعات.

أخوكم قاسم الطائي

26/ربيع1/ 1431هـ

 

تناسي المشاكل والمصائب

تعلو كل انسان جملة من المشاكل والمصائب لا يجد لها حلاً معقولاً فيبقى يدور في فلكها ويتعامل معها بجد كل قواه القلبية والنفسية لإيجاد الحل وقد لا يجده فتبقى تعتمل في نفسه وتأكل راحته واستقراره ويهيء له الشيطان مكائد كبيرة وحيل ليلعب على المشكلة بحيل أخرى وهو لا يدري، وهنا تأتي الرحمة الإلهية بالتقدير العالي من رب العالمين في تربية خلقه فينسيه المشكلة والمصيبة وينزع من نفسه آثارها لأنه بعد النسيان لا يشعر بها فيتجه الى متطلبات حياته ولولا هذا النسيان ليبقى المشكل يدور في دماغه وربما مشكل آخر، وثالث ورابع وهكذا فيغلق دماغه على مشاكل كثيره لا حلول لها وهو يأكل في نفسه لأنه لا يجد منها المخرج فتتعطل حياته ويترك سعيه عله يجد حلاً للمشاكل وهنا نعرف نعمة النسيان الذي ابتلاه الله بها فتنسى المشكلات والمصائب، وهي تستتبع نعمة أخرى ان الزمان كفيل بحل المشكل التي كانت مستعصية في زمان ماضي والآن فككت رموزها واسرارها لأن الزمن كفيل بكشف الحقائق وهذا ما أخبر به قوله تعالى ((فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ)) وكم من فتنة لا تنكشف حقيقتها في حينها ولكنها تنكشف يعد مدة من الزمان حتى تنبئ على ما فيها وأوضح فكرة في وقتنا الحاضر هي صلاة الجمعة كانت فتنة في حينها ولم يؤمر بها وبحاجة الى سلطان عادل، ثم بعد مضي مده فإذا هي فريضة يتخاصم عليها عدة من جهات تريد اقامتها ولكن لا توفر الشرط الاساسي وهي المسافة بين جمعتين.

ثم ان الانسان لم تعد المشكلة التي تناساها تثير اهتماماته كما كانت من قبل.

وهكذا كثير مما صنعه الله بخلقه يخفيه احياناً وجه حكمته عليهم فيأخذكم الاعتراض والامتعاض وان على الله ان يغطي مصالحهم التي يرونها بعينهم الكالحة ولا يرون المصالح الواقعية التي خلقها في كونه ((الذي احسن كل شيء خلقه))

فقد يعترض الانسان على الله لماذا لا يعطيه أمرأه جميلة وقد اعطي فلان جميلة، وهو لا يدري ان المصلحة له اقتضت ذلك لأنه لو اعطي الجميلة ستكون كخضراء الدمن تسره اذا نظر اليها وتغطيه اذا غاب عنها بأمور لا يرضى لنفسه، والآية القرآنية تصور ذلك ((وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً))

 

زيادة اسعار البنزين

من الغرائب الزمانية أنه في بلد مثل العراق يصل سعر اللتر من البنزين الى 1000 دينار والعراق يملك أكبر احتياطي نفطي ويصدر على الاقل 6 مليون برميل والمعلن 4,300 مليون ولعله أكثر من ذلك لأن الشركات الامريكية والبريطانية تصدر الكميات وفق اهوائها ولا تعلم الحكومة العراقية بذلك والعدادات لا يسمح لأي أحد أن يشغلها ليعرف المصدر كذا طن أو كذا طن والمسؤولية يتحملها وزير النفط ورئيس الوزراء وسيقفون أمام الخالق في يوم حسرتهم وندمهم لا تنفعهم مجاملات السياسة.

ان هذا السعر الحالي ينعكس سلباً على اهل المصالح الضعيفة، مثل سواق السيارات وأهل المولدات والقائمة تطول، فمن يتحمل مسؤولية هؤلاء إذا ترك عمله وألتجأ الى قطع الطرق واصبح داعشياً.

اتقوا الله يا ساسة فالموت يستقبلكم ولن تفروا منه أبداً.

مكتب المرجع الديني الفقيه

 الشيخ قاسم الطائي   

9 صفر 1444     

 

  

محمد رسول الله

لا يختلف اثنان في العالم على ان محمد أفضل خلق الله وقد استحق هذا اللقب باستحقاق يخبرك سيرته العطرة وما قام به لإنتشال الأمة من حضيض الجاهلية الى نور الاسلام فهو غيّر المنظومة الاخلاقية والاجتماعية التي سادت الجزيرة العربية مئات السنين كان يتعامل مع خلق الله بالود والرحمة ولا موضع للفضاضة عنده لأن يعلم ان متكأ لإنفضاض الناس منه، حتى انه يذكر في كل غزواته لم يقتل أحداً وكيف تقتل الرحمة الالهية ((إنا ارسلناك رحمة للعالمين)) ومع ذلك كان أشجع الفرسان حتى ان علي ابن ابي طالب (عليه السلام) كان يقول اذا اشتدت بنا المعارك كنا نلوذ برسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه كان على خلق عظيم وكلمة على تشير الى سيطرته على الخلق العظيم أي موقعه فوق الخلق كان ذائباً  في حب الله بل في ذات الله ممثلاً المظهر الأتم لله في الأرض والفارق بينه وبين الرب هو انه مربوب لله تعالى به كل الصفات الالهية وفي بعض الآيات اشارة الى ذلك ((حتى يغنيهم الله ورسوله من فضله)) ((بالمؤمنين رؤوف رحيم)) ((وأستغفر الله لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيماً)).

