نشرة النهج

نشرة النهج العدد 182

   
263 مشاهدة   |   0 تقييم
تحديث   25/12/2023 4:22 مساءا

 

حرق كتاب الله اساءة لا تغتفر

هذا الكتاب الخالد الذي لا تنقضي عجائبه ويتجدد كل حين وكأنه لتوه نزل اذا أدرك منه مقطعاً تبدل ادركك الى جهل بعد حين آخر فهو يريد الادراك المتواصل لأنه يجري مجرى الشمس والقمر، وللأسف فهذا الكتاب المعتقد بقداسته أكثر من مليار مسلم ويشهد به في قضاياه الخصامية والعلمية لم يلق من الاهتمام من المسلمين بقدر أهمية وعظمة قداسته بالرغم من تكرار هذه الاساءة بين مدة وأخرى ورد الفعل فقير لا يرقى الى مستوى الحدث فيجد الطرف الاخر تشجيعاً لإعادة الفكرة والاساءة الى معتقدات المسلمين واقصد بالرد الحكومي لأن المواطن المسكين مهما يكن رد فعله فهو لا يؤثر بالاتجاه الصحيح، ألا يستحق كتاب الله الكريم هذا الدفاع والاستنفار لنصرته، نعم المواطنون يستطيعون التظاهر أمام سفارة السوء (السويد) وإيصال رسالة الى السفير مفادها اذا تكرر هذا الفعل سيكون لنا موقف أكثر تصعيداً، ومن جانب الحكومة ان تقوم حملة استنفار في الدول العربية وتحرك ضميرها الاسلامي لتناسب ردة فعلها مع عظم الجرم، وليكن اتخاذ هذه الخطوات:

1- التلويح بقطع العلاقات الدوبلوماسية مع السويد وتسليم السفير رسالة احتجاج شديد اللهجة.

2- ضرب السلع والبضائع السويدية في السوق العراقي.

3- مطالبة الدول الاخرى بإدانة هذا الفعل الذي يمس مشاعر المسلمين وإن دعوى الحرية كذبة يغطون عورة فعلهم.

4- إثارة قضية الاساءة في كل المؤتمرات الدولية وفضح السويد في كل المحافل.

ومن نافلة القول افتاء المرحوم روح الله الخميني قائد الثورة الايرانية بإهدار دم بازوفت القضية التي اثارت العالم، فليكن من يقدم على حرق القرآن موضوعاً للإفتاء بإهدار دمه كي يكون عبرة والفتوى بهذا الحجم يجب ان تصدر من المرجع الاعلى في العراق لإعتناء الناس بفتواه، وإلا يمكنني الافتاء بسهوله لكنها تقبر ولم يعتنى بها، كفتوى الجهاد.

 

إرتداد الظلم

الظلم الذي مارسته أمريكا وبريطانيا وفرنسا في دول الأرض المختلفة لفرض سيطرتهم و تأكيد نفوذهم  على شعوب الأرض، واحتلالهم البلاد والعباد ويفرضون ما يعتقدونه صحيحاً في مجال السياسة والاقتصاد وما يسمونه بالحرية الشخصية وحقوق الانسان وغيرها من عنوانين رنانة لاتزال تراوح في كلماتهم الجوفاء، بل حتى الامر الذي يمارسونه ظناً منهم انه في نطاق ممارسة الحرية يريدون فرضه على الشعوب المغلوبة وهكذا تطول قائمة استهتارهم بشعوب الأرض ودعوى تفوقهم الإنساني، حتى ظهر لهم المخفي غير المحتسب هو الرئيس الروسي –بوتين- فعرى أخلاقهم وافكارهم وممارساتهم وأشبعهم إهانة فشربوا من نفس الكأس الذي شربوه للشعوب المغلوبة على أمرها فذاقوا من ما مارسوه مع الآخرين، لأن الظلم لا يدوم ولا بد ان يرتد على فاعليه فهذه سنة الحياة في كونه، كم من الطغاة مارسوا الطغيان في الأرض فأصبحوا اثراً بعد عين، ولنأخذ نموذجا لظلمهم، أوكرانيا التي ارتمت في أحضانهم وباعت كل قيمها لقوتهم المزعومة، بعد الانقلاب فيها بمساعدة الغرب، واضطهاد سكانها الروس في الدنباس وشعبهم بعملية مكافحة الإرهاب فيها، لمطالبة سكانها بحرياتهم كما يدعي رعاة أوكرانيا ولكن حرياتهم هي إرهاب لأنها لا تتناسب مع المصالح الغربية فتكون تمرد وإرهاب، ويتبين من اتفاقيات الرباعية بين روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا أنهم يخادعون ويكذبون حتى على مثل دولة من شاكلة روسيا، كما كذبوا على العراق وليبيا وقبلهم يوغسلافيا وأفغانستان ولما شعرت روسيا بالخطر يهدد وجودها من الغرب ومن أوكرانيا، شنت عملية عسكرية لتطهير أوكرانيا من النازيين الجدد بحماية شركائها والحفاظ على استقرار دولتها والنتائج يعرفها المتابع وهي وان لم تنته بعد تدمير أوكرانيا وارباك الشعوب الغربية واضطرابات في بلدانها وسقوط حكومات بعضها وأستنزاف قدراتها العسكرية وحقيقة الحكومات الغربية التابعة لأمريكا والمنظوية تحت سياساتها حتى وان كانت مدمرة لهم ولحياة شعوبهم والمتوقع ان الحرب لم تنته وإذ كان من سيناريو لنهايتها فستكون تدمير أوكرانيا وتقسيمها بين الدول ويعاد المشهد اليوغسلافي للغرب، وبعد ذلك ستتراجع أمريكا عن سيادة العالم بعد ان تخسر هيبتها وقوتها ويرتفع حاجز الخوف عن البلدان التي كانت خاضعة لها فلا تمتثل لأراداتها وسياستها وسيصعد نجم روسيا في إعادة لمقطع تاريخي جديد هو انهيار الاتحاد السوفيتي وصعود أمريكا لقمة المشهد  في أوائل تسعينات القرن الماضي، وهكذا هي الدول وحياة الافراد، تبدأ ضعيفة ثم تقوى وستعود ضعيفة في مشهد يصورها القرآن ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ﴾ (الروم 54)  فلا الضعيف يبقى ضعيفاً ولا القوي يبقى قوياً والكل سيشرب من كأس الآخر وهذه سنة الخالق تعالى في كونه.

 

الانحطاط بدعوى الحرية

الى العقلاء في مختلف اصقاع الارض أقول لهم هل شاهدتم خلال مسيرتكم الحياتية ان ذكر الحيوان ينزو على ذكر مثله وأن أنثى الحيوان تلاعب جنسياً أنثى مثلها، بدعوى الحرية فهل الحرية تعني الوقوف ضد الطبيعة وقوانينها بهذا وما صممه الله في كونه كلا انها ليست حرية هي تحدي لنواميس الطبيعة والوقوف ضد ارادة الله في خلقه ان يعيشوا وفق الطبيعة وما تلازمه من المناسب لحالهم لأن الخالق أعرف بخلقه وما يهدي لمصالحهم في شؤونهم الحياتية، أن دعوى ممارسة الحرية بالزواج المثلي أصبحت ظاهرة عالمية تقف وراءها دول وتسن القوانين لتبريرها وتجند وسائل الاعلام وتستغل المناسبات الدولية والعالمية لترويجها، ومن يقف ضدها يوصف بمتخلف ومستبد ودكتاتور وقامع للحريات و و و ... والحرية المدعاة في ممارسة هذا الفعل الشنيع ما هي؟ أنهم بتشجيعهم يدفعون الانسان ليكون أحط من الحيوان، فهي ليست حرية بل هي استعباد حيث تستعبد الشهوة الحيوانية الانسان فيسعى وراءها جاهداً وهي لا تزيده الا عبودية أخس من عبوديته الحيوانية فما فرض حرية هي عبودية.