وعلى الرغم من خلقه العالي الذي يستدعي طاعته التي أقرها له تعالى وقرنها بطاعته، كانت طاعة الرسول معيار لطاعة الله تعالى، وأكثر الخلق طاعة لرسوله أقربها منزلة من ربه، فهذا الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) يقول ((أنا عبد من عبيد محمد)) بمعنى انا مطيع له طاعة العبد لسيده وكانت منزلته لا تدانيها منزلة من الاصحاب واستحق الطاعة من قبل الاخرين لطاعته لرسول الله التي هي طاعة الله وهكذا الحسن وهكذا الحسين بطاعة كل منهما السابق عليه التي هي طاعة الله والى الامام المنتظر (عجل الله فرجه) من ذلك نعرف ان الطاعة لمن يستحقها وهو ما كان طاعته طاعة لله، ترفع منزلته ببيان فضله حتى طاعة المرجع المخلص يكون لها الاثر نفسه لكن المرجع لا يقارن بالإمام المعصوم فتكون منزلة المطيع دون منزلة المطيع للمعصوم (عليه السلام).

 

مسؤولية إنتشار المخدرات

تشهد الساحة الاجتماعية العراقية إنتشار غير مسبوق للمخدرات بمختلف مسمياتها، وهي محظورة في بلدان الأرض برمتها، وإنتشارها بين شبابنا يعتبر عامل مدمر لحياة الشباب فعلى من تقع مسؤولية ذلك:

أ – تقع على مسؤولية الدولة أولاً وبالذات لأنها بحكم حاكميتها للشعب مسؤولة عن هذه الاعمال التخريبية لكنها لم توقف زحف الانتشار لهذه السموم، أما لأن القائمين  بدخولها الأراضي العراقية متنفذين في الدولة وذات رصيد حكومي عالٍ لا يمكن المساس بهم، أو ان العذر الواسع الانتشار ان العملية السياسية تنهار، أو لأن القائمين على المناطق الحدودية ضعاف النفوس ومرتشين بعبور أي شيء إذا كان فيه بعض الدولارات لهم ولا يهمهم الشعب وتضرره وهؤلاء يريدون أخذهم الأموال لأن موقعه لا يحصل عليه الا بمبالغ طائلة يحاول تحصيلها بسرعة.

أو لأن دول الجوار تريد إغراق العراق بهذه السموم عندما تجد الحكومة العراقية ضعيفة ولا تقوى على اتخاذ رد فعل مناسب وأسباب أخرى نكتفي بهذه.

ب- مسؤولية الأحزاب السياسية والتي تريد تمويل أحزابها ولو بجرائم من هذا القبيل ولا تحاسب ولا تحال على القانون لأنهم من يكتبون القانون وهم على نفس القانون، وتعالج هذه النقطة بحل الأحزاب السياسية وإصدار قانون الأحزاب إذا لم تحل.

جـ- المليشيات المسلحة التي تملك نفوذاً وقوة وهي تستطيع المتاجرة والتخلص من المساءلة والحساب لأنها تملك القوة والأسلحة النارية التي يمكن ان تواجه بها الحكومة والعلاج بفرض القانون عليها لأنه فوق الجميع.

د- العشائر التي تكون بالقرب من الحدود وتملك نفوذ وقوة تحرج الدولة في مداهمتها لأنها تثير عليها أبنائها وعلاجها بفرض سلطة القانون عليها ولو بالقوة وتثقيف أبناءها على حرمة المخدرات والرزق منها محرم أو متخصصون بهذه التجارة ولهم علاقات متعددة مع التجار العالم في بعض دول الأرض، ومثل هؤلاء عقابهم مضاعف وتطبيق القانون عليهم دون رحمة لأن هؤلاء يفسدون في الأرض ويحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.

البلد بحاجة الى توعية وتنبيه لخطورة المخدرات على النسيج الاجتماعي والخلق العام والعادات المتعارفة وان الرزق المتأتي منها سحت وحرام ولا يمكن تحليله كما وننبه على أولياء الأمور بتحمل مسؤولياتهم عن أبنائهم وسلوكهم فهم يتحملون مسؤوليتهم ومسؤولية أبنائهم عن هذا الانحراف كما يتحمل رجال الدين مسؤولية ذلك لتقصيرهم في فريضة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يعذرون في التقصير فهم يتحملون حمل الأمانة في صيانة حياة الناس وتهذيب سلوكهم وهذه مسؤولية أخرى عن التقصير في وظيفة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.

29 صفر 1444

 

 

الى سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام عزه)

البرلمان العراقي لم يمارس عمله منذ مدة طويلة تجاوزت الشهرين فهل يستحقون رواتبهم الشهرية أم لا يستحق؟ أفتونا مأجورين رحمك الله ..

بسمه تعالى

استحقاق أي راتب يكون في مقابل الجهد الذي يقدمه الشخص من عمل للدائرة أو المؤسسة وما لم يقدم العمل الذي يستحق به راتب فلا يستحقه ويكون أخذه حرام شرعاً.

مع اننا حرمنا راتبهم منذ مدة لأنهم لم يكن عملهم لمصلحة العراق الذي اقسموا عليها خلال تسلمهم منصب النائب في البرلمان.

 

قاسم الطائي 

22 صفر 1444




محرك البحث

اخر تحديث

الاحصائيات

الطقس

3:45