والمغتر بالحياة الغربية فهذا نموذج منها يحول الانسان الى عبد شهواته الحيوانية بل أخس من الشهوة الحيوانية وبسنهم القوانين لتشريعها وتجويزها من اجل اعطائها نحو من المشروعية والمقبولية في بلدانهم بل جادين على التثقيف لها بكل وسائلهم والاصرار عليها، مع ان نقدها وتقبيحها يعتبر تجاوزاً على حدود الحرية مع ان النقد هو أيضاً حرية فكيف لا تكون حرية والفعل الفاحش حرية، ثم كيف وصفوها حرية وتدعون الى ممارستها لكل الشباب والشابات دعوا الناس على سجيتها هي ما تختاره لنفسها بدون ضغط أو توجيه.

ان هذه الدعوى وان كان وراءها اغراض وغايات منها المنظور لنا تقليل عدد سكان الارض الى المليار الذهبي، وهو يشترك بالحروب التي يشعلونها في كل مكان من الارض، والفايروسات العديدة التي ينشروها في ربوع المعمورة ولم يكثفوا بذلك بل ابدعت مخيلاتهم الزواج المثلي.

وهؤلاء لم يعرفوا ان الله يدافع عن الذين أمنوا – باستئصال فعلهم وأياهم كما فعل بقوم لوط وهذه سنة جارية فإذا وقعت بالامس فلا يمنع من وقوعها اليوم.

المهم في الأمر المسلمين ان لا يندفعوا وراء الدعوات المضلة هذه وليجرم الفعل وتسن قوانين لمحاسبة المروجين والفاعلين وقوانين صارمة تتناسب وحجم الجرم وتماثل العقوبة الشرعية لهذا الجرم، واعطاء أي مجال في ذلك سيجعل معالجة الأمر بعد ذلك من الصعب المستصعب، وعلى الدول الاسلامية ان تمنع التصرفات الممهدة لهذا الفعل، كتشبه الرجال بالنساء من حيث الملبس والشكل الخارجي، وعدم الوقوف ضد هذه الفاحشة والموبقة يعني اشاعتها وسط المجتمع الاسلامي والله يقول ((ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لعنوا في ..))

 الغرب لا يريد لنا الخير بل يريد لنا الشر والتقهقر ((وودوا لو تكفرون فتكونون سواء)) لقد حان الوقت لأن يقال للغرب كلا وألف كلا وان تضاد سياسته ويمنع انتشارها وتقاوم في بيئتنا، ولذا منع الشارع التشبه بالكفار في كل شيء حتى في الملبس وطريقة الأكل فكيف لا يمنع هذه الفاحشة، لا يفوتني ان أذكر روسيا التي تمنع هذا الفحش وتحاسب عليه وهي ليست أولى بذلك من المسلمين على اختلاف مذاهبهم صيانة لديننا واخلاقنا وحماية لأنفسنا، ولعل من نافلة القول ان الحرب المستعرة في أوكرانيا بين الروس والغرب أحد اسبابها تحريم الزواج المثلي في روسيا والمحاسبة عليه، بل أقول أكثر من ذلك ولعل القارئ يستغرب منه، وهو ان الغرب عاش على السلب والنهب لخيرات الدول والشعوب أبان فترة استعمارهم للشعوب، وبذلك تجمعت عندهم ثروات مسروقة بنوا عليها اقتصاداتهم وإذا عنون بالمسروقة فلا يجوز العمل معهم والاخذ منهم بعنوان المساعدة والاعانة الاجتماعية، ولذا لم نرجح السفر الى الخارج الا لمصلحة أقوى وأمتن تفيد الانسان وبلده، فبلدانهم فيها الاضلال عن الذكر كما يخبر النص ((يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً{28} لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً))

                                     26 جمادي1 1444

 

 

 

المناسبات المحزنة في رجب

يمر علينا شهر رجب الاصب كل عام وهو يحمل في أيامه مناسبتين أليمتين يمر بها المسلمون في العراق بشكل عام دون اتصاف طائفي لأحدهما أو لكليهما، فقد وجدت شخصياً حينما كان مروري الى بيجي على سامراء في ثمانينات القرن الماضي، أن الناس في سامراء يعتقدون بإمامة الهادي (عليه السلام) ويحلفون به ولا يتخلفون عن حلفهم إذا قال أحدهم اتكتف لسيدنا علي الهادي، فأنه ينجز ويصدق القول.

والاخرى شهادة إمامنا الكاظم السجين في قعر الظلمات، وزائريه خليط من الشيعة الغالبية وبعض السنة وخصوصاً أهل الأعظمية.

وعلى كل هاتان المناسبتان هما ما سيمران علينا في رجب الأولى في الثالث منه حيث شهادة إمامنا الهادي (عليه السلام) وفي الخامس والعشرين شهادة امامنا الكاظم (عليه السلام) والملاحظ في هاتين الزيارتين ضخامتهما بما يوازي زيارة بقية المعصومين من أهل الكساء -زيارة الامير والحسين (عليهما السلام)- وإن كانت زيارتهما أفضل من زيارة الامامين لأن زيارتهما زيارة الله في عرشه، وزيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزيارة الكاظم والهادي كزيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والفرق بالكاف لمن يفهم اللغة العربية وتعبيراتها، وكل هذا مسند بالعديد من الروايات، ومعظمها صحيحة السند يثبت بها هذا المدعى.

ومع افضلية زيارة أئمة أهل الكساء وجدنا ان زيارة الهادي والكاظم كزيارتهما من حيث اعداد الزائرين وشدة تفاعلهم مع زيارتهما، مما يثير تساؤلاً مهما قد اجبنا عليه قبل أكثر من عقد من الزمن في جواب استفتاء سابق قدم الينا حينها.

وقبل الاجابة لا يفوتني ان اذكر بأن نفس المكانين مدفون فيهما امامان اخران العسكري مع الهادي (عليهما السلام) والجواد مع الكاظم (عليهما السلام) ولا تبدو زيارتهما كزيارو الهادي والكاظم (عليهما السلام) ولمن يلاحظ يتبين له ذلك جلياً، ومع الأخذ بهذه الملاحظة يكون للتساؤل أهمية مضاعفة، فما هو الجواب؟

عندما نقرأ التأريخ وتفاعل الناس مع احداثه نجد ظاهرة واضحة لا تقبل التشكيك واللبس الا وهي التقدير العالي والاحترام الوافي والتفاعل الكبير مع الثائرين ضد الظلم والطغيان فكل من صنع لتاريخه حدثاً في مواجهة الظلم والاضطهاد واراد ايقاف زحف الظالمين والطواغيت عن مزيد من الطغيان كان بالتقدير جديراً وبالاحترام والاكبار حقيقاً، ولنا في تاريخياً نماذج منها الثائر عمر المختار الذي واجه الطغيان الاستعماري الايطالي في ليبيا فما زال بطلاً شامخاً يفتخر به العرب ناهيك عن الليبيين، ومنها الثائر البوليفي جيفارا فما زالت صورة البطل الذي يحاكيه الساسة والقادة وهو يمثل لهم الرمز الذي يحتذى به، ومنها الشهيدين الصدرين (رضوان الله تعالى عنهم) فقد واجها اعتى طاغوت عرفته البشرية في عصرها الحالي، فامسيا رمزاً للشجاعة والبطولة وعدم معرفة للخوف طريقاً عندما يتعلق الامر بدين الله ورسالته، ورفع الحيف عن الناس، ومواجهة الظلم وفتح طريق وسط الالغام لمن يأتي بعدهما، ولم يكونا رمزاً فحسب بل كانا مثوى للمتعبدين والراجين والسائلين لرحمة رب العالمين، وهكذا تجد أخرين قد صنعوا التأريخ لأممهم كالسيد الخميني رضوان الله تعالى عليه وها هو مزار للمسلمين من مختلف اصقاع الارض وقد انجز ثورة في عصر الذرة لم تكن تتحقق لولا ارادته الصلبة وتعامله مباشرة مع المولى تعالى وتقدس متخذاً طريق اهل البيت من أئمة الهدى ومستعيناً بفيوضات مواقفهم، وبالخصوص موقف مولاه الامام الثائر الحسين (عليه السلام).

وهؤلاء وغيرهم محط تقدير انساني، واحترام خاص يرتفع في ايام ذكراهم حيث يذكروا باكبار ويحتفل بهم باستمرار ولهم في ذاكرة الانسانية حسن الثناء وعلو الاطراء، ومن الطبيعي يكثر المحبين والمحيين لمواقفهم.

وإذا نظرنا الى بعض مواقف الامامين الهادي والكاظم (عليهما السلام) كان فيها من التحدي للطغيان ومواجهة الاستهتار والاستكبار ما يشير باستخفافهما بجبروت الجبابرة واستصغاراً لقدرهم مهما كانت ردود فعلهم، فهم في هذه المواقف مثلوا اصدق تمثيل (ان اعظم الجهاد كلمة حق أمام سلطان جائر) ولنذكر بعض من هذه المواقف للإمام الهادي: الأول: غضبه عندما استخف به المتوكل مع المشعوذ الهندي عندما كانوا على مائدة الطعام عليها خبزاً خفيفاً ارتفع لما مد الامام (عليه السلام) يده، فطارت فتضاحك المتوكل وبعض الجلوس وغضب الامام وكانت على يساره صورة لأسد فضرب بيده على تلك الصورة فبرز الاسد منها فقال له الامام (خذه) واشار الى الهندي فوثب الاسد فابتلعه ثم عاد الى صورته الاولى وأدخل الرعب والخوف عليهم ثم نهض وخرج (عليه السلام).

الثاني: محاولة تقديم كأس من الخمره مستهزءً بالامام في احدى ليالي المتوكل الماجنة فقال له ((والله ما خالط لحمي ودمي قط)) فقال المتوكل: انشدني شعراً فقال الامام إنني قليل الرواية فقال المتوكل لابد من الانشاد ، فقال الإمام :

باتوا  على قللِ  الاجبال تحرسُهم        غُـلْبُ  الرجالِ  فما أغنتهمُ القُللُ

و استنزلوا   بعد  عزّ من معاقلهم        وأودعوا  حفراً  يـابئس ما نزلوا

ناداهمُ   صارخٌ  من بعد ما قبروا        أين   الاسرّةُ   و التيجانُ و الحللُ

أيـن  الوجوه  التي كانتْ  منعمةً          من  دونها تُضربُ الأستارُ والكللُ

فـافـصـحَ  القبرُ  حين  ساءلهم                       تـلك  الوجوه عليها  الدودُ  يقتتلُ

فأهتز المتوكل من هذه الحكمة البالغة وأخذ يبكي وأمر برفع الامام واعتذر له وأمر بالعطاء له.

وهل من كلمة أفضل من هذه ردعه عن المنكر، وهز وجدانه وذكر بما فيه الموت عبرة وعضة ولم يخش الامام سطوة المتوكل.

وللكاظم (عليه السلام) مواقف منها:

عندما أدخل الامام (عليه السلام) على هارون العباسي قال له هارون: ماهذه الدار؟

قال الإمام : هذه دار الفاسقين ((سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)) هارون: فدار من هي؟

الامام: هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة.

هارون: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟

الامام: أخذت منهم عامرة ولا يأخذها الا معمورة.

هارون: فأين شيعتك؟

الإمام: ((لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ))

هارون: فنحن كفار؟

الامام: لا ولكن كما قال الله تعالى ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ))

فغضب هارون وتعجب من جرأة الإمام عليه وشجاعته.

ومنها: أنه لم يعتن بما لهارون من عيون وأنه كان كان وبما يرغب بوصول كلماته اليه من قوله لمن يخيط لهم الثياب عندما سأله هل تراني من اعوان الظلمة؟ قال (عليه السلام) أن الذي يبيعك الخيوط والابر من اعوان الظلمة وإما انت فمن الظلمة انفسهم.

ومن المعروف ان مثل هذه المواقف إذا جاءت من مثل هذه الشخصيات العظيمة فأنها تجعل لهم وداً وحباً في قلوبهم يعبرون عنها في مناسبات زياراتهم.

وهناك اجوبه اخرى اعرض عنها دوماً للاختصار.

 

تحذير

ينتشر بين الحين والآخر منشورات يوزعها بعض الافراد ممن باع حظه بالأرذل والاحقر وهذه الشريحة مساكين لا يدركون من الأمر حقيقته فينبهروا بالطرح المقدم له وخصوصاً أنه متأطر بأطار شرعي من روايات أئمة الهدى من المصادر الحديثية للشيعة، ولكن تجمع بين الغث والسمين المنقولات من هذه الكتب ويكون معظم الروايات اما مفهومة بشكل غلط يخدم الهدف المستهدف ضرب المرجعية والتقليد وجعل الناس بلا راعي وموجه للطريق، وأما هي ضعيفة السند ولا تصلح للاستدلال، وأما هناك التباس في الفهم، فالمستظهر منها شيء والمذكور شيء آخر تلبيساً على العامة ومحاولة اللعب بعقائدهم ومعتقداتهم، وأخيراً وقع في يدي منشور من هذا القبيل يذكر 90 رواية على هذه الشاكلة، بعضها أقوال علماء لا  حجة فيها فقط الحجية للمعصوم إذا كان سليم السند، سأكتفي ببعضها للذكر أو للرد عليها:

تحت رقم (11) عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: أياكم وتقحم المهالك باتباع الهوى والمقاييس وقد جعل الله أهلاً اغناكم بهم عن جميع الخلائق لا علم الا ما أمروا به قال تعالى ((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) أيانا أعني. مستدرك الوسائل ج17 ص257

هنا الإمام يحذر من اتباع الهوى والأخذ بالقياس لأن اتباع الهوى مهلك والقياس باطل عندنا ولم يستعمل فقهائنا القياس والرجوع الى أهل البيت لأن القرآن نزل في بيوتهم، وأين هذا من الاجتهاد والتقليد فلا يوجد عندنا مجتهد متبع الهوى والقياس الا النادر وإن وجد يختبر به الخلق وليميزوا بينه وبين العالم الذي فتواه من الكتاب والسنة والعقل والإجماع.

 

تحت رقم (17) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول عن آخر الزمان ((فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء ومنهم خرجت الفتنة وإليهم تعود)) عن بحار الأنوار ج52 ص190

هذه تدلل ان من الفقهاء منحرفون ومنهم مستقيمون والتقسيم قاطع للشركة والرسول (صلى الله عليه وآله) ذكر المنحرفون وبالمناسبة القرآن ذكر الائمة الذين يهدون الى النار فهل يعني ذلك كل الائمة هكذا .. أنت تنظر بعين واحدة.

تحت رقم (68) قال ابو جعفر (عليه السلام) من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ومن دان الله بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم. وسائل الشيعة ..

هذا يشير الى المفتي بغير حجة ودليل من كتاب وسنة واجماع وعقل أي أفتى برأيه فيكون دان الله بما لا يعلم وهو مضاد لله وأين هذا من الاجتهاد بحجة شرعية.

تحت رقم (77) ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) يوماً أهل الفتوى وهو مغضباً فقال: إذا خرج القائم أنتقم من أهل الفتوى بما لا يعلمون فتعساً لهم ولإتباعهم. إلزام الناصب ج2 ص189

قيد كلامه (عليه السلام) (بما لا يعلمون، فيصب الإمام غضبه عليهم وبالمفهوم إذا علموا منشأ الفتوى ........ من الكتاب والسنة فلا يغضب بل يفرح ويسر وفي ذلك روايات.

تحت رقم (90) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (أمر الناس بمعرفتنا والرد إلينا والتسليم لنا ثم قال: وإن صلوا وصلوا وشهدوا ان لا اله الا الله وجعلوا في انفسهم ان لا يردوا الينا كانوا بذلك مشركين. وسائل الشيعة ج27 ص68

يختصر جواب الإمام (عليه السلام) بأن لا علم الا عندهم ولو شرقت الناس وغربت فأنهم لم يجدوا علماً الا عندهم وما أخذ منهم فهو العلم والفقهاء كلهم يأخذون من أهل البيت (عليهم السلام)، وأين هذا من بطلان الاجتهاد والتقليد.

ملخص القول: ان المدعي قد خلط بين القياس والاجتهاد فالقياس باطل وروايات المعصومين على بطلانه والاجتهاد جائز شرط ان يكون المعين له السنة الشريفة للنبي وآله وأما اذا كان بالهوى وبالرأي فهو باطل لا يرتكبه الفقهاء.

أما الأخذ منهم (عليه السلام) فذلك في زمان الحضور وأما في زمان الغيبة (هذا) فأخذهم عن طريق ما ورد منهم صحيح السند وسليم المضمون ويعرض على القرآن فأن خالف فيضرب عرض الحائط وإن وافق يؤخذ به بعد سلامته عن المعارض وتطبيق قواعده.

وأخيراً نحذر من مثل هذه الدعاوى والمضلات ونحث المؤمنين  على مواجهتها بالمعرفة ولو بالرجوع الى فقهاء الأمة والناصحين لها وما توفيقي الا بالله.

 

ما بين بطولة الخليج – وشارع بغداد التاجي

الكل يشيد بتنظيم دورة الخليج في البصرة للاهتمام الزائد من الحكومة بل زائد فوق حده بما أرهق الحكومة واستنزف مواردها وفي جانب نرى الاهمال واضح بطريق خارجي صار يراوح في مكانه منذ عشرين عاماً وهو يسير الى التدهور والاهمال، وتعاقبت 5 أو 6 حكومات لم تحرك أحدها ساكناً من أجل اصلاح الشارع الذي تندثر مواد عظيمة نتيجة هذا الشارع الذي هو مجموعة حفريات باعماق مختلفة ويعرف ما تفعله في السيارة.

في البصرة مردود الفائدة محصور ويشمل اللاعبين واعضاء الاتحاد العراقي وقطاعات صغيرة من المواطنين بدون مردود اقتصادي، وفي شارع التاجي مردود الفائدة عام شامل لكل العراقيين وفيه مردود اقتصادي على البلد.

يظل الملعب ينتظر ان تقام مباراة أو بطولة على أرضه فيما يستمر الشارع بتوفير أجواء السلامة والأمان لكل المواطنين وعلى مدار الساعة.

في ملعب البصرة استهلاك بدون انتاج ومجرد قتل للوقت فيما شارع التاجي يسهل حركة البضائع والناس ويعجل من فرص العمل ويشجع المنتوج الوطني إذا سارت السيارات بانسيابية واريحية فتنقل البضائع الى مكانها من الاستهلاك والحاجة بوقت قصير وجهد قليل مما يقلل تكاليف العمل.

ومن خلال ذلك تبين أهمية الشارع وأفضليته لمزيد اهتمام الحكومة من الملعب والدورة، فترك الشارع مع معاناة المواطنين في الذهاب والاياب اعلان واضح بتقصير الحكومة وعدم اهتمامنا بحياة الناس، مع ان صيانة الشارع أو تجديده كلية أسهل من حيث العمل بأنشاء الملعب وأقل كلفة منه، فهل الحكومة غير منتبهه الى الشارع أو غير مهتمه به، فإذا كانت غير منتبهه اليه فتلك كارثة لأن معظم مسؤولين الدولة تستخدم هذا الطريق وإذا كانت غير مهتمة فذلك تقصير واضح وتظهر أهمية الطريق في أوقات الزيارات للمرقد السامرائي المقدس وانا عايشت معاناة الناس في هذه الزيارة الرجبية وتذمرهم وعدم معقولية ان تقدر مبالغ مالية جليلة على هكذا عمل متباطئ، وإذا أردنا ان تنصف الحكومة فنقول ان الاهتمام الحكومي بكل المشاريع ينبغي ان يكون بدرجة مساوية أو أكثر المشاريع الوطنية لا أن تهمل بعضها بالكلية ويهتم بالآخر بالكلية.

من صعد مطية الانصاف عاش سليماً ومات محموداً

ومن أمتطى جواد الظلم والتعسف أرتد عليه ولو بعد حين ويعيش ملعوناً.


 

سماحة المرجع الديني الفقيه الشيخ قاسم الطائي (دام ظله)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نحن لفيف من الشباب ممن تأثرنا بفكر ونهج الشهيد السعيد محمد صادق الصدر (قدس سره الشريف) ومواقفه البطولية ونريد تقليده ابتداءاً.

فهل يجوز لنا ذلك؟

أفتونا يرحمكم الله

لفيف من شباب البصرة

بسم الله الرحمن الرحيم

يجوز لكم العمل بمطلق فتوى السيد الشهيد محمد الصدر (قده) مع الرجوع الينا بمستحدثات المسائل.

                                                       قاسم الطائي      

                                            22/ جمادي الاخرة 1444




محرك البحث

اخر تحديث

الاحصائيات

الطقس

3:45